التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد الثالث والعشرون - صيف 2008

 

لا تزال القضية الفلسطينية هي محور الأحداث والتطوّرات المتلاحقة في المنطقة، برغم كلّ محاولات التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-"العربي" لتصفية هذه القضية أو لإبعادها عن مرتبة الأولوية، سواء في جدول أعمال هذا التحالف، أو في اهتمامات شعوب المنطقة التي تعاني الكثير من الأزمات والمشاكل الخطيرة والمزمنة، لكنّها لم تضيّع بعد البوصلة، حيث تتجه أفئدة وأذهان هذه الشعوب إلى القضية المركزية، فلسطين الأرض والشعب والمقدّسات.

في هذا السياق، وفي ظلّ تراجع "الاهتمام" الأمريكي بقضية فلسطين، بسبب اقتراب الانتخابات الرئاسية، وبعد فشل الأمريكي الذريع في تطويع قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة، يستمرّ الحصار الصهيوني لشعبنا المضحّي في قطاع غزّة، وسط صمت عربي وإسلامي يقترب من التواطؤ، ناهيك عن التجاهل الأوروبي المتعمّد للمأساة الإنسانية الكبرى في القطاع؛ وبالموازاة حصل اتفاق التهدئة بين حركة حماس وكيان العدوّ في قطاع غزّة تحديداً، بعد عدّة شهور من التفاوض غير المباشر بين الطرفين، من دون أن ترفع إسرائيل الحصار، حيث تفاوتت القراءات الفلسطينية والعربية لهذا الاتفاق، أبعاداً وخلفيات ومآلاً!

هذا العدد من المجلة خصّص لبحث موضوعي اتفاق التهدئة المذكور واستمرار الحصار الإسرائيلي المحكم على قطاع غزّة، من خلال ندوة سياسية عقدها مركز باحث للدراسات في بيروت، بمشاركة باحثين ومتخصّصين بالشأن الفلسطيني والصراع مع العدو، بالإضافة إلى عدّة مقالات أو دراسات لكتّاب فلسطينيين حول الحصار، ودور السلطة الفلسطينية والاتفاقات التي عقدتها مع الكيان في مراحل سابقة، في "شرعنة" أو تفعيل هذا الحصار "الإجرامي" بكلّ معنى الكلمة!

وقد افتتِح عدد المجلة بمقابلة خاصّة وشاملة مع الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تناول فيها مختلف الشؤون والشجون الفلسطينية (الحصار/الحوار الداخلي/المقاومة)، في إطار فكري-سياسي-استراتيجي، يتوافق مع المقابلات التي سيجريها مركز باحث للدراسات، مع مسؤولين في أبرز الفصائل الفلسطينية.

واختتِم العدد بقراءةٍ موسّعةٍ في كتاب (ماذا بعد انهيار عملية التسوية؟) الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، وبتقريرٍ حول حفل توقيع كتاب للناشط والباحث  الأميركي الدكتور فرانكلين لامب، حول استخدام الكيان الصهيوني لأسلحة أمريكية الصنع ضدّ المدنيين في لبنان طيلة أكثر من ربع قرن، والذي قام بترجمته إلى اللغة العربية ونشره، مركز باحث للدراسات، باعتباره يكشف جوانب خطيرة من العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، تطال بأذاها ليس المدنيين في المنطقة فحسب (كما حصل خلال عدوان تموز 2006 ضدّ لبنان)، بل القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية، على المستوى العالمي حتّى!

ورغم ما سيدركه القارئ من معطيات ومؤشّرات تكشف عمق مأساة أهلنا في قطاع غزّة على كلّ المستويات، ومقدار التواطؤ الإقليمي-الدولي للتسبّب بهذه المأساة، بهدف خنق شعب المقاومة هناك، تمهيداً لفصله نهائياً عنها، إلاّ أن الأمل كبير، وكبير جدّاً، بأن هذه الغمامة السوداء سوف تنقشع عن قطاع غزّة وعن الضفّة الغربية وكلّ فلسطين المحتلّة، بفعل الإنجازات التي تحقّقت حتّى الآن، والتي أدّت إلى انكفاء أمريكي واضح، سوف يتواصل في المستقبل القريب، بما يترك آثاره الإيجابية الكبرى، على شعب فلسطين تحديداً، وعلى كلّ شعوب المنطقة عموماً!

 

 

2013-09-26 09:39:49 | 1796 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية