التصنيفات » دراسات

المعادلة الاستيراتيجية الجديدة في الشرق الأوسط*


بقلم: افرايم عنبار
 
        على مدار مئات السنين كان البحر المتوسط مركز الساحة الدولية، ومع الوقت تركزت الأحداث بالمحيط الأطلسي، وفي الآونة الأخيرة أصبحت الساحة المركزية المحيط الهادئ، ومع ذلك، فإن الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط، والذي شكل في الماضي نقطة التقاء بين الشرق والغرب، وشكل إحدى بؤر صراعات القوى العظمى بفترة الحرب الباردة.
 
         هذه المقالة تستعرض انهيار السلام الأمريكي في القرن الواحد والعشرين في الجزء الشرقي من البحر المتوسط، ويدرس مميزات الواقع الاستيراتيجي الذي تشكل بعد الانهيار. ويحلل تأثيرات هذه الظاهرة الجديدة استيراتيجيا. نحن نشهد تواجداً روسياً مضاعفاً، ومطامع تركية، واحتمالات كبيرة للإرهاب، وصراعات محتملة حول الطاقة، وبالمقابل نلاحظ علامات تكوّن خط قبرصي– يوناني- اسرائيلي، انسحاق الاستقرار السياسي على طول شواطئ البحر المتوسط يسمح بصعود قوى إسلامية، تعطي الصراع بعداً صدامياً بين الحضارات. ويلخص هذا المقال تأثيرات الوضع الجديد على إسرائيل ويقدم بعض التوصيات حول السياسة الاسرائيلية.
 
              
 
مقدمة:
 
         على مدار مئات السنين كان البحر المتوسط مركز الساحة الدولية، ومع الوقت انتقل ثقل الأحداث للمحيط الأطلسي، وفي الآونة الأخيرة انتقلت الساحة المركزية للمحيط الهادئ، ومع ذلك، فإن الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط، والذي شهد في الماضي نقطة التقاء بين الشرق والغرب وكان إحدى بؤر صراعات القوى العظمى بفترة الحرب الباردة، فلا زالت هناك أهمية استيراتيجية له. الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط هو ساحة تبث قوة عسكرية للشرق الأوسط، وتوجد فيه مسارات شرقية – غربية مهمة، مثل طريق الحرير وقناة السويس (في الطريق للخليج الفارسي والهند). الحروب الصليبية، ومواقع دينية مهمة على المستوى العالمي، بالإضافة لإشكاليات دولية صعبة مثل الإسلام المتطرف، الإرهاب الدولي، وانتشار السلاح النووي، كل هذا راسي في السياسة الإقليمية.
 
هذه المنطقة المتميزة بالتعددية الدينية والعرقية، تشهد صراعات كثيرة. ومع ذلك فإن جميع القيادات السياسية تشعر بالتهديد المتواصل، وجميع اللاعبين في المنطقة يؤمنون أن استخدام القوة هو إمكانية واردة بخياراتهم السياسية.
 
           الوحدة الجغرافية المعروفة بالجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط موجودة على درجة 20 لخط الاستواء. وتشمل شواطئ اليونان، تركيا، سوريا، لبنان وإسرائيل، وغزة (التي هي وحدة مستقلة عملياً). مصر، ليبيا، وجزيرة قبرص حيث أن الجزء الشمالي بيد تركيا. يوجد في المنطقة عنقي زجاجة، البوسفور وقناة السويس التي يمر من خلالها خط التجارة الأوروبي مع الخليج ومع جنوب شرق آسيا. الأهمية الأخرى للجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط تنبع من كونه ممر لنقل الطاقة، تمر من قناة السويس 5% من النفط العالمي و 15% من الغاز الطبيعي. وفي تركيا تمر عن طريق مضيق البوسفور 6% من النفط العالمي.
 
           إن اكتشاف النفط والغاز في البحر في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط هو أحد التطورات الواعدة بمجال الطاقة في المنطقة بالسنوات العشر الأخيرة. إلا أن هذه المصادر قد تتسبب بصراعات جديدة في منطقة هي أصلاً قابلة للاشتعال. ومعظم هذه المناطق على تماس مع حدود اسرائيل. وهناك مواقع قريبة من حدود قبرص، وهناك إمكانية لاكتشافات أخرى بالقرب من شواطئ سوريا ولبنان وغزة. الكميات التي اكتشفت لا زالت قليلة قياساً مع تلك الموجودة بالخليج الفارسي ولكنها كافية لتؤثر على تطور الدول بشرق البحر المتوسط، والتأثير بقدر معين على مجمل مصادر توفير الطاقة لأوروبا.
 
        من ناحية اسرائيل، هناك أهمية كبيرة للاستقلالية في الطاقة وتصدير الغاز، ولكن ذلك بحاجة لضمان عبور حر للتجارة البحرية والدفاع عن منابع الغاز الجديدة. إضافة لذلك فإن 90% من تجارة اسرائيل الخارجية تمر عبر البحر الأبيض المتوسط. بسبب هذه الحقيقة، حرية الحركة في البحر المتوسط فإن حاجتها كبيرة لضمان مرابحها الاقتصادية. عدم الهدوء في العالم العربي أضعف أعداء لإسرائيل "باستثناء ايران" وأدى إلى تحسين الواقع الاستيراتيجي، ولكن من جميع النواحي الأخرى تحولت ساحة البحر المتوسط لإشكالية كبيرة منذ انتهاء الحرب الباردة حظيت المنطقة ب pax americana، ولكن الحصانة لا تدوم، هذا المقال يستعرض في البداية انهيار السلام الأمريكي في القرن الواحد والعشرين في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط، يفحص مميزات الواقع الاستيراتيجي الذي نشأ بعد هذا الانهيار ويحلل تأثيرات هذه الظواهر الجديدة استيراتيجياً. نحن نشهد تواجد روسي مضاعف، وأطماع تركية، واحتمالات متزايدة للإرهاب وصراعات محتملة حول الطاقة، بالمقابل نشهد تبلور خط قبرصي – يوناني اسرائيلي. انسحاق النظام السياسي على طول شواطئ البحر المتوسط يسمح بصعود قوى إسلامية تعطي الصراع في المنطقة بعداً جديداً هو صراع الحضارات، ينتهي المقال باستعراض تأثير الوضع المتطور على إسرائيل وبمجموعة من التوصيات بخصوص السياسة الاسرائيلية.
 
انهيار الهندسة الأمنية
 
         بعد انتهاء الحرب الباردة ساهمت القوة العسكرية والسياسية للولايات المتحدة بتحويل الغرب لعنصر فعال في الجانب الشرقي من حوض البحر المتوسط. لم تكن هناك أية جهة قادرة على تهديد التواجد البحري للأسطول السادس في المنطقة. أدارت واشنطن المنطقة عن طريق شبكة علاقات خاصة مع قوى عظمى إقليمية أبرزها شبكتي علاقات ثلاثية الأطراف، بدأت بفترة الحرب الباردة، مع لاعبين إقليميين ذات قوة: الولايات المتحدة- تركيا- اسرائيل، والولايات المتحدة- مصر- اسرائيل، لكن هذه الهندسة الأمنية انهارت، تأثير الولايات المتحدة في المنطقة تراجع، العلاقات ثلاثية الأطراف اهتزت وعدم الهدوء في العالم العربي أدى إلى تغييرات حقيقية سواء في السياسة الداخلية أو السياسة الإقليمية.
 
تراجع تأثير الولايات المتحدة
 
           التطورات المختلفة التي حدثت في الشرق الأوسط منذ عام 2011 تؤكد تراجع مكانة الولايات المتحدة بالمنطقة. ينبع الأمر جزئياً من السياسة الخارجية لحكم أوباما، التي بالإمكان وصفا كمحاولة لتنفيذ (تقليص شامل... من أجل تقليص التزاماتها الخارجية وتحسين صورتها في العالم ونقل جزء من المسؤوليات لحلفاء آخرين). عنصر آخر ساهم هو أيضاً بشكل جزئي بكسر شوكة الولايات المتحدة بالمنطقة هو ردها المشوش وغير المثابر على أحداث (الربيع العربي). في البداية أسرعت بالمطالبة بإزالة مبارك الأمر الذي اعتبر في المنطقة كخيانة لصديق وحليف للولايات المتحدة. بعد ذلك انتقدت السعودية على تدخلها العسكري في البحرين وتأييدها للعائلة المالكة، عائلة الخليفة السّني (آذار 2011)، انتقاد تسبب هو أيضاً لرفع الكثيرين لرؤوسهم بالعواصم العربية. ولا يقل غرابة رد واشنطن على الأحداث في ليبيا وقرارها بإيكال مبادرة إزالة القذافي لحلفائها في أوروبا الغربية. ترك القذافي، الذي تعاون مع الغرب وتنازل عام 2003 عن سلاح الدمار الشامل الذي كان بحوزته، هذا كان مفاجئاً ولم فهم واشنطن أن الكثيرين من قيادات المنطقة سيدركون أن هذا التصرف يعني التسلح أكثر بسلاح الدمار الشامل، بالمقابل القمع الفظ للمعارضة من قبل أنظمة مناهضة لأمريكا في ايران ودمشق لم يواجه سوى بانتقاد هش من قبل حكم أوباما.
 
         أصدقاء أمريكا بالمنطقة صعقوا من تأييد نظام الإخوان المسلمين في مصر والموقف الانتقادي للإنقلاب العسكري في مصر (تموز 2013) الذي أدى لطرد النظام الإسلامي، حيث من الواضح لكل من هو خبير بسياسة الشرق الأوسط أن سلطة الإخوان المسلمينفي مصر تهدد استقرار دول أخرى (الأردن والسعودية) دون الحديث عن الكراهية الكبيرة لإسرائيل. إضافة لذلك التعهد المتردد وغير الواضح من قبل الولايات المتحدة والقيام بعملية عسكرية في سوريا إذا استخدم الأسد السلاح الكيماوي، ولا داعي للحديث عن (الإنقلاب الدبلوماسي الذي قامت به بعد ذلك من أجل عدم تطبيق التهديد)، وهذا وضعها موضع السخرية، بعد ذلك جاءت صفقة السلاح النووي والتي تم إجمالها في تشرين الثاني 2013 بين ايران والولايات المتحدة والقوى العظمى الخمس، ومكنت الجمهورية الإسلامية من الاستمرار بتخصيب اليورانيوم، وتطوير قدراتها في الستقبل، وتطوير صواريخ (أداة إطلاق لرأس المعركة) معظم الدول التي تسكن شواطئ القسم الشرقي من حوض البحر المتوسط (ليس فقط هناك) يرون بهذه الصفقة انتصار دبلوماسي كبير لإيران. السعودية وحلفاء آخرين في المنطقة يخافون أن تكون أدارت لهم الظهر في إطار تجارب أوباما للتوصل لتفاهم مع ايران. القادة في المنطقة رأوا أن أمريكا تنسحب من العراق وأفغانستان وتحاول التصالح مع ايران وسوريا وإهمال القادة الأصدقاء لها. كل هذا أكد الفرضية العامة التي تقول أن السياسة الخارجية لأمريكا مشوشة وغير أمنية.
 
        الولايات المتحدة التي استنفذت قوتها في حربين (أفغانستان والعراق) وتداركت اليوم باكتشاف مصادر طاقة، لا تستعجل بالانجرار وراء صراعات أخرى في الشرق الأوسط، الأمر الذي لا تعتبره حيوي كثيراً لمصالحها. مع اقترابها للاستقلالية في الطاقة، فإن الولايات المتحدة تفقد اهتمامها بالجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط عموماً وبالشرق الأوسط على وجه الخصوص. التكنولوجيا التي تمكن من استخراج النفط والغاز آخذة بالاكتمال وبفضلها ستستطيع الولايات المتحدة التحرر من التعلق بالشرق الأوسط لاستيراد النفط. منذ عام 2008 بدأت الولايات المتحدة بتقليص استيراد النفط، سواء بسبب زيادة استخدام البنزين أو نقص الإستهلاك بأعقاب الركود الاقتصادي وأيضاً بعد ازدياد الإنتاج المحلي للنفط والغاز. منذ عام 2008 تحولت الولايات المتحدة لمصدّرة للغاز رقم واحد في العالم وإنتاج النفط ازداد 60%.
 
         بعد ذلك جاء إعلان الرئيس أوباما في تشرين الثاني 2011 حول تحويل مركز السياسة إلى آسيا لأسباب اقتصادية وسياسية. واضح أن صعود الصين هو سبب استيراتيجي كافي لتقوية تواجد الولايات المتحدة عسكرياً في آسيا، حتى وإن كان مؤقتاً بمستوى قليل، تشهد التقليصات الكبيرة بميزانية الأمن للولايات المتحدة أن الأولوية الجديدة ستكون على حساب تواجد الولايات المتحدة في أماكن أخرى في العالم بما في ذلك الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط والشرق المتوسط. تقليص القوات البحرية الدائمة بدأ بعد نهاية الحرب الباردة واكتفاء الأسطول السوفييتي واستمر ذلك بإزاحة مصادر لساحات أخرى بعد الحروب في العراق وأفغانستان. لا زالت الولايات المتحدة قادرة على العمل في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط ولكن اللاعبين في المنطقة ينظرون إلى حكم أوباما على أنه ليس لديه الرغبة السياسية المطلوبة أو القدرة على العمل. إن إمكانية أن تحتل دول أوروبية أو الاتحاد الأوروبي مكان  الولايات المتحدة الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط ليست إمكانية جدية. أوروبا ليست لاعب استيراتيجي حقيقي ولا تملك المصادر العسكرية المطلوبة ولا الحلم الاستيراتيجي المطلوب أو الرغبة السياسية المطلوبة من  أجل لعب دور أمريكا. فرنسا وإيطاليا دولعظمى شرق أوسطية ولكن ليس من الواقعي أن تتحول هذه الدول لمورد أمني للجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط.
 
تشوش الترتيبات الأمنية ثلاثية الأطراف
 
          المثلث أمريكا – اسرائيل – تركيا شكل قوة استقرار كبيرة، كانت تركيا مرتكز أساسي لسياسة الولايات المتحدة في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط، وفي الشرق الأوسط آسيا الوسطى. التأييد المستمر للولايات المتحدة لتركيا استند على فرضية أن تركيا ستتحول لنموذج يحتذى به (الإسلامي المعتدل). وتنجح بالدمج بين التقاليد الدينية والحياة العصرية، مع الحفاظ على موقف قريب من العرب وعلاقات جيدة مع اسرائيل. فترة ما بعد الحرب الباردة دخلت تركيا بشراكة استيراتيجية مع اسرائيل، وحازت على تشجيع الولايات المتحدة. إن حقيقة أن الحليفتين الأقوى للولايات المتحدة والجزء الشرقي من البحر المتوسط قد أقاموا بينهم تعاون كبير بالأمور الاستيراتيجية والعسكرية كانت مهمة جداً لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
 
         ومع ذلك فإن صمود حزب الحق والتطوير للسلطة بعد الفوز بالانتخابات في تشرين الثاني 2002 أدى إلى تغيير في السياسة التركية الخارجية تحت سلطة هذا الحزب ابتعدت تركيا عن الغرب وطورت مطامح لقيادة العالم الإسلامي. تركيا بزعامة رجب أردوغان تؤيد تنظيم حماس (حركة مقربة لحركة الإخوان المسلمين) وتساعد ايران على التخلص من العقوبات، تساعد عناصر سنيّة متطرفة في الدخول إلى سوريا، تدرس إمكانية القيام بعمل عسكري في سوريا، تدعم وتنشر أطر معادية لأمريكا وغير ساميّة. وكل ذلك في الوقت الذي تظهر فيه تركيا ملامح حكم غير ديمقراطي. إضافة لذلك شراكة تركيا مع حلف الناتو تحولت إلى إشكالية خصوصاً بعد توجهها لشركة صينية لشراء أسلحة دفاعية مضادة للطائرات والصواريخ.
 
هذه السياسة التي تتغذى من دوافع عثمانية وإسلامية حركت تركيا باتجاه تطوير توجه فعال للشرق الأوسط وتقليص العلاقات مع اسرائيل. هذه الحقيقة تبينت دون أدنى شك بعد محاولات السفينة التركية مرمرة اقتحام الحصار البحري على غزة. في أيار 2010 وفي تشرين أول 2010 قرر مجلس الأمن القومي لتركيا أن اسرائيل هي أحد أكبر التهديدات لتركيا. أعلن هذا التصويت رسمياً في نشرة اسمها "الكتاب الأحمر". هذه التطورات أدت لانهيار أحد أعمدة السياسة الأمريكية في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. حتى وإن جددت تركيا بقيادة أردوغان العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع اسرائيل في محاولة لتطبيع العلاقات بين الدولتين فإن من المستبعد إحياء التعاون الاستيراتيجي الذي كان بين الدولتين في الماضي.
 
                الاستقرار في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط استند أيضاً على مثلث أمريكا – مصر – اسرائيل. تشكل هذا المثلث في سنوات السبعين من القرن الماضي حين قررت مصر بقيادة أنور السادات تبني تغيير اتجاه سياستها الخارجية والتقرب من الولايات المتحدة، أدى ذلك في النهاية لتوقيع اتفاقية سلام مع اسرائيل عام 1979. مصر هي الأكبر من بين الدول العربية وتلعب دوراً مهماً في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط، والشرق الأوسط وإفريقيا، انسحاب مصر من الحلف السوفييتي والائتلاف العربي المناهض لإسرائيل أدى إلى تحسين مكانة الولايات المتحدة. وريث السادات حسني مبارك استمر بالطريقة المساندة لأمريكا في الفترة ما بعد الحرب الباردة. لقاء المصالح بين الولايات المتحدة ومصر واسرائيل كان سبباً في الحفاظ على السلام الأمريكي في الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط. ولكن بنية العلاقات الأمريكية المصرية الإسرائيلية تزعزعت مع طرد مبارك في تموز 2011. صحيح أن الجيش المصري استمر بالتعاون مع اسرائيل وحرص على تنفيذ البنود العسكرية لاتفاقية السلام لكن حركة الإخوان المسلمين التي صعدت للسلطة بعد الانتخابات، كشفت عن تحفظات كثيرة من العلاقات مع اسرائيل. ولا ننسى أن الموقف الأساسي للإخوان المسلمين هو معادي لأمريكا بكل وضوح الأمر الذي لم يعلن عنه بسبب الدعم الأمريكي وبسبب تأييد أمريكا غير المتوقع للسلطة في مصر.
 
                الانقلاب العسكري أيضاً الذي نفذه الجيش المصري لطرد الإخوان المسلمين (تموز 2013) أضعف العلاقة ثلاثية الأطراف لأن الولايات المتحدة نظرت إليه على أنه غير ديمقراطي وجمدت واشنطن الدعم لمصر (تشرين أول 2013) وبذلك عززت التوتر مع القاهرة وأيضاً قبل ذلك بفترة وجيزة ألغى حكم أوباما (نجم ساطع وهو مناورة عسكرية ضخمة مع مصر) وجمد إعطاء أربع طائرات (إف 16) وعشرة طائرات (أباتشي). رغم الإعلان عن أهمية التعاون الأمريكي المصري فرضت قيود على إعطاء الأموال لمصر واشترط ذلك بالتقدم الحقيقي باتجاه حكم مدني تمثيلي ينتخب بشكل ديمقراطي بانتخابات حرة ونزيهة إضافة لذلك بدأت الولايات المتحدة تنظر لمصر على أنها معادية وليست شريكة أو نموذج يحتذى به.
 
                الجهود الدبلوماسية الاسرائيلية لإطلاع واشنطن بكبح الدفاع الديمقراطي نجحت بشكل جزئي فقط هذه التطورات أثّرت سلباً على إمكانية التعاون المميز بين القاهرة والقدس وواشنطن، رغم أن العلاقات بين مصر واسرائيل بقيت جيدة.
 
         تواجد مضاعف لعناصر إسلامية متطرفة على شراقة الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط عدم الاستقرار في العالم العربي سيؤدي لتغيير حقيقي في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط، حيث تزداد تدريجياً قوة العناصر الإسلامية المتطرفة، تستصعب دول عربية من إقامة بنى سياسية، ويمكّن هذا الوضع قوات سياسية إسلامية من زيادة تأثيرها تدريجياً. يتوقع لشواطئ البحر المتوسط الأسلمة في ليبيا، مصر، غزة، لبنان، سوريا وتركيا.
 
         هذه التوجهات قد تشكل تهديداً على عبور اسرائيل الحر باتجاه غرب المنطقة. الأحداث السياسية التي جاءت بعد سقوط القذافي تشهد أن عناصر إسلامية متطرفة تلعب دوراً مهماً في تشكيل مستقبل الدولة، الانتقال لسلطة جديدةلا يضمن الاستقرار. لا تزال ليبيا تعيش حالة من الفوضى بعد الانقلاب بثلاث سنوات، وبسبب الفوضى الحالية التي قد تحول ليبيا لدولة فاشلة، وينشط المتطرفين الإسلاميين على شواطئ الدولة بدون أي معيق.
 
مصر التي هي جارة ليبيا من الشرق موجودة مرة أخرى تحت حكم عسكري ومن السابق لأوانه أن نقول أن الإسلاميون الذين تذوقوا السلطة لمدة عام، سيكونوا راضين عن دور ثانوي بالجهاز السياسي في مصر.
 
هذه التنظيمات لا زالت تنجح بإرسال الجموع الغفيرة للشوارع وتحاول زعزعة الاستقرار السلطوي العسكري الجديد. بالإضافة إلى الموانئ الكبيرة في شواطئ البحر المتوسط فإن مصر تسيطر أيضاً على قناة السويس وهي المعبر البحري الحيوي الذي يربط أوروبا مع الخليج الفارسي والشرق الأدنى، هذا المعبر أيضاً قد يتعرض لخطر السقوط بأيدي عناصر غير إسلامية متطرفة حتى وإن نجح الجيش المصري بكبح القوات الإسلامية داخلياً، منذ سقوط مبارك فإن سيطرة مصر على شبه جزيرة سيناء ضعيفاً. تحت سلطة الجنرال عبد الفتاح السيسي زادت محاولات مصر بطرد الجهاديين السلميين من أنحاء شبه جيرة سيناء ولكن بدون نجاح حتى الآن. بأن تفرض مصر سلطتها الكاملة على الأرض هذا الأمر قد يؤدي إلى صملنة (سيناء) وإحداث تأثير سلبي على أمن التجارة البحري على طول شواطئ البحر المتوسط في المسالك التي تؤدي لقناة السويس والبحر الأسود.
 
يجب أن نتذكر بالمقابل أن غزة القريبة موجودة تحت سلطة حماس وهي تنظيم إسلامي متطرف يده بيد ايران. الجالية الدولية تنتقد أحياناً الحصار البحري الذي فرضته اسرائيل على غزة وتنفذ أحياناً النشاط العسكري الاسرائيلي الذي يهدف إلى تقليص إطلاق القذائف على اسرائيل، وكبح التهديد الإسلامي في غزة الذي لا يزال يشكل تحدي حقيقي.
 
         شمال اسرائيل، على طول شواطئ البحر المتوسط موجودة لبنان حيث التأثير الكبير جداً لمنظمة حزب الله، منظمة شيعية متطرفة، من وجهة نظر الغرب فإن موانئ لبنان غير آمنة، وادعى حزب الله على ملكية مجموعة مستودعات الغاز التي اكتشفتها اسرائيل في البحر، هذه المستودعات التي تقلل من ارتباط أوروبا بروسيا وتركيا في موضوع الطاقة، إضافة لذلك سوريا عدوة اسرائيل وحليفة ايران القديمة التي لا زالت تؤثر في لبنان شواطئ سوريا في البحر المتوسط.
 
الدوله التاليه على خط الشاطئ لحوض البحر المتوسط هي تركيا، خلال السنوات الاخيره وبقيادة حزب العداله والتنميه حصل في تركيا تغيير وتحولت سياستها الخارجيه الى معاديه للغرب، حكومة تركيا تؤيد حماس وحزب الله، وتعارض فرض عقوبات على ايران وانتهجت خط معادي لاسرائيل بصلابه، وهذا يعكس الهويه الاسلاميه للحزب الحاكم. كما اظهرت تركيا انها تطمح ان تتحول الى زعيمه في الشرق الاوسط واسيا الوسطى، القفقاز والبلقان، وكذلك في الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط. ان الدمج بين القوميه التركيه والحنين الى عثمانيه جديده ودوافع اسلاميه ساهم بتحول الموقف التركي الى موقف عدائي بعدة مسائل اقليميه.
 
         مثلا: هددت تركيا قبرص بسبب طموحها بالحصول على حصه من منابع الطاقه الكبيره التي اكتشفت جنوب الجزيره، تريد تركيا سيطره جزئيه على حقول الغاز البحريه في الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط، كونها تستطيع بذلك تقليص اعتمادها على روسيا وايران بموضوع الطاقه، ويساعدها ذلك على تحقيق طموحها بان تكون جسر طاقه الى الغرب. وبذلك يصبح الغرب مرتبطا بها بكل ما يتعلق بالطاقه التي يحتاج اليها. هذا الموقف يضع انقره في مواجهه مع القدس ومع نيقوسيا، حيث لهن مصلحه مشتركه بتطوير حقول الغاز كل واحده بمجالها الاقتصادي وتصدير هذا الغاز الى اوروبا، انقره العطشى للطاقه استعرضت عضلاتها حين هددت اسرائيل بمرافقة من يريد اختراق الحصار على غزه بحرا.
 
         الى الغرب من تركياموجوده اليونان، دوله غربيه دمقراطيه ومن مصلحتها الدفاع عن اليونانيين في قبرص بوجه الاتراك. ولكن المصاعب الاقتصاديه التي تواجهها اليونان تضعف قدرتها العسكريه المحدوده ويصعب عليها استيعاب التهديد التركي بقواها الذاتيه، ان دول عده في حوض البحر المتوسط تؤيد عودة الحكم التركي(الاسلامي)الى قبرص، وهذا التطور يضيف الى ميزان القوى بعدا لصراع الحضارات.
 
          تاثيرات استراتيجيه
 
الهندسه الامنيه للولايات المتحده في الجزء الشرقي لحوض البحر الابيض المتوسط تحطمت، عدة دول موجوده على شواطيْ البحر المتوسط تعاني من عدم الاستقرار، وتاثيرها على مجموعات اسلاميه متطرفه اخذ بالزدياد، لا يوجد اليوم قوه عظمى مسيطره في الجزء الشرقي من البحر المتوسط، ومستقبل المنطقه يشوبه الضباب، لهذا الوضع عدة تاثيرات استراتيجيه، زيادة التاثير الروسي من جديد، امكانيه عدائيه من قبل تركيا، صعود محور اسرائيل واليونان وقبرص، ازدياد تهديد الارهاب. تحسن في قدرة ايران على ممارسة الارهاب من خلال اداه تابعه لها في المنطقه، وامكانيه لاندلاع مواجهات عنيفه من اجل السيطره على حقول الغاز.
 
1     ان غياب قوه عظمى فاعله يسهل على روسيا تحقيق جزء من التاثير الذي كان لها فترة الحرب البارده، الظاهر ان روسيا تنشر اسطولها وتنوي الاستمرار بهذا العمل، في الفراغ الذي احدثه تقليص التواجد البحري للولايات المتحده في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وحلة الاساطيل الاقليميه لحلف الناتو اخذه بالتدهور منذ عدة سنوات. القوات البحريه لفرنسا وايطاليا ما هو الا ظل شاحب لما كان في الماضي، والقوات البحريه الدائمه للناتو لا تتواجد لوقت كبير في البحر المتوسط. سبب ذلك جزئيا هو التقليص بحجم القوات ولكن سببا اخر هو عملية درع المحيط التي ادارتها الناتو في اطار الحرب على القرصنه في خليج عدن والمحيط الهندي، حلفاء الولايات المتحده الاوروبيين مستعدون اليوم للخروج من الساحه، لان الناتو اعلنت ان اهمية الساحه الاوروبيه الاستراتيجيه قد تراجعت.
 
روسيا بالمقابل حافظت على معسكرها البحري في طرطوس، وبالتدريج زادت من حجم اسطولها ومن الدوريات في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط، وهذا تقريبا بفترة ازدياد التصعيد في سوريا. خلال العام 2013 نفذ الاسطول الروسي لوحده 17 هبوط و39 طلعه عسكريه في البحر الاسود. يمكن ايضا رؤية التواجد الروسي شرق البحر المتوسط بالمناورات البحريه التي اجرتها روسيا في المنطقه والتي اشتمل بعضها على اكثر من عشرون سفينه حربيه وغواصه، وخلال زيارته للاسطول في البحر الاسود في شباط 2013 اكد وزير الدفاع الروسي سرجي شويجو ان" منطقة حوض البحر المتوسط هي قلب جميع المخاطر والتهديدات على المصالح القوميه لروسيا" وان تاثيرات الربيع العربي المتواصله تزيد من اهمية المنطقه.
 
بعد ذلك بفتره وجيزه اعلن وزير الدفاع عن اقامة طاقم تنفيذي خاص بخصوص حوض البحر المتوسطليكون بشكل دائم تحت امرة الاسطول. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصل لانجاز دبلوماسي عندما اقترح على اوباما سلم يمكنه من النزول من الشجره بعد الاعلان المختلف عليه حول الخط الاحمر الذي يخص استخدام السلاح الكيميائي من قبل قوات الاسد في سوريا. التاييد الدبلوماسي والمادي الذي تقدمه روسيا لسوريا هو لبنه مهمه بقدرة الاسد على الامساك بالسلطه. في الاحرب الاهليه الدمويه الحاصله في سوريا، وروسيا تؤيد ايران المتطرفه.
 
          حصل الاسطول الروسي على فرصة الدخول الى قبرص، قبرص التي هي عضو بالاتحاد الاوروبي ليست عضوا في حلف الناتو، وتحاول كبح الفاعليه التركيه معتبره روسيا قوه عظمى قادره على ردع العدوانيه التركيه المحتمله. هذا الامر سنتناوله في الجزء التالي.
 
          ان حقيقة ان روسيا زادت من نشاطها الدبلوماسي ايضا في مصر والتي هي اكبر الدول العربيه، بعد الانقلاب العسكري وبعد التوتر بين مصر والولايات المتحده الامر الذي ادى لتجميد جزئي للمساعدات الامريكيه لمصر. جهات كثيره تؤكد انه مع بداية عام 2014 ناقشت مصر وروسيا امكانية عمل صفقة سلاح ضخمه، قيمتها المفترضه تتراوح بين 2-3 مليار دولار، واتفاقيه لتقديم خدمات مائيه مختلفه في ميناء الاسكندريه، اذا اوصلت هذه المحادثات لصفقة سلاح كبيره يكون هذا تغيير حقيقي في السياسه الخارجيه المصريه، عام 1974 بعد ان تحولت مصر من دوله حليفه للاتحاد السوفياتي لدوله حليفه للولايات المتحده وارتبطت بها من ناحيه دبلوماسيه وعسكريه واقتصاديه، توقف حينها الاتحاد السوفياتي عن اعطائها السلاح، اذا قررت الحكومه المصريه الحاليه ان توقع على صفقة سلاح كبيره مع روسيا فان ذلك يشير ان مصر ستغير ميزان العلاقات مع الدولتين العظميين. السعوديه والامارات قد يمولون صفقة السلاح وهم بذلك يشيرون الى عدم الرضى من السياسه الخارجيه للولايات المتحده، ان تغيير اتجاه السياسه الخارجيه المصريه هو مهم نظرا لسيطرة مصر على قناة السويس، قدرة الامريكيين على نقل قوات بشكل سريع لمنطقة المحيط الهندي والعوده منه تتطلب ان تكون قناة السويس مفتوحه.
 
          ترعى روسيا ايضا علاقات مع عناصر اخرى في الجزء الشرقي لحوض البحر الابيض المتوسط. رغم انها تواجه مشكلة الاسلام المتطرف في الداخل الا انها حافظت على علاقات جيده مع حماس،مثلا: على العكس من باقي دول العالم التي تعتبر حماس منظمه ارهابيه بكل معنى الكلمه، فان روسيا قامت عام 2006 باستدعاء وفد من حماس لزيارة موسكو للمحادثات. عام 2010 طالبت روسيا وتركيا بدمج حماس في العمليه السياسيه في محاوله للتوصل لاتفاق اسرائيلي فلسطيني.
 
          اخيرا تجدر الاشاره ان روسيا والتي هي منتجه للطاقه بشكل ذاتي فانها مهتمه بمحقول الغاز الجديده التي اكتشفت مؤخرا، في تموز 2012 زار الرئيس الروسي بوتين اسرائيل لمناقشة حقول الغاز."غازبروم"الروسيه وقعت صفقه مع اسرائيل بخصوص النشر المستقبلي لمصادر الغاز الكبيره لاسرائيل وتخطط بناء موقع غاز بحري ليس بعيدا عن قبرص لتبديل الغاز المستخرج بغاز طبيعي سائل. ايضا وقعت روسيا في كانون اول 2013 على صفقه بعيدة المدى (خمسه وعشرون عام)مع سوريا، هذه الصفقه تفتح الباب امام روسيا لليوم الذي تقرر فيه الدخول الى الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط، الغني بالغاز الطبيعي، الاتفاق يمنح لشركه روسيه تابعه للدوله حقوق وحيده في البحث والتطوير لاستخراج الطاقه بمعظم المياه السوريه(اكثر من 850 ميل مربع في منطقة تعرف باسم بلوك رقم 2 بين بانياس وطرطوس) تمنح الصفقه روسيا والتي هي من كبار منتجي الطاقه بالعالم، موطيْ قدم اولي في حوض البحر المتوسط، والذي يعتبر غني بالغاز. لقد اقترحت روسيا مساعدة قبرص واسرائيل لتطوير حقول الغاز الجديده وروسيا اليوم جزء من سوق الطاقه ماليا في المنطقه. الامر الذي يشير الى انها تحاول اعادة تاثيرها كما كانت بمرحلة الاتحاد السوفياتي في حوض البحر المتوسط. وايضا هناك اطراف اقليميه تعتبر روسيا حليفه لها اكثر من الولايات المتحده او اوروبا كون روسيا محط ثقه ومهتمه اكثر.
 
          ان الجهود الدبلوماسيه الروسيه والتي تدعمها الحاجه للتواجد العسكري بشكل اكبر، من شانها ان تثمر وتعيد روسيا لسابق عهدها، وهذا صحيح خاصه على ضوء تراجع وانسحاب الغرب من منطقة شرق البحر المتوسط.
 
          2- مقابل الزحف الروسي للمنطقة فاننا نشهد استراتيجيه اخذه بالازدياد من قبل تركيا، حيث تبنت سياسه خارجيه طموحه اكثر وتتغذى على دوافع اسلاميه وعثمانيه جديده. ذكريات القيصريه والخلفاء لا زالت على ما يبدو حاضره في تركيا، هذه الحقيقه تطرح سؤال هل يمكن اعتبار تركيا قوه عظمى حاليا؟ في ظروف معينه قد تقدم تركيا على استغلال تفوقها العسكري التقليدي وفرض نفسها بالقوه العسكريه في عدة ساحات. في قبرص وسوريا والعراق، وما قد يشجعها هو عدوانية روسيا في شبه جزيرة القرم. وكذلك شهية تركيا للطاقه وان بتزويدها لاوروبا، قد يدفعها ذلك الى احتلال قبرص بالكامل عن طريق استخدام القوات الموجوده في الجزء الشمالي للجزيره. والتي هي مقسمه منذ عام 1974 . قبرص هي المحطه الاولى التي يعبر منها ناقل الغاز الذي تطمح تركيا لبنائه ليقوم بنقل الغاز من بلاد الشام الى تركيا ومن هناك لاوروبا، سيطرة تركيه كهذه ليس فقط تضر بالمصالح الاقتصاديه الاوروبيه وانما ايضا فقدان جزيره ذات موقع استراتيجي كبير. وبقيادة اردوجان شجعت تركيا مصر حين سيطر فيها الاخوان المسلمين لالغاء اتفاقية التجارة مع قبرص. تغيير كهذا في السياسه المصريه من شانه ضرب قدرة قبرص على انتاج النفط والغاز الذي اكتشف مؤخرا.
 
          حاول اردوجان ازعاج دول في المنطقه مرات كثيره، في ايار 2010 تحدى الحظر البحري على غزه وارسل سفسنة مرمره، الامر الذي دفع الكوماندو البحري الاسرائيلي لاقتحام السفينه، سفن حربيه تركيه تحرشت بسفن تبحث عن النفط والغاز بالقرب من قبرص، وبارك اردوجان السنيين الجهاديين الذين حاولوا القضاء على الاسد، واسقط طائره حربيه سوريه في اذار 2014 (قبل الانتخابات البلديه).
 
قامت تركيا بعدة مشاريع لعصرنة قواتها المسلحه، ولدى اذرع الجيش خطط طموحه ولدى انقره صناعاتها العسكريه الخاصه بها، وتعتبر تركيا واحده من بين 15 دوله في العالم بنفقات الامن، قواتها البحريه هي الاكبر بمنطقة حوض البحر المتوسط وتطور باستمرار قواتها البحريه، في اذار 2012 قال الادمرال التركي مورات بلغال ان هدف تركيا الاستراتيجي ليس العمل على طول الشواطيْ التركيه وانما ايضا بقلب البحر، وان المقصود بقلب البحر هو الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط، ووصف الاهداف المرحليه للاسطول التركي لعشر سنوات بالقدره على منع الاخرين من استخدام البحر وزيادة قدرة بث القوه البحريه لمناطق بعيده، ان امكانية ان تتحول تركيا لعنصر عدم استقرار في المنطقه سببها غياب قوه تقليديه موازيه، ازدياد المشاكل الداخليه والازمات الاقتصاديه قد تدفع تركيا الى حرب لابعاد الانظار، وتراجع تاثير الولايات المتحده في المنطقه يؤدي الى ازالة القيود الدوليه وزيادة التواجد الروسي سيزيد من الشعور التركي بالخطر على ضوء العداء التاريخي بين روسيا وتركيا، اسرائيل قادره على الردع فقط في الامور الحيويه لامنها القومي(لا تحاول تركيا ارسال سفن اخرى بعد مرمره) والقدس ليست متلهفه لخوض صراعات مع القوات التركيه.
 
          3- نتيجه للسياسات التركيه الخارجيه الجديده وتراجع العلاقات بين القدس وانقره، فاننا نشهد ظهور خط قبرص اليونان اسرائيل وتهديدات تركيا هي التي دفعت هؤلاء لاحضان بعضهم البعض، الدول الثلاثه معنيه بكبح التهديد التركي ولها مصالح مشتركه بموضوع الطاقه، وسبب اخر هو معارضة ان يتحول الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط لحوض اسلامي، اثينا والقدس ونيقوسيا تعمل في واشنطن من اجل وضع الولايات المتحده بصورة المصاعب. اليونان تواجه ازمة اقتصادية صعبه ومعنيه بعلاقات جديده مع اسرائيل من اجل تشجيع السياحه في اليونان والستثمارات الخارجيه(بالذات بمجال الغاز والصناعه) وتعميق التعاون العسكري مع احدى اقوى دول المنطقه، وتقوية العلاقات بين اسرائيل واليونان سيقرب بين اسرائيل واوروبا ويحد من التاييد الاوروبي للفلسطينيين هذا التقارب الاسرائيلي اليوناني سيخدم ايضا اليونان في البطريركيه اليونانيه في القدس التي تربط بين المسيحيه الارثوذكسيه وبين الارض المقدسه.
 
          الجهود الحاليه لاستئناف المحادثات بين الجاليتين الاثنيتين في قبرص قد تدفع تركيا للضغط على قبرص ولكن فرص نجاح هذه المحادثات ضعيفه وليس من المتوقع ان يحدث تغيير في السياسات الخارجيه للجزيره، وبشكل مماثل فان صعود قوه سياسيه فاشيه في اليونان ولاساميه لن يؤثر على العلاقات مع اسرائيل.
 
          باعقاب زيارة نتنياهو لليونان في ايلول 2010 (الزياره الاولى من نوعها لرئيس حكومه اسرائيلي لهذه الدوله) تحول التعاون بين الدولتين الى تبادلي واوسعوهو يشمل مجالات متعددة كالسياحة، الثقافة (ارتفاع عدد الزوار في اليونان بنسبة 200 في المئة) والاقتصادية (مع مشاريع مختلفة موجودة بمراحل النقاش والتخطيط في مجالات التكنولوجياوالطاقة). ومن بين باقي مجالات التعاون نوقشت مسألة إقامة مثلث غاز – اسرائيل، قبرص واليونان، حيث تتحول اليونان الى مركز تصدر اسرائيل عن طريقه الغاز لباقي دول اوروبا. تطور كهذا يقلل من اعتماد اوروبا على الغاز القادم من روسيا. مبادرة اخرى من شأنها تحسين العلاقات بين الدول هي خط الكهرباء التحت مائي بين اسرائيل وقبرص واليونان. اسرائيل وقبرص معزولات اليوم بكل ما يتصل بالطاقة الكهربائية. وهن تقريبا لا تستوردن أو تصدرن الكهرباء. هذه المبادرة ستزيد الامن في الطاقة للدولتين وهذا الامر يتلائم مع خطة الاتحاد الاوروبي في خلق سوق للطاقة حيث تكون الدول الموجودة فيه على علاقة متبادلة بين بعضها البعض، الاتفاق الاولي بخصوص خط الكهرباء تم توقيعه في ايار 2012.
 
          تقوية العلاقات بين هذه الدول ملاحظة على جميع المستويات وجميع الجوانب – اقتصاد، سياسة، جيش. التعاون العسكري بين اليونان واسرائيل وجد تعبيره بعدة مناورات مشتركة لقوات بحرية وجوية (اليونان، اسرائيل والولايات المتحدة) تم تسميتها باسم (نوبل دينا) و (علم أزرق) واشتمت المناورات ايضا على وحدات ايطالية. تعاونت اليونان مع اسرائيل في تموز 2011 حين منعت خروج سفن كانت تنوي الذهاب الى غزة، حيث أعلنت الحكومة اليونانية عن منع السفن اليونانية او السفن الاجنبية من الخروج من موانئها اذا كان الهدف هو غزة. تم القول بشكل واضح ان هدف المنع عو عدم خرق الطوق الاسرائيلي البحري على غزة.
 
         4- التطورات في الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط زاد من خطورة تهديد الارهاب الدولي. دول عربية أصبحت ضعيفة وتحاول مواجهة المشاكل الداخلية الصعبة، الامر الذي يعري هذه الدول امام ضربات الارهاب، والقادة يفقدون سيطرتهم على الارض وتصبح الحدود مخترقة اكثر. الامر الذي يمكن مجموعات مسلحة وارهابية من العمل بشكل حر أكثر، اضافة لذلك، الاجهزة الامنية التي كانت في السابق مسؤولة عن مواجهة الارهاب، تتأثر سلبا من الازمات السياسية الداخلية وتعمل اليوم بفاعلية أقل، مشاكل كهذه يمكن رؤيتها في مصر، مع تراجع القانون والنظام السياسي بعد فترة مبارك، هكذا مثلا في الحدود مع اسرائيل، في شبه جزيرة سيناء نُفذت أعمال ارهابية كثيرة ضد خط الغاز الطبيعي حيث تصدر مصر عن طريقه الغاز الطبيعي لاسرائيل والاردن. تحولت سيناء ليس فقط الى خط تهريب، حيث يتم نقل السلاح من ايران الى حماس، وتحولت ايضا الى مركز لتصدير عمليات ضد اسرائيل، وأقامت حماس في سيناء خطوط انتاج للصواريخ في محاولة للدفاع عن أملاكها، لانها تعتقد أن اسرائيل لن تضرب اهداف داخل المناطق المصرية من اجل عدم تخريب العلاقات الثنائية بين الدولتين. مصر تحت قيادة السيسي زادت من جهودها لكسر عناصر الاسلام المتطرفة في سيناء، ولكن هذا الصراع مستمر، ايضا في سوريا كنتيجة للحرب الاهلية المستمرة فيها، تحولت لملجأ لملجأ لمجموعات اسلامية متطرفة.
 
          اضافة الى ذلك، دول فاشلة تفقد سيطرتها على اجهزتها الامنية، ومستودعات السلاح التقليدي وغير التقليدي تحولت الى منتهكة اكثر من قبل المجموعات الارهابية. هذا الوضع من شأنه التسبب بضرب اسرائيل من قبل هذه المجموعات المتسلحة بسلاح متطور أكثر فأكثر. مثلا: بعد سقوط القذافي وصلت لايدي حماس في غزة صواريخ ضد المدرعات وهي ليبية من نوع SA-7 وقذائف ضد المدرعات من نوع آر بي جي، في حال انهيار الحكم السوري فان من شأن حزب الله السيطرة على مستودعات السلاح الكيماوي وصواريخ أرض بحر، واجهزة دفاعية جوية وايضا صواريخ بالستية من جميع الانواع.
 
          النشاط الارهابي قد يضرب ايضا العبور في قناة السويس ا لتي تشكل عنق زجاجة مهم جدا، مجموعات جهادية سلفية هاجموا القناة عدة مرات. ومجموعات مسلحة اخرى لا تزال ترى بالارهاب البحري خيار مغري، لان من شأنه احداث ضرر كبير جدا على التجارة العالمية. السفن المبحرة ببطء في قناة السويس تعتبر أهداف سهلة، واغراق سفينة في القناة سيؤدي الى اغلاق المسار البحري كله لعدة ايام. او حتى أسابيع حيث تكون عمليات الانقاذ واخراج السفينة الغارقة.
 
          تدهور الامن الداخلي في الدول الموجودة على شواطيء البحر المتوسط تضرب قدرات الدولة وتشوش نشاطها السياسي، مثل تهريب المخدرات او تهريب الناس، وظاهرة قراصنة البحر. اضافة الى تراجع تأثير الولايات المتحدة حيث رفعت القيود التي وضعت في الماضي على كل دولة كانت تحاول اعطاء حصانة لعناصر او مجموعات ارهابية.
 
          تواجد ايران في الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط، وتراجع قوة أمريكا وتردد اوروبا وعدم الاستقرار في العالم العربي، كل  هذه الاشياء تستفيد منها ايران وتساعدها على الدخول الى الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط. محاولات ايران بزيادة تواجدها البحري في البحر المتوسط هي جزء من خطتها الطموحة لبناء اسطول خاص بها يستطيع العمل من قلب البحر ويرسل قوات بعيدا عن حدودها. في الموانيء السورية توجد سفن حربية ايرانية منذ 2011 والاسطول الايراني يبحر في المياه الدولية منذ 2010 وارسل سفن الى المحيط الهندي وخليج عدن من اجل حماية السفن الايرانية امام قراصنة البحر المسلمين.
 
          ايران المتطرفة قادرة على اخراج ارساليات عن طريق قناة السويس الى حلفائها في البحر المتوسط. سوريا، حزب الله، لبنان، وحماس في غزة. العبور في قناة السويس يمكن ايران من الوصول الى دول البلقان الاسلامية. أي: البانيا، البوسنة، وكوسوفو، وزيادة تأثيرها ايضا في هذه الاجزاء بحوض البحر المتوسط.
 
          لذلك يوجد مصلحة لايران بخصوص نتائج الحرب الاهلية في سوريا، استمرار الاسد في السلطة مسالة حيوية للحفاظ على الهلال الشيعي الممتد من الخليج حتى بلاد الشام، ويمكن ايران من زيادة تأثيرها في الشرق الاوسط وفي ا لجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط، زادت ايران من تعاونها البحري مع روسيا التي تعتبرها شريك ممكن في الصراع على الحد من تأثير الولايات المتحدة.
 
          التحسن في قدرات ايران على ارسال قوات الى الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط يقلق ليس فقط عناصر اقليمية سنية، مثل مصر وتركيا، وانما ايضا اسرائيل واليونان، وايضا صعود ايران نووية ستؤثر بالضرورة على العلاقات الاقليمية في الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط.
 
          الحروب على مصادر الغاز، واكتشاف الغاز في الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط سيؤدي لتصعيد التوتر في هذه المنطقة، ومطالب متنافسة للسيطرة على مصادر الغاز الغنية التي اكتشفت في المنطقة سمعت من حليفة اسرائيل في السابق – تركيا - وايضا لبنان التي هي في حالة حرب مع اسرائيل، هذه المطالب المتناقضة ادت لارتفاع القوات البحرية في حوض الشام. والتي ارسلت من قبل عدة دول، بما فيها روسيا، والتي هي معنية بحصة من الكعكة، كل هذا يحصل بسبب انسحاب القوات البحرية الامريكية من المنطقة، الامر الذي خلق فراغ تحول لحجر امتصاص.
 
          في الوقت الحالي تحولت آبار اسرائيل وقواتها البحرية التي تدافع عن هذه الابار لاهداف بحرية جديدة لدى اعدائها القدماء، حزب  الله وحماس، هذه المنظمات التي لا تفضل العمل من خلال المحاكم وانما من خلال استخدام القوة. حزب الله وحماس يستطيعون محاولة المس وتشويش اعمال المواقع البحرية لاسرائيل عن طريق ضرب دوريات سلاح الجو. لدى حزب الله صواريخ ضد السفن من نوع C-802، ومن الممكن انه تلقى من سوريا صواريخ ياخونت ايضا. ايران تستيطع اعطاء صواريخ مشابهة لحماس في غزة. تراجع التأييد الذي يحظى به حزب الله في لبنان باعقاب ما يحدث في سوريا، من شأنه دفع هذه المنظمة لمحاولة اعادة التأييد الشعبي كقوة وحيدة قادرة على الدفاع عن لبنان بوجه العدوان الاسرائيلي واستخدام حقوق لبنان في حوض البحر المتوسط من اجل اعادة تبرير وجوده وشعبيته امام الشعب اللبناني، حماس ايضا كذلك، التي تنافس السلطة الفلسطينية على الشرعية في الشارع الفلسطيني، من شأنها استهداف اهداف اسرائيلية بحرية لتأكيد ادعائها انها العنصر الوحيد الذي يقاوم اسرائيل. ايضا منظمات متطرفة اخرى في غزة وسيناء والتي يتبع بعضها لايران قد تتصرف بذات الطريقة.
 
          على ضوء ازدياد كميات السلاح المنتشر في حوض البحر المتوسط وعلى ضوء ان هذا السلاح متطور وقاتل، وعلى ضوء ازياد الجاهزية الراديكالية في المنطقة، فمن الظاهر ان الانفجار سواء موجه  أو عدم موجه، هو مسألة وقت لا أكثر وكما اشير اعلاه فان الشهية التركية للطاقة، ومطامعها قد تؤدي الى اشتعال وتغذية الصراع الدموي.
 
          في اسرائيل يتمنون ان تستطيع القدرات الجوية والبحرية والبرية المتقدمة وكذلك التحالف مع اليونان وقبرص، من كبح اية قوة اقليمية تحاول تحويل حوض البحر المتوسط الى ساحة حرب. سلاح البحرية الاسرائيلي يتدرب على الدفاع عن منابع الغاز الاسرائيلية، قائد الاركان بني غانتس صادق على خطة سلاح الجو بزيادة عدد السفن للدفاع عن منابع الغاز، وفي الآونة الاخيرة طلبت اسرائيل تحسين قدرات سفن الشلداج والسوبر دورا علامة 111، وطلبت ثلاث نماذج اكبر من الصناعة الجوية بالاضافة الى شراء هذه الاصغر. وقامت اسرائيل بتحسين السفن من نوع ساعر 4 وساعر 5، وسلحتها برادارات جديدة وأجهزة جديدة للحرب الالكترونية واجهزة ضد الطائرات وضد الصواريخ، وايضا طائرات بدون طيار لعمل جولات بحرية موجودة على قائمة المشتريات لسلاح البحر، يضاف اليها الغواصات الجديدة من نوع دولفين، حيث تكون هناك 6 غواصات، قدم سلاح الجو خطة شاملة للدفاع عن المياه الاقتصادية حيث تشمل اربعة سفن، وقد الغيت خطة شراء هذه السفن من المانيا وسيكون هناك على ما يبدو عطاء دولي لبناء هذه السفن.
 
          ليس من الواضح بعد أي دور ستلعبه روسيا بكل هذه التطورات، هناك من يعتقد ان روسيا تريد تسويق الغاز من مستودعات الطاقة الغنية التي اكتشفت في المنطقة. ان من شأن الامساك باحتياطي غاز في حوض البحر المتوسط ان يساعد موسكو بالحفاظ على مكانتها الفاعلة كمزود غاز طبيعي لاوروبا، حيث هناك منافسين لها في المنطقة. وأي تأخير او تشوش في ارسال الغاز الى اوروبا يعزز مكانة روسيا كمزودة الطاقة الاساسية لاوروبا. ورفع الاسعار، الامر الذي سيزيد من ارباح موسكو. ومن الازمة في شبه جزيرة القرم نتعلم ان الاعتبارات الجيوسياسية لا زالت تلعب دورا فاعلا بعملية اتخاذ القرارات في روسيا.
 
         
 
خلاصه
 
ان الهندسه الامنيه في منطقة حوض شرق البحر المتوسط قد سقطت كونها كانت تعتمد على التواجد الامريكي الامر الذي خلق فراغا لا تستطيع اوروبا قليلة الحيله ملئه، وبالتالي تقوم روسيا بملء هذا الفراغ، وفي الوقت الذي يزداد فيه الخطر الاسلامي فان تركيا تبتعد اكثر فاكثر عن الغرب ولديها الخطط والقدره على تنفيذ هذه الخطط في منطقة حوض شرق البحر المتوسط.
 
ليس من الواضح فيما اذا كانت الولايات المتحده والغرب يدركون انهم قد يخسروا شرق حوض البحر المتوسط لروسيا او للقوى الاسلاميه المتطرفه، وهذه السذاجه الامريكيه والغربيه سيكون لها ثمن كبير في المستقبل.
 
في ظل غيابها وتراجعها بالمنطقه، على الولايات المتحده تشجيع الحلف الجديد بين اسرائيل وقبرص واليونان واقناع الغرب بضرورة دعم هذا الحلف وبث رسائل واضحه وحازمه لروسيا وتركيا ان الولايات المتحده لن تسمح بالتعدي على مصالحها في حوض شرق البحر المتوسط، ولكن للاسف ليس من المتوقع ان تنجح الجهود الدبلوماسيه في ظل حكم اوباما الحالي.
 
مصر بعد عهد الاخوان المسلمين دوله مهمه ومؤثره في المنطقه ومن الضروري ان تكون جزء من الهندسه الامنيه الجديده وهنا لا بد من سعي الغرب لعدم حصول تقارب من جديد بين مصر وسوريا.
 
الحلف الجديد بين اسرائيل وقبرص واليونان لا زال وحيد امام مخاطر وتحولات كثيره وكبيره، وعلى اسرائيل اليقظه من التهديدات الامنيه عن طريق الاستثمار اكثر بسلاح البحريه وكذلك الخطر النووي الايراني.
* مركز بيغن- السادات للبحوث الاستراتيجيه.


2014-11-01 09:43:04 | 4881 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية