التصنيفات » دراسات

مائة يوم على انتهاء حرب الـ50 يوماً في قطاع غزة، تقديم كشف حساب حول الإنجازات والإخفاقات *



ترجمة مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية: اعتبرت أوساط عسكرية صهيونية أنّه بعد مرور 100 يوم على انتهاء حرب غزة، يمكن إجراء كشف حساب عن النجاح والفشل الذي واجهته "إسرائيل" في القطاع، وأن بقاء حماس على قيد الحياة في ختام قرابة الشهرين من الحرب يعد فشلاً لـ"إسرائيل"، ونصراً يحسب لحماس.
وأضافت: المعركة تمثلت برد صهيوني كلاسيكي توقعته حماس منذ بداية الحرب، فتوقيت بداية الحرب حددته حماس، وعملية إلقاء عشرات آلاف القنابل على غزة كان متوقعاً، وبدء العملية البرية بعد اقتحام 13 مسلحا لأبواب كيبوتس صوفا كان متوقعاً، كما أن انتهاء وقت العملية البرية علمته حماس سلفاً.
وقالت: العملية العسكرية الأخيرة لم تغير الواقع الجيو-سياسي في القطاع، وبقيت حماس الحاكم هناك، وعلى الرغم من آلاف الصواريخ والقذائف التي أمطر بها القطاع فلم تهزم حماس، ولم تنتصر "إسرائيل"، ولا زال بمقدور حماس إطلاق صواريخها وقتما شاءت.
كما دللت على ضعف الردع جراء الحرب الأخيرة بتصريحات وزير الحرب "موشي يعلون" عندما قال إنه "لا يوجد حل عسكري لمشكلة غزة، وبإمكان الجيش ردع غزة عندما يخشى الطرف الأخر من قوتنا، لكن طالما أن سكان القطاع لا يخافون من قذائف سلاح الجو، ويصمدوا 50 يوماً فلن يكون لـ"إسرائيل" أي حل.
وأوضحت أنّه ليس بإمكاننا احتلال القطاع بثمن قتل عدد خيالي من الطرف الآخر ومن جنودنا! ولا إدارة حرب في غزة السفلى، والوصول للمسلحين وهم نائمون في أسرتهم، لذلك فإن السبب الحقيقي الذي أجبر حماس على الموافقة على وقف إطلاق النار أخيرا هي موجة استهداف الأبراج السكنية في غزة، والضغط السكاني الهائل الذي واجهته في أعقاب هذه الضربات، مستهجنة عدم إقدام الجيش على ضرب هذه الأبراج منذ بداية الحرب مع توفر معلومات عنها.
وأشارت إلى أنّ "إسرائيل" تصرفت في بداية الحرب كما لو أنها أمام جولة أخرى من جولات الصراع، ولم تقدر أن يطول أمد المعركة لهذا الحد، ولذلك أبقت خيار ضرب الأبراج كخيار أخير، ما يعني فشل جميع التقديرات الإستخباراتية بشأن ما يدور في رؤوس قادة حماس خلال الحرب.
حيث ساد الاعتقاد في البداية بأن ترفع حماس الراية البيضاء فور خروجها من تحت الأرض، ورؤية مدى الدمار الذي حل بها وبغزة، لكن ذلك لم يردعها، مما أوصل "يعلون" ليقول أنه لا يعلم ما الذي سترد به قيادة حماس على عرض وقف إطلاق النار، وإنها لم تنكسر بعد.
وأكدت أن الكل كان ينظر للمعركة على أنها جولة جديدة فقط في سلسلة جولات القتال مع غزة، ولم يتم تسمية "الولد باسمه" عبر الإعلان عن أن "إسرائيل" تخوض حرباً مع غزة، وليست جولة أخرى من جولات القتال، لافتة أن "إسرائيل" كان ينقصها العقل في حربها على غزة، لأنها تبنت خلال قتالها نظرية الجيش الأمريكي في فيتنام، وهو القوة والمزيد من القوة دون تفكير.
لكن هذا الأمر أضر بـ"إسرائيل"، فقد بدت كأنها هزمت على يد تنظيم كحماس، رغم أنها قوة إقليمية يحسب لها الأعداء ألف حساب، وذات صيت عالمي، وكان ينقص المعركة قيام "إسرائيل" بعملية خاطفة أو خاصة في عمق القطاع، تدعو للفخر، لكن عملياتها تمثلت فقط بردود الأفعال على تصرفات حماس.
وشددت على عجز "إسرائيل" عن ترجمة نصرها العسكري على القطاع بنصر سياسي، فلم تتمكن من تطبيق شروطها للإعمار عبر مبدأ "شاحنة أسمنت بشاحنة أسلحة"، وما يجري اليوم يعيد الوضع العسكري في القطاع للمشهد الذي سبق الحرب الأخيرة.

الضربات الشديدة
فيما أكد "آريئيل كاهانا" الخبير العسكري أنّ "إسرائيل" أدارت على مدى شهرين جهدا حربيا قتاليا هائلا ضد قطاع غزة، ووجهت ضربات شديدة لحماس، لكنها لم تنجح في تغيير الواقع والوضع في غزة.
وبعد انجلاء غبار المعركة حان وقت السؤال: هل لا يوجد لنا رد وجواب على أضعف اللاعبين في المنطقة؟ ماذا سيحدث حين نضطر لمواجهة أعداء أكثر قوة، لأن "إسرائيل" إذا صح لها أن تزعم بالانتصار على حماس فلم يكن السبب مكرا عسكريا أو قراءة صحيحة لخارطة المعركة، بل هو الوزن الزائد من هزم حماس، وأجبرها على الاستسلام، حيث أسقط سلاح الجو أمطارا وعواصف من القذائف.
وتساءل: هل هذا النصر على غزة كافياً، وهل يضمن معرفة وخبرة تتعلق بكيفية هزيمة العدو في الجولة القادمة، وهل يمكن لـ"إسرائيل" أن تنام بهدوء؟ الجواب بكل تأكيد وبشكل قاطع "لا" كبيرة، فعلى الجمهور الصهيوني أن يشعر بالقلق، لان أخطاء أشعلت مصابيح صغيرة وقعت خلال الحرب الأخيرة على حماس تبشر وتشير لما يمكن أن يحدث لنا خلال مواجهة الامتحانات الكبرى.
وأضاف: بعد 100 يوم من حرب الـ50 يوماً، وبعد أن اتضح أغلب المعلومات والخبرات المتعلقة بالحرب سواء ما كان منها وراء الكواليس أو أمامها، يمكننا القول بان عملية "الجرف الصامد" انتهت بالنصر، لكنه تحقق بصعوبة كبيرة عبر لعبة الحظ في ضوء وجود أخطاء جوهرية في فهم صورة الوضع، وبسبب سياسة الرد والانجرار وراء الفعل.
ونقل عن ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الجنوبية أنها كانت نسبياً حرباً سهلة مقابل عدو "بدائي"، لكن "إسرائيل" احتاجت 7 أسابيع لإجباره على الاستسلام، وحسم المعركة، والأخطر من ذلك انتهت المعركة دون وجود ضمانة مستقبلية.
صحيح أن الأمن عاد للمنطقة الجنوبية، لكن حماس يمكنها بعد شهر مثلا استئناف القصف المتقطع "تنقيط الصواريخ" على الجنوب، دون أن يكون لدى "إسرائيل" جوابا أو ردا شافيا، ولذلك تريد القيادة السياسية والعسكرية العليا في "إسرائيل" من المستوطنين الاكتفاء بالخطوط العريضة، وعدم النبش فيما سبق، لكن عملية "الجرف الصامد" تشبه امتحان الرياضيات، حيث توصل الطالب للحل الصحيح لكن بالطريقة الخطأ، ومن المعلوم بأن هذه الحيلة لن تنجح في الامتحانات القادمة.
وأوضح أن الحديث عن حرب غزة لا يتعلق بالحرب والقتال في الميدان أو الاستخبارات التي عرفت كل شيء تقريباً، من حيث الإدارة التكتيكية والجراحية للحرب وفقاً للمقاتلين والقادة، بل العجب والدهشة يتعلق ويدور حول العمليات المتناثرة والمبعثرة، فدون أي شكل نفذت حماس عمليات مفاجئة.
فيما سارت "إسرائيل" القوة العظمى الإقليمية وصاحبة الاسم اللامع في العالم في مسارات متوقعة، وقامت بخطوات مبتذلة وتافهة مع الكثير من رد الفعل والتحجر في التفكير، وحتى عملية الأنفاق جاءت رد فعل على خطوات حماس، وليس كمبادرة ذاتية، وبهذا الوضع رسم صورة الإدارة العامة للحرب.
وختم بالقول: حماس كانت صاحب مبادرة وتقوم بالعمليات المبادرة، فيما تكتفي "إسرائيل" بالدفاع، وتحصين نفسها دون القيام بأي عملية ذكية أو ضربة مفاجئة أو عملية تستحق الثناء، واكتفت فقط بإسقاط مزيد من القذائف عبر الجو دون دهاء ومكر عسكري، وكل ذلك لن يكفي أمامه أن تقول "انتصرنا انتصرنا"، لأن من يغمض عينيه عن حقيقة غياب الردود والأجوبة والحلول، فسيجر على نفسه الكارثة، لان هذه الطريقة الخرقاء لن تكون كافية في الامتحانات المعقدة.
مجلة "بمحانيه" العسكرية*
ترجمة مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية، 1/12/2014


 

2014-12-04 10:37:06 | 1820 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية