التصنيفات » دراسات

قضية اللاجئين الفلسطينيين في فكر حركة فتح .

 إعداد: دكتور فوزي عوض عوض

فتح دك - يعرف التاريخ قضية تغلبت فيها الأهواء وعمتها النزاعات كقضية فلسطين ، وقل أن منيت مشكلة من المشكلات بمثل ما منيت به مشكلة فلسطين من سوء تقدير وتراجع عن مواجهة الحقائق مواجهة صريحة جريئة للوصول إلى حل فعلى وواقعي إذ أن هذه المشكلة تتعلق بحياة مئات الألوف من البشر أصابهم من المحن والكوارث ما يزلزل صرح الدول التي تتشدق بأنها راعية السلام وحامية الأمان في العالم ، حيث عانى اللاجئون الفلسطينيون أوضاعاً قاسية منذ اللحظة الأول لخروجهم من ديارهم جراء حرب عام 1948 م التي ترتب عنها نتائج كبيرة انعكست على الأراضي الفلسطينية ، حيث أدت الحرب إلى استيلاء المنظمات الصهيونية على معظم الأراضي الفلسطينية ، وتشريد سكانها الاصليين إلى البلدان العربية سوريا ولبنان والأردن ومصر والعراق وإلى مخيمات قطاع غزة الثمانية ومخيمات الضفة الغربية التسعة عشرة ، بفعل المجازر والمذابح والتآمر البريطاني على الفلسطينيين .

إن معظم الدراسات التاريخية التي تخصصت في تاريخ فلسطين اهتمت بدارسة القضية الفلسطينية بشكل عام ورصدت تطور قضية اللاجئين الفلسطينيين في فترات تاريخية مختلفة ، لكن ، ولم تحظ دراسة لقضية اللاجئين الفلسطينيين فى فكر حركة فتح بأية دراسة متكاملة ترصد عملية التحدي والأدوات التي تبنتها حركة فتح لكسر عزلة اللاجئ وتحوله من لاجئ مشرد إلى فدائي مقاتل متحملاً للمسؤلية التاريخية بالنضال من أجل تحقيق العودة ولكي يكسر اللاجئ هذه الحالة كان لابد من الانخراط فى الحركات والأحزاب والجمعيات والمؤسسات الفلسطينية التي أخذت على عاتقها إحداث هذا التحول في مسيرة النضال الفلسطيني ولأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح كانت أول الحركات الوطنية الفلسطينية انطلاقةً بعد نكبة عام 1948م وتستمر فكان لها الدور الريادي في كسر عزلة اللجوء وإخراج اللاجئ من حالة العزلة والهزيمة إلى تبنى العمل الفدائي كطريق لتحقيق حلم العودة للديار التي شردوا منها ، ولم تتوقف اهمية دراسة حق العودة من منظور حركة فتح كونها أول حركة فلسطينية فقط بل كان لها ايضاً وزنها النوعى فى الحركة الوطنية الفلسطينية وهو الامر الذى اتضح اكثر فيما بعد ، كما أن اسلوب الكفاح المسلح الذى بشرت فيه حركة فتح ومارسته أصبح الشكل الكفاحى الاساسى الذى المعتمد من قبل فصائل الحركة الفلسطينية وقواها كافة ، ومن ثم معيار جديتها وإخلاصها لهدف التحرير ، وجواز مرورها للمشاركة فى اجهزة منظمة التحرير الفلسطينية ، لذا فتركز هذه الدراسة على قضية اللاجئون الفلسطينيون فى فكر حركة فتح لأنها كان اول التنظيمات الفلسطينية في الوصول إلى تجمعات اللاجئين ودعوتهم للانخراط في العمل الفدائي لتحقيق العودة فدراسة قضية اللاجئون الفلسطينيون فى فكر حركة فتح هي دراسة للتحدي الفلسطيني لسياسة المحتل في إفراغ اللاجئين من مخيماتهم وإنهاء قضيتهم التي تعتبر جوهر القضية الفلسطينية.

إن هذه الدراسة هى بمثابة محاولة لسد نقص في المكتبة التاريخية الفلسطينية ، وتوضيح الإرث التاريخي لنضال اللاجئين الفلسطينيين .

فتهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء بشكل مباشر على قضية اللاجئين الفلسطينيون في فكر حركة فتح وتتفرع من هذا الهدف اهداف اخرى تجيب عليها التساؤلات التالية:

• ما هي السبل التي عبر من خلالها اللاجئون عن رفضهم لواقع الهزيمة.

• ما هي التحولات الفكرية التي نتجت عن نكبة 1948م ؟

• ما هي الأحزاب العربية والإسلامية التي انتمى إليها الفلسطينيون؟

• كيف كانت البدايات الأولى لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ؟

• هل نجح الرعيل الأول للثورة الفلسطينية بإخراج اللاجئ من العزلة إلى الثورة؟

• دور حركة فتح في تفعيل قضية اللاجئين الفلسطينيين؟

• ما واقع قضية اللاجئين الفلسطينيين في مؤتمرات حركة فتح؟

• ما الآثار السياسية التي ترتبت عن تحول حركة فتح لقوى أولى على الساحة الفلسطينية ؟

أما مجال البحث من حيث الزمان فهو الفترة الواقعة من سنة 1965م-2009م إذ يبدأ البعد الزمني منذ كانون الثاني (يناير/1965م) حيث انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، وبداية تأثير المرتكزات الفكرية على الشارع الفلسطيني بشكل واسع ، وينتهي البعد الزمني للدراسة عام 2009م حيث عقد المؤتمر السادس لحركة فتح .

منهج الدراسة :

نظراً لأن البحث يغطي فترة زمنية طويلة ممتدة من 1965م – 2009م وغنية بالتطورات السياسية ، عمل الباحث على الإفادة من أكثر من منهج وأسلوب بحثي لتحقيق فرضياته وبالتالي فإن الباحث اعتمد على المنهج الوصفي و التحليلي والتاريخى ، ووعمل على جمع المعلومات من مصادرها الأولية كالوثائق الرسمية والسجلات والقوانين ، ومن ثم عكف على دراسة وتحليل مضامينها ، واستقاء المعلومات الصريحة والواضحة الواردة فيها ، كما استعان الباحث بمنهج التحليل والمقارنة وربط الأحداث والتطورات بعضها ببعض ، وواستعان فى بعض الأحيان من أجل استكمال المعلومة على روايات ومقابلات شفوية أجريت سابقاً مع شخصيات عاصرت تطور العمل الفدائي الفلسطيني ليصل في النهاية إلى معالجة الإشكاليات المطروحة في البحث من كافة جوانبها .

أما أقسام البحث وسيشتمل البحث على ثلاثة محاور هي :

• التحولات الفكرية للثورة الفلسطينية جعلت من اللاجئ المشرد مقاتل من اجل العودة:

• قضية اللاجئين الفلسطينيين في الأدبيات الفكرية لحركة فتح :

• تحليل مفهوم حق العودة في وثائق المؤتمرات الفكرية لحركة فتح:
المحور الأول:

التحولات الفكرية للثورة الفلسطينية جعلت من اللاجئ المشرد مقاتل من اجل العودة:

كان المسار التاريخي الذي حدده الاستعمار لاقتسام النفوذ في منطقة الشرق الأوسط يقضي بتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي عن طريق دعم وتأييد إقامة دولة 'إسرائيل' على الجزء الأكبر من فلسطين, والعمل على منع تنفيذ الشق الثاني من قرار التقسيم (181) القاضي بإنشاء دولة فلسطين. وكانت مشاريع توطين (اللاجئين) هي الحل الذي طرحته القوى الكبرى لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية بشكل نهائي, لأن هؤلاء اللاجئين حسب شهادة (جورج ماك) مساعد وزير الخارجية الأمريكي عام 1950 م'هم أعظم خطر قائم يهدد أمن المنطقة', ولم يخب توقع (جورج ماك) حيث أخذ النهوض الوطني الفلسطيني يبرز من بين ركام الاضطهاد والقمع والقهر الاجتماعي والسياسي ، فتوجه اللاجئ الفلسطيني نحو الأحزاب والمنظمات العربية والإسلامية المختلفة.

حيث بدأ اللاجئ بعد النكبة يبحث عن السبل التي يمكنه من خلالها التعبير عن رفض واقع الهزيمة ، فكانت هناك الكثير من السبل التي عبر من خلالها اللاجئ عن رفض واقع الهزيمة كان منها: تبنى العمل الفدائي ، والتصدي إلى المشاريع المشبوهة التي كانت تهدف لتصفية قضية اللاجئين ، والانخراط فى الأحزاب السياسية العربية والإسلامية التي كانت منتشرة بعد نكبة عام 1948 م ، حيث حاول الفلسطينيون أن يجدوا لهم خصوصية في كل حزب من تلك الأحزاب وسنتناول هنا أهم تلك الأحزاب والحركات العربية التى انخرط فيها الفلسطينيون حيث سنركز على كلاِ من حزب البعث العربى الاشتراكى وحركة القومين العرب .

شارك الفلسطينيون من خلال الأحزاب التي انضموا إليها فى جميع التحركات الجماهيرية المطالبة بالوحدة العربية وتحرير فلسطين ، فمارس الفلسطينيون كافة أشكال النضال فى اطار حركة القوميين العرب التي تأسست بسبب ما حدث في فلسطين عام 1948م ، وتذكر سهير السلطي التل أن حركة القوميين العرب جاءت نتيجة لمجموعة من العوامل، أبرزها الأجواء الفكرية والسياسية التي وفرتها الجامعة الأميركية في بيروت وجمعياتها الطلابية، و رأي بعض المفكرين العرب أن الحركة وشعاراتها جاءت وليدة نكبة عام 1948، ووجودها ارتبط ارتباطاً مباشراً بالنكبة ، واتسمت حركة القوميين بسمات رئيسة بعد انطلاقتها، من أهمها أنها حركة عقائدية ثورية موحدة، تبلورت أفكارها بعد انعقاد عدة مؤتمرات. لذا كان على الحركة إدراك حقيقة ما جرى في فلسطين، حتى يأتي بناء مشروع استعادة فلسطين بمستوى القوى التي تحالفت من أجل سلب فلسطين استقلالها وعروبتها، هو بقاء القضية الفلسطينية في مسؤولية شعبها، دون أن ينسى شعبها للحظة واحدة أنه جزء من الأمة العربية، وأن فلسطين جزء أساسي من الوطن العربي، أي أن يتحمل العرب -ومنهم الفلسطينيون- مسؤوليتهم في تحمل أدوارهم دون مواربة.

فبالرغم من كبر الهزيمة التي مُني بها الفلسطينيون، والتي أوقعتهم في مشاكل جديدة، إلا أنهم بدئوا مرحلة جديدة من عمر نضالهم ، فالي جانب النضال الشعبي في المناطق الفلسطينية، وتحركات اللاجئين ومناداتهم بحق العودة، عمل الفلسطينيون المنتمين الى حركة القوميين العرب على إيجاد مكانة خاصة للفلسطينيين داخل هذه الحركة خاصة وأن معظم قياداتها المؤسسة كانوا من الفلسطينيين، الذين كانوا يتساءلون عن دورهم الخاص باتجاه فلسطين، وكيفية التوفيق بين انتمائهم القومي، وبين مشكلتهم في إحياء الوعي بالكيان الفلسطيني، ومنح الشعب الفلسطيني الفرصة للمشاركة في النضال القومي، واثبات ذاته،.وقد اعتمدت لجنة فلسطين،خيار تحرير فلسطين من خلال الفلسطينيين، اعتمادا على دولة الوحدة، وعرفت اللجنة بعد ذلك"بإقليم فلسطين" منذ عام 1960م ،.فنشط الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين بكافة أماكن تواجدها، وشكلوا خصوصية للقضية الفلسطينية داخل الحركة فكانت من مطالبهم:

• حشد العرب والفلسطينيين ضد أي حل سلمي مع إسرائيل تحديداً.

• الاهتمام بالنضال السياسي، الذي يهدف الى عودة اللاجئين الفلسطيني الى ديارهم.

وأثر فشل الوحدة 1961م خابت أمال وطموحات الفلسطينيين باقتراب تحقيق التحرير والعودة وبدأ يتبلور لدى غالبية المنتمين لحركة القوميين العرب الفكر الوطني.

ولا تخلف كثيراً تجربة الفلسطينيين بالعمل السياسي فى حركة القوميين العرب كثيراً عن التجربة الفلسطينية بحزب البعث العربي الاشتراكي ، خاصة وأن حزب البعث العرب يتشابه من حيث الأفكار مع حركة القوميين العرب وخاصة بالمناداه بالوحدة العربية فنفس دوافع الفلسطينيون بالانتماء لحركة القوميين العرب كانت هي الدوافع نفسها للانتماء إلى حزب البعث العربي الاشتراكي حيث احتلت القضية الفلسطينية موقعا مهما في فكر حزب البعث العربي الاشتراكي ورؤيته في إدارة الصراع مع المحتل الإسرائيلي، وذلك في ظل سياسة الأحلاف ومشاريع التسوية التي استهدفت القضية الفلسطينية، الأمر الذي شكل تساؤلاً رئيسياً على قدرة حزب البعث في بث الروح القومية والنضالية لدى الجماهير العربية ومقاومة الاحتلال.

وقد لعب الفلسطينيون في حزب البعث العربي الاشتراكي دور واضح في تعزيز وتدعيم الروح النضالية لدى أبناء الشعب العربي لمواجهة التراجعات التي سجلها الحكام العرب في تعاطيهم مع هذه القضية الفلسطينية.

وفي الفترة التى أعلنت فيها الوحدة بين مصر وسوريا دعا الحزب إلى إنشاء كيان سياسي ثوري لأبناء فلسطين انطلاقاً من الحاجة إلى الحفاظ على حيوية القضية الفلسطينية من جهة وإيجاد إطار للتفاعل مع مسيرة الوحدة والتحرير من جهة ثانية، وتجنيب الفلسطينيين تبديد جهودهم في الخلافات العربية الجانبية من جهة ثالثة، وتمكين عرب فلسطين من تهيئة الأرض الملائمة لممارسة دورهم الطليعي في خوض حرب التحرير الشعبية متى أصبحت إمكانية خوضها قائمة.

تعود الدعوة إلى بلورة الكيان الفلسطيني والدور الفلسطيني الخاص لعرب فلسطين إلى أواخر الخمسينيات، وقد ارتبطت هذه الدعوة بالتطورات التي شهدها الواقع العربي في ذلك الحين، وخاصة تجربة المقاومة الشعبية في قطاع غزة عام 1956 - 1957 م وما خلفته من شعور بإمكانية إحياء تجربة الثورة الجزائرية، و تجربة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، وما أثارته من تفاؤل ومن تلمس فلسطيني للقيام بدور نضالي إيجابي مباشر يستند إلى جدار دولة الوحدة والتفاعل معها، فالوحدة أوجدت الشعور بإمكانية جمع الكيان الفلسطيني المشتت ولو جزئيا.

وقد تبنى حزب البعث فى السنوات العشر الأولى التى تلت نكبة عام 1948م ، بما يخص القضية الفلسطينية مرتكزاً فكرياً استند على محاربة مشاريع التوطين والخطوات التي تؤدي إلى إضعاف أو تصفية قضية فلسطين كما نادي الحزب بان طريق تحرير فلسطين هو الشعب العربي الفلسطيني نفسه، ومن حوله جماهير الشعب العربي بقيادة منظماته الشعبية الثورية. لهذا فإن شعب فلسطين يعمل لإقامة كيان سياسي نضالي له يوحد جهود أبنائه ويجمع صفوفهم في جبهة لتحرير فلسطين على غرار جبهة التحرير الجزائري التي استطاعت أن تنظم كفاح القطر العربي المناضل وتسير به في طريق النصر.

وكان حزب البعث قد قدم في العام 1961 م مذكرة لمؤتمر وزراء الخارجية العرب في بغداد أكد فيها ضرورة إنشاء كيان نضالي يجمع أبناء فلسطين وينظم كفاحهم.

تعرض حزب البعث العربي الاشتراكي لعدة مواقف وهزات داخلية وسياسية أثرت على رصيده السياسي في الشارع العربي، فكان فشل الوحدة بين مصر وسوريا في عام 1961، من بين القضايا التي أفقدت الجماهير العربية ثقتها بالحركات والأحزاب القومية على الساحة العربية.

حيث منحت فرصة للوطنية الفلسطينية لتطلق شعوراً بارزاً بأن فلسطين تحتاج إلى نضال خاص بها جنباً إلى جنب مع النضال القومي التقدمي العام، وانعكس هذا الشعور فى بلورة الوطنية الفلسطينية.

ومن تلك التجارب للفلسطينيين فى الحركات العربية يتبين لنا أن الأعداد التي انخرطت بالعمل السياسي بالمجال العربي لم تشكل ظاهرة عامة بالحياة السياسية العربية ، لكن كان من الممكن لهذه النخبة الفلسطينية أن تهدد التوازن الدقيق لبعض أنظمة البلدان العربية ولا سيما البلدان التي كانت مراكز لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين ، لذا سعت تلك الأنظمة العربية إلى التضييق على نشاط الفلسطينيين السياسي، ولم يحُل هذا دون مشاركة الفلسطينيين في التنظيمات السياسية أو فى قيام روابط سياسية بين الفلسطينيين وأشقائهم العرب.

كما تبين لنا مما سبق أن الحياة السياسية الفلسطينية بقيت معطلة بعد هزيمة 1948م ، حتى مجئ الاحتلال الإسرائيلي الأول لقطاع غزة أواخر 1956م ، الذي على أثره فجرت الطاقات الفلسطينية لمجابهته ومقاومته ، كانت بمثابة البداية الحقيقية لحركة طليعية فلسطينية نادت بالتحرك لإيجاد قواعد تنظيمية جديدة تستهدف بلورة عمل فلسطيني منظم منفصل داعية إلى تعزيز الاتجاهات التي تنادى بتحرير فلسطين ، ويمكن رصد دروب الفلسطينيين السياسية فلسطينياً على شكل ظواهر تنظيمية متفرقة على الصعيد الفلسطيني.

فمن ابرز التنظيمات والمؤسسات الفلسطينية التي تبنت الفكر الوطني وكان من دوافع إعلانها عن نفسها عدوان عام 1956م حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ، وحركة الأرض ، وفوج الحرير الوطني ، و اتحاد طلبة فلسطين. وسنركز في المحور الثاني من هذه الدراسة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح باعتبارها أولى الحركات الفلسطينية المنظمة التي تبنت ومارست الكفاح المسلح كطريق وحيد لتحرير فلسطين وتحقيق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها بفعل المجازر والمذابح الصهيونية وهى من خاطبت الفلسطينيين المنضويين فى اطار الاحزاب العربية والقومية على أمل التحرير ودعتهم لتوحيد صفوفهم لكى يبرزوا شخصيتهم وكيانهم ، مؤكدةً لهم ان لم يكون لكم شخصياً وكيان فإن قضيتكم لن تتقدم، وبهذا أخذت حركة فتح تتخذ مفاهيم اولية للكيان الفلسطينى.

المحور الثاني

قضية اللاجئين الفلسطينيين في المرتكزات الفكرية لحركة فتح:

كان للنتائج التي ترتبت عن عدوان عام 1956م أثار واضحة على تحول العمل الوطني الفلسطيني حيث آمن الكل الفلسطيني بضرورة تصاعد العمل الفدائي المسلح من جهة وعمل سياسي ونقابي من جهة أخرى, قادته الطليعة المؤسسة لحركة فتح العسكرية (الفدائية) ، بقيادة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والشهيد صلاح خلف والشهيد عبد الفتاح حمود والأخ زهير العلمي- جميعهم لاجئون فلسطينيون شردوا بسبب كارثة عام 1948 وهم : ياسر عرفات لاجئ شرد من مدينة القدس، وصلاح خلف لاجئ شرد من مدينة يافا ، وعبد الفتاح حمودة لاجئ شرد من مدينة المجدل،و زهير العلمي لاجئ شرد من مدينة اللد. - وعدد آخر كبير من الرعيل الأول لقيادة الحركة الوطنية الفلسطينية ، التي أعلنت أنها لا تربط عملها الوطني بأي حكومة عربية وتهدف لتطهير فلسطين من الاحتلال وإفشال اية مشروع من مشاريع توطين وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين .وتم وضع خطة مفصلة لإطلاق العمل العسكري داخل الأراضي المحتلة وللاتصال بالحكومات العربية ، وضمان التأييد المادي والدعم, و قام نشطاء فتح بإعادة تنظيم صفوفهم بالضفة الغربية وقطاع غزه وعملوا على تجميع الأسلحة ، وكانت أول عمليات فتح العسكرية من مخيمات اللاجئين فى قطاع غزة و الضفة الغربية في 28آب /أغسطس 1967م ،ثم توالت عمليات الجهاز العسكري لحركة فتح داخل الأراضي الفلسطينية رافعة شعار التصدي لمشاريع تصفية مخيمات اللاجئين عنوان نكبة فلسطين وجعلها بؤرة ومنبع للثوار والفدائيين.

من هنا حددت حركة "فتح" في فكرها الأدوات التي يمكن من خلالها إخراج اللاجئ الفلسطيني من العزلة إلى ساحات النضال ليصبح مقاتلاً يفخر بنفسه ويتبنى أدوات رده على التشرد وفقدان الأمل والكرامة والوطن بحيث أصبح شعار تحرير فلسطين وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها قسراً وإزالة الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، وإعادة تأكيد الوجود الفلسطيني، والاستقلالية للقرار والإرادة الوطنية الصلبة، والكفاح المسلح، وبعث الكيان الفلسطيني، و( بالثورة نعيد لشعبنا ثقته بنفسه وقدراته ونعيد للعالم ثقته بنا واحترامه لنا أصبحت من أسس هذا الفكر الوليد ) كما يورد هيكل البناء الثوري.

لقد مثلت عقيدة العمل العسكري والكفاح المسلح وحرب الشعب طويلة الأمد لدى حركة "فتح" وسيلة هامة لتعبئة طاقات الجماهير والشعب الفلسطيني، ولتأكيد هويته وتحقيق وحدته وفرض استقلاليته, إلى جانب العمل السياسي والنقابي والاجتماعي والجماهيري والإعلامي الذي ارتبط بالحركة ليس منذ الانطلاقة العسكرية المسلحة عام 1965، بل منذ النشأة عام 1957 والذي مثل مجال الانطلاق والإبداع، والخروج من حالة السكون إلى الحركة، ومن حالة الخمول إلى الوثوب وإبداع الوسائل في مسيرة التضحية والثورة حتى النصر، حتى تكون هذه الثورة المسلحة قادرة على أن تفرض نفسها على خارطة قوى الثورة العالمية من أجل العودة والحرية.

" كان يجب أن نؤكد على فلسطينية الثورة في أرضها وقيادتها وتخطيطها، هذا التركيز على الشخصية الفلسطينية للثورة لا يمكن أن ينفي عنها شخصيتها العربية، تؤمن حركة فتح أن معركة التحرير في فلسطين هي قضية عربية مصيرية يقوم فيها الفلسطينيون بدور الطليعة، ولا يعني هذا التحديد بالاختصاص والمسؤولية في الثورة أي نوع من الانفراد بها أو أي إعفاء للجماهير والقيادات العربية من مسؤوليتها نحو هذه المعركة ولكنه تحديد للمسؤولية الدولية والجماهيرية في قيادة الثورة وتوجيهها أو الاستمرار بها إلى أهدافها، وهو ما تفرضه طبيعة الوضع السياسي في الوطن العربي ومنطق الحوادث الذي لا يتيح لنا أن نطالب الأمة العربية بواجباتها من قبل أن نلقي نحن بإمكانياتنا وقدراتنا وحشدنا، كما لا يتيح لنا أن نطالب المواطن العربي بان يعيش الثورة في أرضنا وشبابنا يعيش حياة الترف والاسترخاء واللامسؤولية، يجمع الثروة في أرضهم، إضافة إلى أن ترك المسؤولية تمييع للقضية وضياع لها بين أطراف تلتقي مرة وتتناقض عشرات".

ففلسطينية الثورة هي مدخل قادر على تجميع واستقطاب الجماهير الفلسطينية التي تتناثر في أطراف الدنيا بلا رابط يجمعها أو يشدها إلى الأرض والقضية والمستقبل.

منذ اللحظة الأولى لانطلاقة حركة فتح أكدت بما اشتملت علية أدبيات حركة فتح على أن حق العودة إلى الديار التي شرد منها اللاجئين حق غير قابل للتنازل لأن المسؤولية الوطنية تقضى بضرورة تفعيل وتطوير حركة اللاجئين على اعتبارها حركة شاملة بكل ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين بجوانبها السياسية والاجتماعية وكونها أيضاً حركة توحيدية وتشكل أساسا لوحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم المختلفة وتقوم هذه الوحدة على أساس حق العودة مقدس وممكن.

فترى حركة فتح أن تحديد الهدف بالتحرير والعودة بعد دراسة الواقع لتستخلص من خلاله مبادئ ومنطلقات تشكل أساساً لممارستها الثورية وحول هذا الموضوع جاءت نصوص هيكل البناء الثوري لتحدد واقع الشعب الفلسطيني والسبل التي تمكن شعب صغير مشرد ان ينتصر على قوى عدوانية متفوقة.

أما مسألة حق العودة في المرتكزات الفكرية لحركة فتح فقد احتلت مكاناً خاصاً في الفكر السياسي الفتحاوى مع تغير في منطق تحقيق العودة من مرحلة إلى مرحلة أخرى حيث يمكن التمييز بين ثلاث مراحل: الأولى منذ انطلاقة حركة فتح وتنتهي مع نهاية عام 1973م ، والثانية تبدأ بنهاية عام 1973 م وتنتهي بخروج الفلسطينيين من لبنان بعد حرب بيروت 1982م و، الثالثة والأخيرة تبدأ من علم 1982م وتنتهي بإنتهاء فترة الدراسة 1993م.

ففي المرحلة الأولى التي تعتبر مرحلة الثورة ساد نهج الكفاح المسلح باعتباره الطريق الوحيد لحرير فلسطين وهنا تداخل حق العودة باعتباره حقاً طبيعياً مقدساً فى الثورة المسلحة دون أن يحقق تمايزه و خصوصيته ، وبقى فى هذه المرحلة حق العودة فى فكر حركة فتح أساساً :الثورة طريق العودة.

وقد عبرت حركة فتح تبنيها هذه الفكرة منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة بمطلع عام 1965م وما رافقها من عمليات فدائية متواصلة نتج عنها ظهور التنافس بين التيارين الوطني والقومي والذي حسم هذا التنافس بعد هزيمة الأنظمة العربية فى حزيران يونيو 1967م التى كان من نتائجها المباشرة تراجع الفكر السياسي القومي لصالح الفكر السياسي الوطني الذي تبنته حركة فتح ، هذا الانتصار الفكري لحركة فتح دفعها إلى الإعلان عن ختطتها لتحقيق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين تعمدت حركة فتح أن يكون لهم الدور الأبرز في المواجهة فحملوا على أكتافهم العبء الأكبر وكانوا وقود الثورة والمقاومة المسلحة.

فمن ابرز معالم هذه المرحلة كما بينته الأدبيات الفكرية لحركة فتح الرفض الشامل القرارات والمشروعات الدولية والبديلة عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً ، و إفشال كل المشاريع الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تدويلها ، كمشروع روجرز لعام 1969م ، والذى افشلته حركة فتح بردها بتصاعد العمل العسكرى ضد الاحتلال الصهيونى.

فى هذه المرحلة عندما وضعت حركة فتح نظامها الداخلي وأهدافها الوطنية لم تشر إلى كلمة العودة باعتبار العودة هي تحصيل حاصل لعملية التحرير الشامل بالثورة المسلحة دون التعاطي مع أي قرار من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن فاعتبرت حركة فتح في ادبيتها أن قرار 181 وقرار 194 وقرار 242 هي قرارات مرفوضة فتحاوياً . فانتهت هذه المرحلة وكان حق العودة من منظور حركة فتح يتحقق من خلال الثورة المسلحة رافضتاً المشاريع والاتفاقيات والقرارات التي صدرت أو تصدر عن الأمم المتحدة أو مجموعة من الدول أو اي دولة منفردة بشأن القضية الفلسطينية والتي تهدر حق الشعب الفلسطيني في وطنه حيث ان المادة 22 من النظام الداخلي تنص على مقاومة كل الحلول السياسية المطروحة كبديل عن تصفية الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين وكل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تدويلها أو الوصاية على شعبنا من أية جهة.

وإذا قارنا حق العودة من منظور حركة فتح مع الأحزاب القومية والإسلامية يتبين لنا أن حق العودة من منظور فتحاوى لا يتعارض مع مفهوم القوميين أو الإسلاميين (العودة من خلال التحرير والجهاد) وهو ما تتبناه حركة فتح العودة من خلال الثورة والعمل المسلح.

أما من ابرز معالم المرحلة الثانية بمنظور حركة فتح لحق العودة فقد امتدت هذه المرحلة مع بداية العام 1973م و انتهت عام 1982م ، حيث بدأت هذه المرحلة بخسارة الثورة الفلسطينية لقاعدتها الأمامية المقاتلة في الأردن وانتقال مركز الثورة إلى لبنان التي سجلت فيها حركة فتح ممارستها للعمل الفدائي كسبيل لتحقيق العودة وبقيت متمسكة حركة فتح بشعارها الثورة طريق العودة ، ولكن مع الاحتفاظ في هذه المرحلة على علاقتها مع الدول التي كانت تطرح مشاريع التسوية ، فتعمدت حركة فتح فى هذه المرحلة أن تخفف من حدة التعبير عن رفضها من تلك المشاريع رغم أنها كانت ترفضها ومتمسكة بحقها فى الثورة كطريق للعودة ، إلا أنها قد مزجت فى هذه المرحلة بين العمل السياسي والفدائي العسكري معاً لذا عملت حركة فتح على تشكيل جبهة وطنية متحدة مهمتها التنسيق بين العمل العسكري والعمل الجماهيري لتعبئة طاقاتهم ومضاعفتها للتصدي إلى أية مؤامرة تستهدف قضيتهم .

فنفذ في هذه الفترة عمليات فدائية نوعية كانت بمثابة الرد على كل المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية من جهة ومن جهة ثانية فقد لعبت تلك العمليات الفدائية دوراً إعلامياً متميزاً بلفت نظر العالم أجمع إلى مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ومعاناتهم ، ورفعت الروح المعنوية لدى القطاعات الشعبية المحبطة فى المخيمات وأعطتهم إحساساً بالندية.

فكانت بداية هذه المرحلة و العمليات الفدائية هى السمة المميزة لها من جهة واحتراف حركة فتح للعمل فى المجال السياسي من جهة ثانية ومن جهة أخيره كانت قد تبنت حركة فتح من خلال منظمة التحرير الفلسطينية مشروع لبرنامج مرحلي مع نهاية عام 1973م نضج فعلياً في عام 1974م ، حيث كان أبرز معالمه ما يخص حق العودة هو أن حق العودة هو إحدى الأهداف الثلاثة الرئيسية للبرنامج السياسي المرحلي ونقصد هنا العودة وتقرير المصير وإقامة السلطة الوطنية فهذا البرنامج المرحلي كان قد ترتب عنه اختلاط المعارك العسكرية بالانجازات السياسية والمكاسب الدبلوماسية هنا بقى حق العودة هدفاً رئيسياً من أهداف حركة فتح.

ولوحظ بعد صدور البرنامج المرحلي وقوع اللاجئين تحت وطأة الصراع والجدل بين تياري الرفض والقبول حيث ترى حركة فتح أن البرنامج المرحلي لا يتعارض مع حق العودة ولا يقلل من قدسية حق العودة في فكر حركة فتح لان البرنامج المرحلي الذي أيدته ينص على إقامة سلطة وطنية مناضلة على أية مساحة من الأرضي الفلسطينية المحررة دون الاعتراف بإسرائيل أو إعطائهم حدود أمانه أو صلح.

فترى حركة فتح بتبنيها البرنامج المرحلي وإقناع المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد بالقاهرة في العام 1974م بتبنيه انتصاراً سياسياً مهماً لأنه أشتمل على الموافقة على تشكيل سلطة وطنية على أي قسم من فلسطين يحرر أو تنسحب منه إسرائيل وشعار المرحلية الذي قصدته حركة فتح هو أن تحرير كامل فلسطين يتم عبر مراحل ولهذا سُميّ البرنامج الذي طرحته حركة فتح على المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية في حينه بالبرنامج المرحلي.

أكد النقاش الذي دار في أروقة المجلس الوطنى الفلسطينى على أهمية تأسيس السلطة الفلسطينية المناضلة على أي قطعة أرض من فلسطين يتم تحريرها أو يندحر عنها الاحتلال الإسرائيلي مهما كانت صغيرة حتى لو كانت أريحا وإن كنا نريد البحث فعلاً في جذور الفكرة في أدبيات حركة فتح فلابد من العودة إلى أواخر الخمسينيات فقد تضمنت أدبيات حركة فتح الأولى المنشورة في مجلة فلسطينينا في تلك الفترة إشارة واضحة وصريحة لهذا الأمر وتضمنت هذه الأدبيات دعوة لإقامة كيان فلسطيني في أجزاء فلسطين التي خضعت بعد قيام دولة إسرائيل للسيطرة العربية والإشارة هنا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة على أن يكون هذا الكيان قاعدة لاسترداد فلسطين.

لان هذا البرنامج المرحلي ذي النقاط العشر أكدت حركة فتح بأنه برنامج سياسي مرحلي هدفه إقامة سلطة وطنية فلسطينية مقاتلة يرفض قيام كيان فلسطيني يكون ثمنه الاعتراف والصلح والحدود الآمنة فهنا يرد حق العودة على انه شرط فلسطيني لا يجوز التنازل عنه في أية تسوية سياسية.

هو ما أكدته حركة فتح مرة ثانية عام 1977م عندما بلورت المعارضة للبرنامج المرحلي موقفاً أساسه بأن البرنامج السياسي المرحلي لن يستطيع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات وان السلطة الوطنية المطروحة لن تؤمن حق العودة.

على اعتبار أن حق العودة وفق البرنامج المرحلي يرتبط بالتسوية السياسية وليس فى اطار الثورة والتحرير فهنا جرى الاتفاق على رفض البرنامج المرحلي لكن دون أن تضع المعارضة له برنامج مدروس وعملي لإسقاطه ، ولإنهاء هذا الانقسام الفلسطيني أكدت حركة فتح بأن موقفها من حق العودة يرتكز على أساس انه فى مقدمة حقوق الشعب الفلسطيني وان فتح تدعو الى مواصلة النضال لتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وفى مقدمة هذه الحقوق الحق بالعودة.

وبعيداً عن الاختلافات الفكرية بين قوى الثورة الفلسطينية فقد انتهت المرحلة الثانية عام 1982م وقد تداخل في التفكير السياسي القوميين واليساريين والوطنيين للالتقاء على برنامج شكل حق العودة ركيزة أساسية منه.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة فقد تبلورت هذه المرحلة الثالثة والأخيرة بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح من بيروت عام 1982م ، حيث في هذه المرحلة قد ارتبط خروج حركة فتح من بيروت بتطور الرؤية من قضية اللاجئين الفلسطينيين ومسألة حق العودة فمنذ لحظة الخروج من بيروت بلورت حركة فتح موقفها رداً على أحداث حرب بيروت بأن حق العودة يقع في مقدمة حقوق الشعب الفلسطيني الثلاثية المعروفة(العودة، وتقرر المصير، والدولة المستقلة).

ولكن اللافت للانتباه أنه بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية و حركة فتح من بيروت كان قد أعلن الاتحاد السوفيتي مبادرة عرفت باسم مبادرة ليونيد برجنيف الرئيس السوفيتي آنذاك حيث ركزت هذه المبادرة على حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، ورحبت حركة فتح بهذه المبادرة التي تزامنت بنفس الوقت مع مبادرة الرئيس الأمريكي ريجان التي وضعت تصوراً لحل القضية الفلسطينية وهو ما رفضته حركة فتح لأن تلك المبادة كانت غير واضحة المعالم فى مصير حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وفى عام 1985م حدثت بعض التطورات التي ارتبطت بمنظور حق العودة في الأدبيات الفكرية لحركة فتح حيث أبرم عام 1985م اتفاقاً عرف باسم اتفاق عمان بين المملكة الاردنية الهاشمية ومنظمة التحرير الفلسطينية والذى أيدته و دعمته حركة فتح اشتمل على العديد من النقاط التي ترتبط بمصير القضية الفلسطينية وسوف نتطرق لأثر هذا الاتفاق على حق العودة الذي كان أهم بنوده التمسك بالقرارات الصادرة عن الشرعية الدولية.

لقد اثر اتفاق عمان على حق العودة للاجئين الفلسطينيين لان الاتفاق تضمن فكرة الاتحاد الكونفدرالى الأمر الذى رفضته فصائل التحالف الوطني المنضوية تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية فترتب عن هذا الاتفاق انقسام فلسطيني داخل المنظمة الأمر الذي لم يدم طويلاً حيث عقدت منظمة التحرير الفلسطينية الدورة الثامنة عشر عام 1987م التى وصفت بدورة الوحدة الوطنية التي أكدت التمسك بالحقوق الوطنية ، وأعلنت حركة فتح فى هذا الاجتماع الانضمام الى برنامج الإجماع الوطني.

وعندما اندلعت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية عام 1987م وضعت حركة فتح أهدافاً للانتفاضة الشعبية الفلسطينية بشقيها المرحلي والاستراتيجي حيث كانت الأهداف المرحلية ترتبط بالحد من السياسة الإسرائيلية لقمع الانتفاضة الفلسطينية على رأس تلك الاهداف: سحب الجيش الاسرائيلى من المدن والمخيمات الفلسطينية ، ووقف إطلاق الرصاص على الشعب الفلسطينى الاعزل. أما الأهداف الاسترتيجية للانتفاضة فكانت تتمثل فى تطبيق حق العودة ،وتقرير المصير ، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ورفض كل الحلول السياسية التى تنقص من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى.

وفى الدورة التاسعة عشر للمجلس الوطنى لمنظمة التحرير الفلسطينية اعلنت منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق اهداف سياسية للانتفاضة بإعلان دولة فلسطين بتاريخ 15/11/1988م من خلال وثيقة الاستقلال وهو ما أيدته حركة فتح ، حيث ايدت حركة فتح هذا الإعلان الذى فى حقيقته يستند الى ثلاثة حقوق الحق التاريخى ، والقانونى ، والطبيعى ، الذى يستند الى القرار 181 الصادر عام 1947م القاضى باقامة دولتين ، دولة عربية ، ودولة يهودية ، كما ايدت حركة فتح نصوص القرارين 242 لعام 1967م والقرار 338 لعام 1973م وكان تاييد حركة فتح لوثيقة الاستقلال الفلسطينية أو ما يسمى مشروع السلام الفلسطينى تأييداً تسعى من خلاله حركة فتح لتحقيق الحرية والاستقلال والعودة من خلال تحقيق الاستقلال ، فتعتبر وثيقة الاستقلال التي أنضجتها هذه الإنتفاضة قد بلورت أهداف النضال الفلسطيني المعاصر وحددت فيها أهداف المرحلة التاريخية بصيغة أوضح من أية وثيقة سابقة.

حيث تلخصت هذه الأهداف في العمل على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية التي احتُلّت في العام 1967 وإقامة دولة مستقلة عليها، مع الحرص على تحقيق حل ملائم لقضية حقوق اللاجئين الفلسطينيين ومعالجتها على أرضية قرارات الشرعية الدولية، باعتبارها قضية أساسية ودافعاً رئيسياً وراء انطلاقة حركة التحرر الفلسطينية المعاصرة في الستينيات الماضية. حيث تركّزت هذه الانطلاقة بشكل خاص في أوساط هؤلاء اللاجئين الذين كانوا وما زالوا يشكلون بمجملهم غالبية الشعب الفلسطينى سواء داخل وطنهم المحتل أو خارجه. وهذه الصيغة للهدف المرحلي للنضال الفلسطيني المعاصر كان قد ايدتها حركة فتح منذ أواسط العام 1974م في الدورة الثانية عشرة للمجلس الوطني والفلسطينى كما ذكرنا سابقاً ثم اكتسبت في الدورات المتتالية اللاحقة مزيداً من الوضوح وصولاً الى صيغة العام 1988 م المشار إليها.

وفى هذه المرحلة التى تعتبر من اكثر المحطات التاريخية حساسية فى تاريخ الشعب الفلسطينى المعاصر حرصت حركة فتح فى خطاباتها على التمسك بقدسية حق العودة حيث اكد الشهيد ياسر عرفات القائد العام لحركة فتح فى خطابة بمؤتمر صحفى فى شهر ديسمبر من عام 1989م على قدسية حق العودة فى الفكر الفلسطينى.

وفى ظل هذه المتغيرات فى الفكر السياسى الفلسطينى التى ظهرت فى نهاية الثمانينات لحق بها متغيرات اقليمية ودولية فى اوائل التسعينيات ، برزت الهيمنة الأمريكية المنفردة على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتى واعلان الولايات المتحدة الامريكية انشاء نظام سياسى أساسه تطبيق التسوية السياسة ، من القضايا التى لم تجد حلاً بعد وهنا اشارة للقضية الفلسطينية.

حيث بانهيار الاتحاد السوفيتى خسر العرب والفلسطينيون حليفاً سياسياً ودبلوماسياً كان يقف - و لو بقليل - عائقاً أمام التفرد الامريكى المتحيز علناً لإسرائيل ضد العرب والفلسطينيين فى حين وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها أمام فرصة مواتية لاعادة ترتيب المنطقة العربية بشكل يخدم مصالحها ومصالح حليفتها اسرائيل.

ومن العوامل التى خدمت الولايات المتحدة الأمريكية بالتفرد أيضاً حالة الضياع و التشرذم والانقسام والضعف العربى الذى بدأت تتضح معالمة بشكلى جلى بعد حرب الخليج فى اغسطس/1990م التى كان من أهم نتائجها انضواء معظم البلدان العربية ضمن السياسة الامريكية ، الامر الذى أثر بشكل مباشر على الدعم العربى للقضية الفلسطينية ، وقد يكون هذا الحال الضعيف عربياً وشعور الفلسطينيين الذين كانوا يعانون من التشرد من البلدن العربى فى الشتات ويعانون من القمع والبطش والاعتقالات والابعاد فى الاراضى المحتلة عام 1967م إحدى العوامل التى اسهمت فى تأييد حركة فتح لمبادرة جورج بوش الاب للسلام والتسوية فى مارس 1991م.

وعند قراءة القرارات الصادرة عن المجلس الوطنى العشرين المنعقد فى عام 1991م، يتبين لنا تاكيد حركة فتح لاعضاء الوفد الفلسطينى المفاوض فى مدريد فى اكتوبر من عام 1991م بأن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم يجب ان يكون على سلم اية عملية تفاوض ، وهو ما تم بالفعل عندما انبثق عن مؤتمر مدريد العديد من اللجان كان من ضمنهم لجنة كندا التى اجتمعت فى مدينة اتاو بكندا فى مايو 1992م التى كانت مهمتها مناقشة قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وكثيرة المحاور التى تفاوضت فيها الأطراف وكان الاختلاف فى المفاوضات هو السمة الرئيسية لجميع جولات التفاوض فكان اختلاف جوهرى فى كيفية التعامل مع قضية اللاجئين الفلسطينيين فالفسطينيين يرون معالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال مبادئ القانون الدولى العام وقرارات مجلس الامن (242- 338والقرار194) التى أيدتها حركة فتح على اعتبارها تكفل حق العودة من جانب ومن جانب اخر تفشل المنظور لاسرائيلى بمعالجة قضية اللاجئين والذى يستند على التوطين والإسكان كبديل عن حق العودة التى أعلنت حركة فتح تمسكها فيه باعتباره حق مقدس ولا أحد يملك التنازل عنه.

مما سبق يتبين أن حركة فتح استمرت بالحديث عن الحق التاريخى والوطنى للاجئين الفلسطينيين فى العودة الى ديارهم وأراضيهم التى اخرجوا منها ، ولعل ادبيات.

حركة فتح ومؤتمراتها وخطابات قياداتها وأحاديثهم فى كافة اجتماعاتهم وجلساتهم تصف القبول بقرارات الشرعية الدولية هو بمثابة خطوات تكتيكية ومرحلية ناتجة عن اتفاق الضرورة ، بل أن القائد العام لحركة فتح ياسر عرفات قد تعهد - وتعهده هنا بمثابة مشروع قرار عام 1998م - لأبناء مخيمات اللاجئين بكافة اماكن تواجدهم بأن يبقى حق العودة بالنسبة الى حركة فتح فى منزلة المقدسات.

تحليل مفهوم حق العودة في وثائق المؤتمرات الفكرية لحركة فتح:

في قراءتنا لوثائق المؤتمرات الوطنية التى ترتبط بمفهوم حق العودة لحركة فتح منذ المؤتمر الأول عام 1968 م حتى المؤتمر السادس عام 1993 م ، تتجلى أهمية استرجاع وقراءة تلك الوثائق للتأكيد على مبادئ الحركة التي ترتبط بتفعيل قضية اللاجئين الفلسطينيين كالتمسك بحق العودة كإحدى المرتكزات الأساسية التي كانت محور كل المؤتمرات الحركية فتؤكد كل تلك المؤتمرات أن حق العودة يبدأ من الفهم الجيد بأن شرطاً أساسياً من شروط تحقق الأهداف الوطنية هي الرؤية الواضحة للأمور ، والرؤية الواضحة للمتغيرات الدولية والإقليمية ، والرؤية الواضحة لقوى الثورة ، وعلى ضوء هذه الرؤية تتحدد أدوات تفعيل قضية اللاجئين الفلسطينيين وبدونها يكون العمل عفوياً وعشوائياً فأكدت حركة فتح فى كل مؤتمراتها إيمانها العميق بهذه الرؤية وبالرغم من كل المتغيرات التى اثرت على قضية فلسطين بشكل عام وقضية اللاجئين بشكل خاص.

ترعرعت حركة فتح في أوساط الجماهير وضمت فى صفوفها الكثيرين من خيرة أبنائها وطلائعها، كانت وما تزال تعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني بما يتوافق مع حجم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني ومعاناته في مسيرته الطويلة التي في سبيل نيل استقلاله وتحقيق حقه بالعودة إلى دياره التي شردوا منها.

فمن يطلع على وثائق المؤتمرات العامة لحركة فتح فى المواقع الرسمية لحركة فتح يتبين له أن كوادر وقواعد حركة فتح متمسكين بوعي بحق العودة الى الديار التى شردوا منها متتقه آليات تفعيل اللاجئين ونضالها من أجل تحررها وعودتها الى مدنها وقراها.

إن حركة فتح ، ومنذ عقد مؤتمرها الأول وما تلاه من مؤتمرات للجنتها المركزية ولمجلسها الثورى قد ربطت النضال الوطني بتفعيل قضية اللاجئين الفلسطينيين التي ضحى في سبيلها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمناضلين من ابناء فتح عبر مسيرتهم الثورية التي تواصلت مع انطلاقة الحركة وهاهم أبناء الحركة من الكوادر و الأنصار والأصدقاء أكدوا ويؤكدون فى كل اجتماعاتهم ومؤتمراتهم تمسكهم بقدسية حق العودة كما اكده القائد العام لحركة فتح سيبقى حق العودة للديار فى منزلة المقدسات.

نتائج الدراسة:

أولاً: أن اللاجئ الفلسطينى لم يستسلم لواقع الهزيمة بعد النكبة فيبحث عن السبل التي يمكنه من خلالها تعبيره عن رفض واقع الهزيمة فكانت هناك الكثير من السبل التي عبر من خلالها رفض واقع الهزيمة كان منها تبنى العمل الفدائي والتصدي إلى المشاريع المشبوهة والانخراط بالأحزاب السياسية العربية .

ثانياً: حرص اللاجئون على إيجاد مكانة خاصة للفلسطينيين داخل الحركات العربية والإسلامية وكانت معظم قيادات تلك الهيئات السياسية من الفلسطينيين الذين كانوا يتبنون سياسة خاصة داخل الحركات باتجاه فلسطين.

ثالثاً: أن الأعداد التي انخرطت فى العمل السياسي بالمجال العربي لم تشكل ظاهرة عامة بالحياة السياسية العربية ، لكن كان من الممكن لهذه النخبة الفلسطينية أن تهدد التوازن الدقيق لبعض أنظمة البلدان العربية ولا سيما البلدان التي كانت مراكز لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين ، لذا سعت تلك الأنظمة العربية إلى التضييق على نشاط الفلسطينيين السياسي.

رابعاً: إن حق العودة من منظور حركة فتح اذا قورن مع حق العودة من منظور الأحزاب القومية والإسلامية يتبين أن حق العودة من منظور فتحاوى لا يتعارض مع مفهوم القوميين أو الإسلاميين (العودة من خلال التحرير والجهاد) وهو ما تتبناه حركة فتح العودة من خلال الثورة والعمل المسلح.

خامساً: سجلت حركة فتح ممارستها للعمل الفدائي كسبيل لتحقيق العودة وبقيت حركة فتح متمسكة بشعارها "الثورة طريق العودة" ، ولكنها تعمدت فى بعض المراحل أن تخفف من حدة التعبير عن رفضها المشاريع السلمية المطروحة عربياً رغم أنها كانت ترفضها ومتمسكة بحقها بالثورة كطريق للعودة .

سادساً: نجحت حركة فتح أن تمزج فى بعض المرحل بين العمل السياسي والفدائي العسكري معاً فعملت على تشكيل جبهة وطنية متحدة مهمتها التنسيق بين العمل العسكري والعمل الجماهيري لتعبئة طاقاتهم ومضاعفتها للتصدي لأية مؤامرة تستهدف قضيتهم.

سابعاً: الايدلوجية التى تبنتها حركة فتح بالتصدى لمشاريع التوطين عبر تاريخها تمثل بالعمل الفدائى ففى مسيرة فتح العسكرية كانت تزداد نسبة العمليات الفدائية لمقاتلى فتح فى السنوات التى كانت تقترح فيها مشاريع توطين وتصفية لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

ثامناً: إن ادبيات حركة فتح ومؤتمراتها وخطابات قياداتها وأحاديثهم فى كافة اجتماعاتهم وجلساتهم تصف القبول بقرارات الشرعية الدولية هو بمثابة خطوات تكتيكية ومرحلية ناتجة عن اتفاق الضرورة.

تاسعاً: مفهوم حق العودة لحركة فتح منذ المؤتمر الأول عام 1968 م حتى المؤتمر الخامس يؤكد التمسك بحق العودة الذى كان محور كل المؤتمرات الحركية التى أكدت أنه حق يبدأ بالرؤية الواضحة للمتغيرات الدولية والإقليمية ، والرؤية الواضحة لقوى الثورة.

توصيات الدراسة:

1. يجب أن يوفر القانون الدولى حماية قانونية للاجئين الفلسطينيين ، وأن يهتم المجتمع الدولى المسئول رسمياً عن كارثة اللجوء الفلسطينى بالعمل الجاد لإيجاد حل لقضيتهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية .

2. زيادة وتعميق دراسة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين فى كافة أماكن وجودهم ، والعمل الجاد على تحديد احتياجاتهم وتوفيرها .

3. يجب أن يتمسك اللاجئ بالمخيم الذى يقيم به رافضاً أية محاولة لتوطينه فيه .

4. لابد من التخطيط الشامل والكامل لحل قضية اللاجئين ، لذلك لابد من التحديد والاتفاق على من يشملهم حق تقرير المصير ، ويتطلب ذلك أن تعترف إسرائيل بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم .

5. عدم قبول التنازل عن الأرض لأن الأرض حق مقدس لا يمكن التنازل عنها وقبول ذلك هو تضحية بحقوق الأجيال القادمة فى العودة وبيع للوطن .

6. أن يعمل كل تنظيم وجمعية مؤسسة على تشكيل لجنة مهمتها إبراز قضية اللاجئين الفلسطينيين وفضح السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى ربط قضية اللاجئين الفلسطينيين باللاجئين اليهود ومسالة تبادل اللاجئين.

7. تكوين مجموعات بحثية مهمتها الرد على الحلول السياسية التي يطرحها السياسيون والمؤرخون الإسرائيليون وترجمة تلك الردود باللغات المختلفة ونشرها إلى المجتمع الدولي والعربي.

8. تفعيل دور المنظمات والجمعيات الأهلية الفلسطينية وتثبيت دورها كإطار يمثل اللاجئين الفلسطينيين وإيجاد جمعيات خاصة تقتصر في برامجها على تقديم الدعم للاجئين وتفعيل دورهم في النضال الفلسطيني.

9. نوصى الباحثين بالبحث عن الحلول المطروحة لقضية اللاجئين من وجهة نظر إسرائيلية وإظهار مخاطر تلك الحلول.

10-دعوة الشعب الفلسطيني و الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية على اختلاف تسمياتها وتوجهاتها الفكرية، والتي شكلت عماد المقاومة الوطنية نحو إنجاز الأهداف الوطنية الفلسطينية المنشودة، من العمل على مواصلة صنع التاريخ المشرف بدلاً من أن يعيش على التاريخ من خلال الحد من التفكك الاجتماعي والتراجع السياسي وضمور العمل الوطني الجاد المثمر الناجز، يواصل صنع التاريخ المشرف.

11-دعوة فصائل العمل الفلسطيني إلى تسخير جهودها نحو الوحدة واعتبار أن المحتل الإسرائيلى هوا المسئول الوحيد على كل ما أصاب الفلسطينيين من نكبات ونكسات ولابد من تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني لإفشال أهداف السلطات الإسرائيلية بتصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين والقدس.

قائمة المصادر والمراجع:-

أولاً: الوثائق المنشورة:

1. - البعث والقضية الفلسطينية- بيانات ومواقف 1945-1965م، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 1975م.

2. الكتاب السنوى 1969م حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح، الاعلام المركزى.

3. نشرات حركة فتح بعنوان ، فتح والنظرية الثورية،المكتب الاعلامى لحركة فتح.

ثانياً:المصادر

1. خبرات الحركة السياسية الفلسطينية فى القرن العشرين، الندوة السياسية الفكرية، المركز القومى للدراسات والتوثيق، غزة،2000م.

2. فيصل حوراني: الفكر السياسي الفلسطيني 1964-1974م ، دراسة للمواثيق الرئيسة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، مركز الدراسات الفلسطينية ، بيروت 1980م.

3. غازى خورشيد، دليل حركة المقاومة الفلسطينية، مركز ابحاث منظمة التحرير الفلسطينية، مارس 1971م.

ثالثاً: المراجع

1. أسعد عبد الرحمن: النضال الفلسطيني في إطار م.ت.ف ، مركز الأبحاث ، بيروت ، 1989م .

2. خيرية قاسمة، الحركة الوطنية الفلسطينية فى ثلثى القر ن العشرين (1900-1964م)،الموسوعة الفلسطينية ن المجلد الثانى 1990م.

3. حسين شريف، فلسطين من الحروب التوسعية لتحقيق اسرائيل الكبرى حتى انتفاضة الاقصى وتوابعها 1948-2002م، الهيئة العامة المصرية للكتاب 2003م.

4. داود تلحمي توجهات الحركة الوطنية الفلسطينية نحو فلسطينيي 48 ،ورقة عمل قدمت في المؤتمر السنوي الذي عقدته مؤسسة الدراسات الفلسطينية (بيروت، القدس) ومؤسسة مدى الكرمل (حيفا) في جامعة بيرزيت.

5. عيسى الشعيبي ، الكيانية الفلسطينية (الوعي الذاتي والتطور المؤسساتي) 1947-1977م مركز الأبحاث ، بيروت ، 1979م.

6. عبد رجا سرحان حركة القوميين العرب المؤلف: الناشر: مركز الغد العربي للدراسات، دمشق ط1 2008م.).تحرير الفلسطينية.

7. على احمد فياض، مكانة حق العودة فى الفكر السياسى الفلسطينى،دراسات استراتيجية العدد54 ، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

8. عزت دراغمة، الفلسطينيون والطريق الى فلسطين، الجزء الأول .

9. فرسان إبراهيم صالح تايه القضية الفلسطينية في فكر حزب البعث العربي الاشتراكي1947م- رسالة ماجستير جامعة القدس 2011م,

10. محمد سعيد حمدان واخرون، فلسطين والقضية الفلسطينية، منشورات جامعة القدس المفتوحة 2002م.

11. منظمة التحرير الفلسطينية جذورها تأسيسها – ومساراتها مركز الأبحاث - منظمة التحرير الفلسطينية 1987م.

12. الموسوعة الفلسطينية، القسم الثانى الدراسات الخاصة فى ستة مجلدات ط1، بيروت 1990م.

13. صلا ح عبد العاطى الحركة السياسية الفلسطينية -دراسة تطبيقية- حركة القوميين العرب الحوار المتمدن الحوار المتمدن - العدد 1589 - 2006م.


2013-02-07 11:42:58 | 2732 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية