التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد السابع عشر - شتاء 2007



تتسارع التطورات السياسية والأمنية في فلسطين وفي المنطقة إلى مستوى يصعب على المتابعين والمهتمين أن يحيطوا بكل أبعاد هذه التطورات وتأثيراتها القريبة أو البعيدة المدى.
لكن الحدث الأبرز فلسطينياً كان توقيع اتفاق مكة المكرّمة بين حركتي حماس وفتح، الذي أربك الحلف الأمريكي-الإسرائيلي بقدر ما أراح الساحة الفلسطينية والعربية، بعدما توصل المتحاورون إلى صيغة لا تصادِم ما يسمى "المجتمع الدولي" بشكل مباشر، بما يتيح رفع الحصار الظالم عن شعبنا الصابر في فلسطين من جهة؛ مع عدم التخلي عن ثوابت هذا الشعب ومقاومته الباسلة من جهة أخرى!
وكانت مسألة الانتخابات الفلسطينية المبكرة –قبل حصول الحدث المفصلي المذكور آنفاً- هي الأبرز في سياق الأحداث، حيث تسببت الدعوة للانتخابات من قبل الرئيس محمود عباس في اندلاع قتال دموي مؤسف بين فتح وحماس، نحمد الله أنه انتهى بتوقيع اتفاق مكة في 8/2/2007. 
لذا، يتطرق العدد الجديد من "دراسات باحث" إلى هذين المحورين الرئيسيين- ولو أن إجراء الانتخابات المبكرة صار مستبعداً بعد اتفاق مكة- على أساس أن تحليل واستقراء هذه المسألة يبقى من الأمور المهمة، خصوصاً إذا ما عرقلت الضغوط الأمريكية والإسرائيلية إنشاء أو عمل حكومة الوحدة الوطنية خلال الأسابيع القادمة، وهذا ما لا نأمله على أي حال. 

في المحور الأول؛ حلقة النقاش الثانية التي عقِدت في مركز باحث، والتي جرت بمشاركة السيد عباس زكي، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وبعض الباحثين المختصين أو المهتمين بالقضية الفلسطينية. وقد تطرق المشاركون إلى بحث ومناقشة أبعاد النزاع الفلسطيني الداخلي وسبل إنهائه، وتحقيق الوحدة بين مختلف مكوّنات هذا الشعب الذي لا يزال في قلب المعركة ضد الاحتلال البغيض. 
وهناك مقالة حول سيناريو ما بعد اتفاق مكة الذي وضع حداً للنزاع المذكور.
وفي المحور الثاني؛ مقالات ودراسات لعدة باحثين فلسطينيين حلّلوا دعوة أبو مازن للانتخابات المبكرة (الرئاسية والتشريعية) من النواحي السياسية والقانونية والواقعية؛ بما يحيط بتلك المسألة في ضوء احتمال إجراء هذه الانتخابات أو صرف النظر عنها، وتأثيرها على مستقبل المقاومة.
كذلك، هناك ترجمة لاستطلاع أجراه مركز (فافو-Fafo) حول التوجهات الشعبية الفلسطينية، قبيل حصول الانتخابات التشريعية في كانون الثاني من العام 2006، وفوز حركة حماس المفاجئ للجميع فيها!
ومع أننا لا نوافق على الكثير مما ورد في الاستطلاع، وبالأساس على منهجيته التي حاولت إبراز مسافة كبيرة بين الناس في الضفة الغربية وغزة وبين حماس والمقاومة ، لكننا نريد أن يطّلع المعنيون والمختصّون على نتائج الاستطلاع كي يستفيدوا منه في السياق المناسب مستقبلاً! 
وفي الختام، وثائق اتفاق مكة التاريخي، الذي نتوقع له تطبيقاً عملياً في المرحلة المقبلة، بما يؤمّن تماسك ووحدة الشعب الفلسطيني، ويتيح استمرار المقاومة السياسية والعسكرية للاحتلال الصهيوني، الذي هو أساس الأزمات والمشاكل، بل والكوارث في فلسطين، كما في دول المنطقة عامة!


2013-09-25 08:29:36 | 1478 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية