التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-1-2022

ملخص التقدير الإسرائيلي

30-1-2022

 ملخص بحث حول قصف مرفأ اللاذقية ودلالاته

للمرّة الثانية في غضون شهر واحد، تقصف “إسرائيل” قرب قاعدة حميميم الروسية شمالي سوريا، من دون أن تحرّك روسيا صاروخاً ساكناً واحداً، أو على الأقل، أن تحرّك لساناً أو قلماً، يستنكر التمرّد على “هيبتها” العالمية ويندّد به؛ فتُركت سوريا تصرخ وحدها، وهي تنظر إلى عصبِها الاقتصادي يشتعل.

إن أيَّ سوريّ أو عربيّ عروبي، يؤمن بسوريا جمهورية عربيّة، مقاوِمة للمشروع الإسرائيلي في المنطقة، ورافضة للممارسات الغربيّة، يرى الاعتداء الصهيوني على مرفأ اللاذقية ضرباً للاقتصاد السوري، وتعزيزاً للحصار على الدولة السورية، انتقاماً لكلّ من فشلت مؤامراته على دمشق.

اقتصادياً، هذه نظرة سليمة، مع إضافة مزيد من الإمعان في نظرة المقابل الإسرائيلي لمرفأ اللاذقية. فأن تقصف “إسرائيل” مكاناً، هو حدث صحيحٌ أنه يمكن السكوت عنه موقّتاً لغايات يدركها ضبّاط الاستراتيجية، لكن لا يمكن الاستهانة به على الإطلاق من جانب أيّ أحد، لأنه واقعياً، يجب أن يعرف الجميع أن تكلفة تحليق الطائرة الحربية للاحتلال الإسرائيلي هي 35000 دولار أميركي في الساعة، أي ما يقارب 500 دولار أميركي في الدقيقة الواحدة؛ فإذا كانت الطائرة آتية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، يعني أنها حلّقت مسافة لا تقلّ عن 400 كلم، استغرقت فيها نحو 16 دقيقة ذهاباً وإياباً. وبالنتيجة، تكون تكلفة تحليق كلّ طائرة لضرب مرفأ اللاذقية أكثر من 9000 دولار أميركي، أي ما يعادل مجموع رواتب 18 مقاتلاً في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي. وإذا اعتبرنا أن الطائرات انتقلت من البحر المتوسط الذي تستبيحه “إسرائيل”، فالتكلفة ستكون أقل طبعاً. لكن، في كلتا الحالتين، فإن استنزاف الطائرة واستهلاك الذخيرة، هما عملية مكلِفة، أو إذا اعتبرنا أن القصف تمّ بصواريخ مدفعية البوارج ؛ ففي جميع الأحوال، الحرب العسكرية مكلِفة جداً. وفي محصّلة ذلك، فإن العدو الإسرائيلي لا يعبث في الجو، لأن الجو مكلِف. وعندما يستهدف، يكون هدفه مهماً جداً بالنسبة إليه، ويعتقد هو أن هدفه يشكّل أثراً كبيراً في مسارات المنطقة، استحقّ هذه التكلفة، تماماً كمرفأ اللاذقية الذي نحن في صدده. لماذا؟ لأن هذا المرفأ هو الميناء البحري الأول في سوريا، وأحد أهم الفروع الرئيسة للحياة التجارية والاقتصادية في اللاذقية، وكل البلاد؛ ومن خلاله يتم الاستيراد والتصدير لمعظم حاجات البلاد غير النفطية، وإن سعته التخزينية مقدّرة بنحو 620 ألف حاوية؛ أي أنه عصب الحياة، ويذكّرنا مباشرة بمرفأ الحديدة في اليمن، وما يتعرّض له من حصار وتدمير، وبمرفأ بيروت الذي لا تزال أسباب انفجاره مخفيّة ومخبّأة، وممنوعة من الظهور. فاختيار المرفأ ليس عبثياً، لأن العدو واحد، يضرب هنا وهناك، يتآمر ويحاصر، مع فارق الجنسية واللغة والأدوات، لكن مع تشابه الفكر.

في هذا البحث نتناول موضوع القصف الإسرائيلي الأخير لمرفأ اللاذقية السوري، مع محاولة استكناه دلالاته التكتيكية والاستراتيجية.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا​

2022-01-31 09:56:07 | 419 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية