التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-5-2020

ملخص التقدير الإسرائيلي
15-5-2020

ملخص  بحث  "إسرائيل وسد النهضة الأثيوبي"
لو كان مشروع بناء سدٍ ما على مجرى مائي بين بلدين جارين متعاونين، لأمكن لهما الاتفاق على إنجازه بما يعود عليهما بالنفع وبالفوائد المشتركة من دون عناء. وسد النهضة، الذي رغبت إثيوبيا في بنائه على نهر النيل الأزرق، ضخمٌ وعالي التكلفة، ويتم تشييده على نهرٍ ينبع في إثيوبيا، ويعبر أراضي بلدٍ آخر هو السودان، ثم يصبّ في بلد ثالث هو مصر.
فالنيل الأزرق ينبع من أراضي إثيوبيا، ويعبر إلى السودان، ويلتقي بنهر النيل الأبيض، فيكون اسمه نهر النيل التاريخي عندما يصل إلى مصر، فينحدر ليصب آخر أمره في البحر الأبيض المتوسط.
كان يمكن للبلدان المتجاورة الثلاثة أن تتفق لاقتسام خيرات هذا النهر، والتشارك في المنافع الناتجة من تشييد سدٍّ عليه، من مياه أو من طاقة كهربائية، لكن الخلاف الذي تم افتعاله وتسعيره من الخارج بين الأطراف الثلاثة، وإن بدا فنياً، فانه لم يقتصر عليها، بل اجتذب أطرافاً أخرى، إقليمية ودولية، وفي طليعتها أميركا و"إسرائيل" ،التي طالما اعتادت على الاصطياد في الماء العكر من خلال بث الخلافات والتحريض على الفتن لتحمي مصالحها الجيو استراتيجية والجيو اقتصادية .
هكذا  تمدّدت جولات التفاوض العبثي بين البلدان الثلاثة سنوات وسنوات حول بناء السّد، من دون أن تُفضي بها إلى اتفاقٍ يتم بموجبه اقتسام خيراته من مياه وطاقة كهربائية بما يحقق العدالة ويرضي الأطراف الثلاثة.
لقد كان واضحا لهذه الأطراف  أن التفاوض لن يقتصر على الأمور الفنية، ولن ينجح مهندسو الري من إثيوبيا ومن مصر أو السودان في اختصار المسافة إلى الاتفاق المرجو حول السد؛ وبالتالي تقاطعت أجندات كلِ طرفٍ مع الطرف الآخر. وكلما احتدم الاستعصاء في التفاوض بين هذه الأطراف، زادت مساحات الاختلاف وتضاعف احتمال التصادم والتنازع المهلك ما بينها. ولذلك سعى كل طرفٍ  لتقوية موقفه التفاوضي، بالبحث عن حلفاء داعمين له، تحت مسمّى "وسطاء". وإزاء تعثّر التفاوض بين الأطراف، لجأ البلد، الذي يتباهى بتاريخه منذ هيرودوت بأنه هبة النيل، إلى الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الأقوى والأكثر خبثاً وانتهازية واستغلالاً، لطلب السند والدعم. فتودّد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي بتذلل، إبّان مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول من عام 2019، للرئيس الأميركي العنصري دونالد ترامب، ليساعد في جهود التفاوض بشأن سد النهضة. أما السودان، البلد الذي وضعته الجغرافيا وسطاً في ملف سد النهضة، بين بلدي المنبع والمصب، فقد فاجأ مصر وإثيوبيا بثورته الشعبية في كانون الأول عام 2018، التي أسقطت نظام عمر البشير الإسلاموي المتلون، فأربكت حسابات التجاذب بين مصر وإثيوبيا حول الملف لاسيما ان للثورة في السودان ولقياداتها رؤية مختلفة عن تلك التي عبّر عنها نظام "الإنقاذ" البائد، والذي ظلّ، حتى ساعة انهياره، أضعف من أن يتخذ موقفاً فنياً وسياسياً يناسب مصالحه. وقد بات واضحاً لدى كلِّ طرفٍ من الأطراف الثلاثة أنّ الجانب الفنيّ الهندسيّ من الموضوع آخذٌ في التراجع أمام أهمية الجوانب السياسية والجيوستراتيجية وأجنداتها. فتعقدتْ لعبة التفاوض، فيما سعى كلّ طرفٍ منها للتودّد إلى حلفاء خارجيين يعضدون مواقفه. وحيث إن التفاوض الداخلي في ثورة السودان قد تعقد بين الجانبين، العسكري والمدني، فكان للاتحاد الأفريقي دورٌ بالغ الأهمية، إذ بعث ممثله للمساعدة في جولات التفاوض بين السودانيين. ولكن في الوقت نفسه فتحت ابواب الفرصة امام إثيوبيا. وكانت الأجندات الخفية لكل من مصر وإثيوبيا هيَ التطلع إلى موقف مساند لها من جانب السودان، كونه "الصوت الثالث المرجّح" في ملف المفاوضات". في المقابل، سعتْ مصر، وهي أيضاً الجار الشمالي للسودان، إلى التواصل مع العسكريين الذين أدوا دور حماة ثورة الشعب السوداني، ولكن الطرف المدني في قيادة تلك الثورة ظل على توجّساته من النظام المصري. وبدتْ الصورة وكأنّ كلاً من إثيوبيا ومصر يناور لكسب السودانيين إلى جانبه، فكانت المبادرات لدعم استقرار السودان. ولكن من المؤكد أن الأجندات الخفية لكليهما هيَ التطلع إلى موقف مساند من السودان، إذ هو من يملك "الصوت الثالث المرجّح" في الملف الذي لم يجرؤ أيٌّ منهما على الإشارة إليه. وأتت جائزة نوبل للسلام التي نالها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ولربما بحيثياتٍ تتصل بدوره في إنجاح التفاوض بين السودانيين، لتعزّز قوة المواقف الإثيوبية داخلياً وخارجياً.
في هذا البحث الحيثيات الأساسية لملف سد النهضة الإثيوبي وتداعياته الإقليمية، والتي تحاول "إسرائيل"، بدعم أميركي متلون،  استغلاله لتقوية حضورها الجيوستراتيجي على شواطئ البحر الأحمر، بما يضمن مصالحها ويهدد أمن ومصالح الدول العربية الأخرى .

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

 

2020-05-15 13:56:11 | 822 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية