التصنيفات » ندوات

المقاربة الإسرائيلية للبيئة الاستراتيجية وللتحديات الداخلية: التهديدات والفرص والخيارات (د.عباس إسماعيل)

عقِدت في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بتاريخ 13/4/2017، ندوة سياسية حول (المقاربة الإسرائيلية للبيئة الاستراتيجية وللتحديات الداخلية) للكيان. وقد حاضر في الندوة الدكتور عباس إسماعيل، الباحث والخبير في الشؤون الإسرائيلية، بحضور رئيس مركز باحث للدراسات الدكتور يوسف نصرالله، والسادة:

1. الرائد طارق الضيقة / ممثّل سيادة اللواء عباس إبراهيم - مدير عام الأمن العام.
2. العميد المتقاعد الياس فرحات.
3. الأستاذ محمد خواجة / عضو المكتب السياسي في حركة أمل.
4. الدكتور عبدالملك سكّرية / عضو حملة مقاطعة داعمي (إسرائيل) في لبنان
5. الأستاذ علي نصار /كاتب وإعلامي لبناني
6. الأستاذ قاسم قصير / إعلامي لبناني
7. الدكتورسلام الأعور / نقابة أطباء لبنان.
8. الأستاذ إبراهيم الدليمي / مدير قناة المسيرة اليمنية في بيروب
9. الدكتور مصطفى اللدّاوي / باحث فلسطيني
10. الأستاذ منذر فواز / مسؤول الأنشطة والعلاقات في لجان العمل في المخيمات الفلسطينية.

 


قدّم المحاضِر الأستاذ حسن شقير الذي حدّد قالب البيئة الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي بحدّي الأمن والتسييد (على المنطقة).
وكان معهد (فان لير) الصهيوني قد رسم خمسة أهداف كبرى للكيان، في العام 1988، وتتلخص في:
1.    (إسرائيل) يجب أن تصبح قوة إقليمية عظمى، على الصعد العسكرية والاقتصادية وغيرها.
2.    تحقيق الهدف السياسي الأعلى لإسرائيل، ضمن حدود آمنة، ومعترف بها دولياً، في ظل تفوّق حضاري وعلاقات "حميمة" مع جيرانها العرب، تؤمّن سيادة "إسرائيل" على المنطقة في كلّ المجالات.
3.    تحقيق الهدف العسكري، المتفوق في المجالين التقليدي وفوق التقليدي، وتفعيل سياسة الردع المادي والنفسي، توسّلاً للوصول إلى ترتيبات جديدة ومريحة للكيان الصهيوني.
أما رابع تلك الغايات وخامسها، فيتعلقان بالوصول إلى التفوّق على المحيط في المجالين الاجتماعي والتكنولوجي على حدٍ سواء!
وبعد ما لفت شقير إلى انتصارات المقاومة في فلسطين ولبنان، والتي أربكت مشاريع وأهداف الكيان، على مستوى المنطقة عموماً، وكسرت نظام أحاديّ القطبية الأمريكي على مستوى العالم، دعا الدكتور إسماعيل لشرح مكوّنات البيئة الاستراتيجية للكيان، في ظل التردّي العربي على كلّ المستويات، ووصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة.




بدأ الدكتور عباس إسماعيل محاضرته بعرض التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها كيان الاحتلال، والتي يتصورها خبراء وقادة الكيان من الناحية الواقعية وليس فقط النظرية.
في التحديات الداخلية، أورد المحاضِر كلاماً صريحاً لرئيس الكيان رؤوفين ريفلين حول مخاطر وجودية يواجهها الكيان، بسبب الانقسامات والشروخ الاجتماعية والدينية والعرقية، والتي ناقشتها مؤتمرات هرتسيليا السنوية في الكيان تحت عنوان ميزان المناعة والأمن القومي، خلال السنوات الماضية، والتي تحدّث فيها كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الصهاينة.
وكان "الهم" الديموغرافي في طليعة تلك التحديات، لجهة تزايد نسب الولادات في الأُسر العربية، مقابل تراجعها لدى الأُسر اليهودية، ما عدا الأفراد التابعين للتيار الحريدي المتشدّد.
ولاحظ د.إسماعيل عدم وجود مشتركات بين المكوّنات الأربعة الاساسية في الكيان، وهي: المكوّن العلماني، المكون الديني المتطرف، المكوّن القومي، والمكوّن العربي، والتي يمكن تشبيهها بأربعة أحصنة تجرّ عربة واحدة في أربعة اتجاهات. ومع ذلك، فقد قدّم ريفلين أفكاراً لتفادي توسّع الانقسام بين تلك المكوّنات (القبائل)، في مجالات التعليم والهوية والاقتصاد والنظام السياسي ومواجهة التحديات الخارجية.




وتحدّث المحاضر عن ثلاثة عناوين مترابطة تلخّص التحديات الداخلية الماثلة أمام الكيان في هذه المرحلة، وهي: يهودية "الدولة" / ديمقراطية "الدولة" / معادلة الأمن والقوّة؛
1.    عن "يهودية الدولة"، قال إن تأمين أكثرية يهودية في الدولة الصهيونية يفرض مواجهة خطر تزايد الأكثرية العربية فيها، أيّ ضمن فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، من خلال الانفصال النهائي عنهم ،أوتنفيذ إجراءات قمع وطرد جماعي بحقّهم، أو عبر ما يُسمّى (تبادل الأراضي) مع السلطة الفلسطينية بما يؤدّي إلى تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من بدو النقب وغيرهم إلى ما يسمّى أراضي الدولة الفلسطينية .

2.    كما أن تصاعد نسب الولادات في عائلات التيار الحريدي المتطرف يعوّض جزئياً في التوازن المفقود لصالح العرب حالياً، والذين يشبّههم مسؤولو الكيان ووسائل الإعلام فيه بالطابور الخامس!
وتحدث د.إسماعيل عن التحولات الخطيرة، على مختلف الصعد، والذي يتركها نموّ التيار الحريدي وتصاعد نفوذه داخل الجيش الصهيوني وفي كافة مؤسسات الكيان، مع أن أتباع هذا التيار لا يخدمون في الجيش، لأن (التوراة هي مهنتهم)، حيث أدعيتهم وصلواتهم هي التي تنصره دائماً على أعدائه العرب والمسلمين!
ويذكّر المحاضِر بأن بن غوريون، أول رئيس وزراء في الكيان، كان قد أعفى الحريديم من الخدمة في الجيش ، على قاعدة أن أعدادهم ضئيلة وغير مؤثرة، ليرتفع عددهم حالياً إلى أكثر من 100 ألف، بعد تضاعف أعداد الحريديم 150 ضعفاً منذ نشأة الكيان ، حتى باتوا يشكّلون حالياً نحو 13% من عدد السكان فيه.
وقد تصل هذه النسبة الى 35% في العام 2065! فيما تبلغ نسبة العرب الذين لا يخدمون في الجيش الإسرائيلي نحو 25% ، لتصل النسبة العامة للمعفيّين والمتهرّبين من هذه الخدمة إلى 60% من الشباب القادرين أو الملزمين على أدائها؛ وهذه نسبة مقلقة في حسابات قادة الكيان ومسؤولي الجيش الذي ما يزال يعتمد على العنصر البشري حتى اليوم.
كذلك، فإن مساهمة الحريديم في الدورة الاقتصادية داخل الكيان تبدو ضعيفة، حيث يعتمد هؤولاء على مساعدات "الدولة" لتأمين معيشتهم ، مقابل تزايد مقلق لنفوذهم السياسي ، لتحويل هذه الدولة إلى دولة دينية وديمقراطية (لليهود فقط) في المستقبل.
وفي السياق ، أشار المحاضِر إلى قوّة التيار الديني القومي الصهيوني، والذي يجمع أتباعه بين الصهيونية واليهودية، والذين بلغت نسبتهم داخل الجيش نحو 30% في الإحصائيات الأخيرة ، والتي بدأت تثير قلق قادة الكيان حول استمرار تماسك أو تجانس الوحدات العسكرية المقاتلة وولاء الضبّاط فيها ، ما بين الحاخام والقيادة العسكرية!




3.    عن الأمن ، لفت د. إسماعيل إلى التهديد الديمغرافي العربي كأخطر تحدٍ داخلي وجودي لهوية الكيان وأمنه القومي، وبما قد يؤدّي إلى انهيار داخلي له في أيّ وقت، إذا لم تتعامل دولة الكيان مع هذا التحدّي بالشكل المناسب!
بعد ذلك ، انتقل المحاضِر لتحديد عناصر أو عوامل البيئة الاستراتيجية ، كما يراها قادة وخبراء الكيان، السياسيون والعسكريون والاستراتيجيون ، في هذه المرحلة الجديدة من عمر الكيان ، خاصة بعد وصول دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة الأمريكية ، وتوسّع النزاعات العربية الدموية ، وتفاقم التوتر بين الدول الكبرى (روسيا / أمريكا / اوروبا/ الصين...) ، على خلفية الحرب السورية والحرب في العراق واليمن، وقضايا استراتيجية أخرى، على مستوى العالم، إلى الاتفاق النووي الدولي الأخير مع إيران ، وانعكاسه على أمن الكيان الصهيوني، ، وخطر الحركات المقاومة في المنطقة، المدعومة من قِبل الجمهورية الإسلامية، والتي يُسمّيها خبراء الكيان بالجماعات غير الدولية، ويضمّون إليها حماس وحزب الله وداعش والنصرة..!
ويضيف الخبراء والمحلّلون الاسرائيليون إلى معالم صورة البيئة الاستراتيجية للكيان، تصاعد الدورين الروسي والإيراني في المنطقة ومصير اتفاقيات التسوية مع مصر والأردن، وتوسّع علاقات الكيان (السريّة والعلنية) مع دول الخليج، وكذلك جمود عملية التسوية في المنطقة، وصولاً إلى التوترات الداخلية في الكيان؛ وكلّها تسهم في تحديد ملامح البيئة الاستراتيجية العامة الكيان.
وفصّل المحاضر بعض التطورات أو المتغيرات التي وتُصنف بالإيجابية بالنسبة للخبراء الصهاينة ، داخل هذه البيئة، وأهمها:
•    زوال خطر الجيوش العربية التقليدية؛
•    استمرار التزام الولايات المتحدة المطلق بأمن الكيان؛
•    إنجاز الاتفاق النووي (الغربي) مع إيران الذي أبعد "الخطر النووي" الإيراني عن الكيان 15 سنة على الأقل!
•    اتساع نطاق العلاقات والمصالح المشتركة بين دول عربية مهمة وكيان الاحتلال؛
•    استمرار تراجع مكانة القضية الفلسطينية، عربياً ودولياً، بسبب الحروب العربية الداخلية؛
•    تعمّق حالة الانقسام الفلسطيني (الضفة وغزة) بما "يريح" الكيان، أمنياً وسياسياً؛
•    الأكتشافات النفطية والغازية الهائلة في الكيان، والتي تنعكس إيجاباً في الدورة الاقتصادية له. أما عن التحولات أو المتغيرات السلبية، فأشار المحاضِر الى أهمها، من وجهة نظر خبراء ومحلّلين صهاينة:
•    تحوّل الجماعات غير "الدولتية" المعادية للكيان إلى جيوش شبه نظامية (حزب الله / حماس...)؛
•    تأثير الاتفاق النووي الإيراني ، سياسياً واقتصادياً، بالنسبة لرفع الحظر والحصار عن إيران، الداعمة للحركات التي تواجه الكيان؛
•    احتمال اتجاه إيران نحو "السلاح النووي" بعد انتهاء صلاحية الاتفاق الدولي معها!
•    غياب الحلول "السلمية" مع السلطة الفلسطينية والدول العربية، وتصاعد الضغوط على الكيان وتزايد مخاطر عمليات المقاومة والانتفاضة؛
•    تراجع مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، على الصعيدين العسكري والسياسي خصوصاً؛
•    تصاعد الدور العسكري والأمني الروسي (الإيراني) في سورية تحديداً ، بسبب الحرب ضد الإرهاب؛
•    تنامي الانقسامات الداخلية في البنى السياسيةوالعسكرية والاجتماعية للكيان.




ويصنّف الخبراء الاستراتيجيون في الكيان إيران كعدوٍ أول، وحزب الله في لبنان كعدوٍ ثانٍ، وحركة حماس كعدوٍ ثالث، وسورية (وفصائل مقاومة) كعدوٍ رابع، وجماعات داعش والنصرة كعدوٍ أخير (محتمل). لكن، بعد توقيع إيران للاتفاق النووي مع الدول الكبرى، بات حزب الله هو العدوّ الأول بالنسبة للخبراء والمحللّين الصهاينة، على قاعدة انكفاء خطر إيران (النووي العسكري) في السنوات القادمة! ويتفق مع هذه التصنيفات أبرز قادة الكيان، السياسيين والعسكريين، مثل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وغيرهم.
وفي إطار الوسائل الأنجح لمواجهة هذه التحديات، يعرض عاموس يادلين (رئيس جهاز الاستخبارات الصهيوني السابق)، بعض الأفكار حول الميزان الاستراتيجي الراهن بين الكيان والدول المحيطة به، كما يلي:
•    لا تهديد وجودي للكيان في المدى المنظور (2016)
•    "إسرائيل" ما تزال الأقوى في المنطقة، عسكرياً بالخصوص.
•    قدرة الردع، التقليدية (الجيش والصواريخ..)وغير التقليدية (القنبلة النووية) ما تزال فعّالة.
•    التحالف الاستراتيجي بين الكيان والولايات المتحدة مؤثّر جداً في ردع أعداء الكيان.
•    استمرار تطبيق اتفاقات التسوية مع مصر والأردن وتعاظم المصالح المشتركة معها ومع دول عربية أخرى
•    الجيوش العربية منهكة في حروب استنزاف (خاصة الجيش السوري الذي تراجعت مرتبته إلى الدرجة الثانية من عشرة في سلّم تقييم المخاطر على الكيان).
•    التحول السياسي الأخير في الولايات المتحدة، مع تسلّم ترامب للرئاسة، إيجابي جداً للكيان، بالمقارنة مع تعامل إدارة باراك أوباما.
•    الاتفاق النووي الدولي مع إيران جعل" إسرائيل" أكثر أمناً، مع تعاظم خطر الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى وقدرات القوى المقاومة المدعومة منها.
وأوصى "يادلين" بضرورة تمتين علاقات كيانه مع إدارة ترامب، وتحديداً في مواجهة إيران، وتفعيل خيار التسوية مع الفلسطينيين، كما التطبيع مع الدول العربية، وتنشيط الحوارات الداخلية بين مكوّنات الكيان لتفادي نشوب نزاعات خطيرة فيما بينها؛ وكلّ ذلك على قاعدة استعداد الكيان لمراحل صعبة في المواجهة مع أعدائه، بعد انتهاء المرحلة الحالية " الذهبية" بالنسبة له (غرق المنطقة في الحروب واستمرار الهدوء الحذر على حدود الكيان مع أاعدائه)!
كما أوصى يادلين بالاهتمام بتطوير حرب "السايبر" وإضعاف الدور المقاوم للاحتلال، وخاصة في قضية الطريق البرّي الاستراتيجي الذي يصل إيران بالعراق وسورية، وتطوّر نوعية الصواريخ الإيرانية (ولدى حزب الله وحماس) الموجّهة ضد الكيان.
وتشير معلومات الكيان الاستخبارية إلى امتلاك حزب الله لنحو 150 ألف صاروخ حالياً.
وتفضّل "إسرائيل" فيما يتعبق بالوضع السوري، أن يخسر الأسد الحرب وتنسحب إيران وحزب الله من سورية، وأن تُهزم جماعة داعش في الوقت ذاته؛ مع أن الكفّة تميل حالياً لصالح الأسد وحلفائه.
أما عن ما يُسمّى حلّ الدولتين، فالكيان بات أمام خيار ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 مع الضفة الغربية المحتلة، أو الانفصال الكامل عنها وعن غزة ، أو المراوحة "الخطرة" في الحالة الراهنة .
ورداً على أسئلة ومداخلات من قِبل بعض المشاركين في الندوة، أكد المحاضِر، أن الفساد داخل الكيان هو ظاهرة اجتماعية سلبية، لكن طبيعية بالمقارنة مع الدول المحيطة به، وهو لا يشكّل تهديداً وجودياً للكيان ، الذي تجري محاكمات وتصدر أحكام فعلية بالسجن بحقّ كبار المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في قضايا فساد.
ولفت د. إسماعيل إلى سياسة الكيان الخطيرة للحدّ من نسبة الولادات المرتفعة بين الأسر العربية، في أراضي العام 1948 تحديداً.
وأشار المحاضِر إلى تصاعد نفوذ التيار الديني الحريدي، مع تزايد نسبة الولادات في الأسر الحريدية إلى حدود ثمانية أولاد للأسرة، مقابل قرب نضوب "نبع" الهجرة اليهودية من روسيا وأوروبا وأمريكا.
وأخيراً، أكد د.عباس إسماعيل أن (إسرائيل) منكفئة اليوم بمواجهة أزمات وصراعات المنطقة، مع تخلخل نظرية الردع والإنذار المبكر والحسم السريع والحماية المسبقة من الأخطار، بعد فشل الكيان في حروبه المتتالية خلال الأعوام الماضية ضد قوى المقاومة والدول الداعمة لها، برغم الضربات المحدودة وغير المؤثّرة التي يشنّها في كلّ فترة، سواء في غزة أو في سورية وضد شحنات صواريخ نوعية لحزب الله !
إن مراكمة قدرات القوى المقاومة تؤكد فشل استراتيجية الكيان في الضربات الاستباقية أو الوقائية، أو المعركة ما بين حربين، لتكون النتيجة أو الخلاصة أنه بات يستحيل على الكيان الاحتلال تحقيق نصر ناجز أو حاسم في أيّ حرب مقبلة قد يشنها ضد محور المقاومة، وتنامي اعتماده على حلفه الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، والدول العربية التابعة لها في المنطقة.      



2017-04-14 16:30:08 | 5531 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية