التصنيفات » ندوات

(مستقبل القضية الفلسطينية في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية) في مناسبة إحياء يوم القدس العالمي



عقِد بتاريخ 21 حزيران 2017، حوار سياسي عام، لمناسبة إحياء يوم القدس العالمي، برعاية مشتركة بين مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية والمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، تحت عنوان (مستقبل القضية الفلسطينية في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية)، وذلك في قاعة المحاضرات التابعة لمبنى بلدية حارة حريك.

وقد تحدث في الحوار عدد من مسؤولي الفصائل الفلسطينية في بيروت، وهم:

ـ فتحي أبو العردات، أمين سرّ حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان.
ـ علي بركة، ممثّل حركة حماس في لبنان.
ـ أبو عماد الرفاعي، ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان.
ـ مروان عبد العال، ممثّل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان.

وذلك بحضور:

ـ الدكتور يوسف نصرالله رئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية.
ـ ممثّل سعادة سفير الجمهورية الإسلامية في بيروت، السيد رضا مرتضائي.
ـ السيد محمد مهدي شريعتمدار، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في بيروت.
ـ الحاج إبراهيم فرحات، مدير المجموعة اللبنانية للإعلام قناة المنار.
ـ الدكتور عبد الحليم فضل الله، مدير المركز الاستشاري للدراسات الاستراتيجية.
ـ الدكتور عماد رزق مدير الاستشارية للدراسات والتوثيق.
ـ الدكتور عباس إسماعيل، باحث وخبير في الشؤون الإسرائيلية.
ـ الدكتور عبد الملك سكّرية، عضو حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل».
ـ الحاج ناصر سويدان
ـ الدكتور علي قصير، إعلامي لبناني.
وحشد من الباحثين والمتخصصين والطلاّب الجامعيين، اللبنانيين والفلسطينيين، المهتمين بقضية فلسطين والصراع العربي ـ الإسرائيلي.

في البداية، كان تعريفٌ من الأستاذ زاهر أبو حمدة، تناول فيه خطورة الأوضاع التي تمرّ فيها القدس المحتلة، والتي تتعرض منذ سنوات لعملية تهويد منظّمة من قِبل العدو مقابل تصاعد نسب البطالة والفقر المدقع بين الفلسطينيين في القسم الشرقي من المدينة.




وتحدث الأستاذ مروان عبد العال، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، موجّهاً التحية إلى أبطال الجبهة الشعبية الذين نفّذوا عملية (وعد البراق) قبل أيام، والتي أدّت إلى مقتل شرطية إسرائيلية واستشهاد منفّذي العملية، معتبراً أنها أتت لتأكيد فلسطينية وعروبة القدس، وأن خيار المقاومة لا زال هو الخيار الصحيح لإفشال المشروع الصهيوني المستهدف للقدس ولكلّ فلسطين.
وحول موضوع الحوار الرئيسي، قال «عبد العال» إن هناك انقلاباً حقيقياً في المفاهيم المتعلقة بالتوازنات أو العلاقات الدولية، ومنها أن الحرب لم تعد تعني الوسيلة الأفضل لتحقيق هدف سياسي معيّن؛ فالسياسة باتت تستطيع تحقيق أهداف الحرب من دون حرب. كما أن الحرب التي تحصل بين دولتين أو أكثر، بتحريك من دولة ثالثة، صارت الخيار المفضّل لتحقيق أهداف هذه الدولة، التي تسعى لاصطناع عدو وهمي يسرّع في اندلاع الحرب بين الدول المستهدفة من تلك الدولة أو القوّة العظمى، والتي ستتمكن في النهاية من استثمار نتائج الحرب، على كافة المستويات.
ومن المتغيرات أيضاً، تابع «عبد العال»، تزعزع مفهوم السيادة أو تراجعه بشكل خطير، بحيث بات عادياً وجود قاعدة (أو أكثر) عسكرية تابعة لدولة أجنبية كبرى في هذا البلد العربي أو ذاك، وبما لا ينتهك سيادة هذه الدولة، طالما أن هذه القاعدة تحظى برضا قيادة الدولة المعنيّة، أو بطلبٍ منها (مثل حالات قطر والسعودية والبحرين وغيرها).
وهذا الواقع فيه تبرير صلف لاستعمار مقنّع لهذا البلد أو تلك الدولة، بما فيه من تداعيات سلبية على سيادية البلد المقصود، وحريّة شعبه، وصنع قراراته السياسية والاقتصادية وغيرها.
والخطير هنا أننا بدأنا نتعوّد على تجاهل أغلب الأنظمة العربية القائمة لقضية فلسطين التي كانت جوهر الصراع العربي ـ الصهيوني، لتتراجع اليوم إلى أدنى سلّم اولويات هذه الأنظمة؛ إن لم نتحدث عن تواطؤ بعضها لتصفية هذه القضية والتخلّص من أعبائها السياسية والمادية!
وأضاف «عبد العال»: المؤسف أنه بموازاة هذا الواقع العربي المتداعي، تتفاقم داخل فلسطين الأزمات الداخلية بين مكوّنات شعبنا السياسية والحزبية والأهلية، مقابل تصعيد كيان الاحتلال في ممارساته الاستيطانية والقمعية على امتداد مساحة الوطن المحتل.
ولفت «عبد العال» إلى أن الاعتراف السياسي بدولة فلسطين في هيئة الأمم المتحدة كان مبتوراً، لأن فلسطين لا تزال دولة تحت الاحتلال، مشيراً إلى الاعتراف الأممي بمنظمة التحرير في السبعينات بشخص الرئيس الراحل أبو عمّار الذي كان يحمل مسدّساً في حينه، بحيث فُسّر الاعتراف المذكور بأنه اعتراف بمشروعية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.




ودعا «عبد العال» إلى بلورة استراتيجيات فلسطينية وعربية لمواجهة المتغيرات المذكورة، مؤكداً رفض الجبهة الشعبية للوائح الإرهاب (الخليجية) التي وصمت حركات المقاومة الشريفة في لبنان وفلسطين بالإرهاب، في انسياق واضح للرغبات الأميركية ـ الصهيونية.
وأكد أن لا حلّ لقضية الإرهاب والتطرّف في المنطقة من دون حلّ عادل ونهائي للقضية الفلسطينية، عكس ما تحاول إدارة دونالد ترامب تسويقه، بالتواطؤ مع حلفائها الصهاينة وبعض الحكّام العرب، بأنه لا يمكن إنجاز حلول نهائية في فلسطين قبل استئصال الحركات الإرهابية في المنطقة!
وتابع «عبد العال»: من المثير للسخرية أن الكيان الإسرائيلي الذي كان يرفض التفاوض مع وفد عربي موحّد في مرحلة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وما بعدها، يروّج اليوم للمقولة الزائفة بأن التطبيع العربي الشامل مع الكيان هو شرط أساسي للتقدم في مسيرة التسوية مع الفلسطينيين؛ وهذا الزعم تلقّى دعماً أميركياً مباشراً في عهد ترامب، ومن بعض القادة العرب حتى، وبما يعني إسقاطاً لأوراق القوّة في مواجهة الكيان، قبل بدء التفاوض (المفترض) معه مستقبلاً.
وفي النتيجة، فإن «إسرائيل» ستكون المستفيدة الوحيدة في هذا الإطار، لأن العرب ليس لديهم مطالب حقيقية من كيان الاحتلال، أو أنهم سيظلّون عاجزين عن فرض تحقيقها على أيّ حال، فيما سيقف المفاوض الفلسطيني عاجزاً أكثر من أيّ وقت مضى، في ظلّ الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، ولن يستطيع الحصول حتى على الحدّ الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية في الأرض والمقدّسات والموارد، التي تزخر بها أرض فلسطين المباركة.
وأشار «عبد العال» إلى أن «إسرائيل» شجّعت منذ البداية الانقسام الفلسطيني الحاصل، وهي لا تمانع في إقامة دولة «حمساوية» في غزة مقابل دولة «فتحاوية» في الضفة، وحتى في «أريحا»، لأنها ستكون مجرّد كيانات هزيلة ومتنازعة، ولا تملك من أمرها شيئاً أمام الهيمنة الإسرائيلية المطلقة على الأرض والمقدّسات.
وفي حال رضخ الفلسطينيون للضغوط، فإن «إسرائيل» ستفرض عليهم في أيّ تفاوض لاحق اتفاقاً أسوأ من اتفاق أوسلو، على أساس الاختلال الخطير في موازين القوى الراهن، واستمرار الانقسام الفلسطيني الذي يترسخ يوماً بعد يوم.
وأخيراً، دعا «عبد العال» لإحياء المشروع الفلسطيني الوطني المقاوم، بمختلف أبعاده، وتوحيد كافة الجهود والطاقات والترفّع عن الأنانيات الحزبية أو الشخصية، لأن الوطن أكبر من السلطة ومن الفصائل، مُبدياً تفاؤله بأن الحقيقة الفلسطينية ستنتصر على الزيف الصهيوني في النهاية.




ثم تحدث الحاج أبو عماد الرفاعي، ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مشيداً بالإمام الخميني الراحل، الذي أطلق مناسبة إحياء يوم القدس العالمي، في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، في تأكيد منه على مركزية وقدسية القضية الفلسطينية لدى كلّ شعوب المنطقة، وفي طليعتها شعب إيران المسلم.
وأورد الرفاعي عدّة مؤشرات على بداية انهزام الكيان الغاصب لفلسطين، منذ الانتصار التاريخي للمقاومة في لبنان في أيار 2000، إلى انتصار 2006 على الحرب الشاملة التي شنّها العدو للانتقام من اندحاره عن جنوب لبنان في العام 2000، وصولاً إلى هزائم الاحتلال في غزة (2008/2014)، وقبلها وبعدها، في كلّ المعارك التي خاضها العدو ضد أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان، بالتكامل مع الانتفاضات الشعبية الرائدة، والتي لا تزال الأخيرة منها مستمرة حتى اليوم (انتفاضة القدس أو انتفاضة السكاكين)، كما أثبتت عملية (وعد البراق) البطولية قبل أيام في القدس المحتلة.
واعتبر الرفاعي أن تراجع «إسرائيل» تمّ بفضل تضحيات المقاومة وشعوبنا المعطاءة، وهو تجسّد في انكفائها عن تحقيق مشروع (إسرائيل الكبرى) إلى مشروع (إسرائيل العظمى)، والذي سقط بدوره، بعد حرب تموز 2006، لتنكفئ «إسرائيل» مؤخراً خلف الجدران العالية التي أقامتها، داخل فلسطين وعلى الحدود مع لبنان ومصر.



في المقابل، تابع الرفاعي، سعى الكيان، عبر تكثيف مؤتمراته ودراساته حول شعوب ودول المنطقة، لإحياء خططه التقسيمية، وتحديداً بين السنّة والشيعة، كما أبرز مؤتمر هرتسيليا الصهيوني السنوي في العام 2008!
إن تعميق النزاعات المذهبية والطائفية هو أفضل سبيل لإضعاف الجبهة المواجهة للكيان، حسبما أثبتت الحروب والصراعات التي اندلعت خلال السنوات الأخيرة، في العديد من الدول العربية، على خلفية ما يُسمّى (الربيع العربي). وقد قطفت «إسرائيل» بعض ثمار هذه النزاعات الدموية المؤسفة، من خلال تفرّغها لاستكمال تهويد فلسطين والقدس، وتصعيد وتائر الاستيطان السرطاني في الضفة الغربية المحتلة؛ فضلاً عن تقديم «إسرائيل» نفسها كمخلّص للعرب من «العدوّ» الإيراني الوهمي، كما شهدنا مؤخراً!
وليس سراً، أضاف الرفاعي، أن الهدف الأميركي ـ الصهيوني المشترك هو ربط مصير دول الخليج (الغنيّة) بمصير الكيان المحتل لفلسطين، وبما يؤدي إلى مسار ابتزاز مالي وسياسي ومعنوي لهذه الدول، لا أحد يعلم منتهاه، كما ستكون حال سياسة الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب، والذي هدّد مراراً بـ«ذبح البقرة الحلوب» متى جفّ ضرعها!
وأيّد الرفاعي كلام «عبد العال» حول ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي تشجّع «إسرائيل» بشكل علني على استمراره، تمهيداً للتفرغ لمواجهة كيان الاحتلال، والمتغيرات الإقليمية الخطيرة التي تكاد تطيح بأولوية قضية فلسطين بشكل نهائي، بسبب استمرار النزاعات العربية البيْنية وتوسّعها، وذلك في تناغم مستغرب مع الأهداف المعلنة للعدو الأميركي ـ الإسرائيلي (مذكّراً بمواقف لوزير الخارجية الأميركية هنري كيسنجر في العام 2011).
وأخيراً، أعرب الرفاعي عن تفاؤله بإمكانية تجاوز الشعب الفلسطيني (وفصائله المقاومة) للعقبات الحالية، بالتساوق مع خروج الشعوب العربية من نزاعاتها المريرة، والمدارة من قِبل دول وأجهزة مخابرات معروفة؛ مؤكداً أن زوال إسرائيل أمرٌ متحقق وليس مستحيلاً، في حال ارتفعت شعوب المنطقة وحكّامها إلى مستوى التحديات الراهنة.




بعد ذلك، تحدث الأخ علي بركة، ممثّل حركة حماس في لبنان، مبتدئاً بتعريف عام وموجز لأبعاد القضية الفلسطينية، والتي تشمل:

1 ـ الأرض الفلسطينية المحتلة، في عامي 1948 و1967.
2 ـ الشعب الفلسطيني الثابت في أرضه، أو المهجّر عنها قسراً.
3 ـ المقدّسات، وفي أوّلها القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.

ولفت «بركة» إلى عملية (وعد البراق) الأخيرة، التي كشفت أن عنوان المعركة الكبرى القادمة مع كيان الاحتلال هو القدس والمسجد الأقصى، قبل أيّ عنوان آخر، مهما حصل من تغيرات وتحولات، داخل فلسطين وخارجها.
وبعدما عدّد  «بركة» مشاريع الحلول التسووية التي طرحت طيلة العقود الماضية، بدءاً من قرار تقسيم فلسطين المشؤوم في العام 1947، إلى معاهدات «السلام» التي وقّعتها «إسرائيل» مع مصر والأردن، وصولاً إلى اتفاق أوسلو، وما تلاه من اتفاقيات ومفاوضات، أكد على الفشل الذريع لهذا المسار، باعتباره رسّخ وشرعن احتلال العدو للأراض الفلسطينية؛ حتى وصلت المطالب الفلسطينية والعربية إلى حدود الأراضي المحتلة في العام 1967 وأدنى منها، مع محاولة تمييع قضية حقّ العودة المقدّس لكلّ اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ومساكنهم الأصلية، كما تنصّ القرارات الدولية ذات الصلة.
ودان «بركة» ما سمّي «صفقة القرن» أو المؤتمر الإقليمي، الذي يسعى الأميركيون وبعض العرب لعقده بهدف إنهاء قضية فلسطين وتدشين التطبيع الرسمي بين «إسرائيل» وبعض الأنظمة العربية، مع العلم بأنه لن تقوم دولة فلسطينية مكتملة السيادة من خلال هذا المؤتمر، وخاصة في عهد الصهيوني المتطرّف بنيامين نتنياهو؛ وستكون الحصيلة صفراً، كما حصل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات خلال مفاوضات كمب ديفيد (في العام 2000)، والتي فجّرت الانتفاضة الثانية المباركة.
وفي الختام، دعا «بركة» إلى التقاء الجميع على ما ورد في سورة الإسراء ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾ [سورة الإسراء، الآية 7]؛ والتي تشي أن فلسطين ستتحرّر، وأن الكيان الغاصب سيتم تدميره، وأن القدس ستعود إلى أهلها مهما طال الزمن؛ فهي قضية قرآنية وإنسانية، ولا يمكن لإجراءات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني أن تغيّر من هويتها الإسلامية والمسيحية والإنسانية.



وأخيراً، تحدث الأخ فتحي أبو العردات، أمين سرّ حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان، مشيداً بالشعب اللبناني الذي احتضن المقاومة الفلسطينية طيلة عقود، ومارس المقاومة بنفسه حتى تمكن من طرد الاحتلال من أرضه ذليلاً، خلال مرحلة زمنية قصيرة (في العامين 2000 و2006).
واعتبر «أبو العردات» أن الأمّة اليوم أمام امتحان الإيمان والإرادة وتحمّل مسؤولية تحرير فلسطين والقدس من براثن الاحتلال الصهيوني؛ فالقدس هي العاصمة الروحية والتاريخية لفلسطين، وهي ركن من أركان الهوية الإسلامية والعربية.
وبعدما أشاد «أبو العردات» بفكرة تخصيص يوم للقدس من قِبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في آخر جمعة من شهر رمضان، كشف بأن أهالي القدس المحتلة كانوا قد أبلغوه بأنهم يشعرون بتخلّي العرب والمسلمين عنهم أمام الوحش الصهيوني، كما تظهر التطورات في المسجد الأقصى والقدس عموماً، حيث تتصاعد الممارسات الصهيونية القمعية والاستيطانية التي تستهدف طرد الفلسطينيين من أرضهم واحتلال مساحة القدس كاملة، تمهيداً لجعلها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني.
ولفت «أبو العردات» إلى أن ما يحدث اليوم في المنطقة، من نزاعات دامية بين أبناء الشعب العربي، هو نتيجة مخطّط صهيوني تمّ رسمه في العام 2008، كما كشف مسؤول فلسطيني أثناء التحضير لعقد المؤتمر السادس لحركة فتح.
وأكد «أبو العردات» أنه لا دولة فلسطينية في قطاع غزة ولا دولة من دونها، وأن التجارب علّمت القيادة والشعب الفلسطيني بأنه لا يمكن تكرار مأساة اللجوء إلى خارج فلسطين مهما كانت التحديات والتضحيات.
وبعدما رفض اتهام أيّ فصيل مقاوم بالإرهاب، سواء في فلسطين أو لبنان، دعا إلى الحفاظ على الثوابت برغم التحولات التي تحصل في المنطقة، ومن أهمها أن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية، وأن لا تفاوض جديد مع كيان الاحتلال من دون تحديد جدول زمني لانسحابه النهائي من الأراضي المحتلة في العام 1967.
كما دعا «أبو العردات» لإنهاء الانقسام الفلسطيني والنزاعات العربية المؤسفة، موضحاً بأن السلطة الفلسطينية هي مجرّد «جسر ناقل» للشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، وأن المقاومة ليست من مسؤولية السلطة المباشرة، رغم تأكيده على مشروعية هذه المقاومة، سواء في الأراضي المحتلة عام 1948 (التي قدّم أبناؤها نحو 2500 شهيد في طريق المقاومة) والأراضي المحتلة في العام 1967.
وشدّد «أبو العردات» أن الشعب الفلسطيني (والفصائل المقاومة) يرفض ممارسات الحركات الإرهابية في المنطقة، كما يرفض النزاعات المذهبية التي استطاعت تهميش قضية فلسطين المقدّسة، وقسّمت الشعوب العربية التي قدّمت الكثير من أجل فلسطين، خلال العقود الماضية.
وفي الختام، دعا «أبو العردات» إلى إعادة ترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية، على قاعدة استراتيجية شاملة، بهدف تفعيل العمل المقاوم ضدّ كيان الاحتلال المتغطرس، وإنجاز الأهداف الكبرى للشعب الفلسطيني المضحّي والصامد على أرضه بوجه أعتى آلة حرب وتدمير، مدعومة من أقوى دول العالم.
ورداً على بعض أسئلة ومداخلات مشاركين في الحوار السياسي، تقاربت إجابات مسؤولي الفصائل الفلسطينية الرئيسية، حول أهمية التقاء كلّ الفصائل والقوى المقاومة، داخل وخارج فلسطين، حول قضية القدس والمسجد الأقصى، وإلى توحيد الطاقات والإمكانيات ووقف النزاعات المذهبية المسيّسة على مستوى المنطقة، والتي تحرّكها الإدارة الأميركية والكيان الإسرائيلي؛ وهذا الأمر ليس خافياً على أحد، وقد أثبتته مؤخراً الأزمة المفتعلة بين السعودية وقطر، والتي يتمنّى الجميع أن لا يكرّر أحد أطرافها خطيئة رئيس النظام العراقي السابق صدّام حسين، بغزو الكويت، والتي أدّت إلى تداعيات خطيرة على الشعوب العربية، كما على الشعب الفلسطيني المقيم والمهجّر في الشتات، وعلى القضية الفلسطينية أيضاً.
وشدّد مسؤولو الفصائل على دور علماء الدين من مختلف المذاهب الإسلامية لجهة توحيد المواقف حول القضية المركزية، والسعي لمواجهة كيان الاحتلال وإفشال أهدافه التوسعية، على مستوى فلسطين والمنطقة.
وأخيراً، رفض المشاركون محاولات فرض التطبيع بين «إسرائيل» والدول الخليجية (والعربية)، والتي تستهدف تصفية قضية فلسطين وليس حلّها، موجّهين التحية إلى كلّ شهداء المقاومة، وإلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تبنّت قضية القدس وفلسطين، وتحمّلت من أجلها الكثير، منذ قيامها وحتى اليوم.

 

 

2017-06-23 15:35:01 | 4444 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية