التصنيفات » ندوات

اللقاء الشبابي الفلسطيني ـ اللبناني تنديداً واستنكاراً للاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الغاصب

قاعة بلدية حارة حريك (14/12/2017)

 

 

أقام مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية لقاء تضامنياً مع الشعب الفلسطيني ومع القدس، بعنوان (اللقاء الشبابي الفلسطيني- اللبناني تنديداً واستنكاراً للاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الغاصب)، وذلك في قاعة المحاضرات في بلدية حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكان في مقدّمة حضور اللقاء:

ـ البروفسور يوسف نصرالله، رئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية.

ـ السيد حميد رضا فرهاني ممثّل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت،.

ـ الأستاذ فتحي أبو العردات أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان.

ـ الأستاذ إحسان عطايا، ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان.

ـ الأستاذ علي فيصل، مسؤول الساحة اللبنانية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

ـ الأستاذ مروان عبد العال، مسؤول الساحة اللبنانية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ـ الأستاذ حمزة البشتاوي، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة.

.الدكتور عماد رزق، رئيس الاستشارية للدراسات الاستراتيجية.

- المهندس أحمد حاطوم  نائب رئيس بلدية حارة حريك،

- الدكتور عبد الملك سكرية عضو في حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل " في لبنان.

ـ الدكتور محمد طي، أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية.

بالإضافة إلى نخبة من الشباب الجامعي، من اللبنانيين والفلسطينيين، ومن ممثّلي هيئات وجمعيات فلسطينية ولبنانية، ومن الباحثين المختصين بشؤون المنطقة.

بدأ الاحتفال بعزف النشيدين اللبناني والفلسطيني، ليتكلم بعده نائب رئيس بلدية حارة حريك، الأستاذ أحمد حاطوم، مرحّباً براعي هذا اللقاء (مركز باحث للدراسات) وكلّ الحاضرين.

 

 

وأعلن حاطوم أن المقاومة في لبنان تفتخر بدعمها للمقاومة والشعب الفلسطيني الرافض للقرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، والذي لا تعترف به شعوب المنطقة أصلاً.

 

 

ودعا حاطوم إلى التركيز على استهداف كيان الاحتلال، في كلّ نقاط ضعفه وعدم تركه يرتاح، على الصعد الأمنية والاقتصادية وغيرها، مع التأكيد على رفض الشعب اللبناني المقاوم لأيّ تنازل جديد أمام هذا العدو، والاعتماد على نهج المقاومة الشاملة والمفتوحة معه على كلّ المستويات حتى إزالته من الوجود.

بدأ البروفيسور يوسف نصرالله، رئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، كلمته بالتشديد على أن هذا الحفل أو اللقاء التضامني مع القدس ليس «محفل بكاء كالنساء على مُلكٍ لم نحافظ عليه كالرجال»، وليس مشهدية رثاء لفلسطين كما فعل الحكّام العرب بعد احتلال اليهود الصهاينة لفلسطين؛ بل هو محطة أو منصّة للانتصار لفلسطين والقدس، ولشجب القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال.

وأضاف: هذا الحفل هو منصّة إدانة لما جرى، وتأييد كامل من قِبل المقاومة في كنف فلسطين للمقاومة البطولية داخل فلسطين المحتلة، والتي تهدف لإعادة فلسطين إلى موقعها الحقيقي كقضية مركزية للأمّة.

وأكد نصرالله أن القرار الأميركي يشكّل استكمالاً لمسلسل تصفية قضية فلسطين، وانتزاع المزيد من التنازلات من الحكّام العرب ومن قادة السلطة الفلسطينية؛ مديناً تجريم هؤلاء الحكّام للمقاومة ووصفها بالإرهابية مقابل توسيع دوائر التطبيع مع الكيان الغاصب للقدس.

 

 

واعتبر رئيس مركز باحث للدراسات أن القرار الأميركي يستهدف أيضاً ضرب الإرادة الفلسطينية والعربية في التحرير، داعياً في ختام كلمته إلى رسم سبل وأطر جديدة للمواجهة التي اندلعت على خلفية القرار الأميركي، والاستفادة من كافة الطاقات والقدرات ومن القوى والحركات المقاومة التي أثبتت أنها ثابتة على نهجها باتجاه تحرير فلسطين والقدس من براثن الصهاينة، كما هي حال الشعوب العربية والمسلمة، والتي لم تتراجع عن احتضان القضية الفلسطينية برغم التضحيات الهائلة التي قدّمتها خلال العقود الماضية في سبيلها.

ثم تحدث الأستاذ فتحي أبو العردات، ممثّل حركة فتح وأمين سر فصائل منظمة التحرير في لبنان، فدعا إلى تأمين مستلزمات إنجاح الانتفاضة الجديدة والمباركة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة في العام 1948، مع عدم الاكتفاء بمواقف التنديد والاستنكار للموقف الأحمق الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.

واعتبر أبو العردات أن هذا الاعتراف هو عدوان صارخ على الأمّتين العربية والإسلامية، لأن القدس تمثل ركناً رئيسياً من أركان الهوية العربية والإسلامية وحتى الإنسانية.

 

وبعدما حيّا أبو العردات موقف نائب رئيس بلدية حارة حريك، الصادق والملتزم بدعم الشعب الفلسطيني، كما هي حال الشعب اللبناني والمقاومة بقيادة سماحة السيد حسن نصر الله، دعا إلى إرساء الوحدة الوطنية الفلسطينية على أسس متينة، وإلى تفعيل مقاومة كيان الاحتلال بكافة وجوهها؛ كما شدّد على أهمية عقد المجلس المركزي الفلسطيني (هيئة وسيطة بين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلس الوطني) بهدف بحث القرار الأميركي الخطير وبلورة أطر المواجهة القائمة في فلسطين، وعلى مستوى المنطقة حتى، سواء من خلال المسيرات والتظاهرات المليونية الغاضبة، أو عبر تفعيل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني المنتفض.

كما أكد أبو العردات على تأثير مجلس الأمن الدولي في إدانة وعزل قرار ترامب الجائر حول القدس الشريف، وذلك في سياق الجبهة السياسية والدبلوماسية التي يجب أن تُفعّل بموازاة الجبهة العسكرية والمدنية التي فتحِت على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأيّد أبو العردات أية قرارات قد تصدر عن قمم عربية أو إسلامية بشأن القدس، مع أهمية رسم آليات عملية لإسقاط القرار الأميركي، والذي تبيّن أنه معزول عربياً وإسلامياً ودولياً، حسب المواقف التي أعلِنت من قِبل قادة كثير من دول وحكومات العالم.

وأخيراً، دعا أبو العردات لتوسيع مساحات اللقاء بين الفصائل الفلسطينية حول المقاومة ومواجهة مؤامرات الحلف الأميركي ـ الإسرائيلي، وتجميد قضايا الخلاف، موجّهاً التحية الحارّة للمرابطين في المسجد الأقصى وفي القدس، كما إلى الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال وإلى شهداء وجرحى الانتفاضة الجديدة للشعب الفلسطيني المناضل.

بعده، تحدث الأستاذ علي فيصل، باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فوجّه التحية أولاً للدولة وللشعب اللبناني ولقواه السياسية المقاومة، بقيادة السيد حسن نصرالله، والذي أطلق مواقف مميّزة خلال مسيرة الضاحية الجنوبية الكبرى، تأييداً للانتفاضة في فلسطين ورفضاً لقرار ترامب بشأن القدس الشريف.

 

وأكد فيصل أن قرار ترامب هو جريمة حرب موصوفة، لأنه شكّل خروجاً على الشرعية والقوانين الدولية حول القدس (ترك مصيرها إلى مفاوضات الوضع النهائي).

ولفت فيصل إلى أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني أتى على خلفية تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة، وفشل الإدارة الأميركية في العراق وسورية واليمن بمواةجهة محور المقاومة؛ فكان القرار الأميركي بمثابة محاولة لقلب الطاولة على الجميع؛ لكن الأمور تطورت بالاتجاه المعاكس لإرادة ترامب وفريقه الصهيوني. وبعدما حيّا فيصل الحراك الشعبي العربي والإسلامي والعالمي، والمؤيد للشعب الفلسطيني، دعا إلى بلورة (المقاومة المعلومة) للمشروع الأميركي ـ الصهيوني في المنطقة، محدّداً المطلوب:

فلسطينياً:

1 ـ إقامة حكومة وحدة وطنية ترسّخ المصالحة الفلسطينية وتعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني.

2 ـ طيّ صفحة اتفاق أوسلو وملحقاته نهائياً.

3 ـ السعي لتحويل «هبّة» القدس الحالية إلى انتفاضة كبرى، على قاعدة برنامج مواجهة شامل وواضح.

4 ـ إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الفصائل لتفعيل العمل المقاوم، في ظلّ غطاء سياسي متين.

5 ـ تنفيذ مقاطعة اقتصادية شاملة لكيان الاحتلال مع تأمين بدائل للبضائع والسلع الإسرائيلية.

6 ـ محاكمة «إسرائيل» كدولة احتلال وإرهاب، على المستوى القانوني الدولي (المحكمة الجنائية وغيرها).

7 ـ محاولة توسيع حضور فلسطين دولياً كي تصبح عضواً كاملاً في ما يسمّى المجتمع الدولي (وهيئاته).

8 ـ تفعيل الحركة الفلسطينية الأسيرة ودعم فعالياتها.

9 ـ تنشيط الجاليات الفلسطينية والعربية في الخارج لصالح إبراز حقوق الشعب الفلسطيني ومظلوميته، والانحياز الأميركي السافر لكيان الاحتلال على حساب حقوق هذا الشعب، وبما يتناقض مع القرارات الدولية ذات الصلة.

10 ـ تقديم شكوى عربية أو إسلامية ضد شخص الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام محكمة الجنايات الدولية باعتباره مجرم حرب ومنتهك لحقوق الشعوب والأديان السماوية والقيم الإنسانية.

عربياً وإسلامياً:

تأسيس جبهة مقاومة شعبية عربية تسند الشعب الفلسطيني كلّ أشكال الدعم المتاحة.

دولياً:

التنسيق مع الهيئات والجمعيات الدولية المؤثّرة في السياسات الحكومية أو في المنظمات الدولية، لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وتحدث الأستاذ مروان عبد العال باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فلفت إلى أن موضوع القدس له أبعاد ثقافية وفكرية وسياسية وإنسانية. فالقدس هي التاريخ والحاضر والمستقبل بالنسبة للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية والمسلمة؛ وهي قلب المشروع الوطني الفلسطيني، مثلها مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين.

ودعا عبد العال إلى قراءة قرار ترامب بشأن القدس في كلّ أبعاده، وباعتباره جزءاً من المسار السياسي الأميركي المتآمر على الشعب الفلسطيني منذ عقود، وليس فقط كردّ فعل على الفشل الأميركي في المنطقة، أو لإرضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.

وحذّر عبد العال من التراخي في مواجهة هذا القرار، لأنه قد يُستتبع بمحاولات إسرائيلية لتهجير سكان القدس الشرقية (ترانسفير) أو فرض الجنسية الإسرائيلية عليهم، باعتبار أن القدس (بجزءيها) باتت مدينة إسرائيلية وعاصمة لكيان الاحتلال، وذلك باعتراف أميركي!

وأشار إلى إجراءات الاحتلال المتواصلة لتهويد المدينة المقدّسة ومحاصرة سكانها والصامدين لدفعهم إلى مغادرة المدينة تمهيداً لإعلانها، رسمياً وواقعياً، عاصمة للكيان الغاصب.

ودعا عبد العال لتحويل هذا التحدي الأميركي ـ الإسرائيلي إلى فرصة لتجديد الانتفاضة الشعبية وتفعيل المقاومة العسكرية ضد قوات الاحتلال، مع أهمية سحب اعتراف السلطة بكيان العدو ووقف التنسيق الأمني معه، بموازاة استراتيجية شاملة على مستوى الأمة، تُسهم في حماية ودعم الانتفاضة والمقاومة، بهدف إسقاط القرار الأميركي وفرض التراجع على الحلف الأميركي ـ الصهيوني المعادي، الذي يسعى لاستئصال الشعب الفلسطيني من أرضه، وليس إلى فرض تسوية مذلّة عليه فحسب.

وأخيراً، لاحظ عبد العال أن قرار ترامب ضرب كلّ القرارات الدولية الخاصة بوضع القدس، وهدف إلى الإسهام في قوننة «إسرائيل» لإجراءاتها التهويدية العنصرية ضد سكّان القدس والأماكن المقدسة، في ظل تراجع عربي وإسلامي أغرى ترامب للقيام بهكذا خطوة استفزازية خطيرة.

الأستاذ إحسان عطايا، ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في بيروت، وجّه الشكر لمركز باحث للدراسات، كما لبلدية حارة حريك في ضاحية الجهاد والمقاومة، على تنظيم هذا اللقاء التضامني مع فلسطين والقدس.

ودعا عطايا لاغتنام هذه الفرصة التاريخية بهدف استكمال المعركة مع الكيان المحتل حتى تحرير كلّ فلسطين، وليس الدفاع عن القدس فقط.

كما طالب الدول العربية بطرد سفراء أميركا في المنطقة وقطع العلاقات السرية والعلنية لبعض هذه الدول مع «إسرائيبل»، مع تفعيل المقاطعة الشعبية والرسمية للبضائع الأميركية، مشدّداً على ضرورة تحرّر السلطة الفلسطينية من المال الخليجي «المتواطئ» مع الحلف المعادي للشعب الفلسطيني.

 

وطالب عطايا برفض أية تسوية مذلّة مع العدو وشعوب الأمة، مع إعطاء الأولوية لتفعيل وسائل الإعلام في المعركة الجارية وكشف ألاعيب الأعداء وممارساتهم.

وأخيراً، أشار عطايا إلى مسيرات يوم الجمعة التي ستنطلق في غزة والضفة الغربية وغيرها، دعماً للقدس ورفضاً للتآمر الأميركي ـ الصهيوني ضدّها، لأن أيّ تخاذل أو تقصير بحق فلسطين سيتحمل الجيل الحالي مسؤوليته، كما حمّل الجيل السابق من الأجداد مسؤولية ضياع فلسطين، وبما لا يتطابق مع حقائق ما جرى آنذاك.

الكلمة الأخيرة في اللقاء الشبابي الفلسطيني ـ اللبناني كانت للأستاذ حمزة البشتاوي، باسم الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، وفيها دعا البشتاوي إلى إعادة المعركة نحو المربّع الأول، أي تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وإسقاط أية حلول وسط.

وأدان البشتاوي الجماعات الإرهابية التكفيرية التي خدمت العدو بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، عبر ممارساتها وعملياتها الوحشية والتدميرية، والتي دمّرت بعض دول المنطقة وأنهكت الشعوب المؤيدة للقضية الفلسطينية، وبما أتاح لترامب اتخاذ هكذا قرار خطير ضد القدس، بالتواطؤ مع العدو الصهيوني وبعض الأنظمة المتخاذلة في المنطقة.

وشدّد البشتاوي على موقعية القدس في تاريخ الشعب الفلسطيني وفي تاريخ المقاومة منذ ما قبل قيام كيان الاحتلال وبعده، بفعل الثورات والهبّات التي حصلت في تلك المرحلة (1929/ 1936/ 1987/2000...).

وبعدما أدان استمرار العدوان السعودي على اليمن، وجّه البشتاوي التحية للشعوب التي تظاهرت مؤخراً في لبنان وسورية وتونس والمغرب وإيران، داعمة للقدس وللمقاومة، ولتؤكد أن الانتفاضة هي السبيل الأجدى لإسقاط مخططات الاحتلال وتحرير فلسطين.

وأخيراً، وجّه البشتاوي التحية للسيد حسن نصرالله، قائد المقاومة في لبنان، على دعمه الصادق والحقيقي للقدس وللشعب الفلسطيني، مديناً الحضور الرسمي العربي الخجول في القمّتين العربية والإسلامية اللتين عقِدتا مؤخراً، بهدف تفادي الإحراج أمام الإدارة الأميركية وكيان العدو، وعلى خلفية ارتباط بعض الأنظمة العربية بالحلف الأميركي ـ الإسرائيلي وتبديل أولويات هذه الأنظمة، باتجاه إيران وليس العدو الصهيوني.

 

2017-12-16 14:12:07 | 2008 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية