التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-1-2019

ملخص التقدير الفلسطيني

15/1/2019

     * تشهد الساحة السياسية الفلسطينية تصاعد في الأزمة الداخلية المتعلقة بالانقسام الحاد  بين نهجين سياسيين؛ لكلٍ منهما رؤيته حول كيفية نيل الحقوق الفلسطينية، وبالتالي حول طبيعة العلاقة مع العدو الصهيوني وأدوات الصراع معه. ومنذ عام 2017 سلكت السلطة الفلسطسينية طريق استخدام الضغوط لاستعادة سيطرتها على قطاع غزة ؛ وهي توِّجت هذه الاجراءات أخيراً بحلّ المجلس التشريعي وسحب السلطة لموظفيها  العاملين في معبر رفح، والتي أعقبها إعلان المجلس التشريعي من غزه عن نزع الأهلية السياسية عن الرئيس محمود عباس؛ ما استدعى تحركات من الفصائل ومن الجانب المصري لوقف تدهور العلاقات الداخلية ؛ خاصة أن ذلك جاء في أعقاب زيارة قام بها عباس لمصر، والتقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي. وقالت مصادر حماس إن الاتصالات مع الجانب المصري  تركزت حول ملفين؛ الأول: خطوات عباس ومحاولاته إثارة الفوضى في غزة وإحداث صدام بين العناصر الفتحاويين والأجهزة الأمنية "الحمساوية"، بما يمهّد لاتخاذ خطوات عقابية وإعلان القطاع إقليماً متمرداً ، والثاني : التفاهمات مع الاحتلال .

ويبدو أن الجانب المصري سيحاول خفض حدّة التوتر واحتواء المواقف، توطئة لإيجاد حلٍ لقضية المعبر أولًا، ومن ثمّ العمل على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين عند الطرفين، وصولًا للقيام بخطوات أكثر ثقة بين الجانبين.

      كلّ ذلك يأتي في ظلّ استمرار الانسداد السياسي في مسار التسوية، والحديث عن تراجع الإدارة الأمريكية عن طرح خطّتها المعروفة " بصفقة القرن"؛ وفي أحسن الأحوال إبقائها مجمّدة، مع دخول الكيان الصهيوني فترة الانتخابات البرلمانية ؛ إضافة إلى رفض الجانب الفلسطيني القاطع للصفقة؛ حيث يكرّر الرئيس محمود عباس القول إن الخطة "مرفوضة مرفوضة مرفوضة".

فهذه الخطة تبنّت الرؤية الاسرائيلية لحلّ الصراع، في موقف منحاز لإسرائيل بالكامل من الإدارة الأمريكية، وبشكل غير مسبوق من الإدارات السابقه؛ وهو ما يشير إلى ابتعاد الحل أكثر من أي وقت مضى،  واستمرار سياسة إدارة الأزمه حيث ليس في الأفق أي مؤشر على إمكانية التوصل إلى تسوية، خاصة في ظل جنوح كبير للرأي العام في الكيان الصهيوني نحو تيار التشدد القومي والديني على حساب اليسار  والتيار العمالي الذي أسّس الكيان، وكان مسيطراً قبل ذلك على الحركة الصهيونية.

 * تستغل حكومة العدو هذا العجز الفلسطيني (والعربي) لفرض مزيد من الوقائع التي تمنع إمكانية قيام الدولة الفلسطينية في حدود عام 1967، عبر سياسة استيطانية واسعة ومكثفه، تستهدف بالدرجة الأولى مدينة القدس وتقطيع أوصال  الضفة الغربية، حيث  تعتزم سلطات الاحتلال الدفع بمخططات استيطانيّة جديدة قد تصل إلى 2500 وحدة سكنيّة في "خربة النحلة" قرب مستوطنة "أفرات"، شمالي بيت لحم، بهدف منع أيّ تطوير أو توسيع في بيت لحم، التي تمنع مستوطنة "هار حوما" توسيعها بالفعل من المنطقة الشماليّة، ما يعني إعاقة أي توسعة للمدينة شمالًا وجنوبًا.  

    وترافق ذلك مع دخول القوى السياسية مرحلة المزايدات الانتخابية، ممّا يزيد من التنافس على تبنّي سياسات اكثر عدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وسط غلبة للاتجاهات اليمينية، وحرص القيادات اليمينية السياسية على الاستجابة للقوى الدينية والمستوطنين، كما بدا في تشريع حكومة نتنياهو ل66 بؤرة استيطانيه تم بناؤها على مدى العشرون عاماً الماضية في الضفة الغربية لرشوة المستوطنين ؛ وهو ما يعطي مؤشراً على طبيعة القوى المتطرفة التي ستحكم بعد الانتخابات القادمة (في نيسان 2019) .

* تواصلت المقاومة المسلحة و الشعبية ضد الاحتلال في مختلف المناطق الفلسطينية، رداً على اعتداءات الاحتلال و ممارساته و عمليات القتل و التدمير  ومصادرة الأراضي، و التوسع الاستيطاني. وقد شهد العام 2018 سلسلة من العمليات النوعية، حقّقت توازناً للرعب؛ فمقابل قوات الاحتلال المدججة بأنواع متطورة من الأسلحة،  استطاعت هذه العمليات أن تربك حسابات حكومة الاحتلال، وأن تخلط أوراقها، حتى وصلت إلى مرحلة استجدت فيها التهدئة ووقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

 ومن أبرز تلك العمليات : كمين العَلَم؛ وقتل مستوطن شمال الضفة على يد الشهيد جرار؛ وعملية بركان؛ وعملية سلواد؛ و عملية عوفرا؛ إضافة إلى إطلاق صاروخ "بدر" على عسقلان،  واستهداف حافلة جنود بصاروخ كورنيت .

       أما على المستوى المقاومة الشعبية، فخلال مسيرات العودة على حدود غزة، تمكن شباب المسيرات  من إدخال أسلحة من نوع آخر لمواجهة قنّاصة الاحتلال المنتشرة على طول الحدود، حيث استخدموا الطائرات الورقية و البالونات الحارقة التي كبّدت الاحتلال خسائر فادحة، وأجبرته على  تغيير سياسته تجاه قطاع غزة؛ فيما توجّه الأسرى إلى مرحلة تصعيد نوعي في نضالاتهم بعد قرارات إدارة السجون الصهيونية بفرض المزيد من التضييق على هؤلاء الأسرى.

    

 * في حصاد العام الماضي، أفاد تقرير لجيش الاحتلال أن طيران الاحتلال الحربيّ نفّذ 865 هجومًا جويًا على قطاع غزة، بواقع أكثر من هجومين جوّيين يوميًا، بينما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينيّة قرابة ألف قذيفة، أسقطت منظومة القبّة الحديدية ربعها تقريبًا.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قتِل 16 إسرائيليًا، بينهم 7 جنود، وأصيب 199 مستوطنًا، في عمليات إطلاق نار وطعن. وأفاد التقرير أن عمليات الطعن وقذف العبوات الناسفة شهدت ارتفاعًا عن العام الماضي، بينما حافظت عمليات إطلاق النار على وتيرةٍ مشابهة للعام 2017، حيث شهد العام 2018، 33 عمليّة إطلاق نار، بينما وقعت 17 عمليّة طعن، مقابل 5 عمليات في العام الماضي فقط، و2057 حالة قذف حجارة تجاه مركبات الاحتلال، في انخفاضٍ بمقدار النصف عن العام الماضي. أما عمليات قذف عبوات حارقة في الضفة الغربية، فقد ارتفعت إلى 893 عمليّة، مقابل 848 في العام الماضي. كما أعلن جيش الاحتلال عن مصادرة 406 قطع سلاح خلال العام 2018، مقابل 475 قطعة سلاح في العام 2017.

      بينما أكدت المصادر الفلسطينية ارتقاء (312) شهيداً خلال عام 2018، حيث استشهد (262) مواطناً في قطاع غزة و (50) مواطناً في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، بارتفاع زاد عن 200% عن العام الماضي ، نتيجة استهداف المدنيين خلال مسيرات العودة في قطاع غزة ،  بينما أصيب وجُرِح نحو (31500) مواطناً في الضفة والقدس وقطاع غزة ، من بينهم  نحو (26000) مواطناً أصيبوا في قطاع غزة؛ وقام العدو باعتقال (6489) مواطناً، من بينهم نحو (1063) طفلاً  و( 140) سيّدة  و(38) صحفياً في كلٍ من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة؛ وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية العام 2018 نحو (6000) أسيراً، من بينهم  (250) طفلاً و(54) سيّدة ،

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

 

 

2019-01-15 15:19:07 | 1183 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية