التصنيفات » لقاءات

اللقاء الشبابي الفلسطيني ـ الإيراني



عُقد اللقاء الشبابي الفلسطيني الدوري، في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بتاريخ 14/4/2017، وذلك بحضور وفد من الشباب الإيرانيين الجامعيين الذين يزورون لبنان.
وبعد تقديم من الإعلامية الفلسطينية آمنة الأشقر، وتعريف الشباب والشابات بأسمائهم واختصاصاتهم الجامعية، دار نقاش بين المشاركين في اللقاء حول القضية الفلسطينية ودور الشباب الإيراني والفلسطيني في تفعيل حضور هذه القضية، ثقافياً وسياسياً وعلى المستوى الشعبي، خاصة في ظل ما يجري في الدول العربية وفي فلسطين.
وأعرب الشباب الجامعيون الإيرانيون عن سرورهم للقاء هذه المجموعة من الشباب الفلسطيني في لبنان، مؤكدين أولوية قضية فلسطين لدى الشعب والدولة والثورة في إيران، منذ انتصارها في العام 1979 وحتى اليوم، برغم كلّ الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها الجمهورية الإسلامية للتخلي عن دعم الشعب الفلسطيني.
وأوضح الشباب الإيرانيون أن دعم إيران هذا غير مشروط أو مقيّد باعتبارات طائفية أو مذهبية؛ فالصراع الدائر على مستوى المنطقة عموماً هو صراع بين دول أو قوى محتلة ومستكبرة وبين قوى مستضعفة ومظلومة؛ وقضية الشعب الفلسطيني هي أبرز نموذج عن هذا الصراع المفتوح والمرير، والذي ستكون خاتمته انتصاراً للقوى والحركات المقاومة والتحررية، إذا ما أحسنت إدارة المعركة مع العدو الصهيوني وداعميه.
ولفت الشباب الجامعيون الإيرانيون إلى خطورة استمرار الانقسام الفلسطيني على واقع ومستقبل قضية فلسطين، مؤكدين جاهزية الشعب الإيراني للتصدي للمحتلّين الصهاينة وتحرير فلسطين بالقوة، كما يُظهر الدور الإيراني المباشر في الصراع السوري، والذي يهدف إلى حفظ سورية كقاعدة للمقاومة ومواجهة مشاريع الهيمنة الأميركية في المنطقة.
وأشار هؤلاء إلى بعدين رئيسيين في إطار الدفاع عن فلسطين وهما:
1ـ دور المقاومة بكلّ أشكالها.
2ـ البعد الحقوقي القانوني.
أما المقاومة، فلا شك بأنها لا ترتبط بظروف معينة أو بضغوط وتهديدات ومخاطر؛ فهي منطلق أساسي في المواجهة، ولا يمكن التخلّي عنها (بغضّ النظر عن أشكالها وأساليبها) تحت أيّ ظرف.
ويأتي البعد الحقوقي في الدرجة الثانية من الأهمية، إن لجهة كشف هشاشة الركائز التي يستند إليها كيان العدو، لتأكيد وشرعنة وجود كيانه الغاصب كدولة؛ وهذه الركائز التي تبلور وجود دولة، قانونياً وعلى أرض الواقع، هي: الشعب ـ الأرض ـ السلطة السيّدة.
ولا حاجة للإثبات هنا أن «اليهود» (والمدّعين التهوّد) لم ولن يكونوا شعباً واحداً متجانساً في أيّ وقت، وأن الأرض التي يعيشون عليها لم تكن ملكهم في يوم من الأيام، وتاريخهم بشأنها مزوّر بشكل كامل. أما السلطة السيّدة، فالمجتمع الدولي قد أقرّ منذ زمن بعيد بأن فلسطين للشعب الفلسطيني، وأن الكيان الإسرائيلي قد أنشئ بالقوّة وأنه لا يمتلك مشروعية في فرض سيادته، على الأراضي المحتلة في العام 1967، بالحدّ الأدنى.
من هنا، تابع الشباب الإيرانيون، يجب على كلّ مؤيد ومناصر لقضية فلسطين، إعادة تفعيل البعد الحقوقي ـ القانوني في هذه القضية، دولياً وعربياً وإسلامياً، بتأكيد مشروعية مقاومة الشعب الفلسطيني والمظالم الكبرى التي يتعرض لها منذ عقود..



ولفت الشباب الإيرانيون إلى دور متقدم لإيران في هذا المجال، خاصة على المستوى الإعلامي والسياسي والدبلوماسي، داعين فصائل المقاومة والدول الداعمة لها إلى إعادة التركيز على جوهر الصراع مع العدو الصهيوني باعتباره صراعاً وجودياً، وليس على الأرض أو بعض القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية فقط.
من جهتهم، أعرب الشباب الفلسطينيون الجامعيون عن تقديرهم لحماسة ووعي الشباب الإيراني المؤيد لقضية فلسطين، مع تقديمهم لبعض الأفكار والملاحظات في إطار هذا النقاش، وكان من أبرزها:
1 ـ هناك منهجان رئيسيان داخل فلسطين (وخارجها) للتعامل مع القضية الفلسطينية:
ـ منهج المقاومة بكلّ أشكالها لتحرير الأرض قبل كلّ شيء.
ـ منهج التسوية التي تسعى لإقامة دولة فلسطينية على جزء صغير من الأرض التي تتحرر بفعل التسوية.
وتناقض هذين المنهجين أدّى إلى صدامات ونزاعات وإلى انقسام فلسطيني خطير أثّر بشكل سلبي على الشعب الفلسطيني وعلى حضور قضيته في مختلف المحافل الدولية والإقليمية؛ كما أتاح للعدو تنفيذ المزيد من مشاريعه الاستيطانية وشنّ الحروب التدميرية على هذا الشعب، الذي ظلّ يقاوم بما لديه من إمكانيات، رغم تراجع الدعم العربي والإسلامي له، خاصة بعد اندلاع ما يسمّى (الربيع العربي) قبل سنوات.
2 ـ أشار الشباب الفلسطينيون إلى تمسّك الأجيال الجديدة من الشعب الفلسطيني بالمقاومة رغم كلّ التضحيات والتهديدات والإغراءات، خاصة بعد فشل خيار التسوية بشكل ذريع في استعادة أيّ جزء من الأرض أو الحقوق الفلسطينية، مقابل تنازلات كبرى قدّمتها القيادة الفلسطينية لكيان الاحتلال، عبر اتفاق أوسلو وما تبعه من اتفاقيات ومفاوضات.
3 ـ كما لفت هؤلاء إلى تزوير العدو للتاريخ الفلسطيني منذ ما قبل النكبة في العام 1948، بهدف إلغاء مشروعية المقاومة وتشتيت الشعب الفلسطيني وتقسيمه؛ وهذا ما نشهده اليوم، في فلسطين وخارجها، مع الأسف.
4 ـ وافق الشباب الفلسطينيون نظراءهم الإيرانيون على أهمية وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في إعادة إحياء قضية الشعب الفلسطيني الذي قاوم وما يزال كيان الاحتلال، مع فقدان التكافؤ في موازين القوى بين طرفي الصراع، على مختلف المستويات.
5 ـ أشار الشباب الفلسطينيون إلى إنجازات سياسية ذات طابع حقوقي ـ قانوني تحققت خلال السنوات الفائتة، في إطار الدفاع عن القضية الفلسطينية، مثل اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كعضو مراقب فيها، وإدانة المحكمة الجنائية الدولية للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة وسياسة الإعدامات الميدانية ضدّ الشعب الفلسطيني؛ فضلاً عن قرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن الدولي مؤخراً، واعتبار منظمة (الأسكوا) أن اليهود ليس لديهم أيّ تاريخ في القدس الشريف، وصولاً إلى حركات المقاطعة الاقتصادية والثقافية لكيان الاحتلال، أوروبياً بالخصوص، وهي إلى تصاعد، رغم محاولات العدو تطويقها وإفشالها.



كذلك، تحدث الشباب الفلسطينيون عن معاناة اللاجئ الفلسطيني في مخيمات لبنان، على الصعد الاجتماعية والتربوية والأمنية وغيرها، داعين الأخوة الإيرانيين لزيادة الدعم المقدّم للاّجئين، خاصة على صعيد المنح الدراسية للطلاّب الفلسطينيين الذين يودّون متابعة دراساتهم الجامعية، في إيران تحديداً.
ولفت الشباب الفلسطينيون إلى انكفاء حضور قضية فلسطين في وسائل الإعلام الإيرانية، الناطقة بالعربية على الأقل، فضلاً عن غياب التواصل المباشر بين الشباب الفلسطيني والشباب الإيراني (والعربي)، إلاّ في مناسبات محدّدة!
وأخيراً، اتفق الشباب الجامعيون، الإيرانيون والفلسطينيون، على تفعيل التواصل في ما بينهما، من أجل ترجمة الكلام إلى أفعال، ولإعادة قضية فلسطين إلى رأس أولويات شعوب ودول المنطقة، والسعي لإزالة الالتباسات أو سوء الفهم بين الأجيال الشابة في إيران وفلسطين والدول العربية، حول طبيعة دور إيران في المنطقة، والأهداف التي تسعى إليها، والتي تتطابق مع أهداف شعوب المنطقة في التحرّر من الظلم والاحتلال واستعادة الحقوق والكرامة.

2017-04-20 12:39:22 | 1398 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية