التصنيفات » دراسات

دور فصائل منظمة التحرير في حرب أكتوبر 1973م



  دراسة تاريخية
ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي

 منظمة التحرير الفلسطينية ، هذا الكيان الذي بني بدماء الشهداء الطاهرة، كان ولايزال رمزا وعنوانا للشعب الفلسطيني العصي على الاحتواء والتبعية ، رغم المحاولات المتعددة لتقويض أركانه على عتبات متسلقة حاولت أن تستغل القضية كقميص عثمان ، بفكرها الديماغوجي المضلل دوما لشعوبها المغلوبة على أمرها ، منظمة التحرير ومنذ نشأتها الأولى انطلقت بفلسفة تحريرية ، أقلقلت مضاجع الصهيونية والامبريالية ودول الرجعية التي كانت تنام وتفيق وتحلم بهذا المد الثوري الفلسطيني الذي استطاع أن يجعل للفلسطيني اللاجئ المشرد  كيان يفخر فيه ..
 
وللحقيقة التاريخية الغائبة عن البعض وعن الذين يحاولون طمس تاريخنا الحديث والمعاصر ، والى المشككين بالمنظمة رأينا انه من الضروري اللازب أن نقف أمام مفصل تاريخي مهم لرجال المنظمة ومؤسسيها الأوائل ،وخاصة ونحن لازلنا نعيش انتصارات أكتوبر المجيدة، ولاسيما حين نستذكر الدور الفعال الذي أدته المقاومة الفلسطينية في حرب أكتوبر، فما إن ابتدأ القتال حتى ضاعفت المقاومة بمختلف منظماتها وفصائلها نشاطها العسكري، واشترك جيش التحرير الفلسطيني في المعارك التي جرت على الجهتين. وكان لهذا الجيش دوره البارز، إذ أوكلت قيادتا الجبهتين إلى قطاعاته مهام قتالية عدة.
ويمكن القول إن المقاومة الفلسطينية فتحت جبهة عمليات ثالثة إلى جانب الجبهتين المصرية والسورية وقد كانت أراضي فلسطين المحتلة،هي منطقة هذه الجبهة الثالثة ومسرح عملياتها حيث نشطت فصائل المقاومة ووحدات الفدائيين، وبخاصة في الجليل الأعلى والضفة الغربية وقطاع غزة، ونفذت خلال الأيام العشرة الأولى (أكثر من مئة عملية )  كان لها تأثيرها المباشر في رفع الروح المعنوية للشعب العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وفي إلحاق الضرر بمرافق العدو وخطوط مواصلاته ومراكز تموينه وقوافل وحداته، ولم تكتف المقاومة بذلك بل طلبت  من الحكومة الأردنية فتح حدودها لدخول الفدائيين منها وتوسيع عملياتها من نهر الأردن، كما طلبت دخول الجيش الأردني المعركة وفتح جبهة جديدة على العدو، وبالفعل قامت الأردن بإرسال بعض من كتائب الجيش الأردني لتحارب مع الجيش السوري.
وفي 6 أكتوبر 1973م اندلع القتال بين العرب واليهود على الجبهتين المصرية والسورية وشاركت مجموعات الثورة الفلسطينية في المعركة بعد أن صدر لها أمر عسكري، من القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ياسر عرفات، بالاشتراك في معركة التحرير والعمل داخل الأرض المحتلة، وأن تقدم كل مساعدة ممكنة لمجموعات الثورة المقاتلة لتتمكن من القيام بواجبها على الوجه المطلوب .
وقد قامت الثورة الفلسطينية بعدة عمليات عسكرية، منها:
-        قصف منطقة الخالصة "كريات شمونة" رداً على قصف العدو
-           كما خاضت قوات الثورة الفلسطينية معارك عنيفة في منطقة العرقوب الشرقية وفي مناطق أخرى على طول خط المواجهة في القطاع الشرقي، متصدية لقوات العدو التي كانت تستخدم الطائرات والمدفعية وكافة أنواع الأسلحة الأخرى.
-           كما أحدثت بعض المجموعات الفدائية عطلا في محطة البث الإذاعي الصهيوني
-          قامت بنصب كمين لقافلة تموين في منطقة اللطرون وهاجمتها بالقنابل اليدوية والرشاشات مما أدى إلى تدمير خمس سيارات وإشعال النار فيها
-          أطلقت قوات الثورة النار على سيارة عسكرية تحمل طيارين على طريق الخضيرة يافا ..


-          في اليوم الثاني للقتال (7 أكتوبر) قامت قوات الثورة الفلسطينية بعدة عمليات داخل الأراضي المحتلة وعلى الجبهتين السورية واللبنانية، فاندفعت مجموعة قتالية من قوات الثورة خلف خطوط العدو على الجبهة السورية في منطقة (دان ومعسكر أشكول  )  وقامت بضرب مؤخرة العدو في المرتفعات.
-           قامت وحدات المدفعية والصواريخ الثقيلة بقصف شديد ومركز على تحشدات ومستعمرات العدو في عدة مناطق في القطاع الشرقي من الجبهة اللبنانية مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة في قوات العدو، وإرباك استعداداته وتحضيراته التي كان يقوم بها استعداداً لضرب الجبهة السورية.


-          قامت قوات الثورة بقصف صاروخي شديد على المصانع والمنشآت العسكرية في مستعمرتي) ترشيحا ومعلولا ) في الجليل الغربي ذاته. وتم تدمير عدد من آليات العدو واستشهاد اثنين من الفدائيين وجرح ثالث.
-          قام الفدائيون بدورهم التام في منطقة العرقوب واندلع القتال بينهم وبين اليهود بضراوة شديدة، وتمكن الفدائيون من احتلال مواقع متقدمة تجاه العدو بعد أن قصفوا مواقعه بشدة في تلك المنطقة.
-        قامت كذلك مجموعات الثورة بقصف ثلاث مستعمرات في غور بيسان الشمالي بالصواريخ بعد أن تسللت عبر الأردن .
-           أسقطت طائرة إسرائيلية في منطقة جبل الشيخ.
-          تمكنت قوات الثورة كذلك من تحرير مرتفعات أبو الروس والتمركز والثبات فيها ورفع العلم الفلسطيني عليها، وذلك بعد قتال مرير استمر أكثر من ثلاث ساعات تكبد بالعدو خلاله خسائر في المعدات والأرواح. واستشهد خمسة فدائيين و11 جريحاً.
-          في داخل الأرض المحتلة، قامت إحدى المجموعات الاستشهادية بمهاجمة إحدى القواعد الصهيونية البحرية في (عتليت)  وأوقعت بالعدو خسائر كبيرة بين قتلى وجرحى.
-           قامت مجموعة فدائية أخرى بتدمير معظم خزانات الوقود في مطار تل أبيب مما أدى إلى تعطيل حركة الطيران الحربي في المطار.

وسبق أن أشرنا إلى أن الزعيم ياسر عرفات قد وجه إلى جنود ومقاتلي وفدائيي الثورة الفلسطينية حيا فيه وقفتهم مع إخوانهم من جنود وضباط الجيشين المصري والسوري، وشدد على ضرورة ضرب خطوط مواصلات العدو ومراكز تجمعاته ومرافقه الحيوية داخل الأرض المحتلة وعلى حدودها، وأبرق عرفات إلى الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية المصري موضحاً الموقف العسكري بالنسبة لقوات الثورة الفلسطينية والعمليات التي قام بها.
وتلقى عرفات برقية من الفريق أول إسماعيل رداً على برقيته، أكد فيها الفريق أول ثقته بالثورة وقال: نأمل التعاون المستمر لتحرير الأرض العربية المحتلة المغتصبة واعادة فلسطين الحبيبة ..

- وفي يوم 8-10  1973 - ثالث أيام القتال، صعّدت قوات الثورة الفلسطينية من عملياتها ضد خطوط العدو مع سوريا ولبنان وفي داخل الأراضي المحتلة، فقد قام الثوار بهجوم على معسكرات لقوات الاحتياط للعدو في سعسع بالجليل وأوقعوا في صفوفه خسائر مادية وبشرية.
 قامت وحدة الصواريخ بقصف شبكة رادار العدو وكانت في طريقها إلى الجبهة السورية وجرى قتال شديد ونجحت قوات المقاومة في منع دخول التعزيزات لمواقع العدو.
-  في الأراضي المحتلة فقد نفذ الفدائيون عدة عمليات عسكرية، فقاموا بتفجير مستودعات الذخيرة في جبل أم حواويط في النقب، ودمروا ثلاث سيارات عسكرية في الطريق بين بئر السبع وعسلوج وقتلوا جميع من فيها .
-        قاموا بنسف قطار محمل بالذخيرة والجنود بالقرب من مدينة خان يونس وقتل وجرح عدد كبير من الجنود.
-          قاموا بمهاجمة مركز للشرطة العسكرية بين كفر سابا وقلقيلية ونسفوا سيارتين عسكريتين بالألغام ما بين اريحا والعوجا .

وفي نفس اليوم بعث عرفات ببرقية إلى كل من الرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد أبلغهما فيها بسيطرة قوات الثورة الفلسطينية على مرتفعات الرؤوس الثلاث في سفوح جبل الشيخ الغربية، والعمليات العديدة التي قامت بها قوات الثورة في اليومين الماضيين.
ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الحكومات العربية لتأمين الدعم الأقصى للقوات العربية الفلسطينية المقاتلة وناشدت حكومة الأردن بفتح جبهة ثالثة على العدو من أجل تحرير جميع الأراضي المحتلة في فلسطين .

 - ذكر راديو العدو أن قوات الثورة الفلسطينية تعمل في قطاع خاص بها على الجبهة السورية، وأكد راديو العدو أن هذه القوات دمجت مسبقاً بالجيش السوري .

 - في يوم 9-10 رابع أيام القتال، سيطر الفدائيون على مرتفعات جبل الجليل الأعلى وقرب حدود لبنان بضرب تحشدات العدو وإعاقة تحركه. وقصفت إحدى المجموعات مستعمرات مرجليوت ومسكاف والمنارة بالصواريخ ومدافع الهاون .
-        اشتبك المقاتلون مع قوات العدو على الطريق بين مستعمرتي مسكاف والمالكة لإعاقة تحركاته، كما اشتبكت مجموعتان أخريان مع تحشدات العدو المحيطة بمستعمرة المنارة.
 - اقتحمت بعض المجموعات عدداً من المواقع العسكرية للعدو ومستودعات جنوده في مستعمرتي جلعادي والمطلة العسكريتين شمال فلسطين وأوقعوا بهما خسائر كبيرة. وأخيراً نجحت قوات الثورة في تحرير بركة النقار في العرقوب التي احتلتها القوات الصهيونية في عام 1970م.

- كانت منطقة الجليل الأعلى هي مسرح القتال الدائر بين قوات الثورة الفلسطينية والعدو الصهيوني وذلك لقرب هذه المنطقة من مسرح عمليات القتال في الجولان مع الجيش السوري وهي تمثل مركز إمداد جيش العدو وتحركاته.
- أما في الأرض المحتلة 48، فقد نسف الفدائيون ودمروا مستودعات النفط شرق حيفا، وكذلك نسفوا خط أنابيب البترول الممتد من ايلات إلى عسقلان (المجدل) ودمروا عدداً من الجسور والعبارات في شمال ووسط وجنوب فلسطين إضافة إلى نزع مئات من الأمتار من قضبان السكة الحديد وزرع الألغام على الطريق .

 - في يوم 10-10-1973م خامس أيام القتال، قام الفدائيون في مجموعات مختلفة بتوجيه ضربات الى مستعمرات العدو ومراكز تجمعاته وتحشداته، فقصفوا مدينة نهاريا بالصواريخ وهاجموا قافلة عسكرية بين مستعمرتي المالكة والمناورة وقصفوا كذلك مستعمرات المنارة وتحشدات العدو حولها بصواريخ .
-        هاجمت إحدى المجموعات بنسف مركز تموين وتجهزات العدو في مستعمرة مزنفتاح وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف العدو واستشهد في المقابل خمسة فدائيين.
-          اقتحمت مجموعة أخرى مستعمرة المطلة وتمكن الفدائيون من السيطرة عليها بعد معركة شديدة استمرت ثلاث ساعات كما تمكنت قوة أخرى من احتلال رويس الرمثة على الحدود الفلسطينية السورية اللبنانية.
- قام الثوار الفلسطينيون بتدمير مصنع لإطارات السيارات قرب الخضيرة واقتحموا معسكراً للعدو في وادي الصرار وأبادوا حراساته وفجروا مستودعات الذخيرة .
-          في يوم 11-10- سادس أيام القتال، قامت قوات الثورة الفلسطينية بتدمير ثماني آليات عسكرية في قافلة عسكرية في الجليل، ونسفت مستودعات الأسلحة في مستعمرة مزرعيت ودمرت عدداً من آليات العدو ومنشآته.
-          قصفت مجموعة أخرى مستعمرة الخالصة "كريات شمونه" بالصواريخ واشتعلت النيران في مستودعات الوقود فيها وضربت تحشدات العدو في الجبهة السورية وفي بانياس

- دمر الفدائيون عدداً كبيراً من أبراج كهرباء الضغط العالي بين أسدود   وتل أبيب، ودمروا خط سكة الحديد شمال غزة.
-        هاجموا قافلة إمداد وتموين عسكرية على طريق الظاهرية السبع، حيث دمروا شاحنات القافلة وقتلوا جميع حراسها .
-           أحرقوا مصانع الورق في الخضيرة ودمروا محطة الرادار شرق رام الله .
-          في اليوم السابع للقتال 12-10 تابعت قوات الثورة نشاطها العسكري ضد العدو الصهيوني بفعالية فأوقعت بالعدو خسائر فادحة مادية وبشرية في منطقة العرقوب، كما قامت بمهامها القتالية على الجبهتين الحربيتين وجبهة شمال فلسطين، فقد قصف الفدائيون مستعمرة مسعدة بالشمال ومطاراً بالحولة، وهاجموا قافلة عسكرية بين الخالصة وبانياس ودمروا آليتين مجنزرتين وثلاث شاحنات كبيرة، واقتحموا كذلك مستعمرة المطلة ودمروا ثلاث منشآت لجنود العدو وآليتين مجنزرتين وثلاث شاحنات كبيرة .
-           قصف الفدائيون مستعمرات المطلة ودان ودفنة، وهاجموا إمدادات العدو على محور بانياس ودمروا عربة نصف مجنزرة وآلية وقتل طاقتها وعددهم ثمانية جنود. ونصبت بعض المجموعات كمائن للعدو ودمروا عدداً من رشاشاته وآلياته .
 - في يوم السبت 13-10- اليوم الثامن للقتال، واصل الثوار الفلسطينيون عملياتهم العسكرية ضد مراكز العدو وطرق ومواصلاته في الأراضي المحتلة، فدمرت إحدى المجموعات المقاتلة سيارة جيب ومجنزرتين بالقرب من كفر برعم وآلية أخرى بالقرب من بانياس. كما هاجموا عدة مستعمرات في الجليل الاعلى وقاموا بعدة عمليات في المرتفعات السورية ضد قوافل العدو فدمروا دبابة وثلاث سيارات عسكرية وآليتين عسكريتين.
 - قامت قوات الثورة بمهاجمة قطار عسكري في بئر السبع ونسفوا محطة مياه ومحطة كهرباء في تل أبيب، وتم نسف خزانات الوقود في العريش، ونسف 3 جسور في شفا عمرو وخمسة في منطقة طبريا، وهاجمت إحدى المجموعات الفدائية معسكرا للمظليين في مستعمرة قطرة جنوب الرمله بوسط فلسطين وقتلوا وجرحوا 25 جندياً يهودياً.
 
-          في اللواء الجنوبي(غزة) دمر الفدائيون محطة بنزين في المجدل وسيارة عسكرية على طريق بين بيت حانون ودير سنيد، ورفض الآلاف من العمال العرب العمل في المصانع والمؤسسات الصهيونية بناء على توجيهات فدائيو المنظمة
 

 - في يوم الأحد 14-10 (اليوم التاسع) للقتال، شدد الثوار من ضرباتهم ضد العدو الصهيوني، فقامت إحدى المجموعات بتدمير موقع للعدو في مزارع شبعا، وهاجمت مستعمرة المطلة، وقصفت مدينة نهاريا ودمرت عدداً من المنشآت، وفجرت حقول الألغام والاستهلاك الشائكة والمواقع التي أقامها العدو في شمال فلسطين وجنوب لبنان.
- قام الفدائيون بتفجير عبوات ناسفة في مصنع القنابل اليدوية بتل أبيب، وفي مصنع الأسلحة الخفيفة والمواد المتفجرة كذلك. كما قامت مجموعة أخرى بقصف مصانع إنتاج الطائرات بالصواريخ غرب القدس، وقد أصابت هذه العمليات العسكرية المستوطنين الصهاينة بالذعر وأدت إلى إطلاق صفارات الإنذار على اعتبار أن غارة جوية قد وقعت، وقد منع الأهالي في الضفة والقطاع العدو من دخول المنطقة حيث أغلقوا الشوارع بالحواجز والمتاريس .
- في اليوم العاشر للقتال 15-10 تابع الثوار نشاطهم العسكري بفعالية، فقاموا بالهجوم على عدة مستعمرات في شمال فلسطين منها أدمت والمنارة ومسكاف وسعسع بالإضافة إلى موقع الرادار في الناقورة، وقصفت مجموعات أخرى من الثوار مستعمرة كفار جلعادي، ونهاريا ومستعمرة شتولا وسهل الحولة وأوقعوا بالعدو خسائر كبيرة .
.
- أعلنت رئيسة وزراء العدو جولدا مئير أن قوات العدو اخترقت قناة السويس عبر ثغرة الدفرسوار وعبرت إلى غرب القناة وحاصرت الجيش الثالث المصري ،  والجدير ذكره  ان الفلسطينين هم اول من اكتشف هذا الثغر .
-        في الفترة الممتدة من 17-10 إلى يوم وقف إطلاق النار في 22-10 وحتى نهاية شهر أكتوبر استمر الثوار الفلسطينيون في نشاطهم العسكري ضد موقع القوات اليهودية وطرق مواصلاتها، مستخدمين الوسائل والأساليب نفسها من حيث ضرب المستعمرات اليهودية في الشمال، وضرب تجمعات اليهود وتحشداتهم، ونصب الكمائن وزرع الألغام على الطرق لاعاقة مرور القوافل اليهودية .
- استمر الثوار في مهاجمة دوريات الجيش والشرطة في الضفة والقطاع، كما قاموا بنسف محطات توزيع المياه والكهرباء في المستعمرات. وقاطع المواطنون العرب الاحتلال الصهيوني. وسار الشباب الفلسطيني في الأرض المحتلة في اتجاهين رئيسيين:
*أولهما: العمل العسكري ضد سلطات العدو وقواته ومنشآته حيث تم تنفيذ سلسلة من العمليات الفدائية في عدة مناطق من الضفة.
*ثانيهما: العمل التعبوي والدعائي بين المواطنين، إذ أخذت مجموعات الشباب تتحرك بين المواطنين تتحدث عن الاحتلال وجرائمه.
وهكذا فان مجموعات الشباب في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة انطلقت إلى آفاق من العمل الوطني والثوري بصورة أربكت سلطات العدو .

 عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم 22-10 مؤتمراً بحثت فيه قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار. وأصدرت بياناً أكدت فيه أنها ليست معنية بهذا القرار وأنها ستتابع الكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني، من أجل تحرير الوطن، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وعلى أرضه، وأشارت اللجنة: إلى أن الثورة التي انطلقت لتحرير كامل التراب الفلسطيني في أحلك الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية والأمة العربية، سارعت منذ اللحظات الأولى لاندلاع حرب التحرير الوطنية في السادس من أكتوبر 1973م إلى أخذ مواقعها القتالية على كافة جبهات القتال داخل الوطن المحتل وعلى جبهات القتال العربية وأنها بذلك تواصل الكفاح المسلح لإنجاز تحرير كامل التراث الفسطيني بدون قيد ولا شرط مع العدو الصهيوني .

وذكرت جولدا مئير رئيسة وزراء العدو الصهيوني في الكنيست 23-10 حول المقاومة فقالت: إن عمليات المقاومة الفلسطينية التي قام بها الفدائيون الفلسطينيون خلال ال 17 يوماً الماضية ب 106 عمليات، شملت 44 مستوطنة في شمال فلسطين، وأدت إلى مقتل وجرح 20 مدنياً وستة جنود. وطمأنت سكان مستوطنات العدو بأن الجيش اليهودي متنبه وعلى علم بالوضع، وأشارت إلى أنه على الرغم من الاستعدادات الدفاعية علي هذه الجبهة تأكد من جديد أن عمليات دفاع منفردة لا تكفي لإنهاء الإرهاب  حسب زعمها .
ومن جهة أخرى أرسلت حكومة العدو مذكرة احتجاز إلى السكرتير العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم احتجت فيه على استمرار عمليات الفدائيين الفلسطينيين من داخل الأرض اللبنانية. وذكرت المذكرة أن الفدائيين قاموا منذ تقديمه مذكرته ب36 هجوماً على مستوطنات صهيونية في شمال فلسطين وحمّلت المذكرة لبنان مسئولية استمرار نشاط الفدائيين، وكافة النتائج المترتبة على استمرار هذا النشاط .
وذكرت جريدة صنداي تايمز البريطانية أن قوات جيش التحرير الفلسطينية الموجودة في الجبهة المصرية كانت هي أول من أعطى تحذيراً بتسلل قوات يهودية إلى الضفة الغربية لقناة السويس، وأضافت أن هذه القوات التي كانت موجودة في الخط الثاني من الضفة الغربية للقناة، شاهدت قوات العدو المتسللة ونقلت ذلك إلى قيادة الجيش المصري الثاني، إلا أن القيادة رفضت تصديق النبأ وكان ردها أنكم تحلمون. وزادت الصحيفة فقالت: إن الفريق سعد الدين الشاذلي قدم إلى قيادة الجيش المصري الثاني وأعدم بعض الضباط، لأنهم تجاهلوا التحذير الذي وصل اليهم ..  
سردنا هذا السياق التاريخي لنذكر الأجيال أن منظمة التحرير خلقت لتبقى في عقولنا وذاكرتنا الفلسطينية التى لا تقبل القسمة والتشويه ،وستبقى دماء فدائيو المنظمة شعاعاً ابيضًا ناصعا يضيء لنا التاريخ الفلسطيني الطويل .
مراجع الدراسة :
- الموسوعة الفلسطينية، ج2، ص 174-177، وHerzog, op. cit., pp. 165, p. 183
- حول الاستعداد المصري - السوري للحرب، انظر: عبد الوهاب  الكيلاني،  ص 351، وص 377-381
- انظر: هلينا كوبان، المنظمة تحت المجهر، ترجمة سليمان الوزني (لندن: دار هاي لايت، 1984)، ص 221، ورياض نجيب الريس ودينا حبيب نحاس، المسار الصعب: المقاومة الفلسطينية: منظماتها، أشخاصها، علاقاتها (بيروت: دار النهار، 1976)، ص 37، وص 49، وص 241.
- انظر: محسن صالح، الطريق إلى القدس، ص 196-198 .
 د ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي كاتب باحث فلسطيني

2011-02-18 12:35:15 | 2106 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية