التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-1-2022

ملخص التقدير الفلسطيني

30-1-2022

 

ما شهدته منطقة النقب خلال الأيام الماضية من محاولات الاستيلاء الإسرائيلية على المزيد من الأرض العربية، من خلال أداة التشجير، أعاد تسليط الضوء على ما يتعرض له الفلسطينيون في النقب منذ النكبة في العام 1948 وصولاً إلى يومنا هذا، على خلفية الصراع على الأرض.

بعد نشأة الكيان الصهيوني، قال ديفيد بن غوريون مُعبّراً عن مأزق الكيان السكاني والأمني في النقب: "صحراء النقب هي المساحة الأوسع والأكثر فراغاً في البلاد. وعليه، فإنَّ من الخطر جداً أنْ تتسامح إسرائيل مع وجود صحراء بداخلها؛ فإذا لم تُلغِ الدولة تلك الصحراء، فستُلغي الصحراء الدولة".

يقوم مشروع التشجير في النقب على زراعة أرض النقب المملوكة للفلسطينيين بالأشجار باعتبارها أراضي دولة، بهدف إبعاد أصحاب الأرض الفلسطينيين عن أرضهم ومنعهم من رعي أغنامهم فيها واستخدامها في الزراعة الموسمية؛ وهذا يعني اقتلاعهم من أرضهم التي عاشوا عليها رعاة ومزارعين منذ فجر التاريخ، وتحويلهم من منتجين إلى مستهلكين يضطرون إلى العمل بالأجر في خدمة المستوطنات اليهودية والمؤسسات الإسرائيلية.

تروّج اسرائيل للنمو الديناميكي للنقب خلال السنوات الأخيرة، من شركات ومشاريع في مجالات التقنية العالية والتقنية الحيوية والنانو تكنولوجية والاختراعات الخضراء التي تنتقل إلى النقب لجعله مقرًا لها. لكن من تتباهى بهم "إسرائيل" من بدو يدخلون عالم "النانو" البرّاق، يخفي وراءه مشاريع عدة لضرب بُنيتهم وثقافتهم وسرقة أراضيهم.

تشكّل الهبّة الجماهيرية الجارية في النقب، محطّة جديدة وعلامة فارقة في تاريخ المنطقة، كونها تُعدّ الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة.

نشرَ معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي عام 2017 دراسة عن المخاوف الإسرائيلية المتزايدة من مخاطر التوزيع الديموغرافي داخل دولة الاحتلال، وعن الآليات المتّبعة لتكسير الوجود العربي المكثَّف في مناطق معيّنة وتفريقه. وبحسب المعهد، يشكّل تقويض التوازن الديموغرافي في النقب والجليل تهديدًا جيوسياسيًّا على "إسرائيل".

وحالياً ، تسود حالة من القلق لدى مختلف المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بسبب انتفاضة سكان النقب ضد انتهاكات الاحتلال بحقّهم. يقول رئيس قسم العمليات السابق في جيش العدو، اللواء يسرائيل زيف، إن "المواجهات المندلعة في النقب تُعِيدنا إلى أحداث مشابهة خلال الانتفاضة الأولى. ويمكن القول إن هناك انتفاضة شعبية حقيقية في النقب" . فالمواجهات هي الأقوى منذ سنوات، وما زالت تتصاعد بوتيرة يومية.

 وفي المحصلة، يُتوقَّع أن تستمر أحداث النقب، وقد تنتشر في مدن وقرى فلسطينية أخرى ؛ فالمشهد الفلسطيني الممتدّ منذ معركة "سيف القدس"، يدلّ على أننا أمام مرحلة جديدة في الصراع مع العدو، تبشّر بمراكمة مزيد من النقاط لمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا​
 

2022-01-31 09:53:17 | 399 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية