التصنيفات » دراسات

آخر مستجدات وآقع اللاجئين في قطاع غزة لعام 2009 - 2010




علاء محمد ابو دية زقوت 
2010-06-05
وآقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غـزة
ما بعد اللجوء والحصار والحرب
لعام (2009 – 2010 )
أ . علاء محمد محمد ابو دية زقوت

مقدمـة الدراسـة :
تعتمد هذه الدراسة على آخر إحصائيات لعام 2009م والخاصة بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين بقطاع غزة داخل وخارج المخيمات من حيث النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية ، مع إلقاء الضوء على اوضاعهم داخل المخيمات المتداعية للإفصاح عن واقعهم وخاصة بعد الحرب والحصار الذي زاد عن ألف يوم.
وعند الحديث عن سكان قطاع غزة يفترض أن نشير أن الأغلبية العظمى من السكان هم من اللاجئين لأنهم يشكلون ثلثي السكان وهذا ما يدفعنا للقول أن أمر الحصار والحرب الاخيرة هو موجة ضد اللاجئين وان هذه الممارسات تضاف إلى سلسلة الجرائم الموجهة ضد اللاجئين وقضيتهم في موقع لجوءهم قطاع غزة في الوقت الذي يواجهون فيه أصعب الظروف التي مرت  عليهم وعلى القضية الفلسطينية برمتها، من حيث الحصار والإغلاق والقتل والتشريد والتجويع ،فمن الواضح أن واقع اللاجئين يسير ضمن منحدر منظم ومدروس من قبل المخططين له والراعين لهذا الانحدار حتى وصل اللاجئ إلى واقع مزري بمعني الكلمة - بحيث أنه لم ينل حق العودة ولا حتى الحماية وقلصت الإغاثة إلى اكبر درجة ممكنه .
 الأمر الذي ينذر بكارثة محققة تضاف إلى الكوارث الكثيرة التي ألمت باللاجئين الفلسطينيين،وهذا ما يدفعنا دوما كباحثين لطرق هذا الموضوع وبقوة حتى تبقى قضية اللاجئين في حيز الضوء وحتى لا تنسى قضيتهم وظروف معيشتهم القاسية بين طيات الأحداث والأخبار المتزاحمة والمتراكمة لان قضيتهم تمثل لب القضية الفلسطينية فمن المفترض أن تبقى قضيتهم عنوان سابق لكل العناوين حتى ينالوا حق العودة بإذن الله  .
 ويمكن تقييم واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال عدة محاور رئيسية تمثل مقياس لظروف معيشتهم وفي ضوء طبيعة الخدمات المقدمة لهم ومدى كفايتها قياسا باحتياجاتهم المعيشية والتطورات المرتبطة بواقعهم الذي يزداد سوءا يوما بعد يوما وخاصة بعد الحصار والحرب على قطاع غزة .
أولا : الواقـع الديمجرافي ( السكاني والسكني )
إن قطاع غزة، وهو شريط بري ضيق على شاطئ البحر المتوسط، يحتضن أكثر من 1,5 مليون شخص. وتغطي غزة مساحة من الأرض تبلغ 360 كيلومتر مربع فقط وهي تعتبر واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم.
كما بلغ تعداد اللاجئين في القطاع 1.090.932 أي ثلاثة أرباع السكان وبلغت معدل الزيادة السنوية 3% وهي اعلى نسبة زيادة سكانية بين أوساط اللاجئين في مواقع شتاتهم علما أن 46% أي ما يقارب من نصف مليون لاجئ لازالوا قاطنين في المخيمات الثمانية ، وهم موزعين على النحو التالي مع تحديد عدد الأسر والأفراد والأطفال منهم :
 إجمالي عدد اللاجئين المسجلين داخل المخيمات حتي 30 أيلول 2009م
اسم المخيم عدد الأسر الأفراد الأطفال
جباليا ٢٠٤٠٠ ١٠٨١٣٤ ١٩٧١
الشاطئ ١٦٩٠٨ ٨٢٩٢٩ ١١٨٤
النصيرات ١٢٦٦١ ٦٣١٧٩ ١٢٣٩
دير البلح ٤٢٤٤ ٢٠٩٣٥ ٤٠٠
البريج ٦٨٠٠ ٣٢٠٥٩ ٧٢٣
المغازي ٥١٦٧ ٢٤٣٧٦ ٥٠٢
رفح ١٩٦٨٣ ٩٩٣٥١ ١٧٨٣
خان يونس ١٤٨٧٣ ٦٩٧٣٧ ١٤٨٩
المجموع ١٠٠٧٣٦ ٥٠٠٧٠٠ ٩٢٩١
يتضح من خلال الجدول السابق العديد من المعطيات أهمها:
أ : توصيـف المخيمـات
- مخيـم جباليـا : هو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة. والذي يقع إلى الشمال من غزة بالقرب من قرية تحمل ذات الإسم.
كما أن حوالي 108,134 لاجئ مسجل يعيشون في المخيم الذي يغطي مساحة من الأرض تبلغ فقط 1,4 كيلومتر مربع. ، وبذلك فهو مكتظ بالسكان بدرجة كبيرة، وهذا يعد أحد أهم الهموم الرئيسة للقاطنين فيه. وتأثر المخيم بشكل كبير بسبب الحصار المفروض على غزة من حيث الحظر المفروض على مواد البناء والتي تسببت في نقص المساكن.
- مخيـم رفح : وهو ثاني اكبر مخيم ويقع إلى الجنوب من غزة بالقرب من الحدود المصرية. وقد تأسس المخيم عام 1949.وفي ذلك الوقت، كان المخيم واحدا من أكثر المخيمات اكتظاظا بالسكان من بين المخيمات الثمانية في قطاع غزة.ومع مرور السنين، انتقل الآلاف من اللاجئين من المخيم إلى المشروع الإسكاني القريب في تل السلطان، الأمر الذي جعل المخيم لا يكاد يمكن تمييزه عن المدينة المحاذية له. وكان المخيم في الأصل ملاذا لما مجموعه 41,000 لاجئ فروا من الأعمال العدائية لحرب عام 1948، وهو اليوم مسكنا لحوالي 99,000 لاجئ. وتعد الكثافة السكانية العالية مشكلة رئيسية حيث يعيش اللاجئون في مساكن مكتظة في شوارع ضيقة للغاية.
- مخيـم الشاطئ : وهو المخيم الثالث والاهم من حيث الكثافة السكانية ويعرف مخيم الشاطئ أيضا باسم "الشاطي". ويقع المخيم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في مدينة غزة وإلى الشمال من رصيف الميناء في غزة. وفي البداية، استضاف مخيم الشاطئ 23,000 لاجئ من الذين فروا من اللد ويافا وبئر السبع والمناطق الأخرى في فلسطين. والمخيم اليوم يعد مسكنا لأكثر من 82,929 لاجئ يسكنون جميعهم في بقعة لا تزيد مساحتها عن 0,52 كيلومتر مربع فقط وتمتاز الشوارع والأزقة في المخيم بأنها ضيقة للغاية في أغلب الأحيان، وتعتبر المنطقة من بين أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم.
- المخيمات الوسطي : وهي المتبقية والواقعة في وسط القطاع هي ( دير البلح – والمغازي – والبريج –النصيرات ) فهي مخيمات صغيرة الحجم إلى حد ما من حيث المساحة - ويعتبر مخيم دير البلح من اصغر مخيمات القطاع -ولكنها أيضا ذات كثافة عالية جدا وتعاني كبقية المخيمات من الأزمة السكانية المتفاقمة
ب - الواقـع السـكني
منذ أن أنشأة تلك المخيمات عام 1948م في أعقاب الهجرة ولم يجري عليها أي هيكلة أو تخطيط ديمجرافي وسكني لا من قبل وكالة الغوث ولا على المستوى الحكومي كي يتناسب مع ظروف الزيادة السكانية المتراكمة ومع محدودية المساحة لتلك المخيمات فنجد أن اللاجئين يعانون ظروف معيشتها القاسية ومساكنها المكتظة والمنافية للظروف والمقاييس الصحية المناسبة فأصبحت تشكل كتلة بشريه وسكنية تفتقر لسبل المعيشة الصحية من حيث التهوية والمنافع العامة والشوارع الضيقة ومياه المجارير التي تعم الشوارع وخاصة مع فصل الشتاء والأسواق المختلطة والملتصقة بالمساكن وانعدام أماكن اللعب للأطفال والأرصفة الضيقة والتي تشكل في مجملها مخاطر حقيقة علي المستوي الصحي والنفسي للسكان اللاجئين وما زاد الأمر صعوبة وضيق الحرب الأخيرة على قطاع غزة التي كانت  الأكثر عدوانية والتي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في غزة في الفترة 27 كانون الأول ديسمبر2008م وحتي 17 كانون الثاني 2009م والتي أدت الي تدمير أو إتلاف ما يقرب من 60,000 مسكن .
هذا علاوة على التدمير الواسع النطاق في البنية التحتية والمؤسسات, فحسب تقديرات الانروا يقدر بأن ٩٤٠٠ مسكن في غزة بحاجة إلى إعادة بناء سوا ء بسبب تعرضها إلى تدمير أثناء العمليات العسكرية على مدى الأعوام التسعة الماضية أو بسبب تقييم وضعها على أنها غير صالحة للسكن لأسباب أخرى. يتضمن هذا الرقم ٦٧٠٠ منزل للاجئين، منها ٢٣٠٠ تم تدميرها أثناء عملية الرصاص المصبوب و ١٤٠٠ تعرضت للتدمير قبل عملية الرصاص المصبوب و ٣٠٠٠ منزل في المخيمات تعد آيلة للسقوط وغير صحية وتحتاج إلى إعادة بناء. هذا بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المساكن الأخرى التي تنتظر إجراء الإصلاحات.كما بلغ إجمالي عدد المباني المدمره في قطاع غزة في أعقاب الحرب ما يقرب من 20 ألف منزل وبسبب عدم توفر مواد البناء بسبب الحصار المستمر، لم يكن بالإمكان تنفيذ أية أعمال إعادة بناء منذ الحرب، مما يجبر الآلاف من الأسر المهجرة على العيش في أوضاع غير مستقرة والاعتماد على المعونات الإنسانية
ثانياً : الواقع الاقتصادي والمعيشي
لقد فرض الاحتلال حصار قيودا اقتصادية غير مسبوقة على مرور السكان والبضائع عبر حدود غزة منذ أن بسطت حماس سيطرتها على قطاع غزة في حزيران/يونيو ٢٠٠٧م . إذ ُ يمنع خروج الصادرات مع القليل جداً من الاستثناءات، ويُقيَّد دخول الواردات بشدة، بما يشمل السلع والمواد والمعدات الأساسية التي تلزم لبقاء القطاع التجاري في غزة على قيد الحياة وصيانة البنية التحتية العامة الأساسية وتقديم الخدمات الحيوية ،ففي أعقاب الإغلاق المفروض على معبر كارني - المعبر التجاري الرئيسي لغزة، انخفض متوسط عدد حمولات شحن البضائع الداخلة إلى غزة بشكل حاد. في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٨ ، لم يدخل إلى قطاع غزة سوى ٥٧٩ شحنة  ، كما انخفض خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة ٢٠٠٩ إلى ٢٧٠٠ شاحنة، أي أقل مما كان في الأشهر السابقة للحصار بخمس مرات، إذ كان عدد الحمولات الداخلة إلى غزة في تلك الفترة يبلغ في المتوسط ١٢٣٠٠ شاحنة في الشهر، كما يجري بشكل روتيني منع دخول المواد اللازمة للتدخلات الإنسانية والتنموية، مما يسبب تأخير وتعليق تنفيذ البرامج الحيوية. هذا إلى جانب التخفيض المنهجي منذ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٠٧ في إمدادات المحروقات الصناعية لمحطة الكهرباء في غزة وغاز الطهي والنفط والسولار، وذلك في أعقاب إعلان الاحتلال لغزة على أنها "أرض معادية". مما أدي ذلك إلى حدوث انقطاعات متكررة وواسعة النطاق في الكهرباء وإمدادات المياه الأساسية وخدمات الصرف الصحي. ومن ناحية أخرى،بقيت معابر غزة مغلقة أمام مرور المسافرين منذ أن بسطت حماس سيطرتها على غزة، مع وجود القليل من الاستثناءات التي تخص عدداً صغيراً من المرضى في أوضاع حرجة والطلبة ورجال الأعمال وآخرين. وقد بقيت الحدود مغلقة أثناء عملية الرصاص المصبوب، مما منع 1,4 مليون نسمة من سكان غزة من النزوح عن غزة هرباً من القصف المكثف. ولم يطرأ أي تخفيف ملموس على الحصار منذ انتهاء عملية الرصاص المصبوب، مما شكل إعاقة كبيرة لجهود الإنعاش وإعادة الإعمار، وحال دون إعادة بناء عدة آلاف من المنازل والبنية التحتية العامة الحيوية، وعمق الاعتماد على المعونات .
كما تسبب الحصار بانهيار القطاع التجاري الخاص الرسمي في غزة، ذلك لأنه موجه بشكل تقليدي نحو الصادرات ويعتمد إلى حد كبير على استيراد المواد الخام. وفي المقابل نشأ في ظل الحصار اقتصاد غير قانوني على شكل اقتصاد الأنفاق الممتدة تحت حدود غزة مع مصر والذي يشكل فائدة اقتصادية كبيرة لبضع مئات من الأشخاص على حساب الاقتصاد الكلي للفلسطينيين، إذ يتيح إمكانية توفير أنواع من البضائع التي ما كانت لتتوفر بطريقة أخرى، وإن كانت كثيراً ما تعرض بأسعار مضخمة للغاية.هذا علاوة على عدم الرقابة الكافية لمقاييس الجودة لتلك البضائع التي ترد عبر الأنفاق و لا يمكن بأي شكل اعتبار ذلك بديلاً حيوياً يغني عن البضائع الواردة من خلال المعابر التجارية والرقابة الرسمية وحسب المقاييس والاتفاقيات الدولية للبضائع الواردة .
 أما الخسائر الناجمة عن العدوان العسكري الهمجي الأخير ضد قطاع غزة فقد بلغت حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 1.9 مليار دولار .وبلغ عدد المنشآت الاقتصادية التي تضررت نتيجة العدوان وبناء على التقرير الأولي الصادر عن المجلس التنسيقي لمؤسسات القطاع الخاص في شهر فبراير من العام الحالي بأكثر من 700 منشأة اقتصادية حيث بلغ عدد المنشآت التي تضررت بشكل جزئي 432 منشأة والمنشات التي تضررت بشكل كلي 268 منشأه موزعة على مختلف القطاعات الاقتصادية ، ولقد افرز هذا الواقع الكارثي زيادة غير مسبوقة  لمعدلات البطالة وخاصة التي برزت بين الشباب ( 15 – 24 ) أعلى مما هي بين أية فئة أخرى لتصل إلى 47.5 بالمائة ، أي أعلى بما يقارب 50 بالمائة من معدلات البطالة الإجمالية، لا بل تواصل الارتفاع. وقد بلغت معدلات بطالة الشباب في غزة 63.5 بالمائة ، بالمقارنة مع ٣٩ بالمائة في الضفة الغربية.
كما تبرز نتائج مسح للفقر أجرته الأونروا مؤخراً مع نهاية عام 2009م حدوث انخفاض بارز في الأوضاع المعيشية ، إذ يقدر أن 325.000 لاجئ، أو ما يقارب ثلث اللاجئين المسجلين، يعيشون تحت خط الفقر المدقع وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية للغذاء، بالإضافة إلى أن  350.000 آخرين يعيشون الآن تحت خط الفقر الرسمي وبالتالي يفتقرون إلى بعض المتطلبات الأساسية لعيش حياة كريمة في الحدود الدنيا   كما أن 80 % من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر.و قدر معدل دخل الفرد 2 دولار يوميا في غزة وان قرابة مليون فلسطيني أصبحوا يعتمدون على مساعدات الإغاثة ، وهذا من شانه أن يشكل واقع في غاية الضيق لم تشهده الأراضي الفلسطينية من قبل .
ثالثا : الواقـع الصحي
 الصحـة العامـة
 لم يكن الواقع الصحي أحسن حالاً بل هو امتداد لواقع الحصار والحرب وتواصل لواقع اللاجئين المزري والمتراكم في الانحدار والتراجع ، وانطلاقا من حرب 27 كانون الأول ديسمبر2008م علي قطاع غزة فقد استشهد ما يزيد عن 1450 شهيد ومن بينهم 450 طفل وإصابة أكثر من 5200 شخص كما تسبب الحصار إلى وفاة 500 ضحية إما بسبب نقص الدواء أو لعدم تمكنهم من السفر للعلاج في الخارج خلال ما يزيد عن ألف يوم من الحصار (بمعدل سقوط ضحية في كل يومين من أيام الحصار).. هذا علاوة على الآثار الكبيرة للحصار على المستوى الطبي والعلاجي ومنها على سبيل الذكر :  نفاد 88 صنفاً من الأدوية المهمة، وفي مقدمتها أدوية الأمراض النفسية، ومرضى الدم، وعلاج الكبد الوبائي، وحليب تخصصي للأطفال. بالإضافة إلي النقص في المستهلكات والمهمات الطبية بلغ 120 صنفًا، منها مهمات القسطرة التشخيصية، والقسطرة العلاجية، ومستلزمات العلاج الكيماوي، وخيوط جراحية ،
 وبالمجمل فقد تأثر الواقع الصحي للاجئين في القطاع فحسب سجلات وأرقام الانروا في مجال الصحة العلاجية للاجئين اتضح أن مجموع زيارات المرضى اللاجئين في قطاع غزة لعام 2009م للمراكز الصحية الغوثية بلغت 2.121.449 أي ما يعادل ضعف عدد السكان اللاجئين، هذا خلاف للزيارات المرضية للمراكز الحكومية ومما يثير القلق بهذا الشأن  قلة عدد المراكز الصحية الغوثية الرئيسية والتي لم تتجاوز 20 مركز بالإضافة لبعض المراكز التخصصية والمختبرات كما أن إجمالي عدد موظفي الصحة العاملين في المراكز الغوثية لم يتجاوز 1268 موظف فهذا من شانه أن يؤثر على تقديم خدمات مميزة وكافية لهذه الزيارات المرضية الضخمة من اللاجئين بهذه الإمكانيات والأعداد المتواضعة من الموظفين
فرغم ما يقدم من الخدمات الصحية الغوثية للاجئين ، إلا أن تلك المراكز الصحية كانت ولا تزال تحتاج إلى المزيد من التحسينات بغرض توسيع طاقة استيعابها ورفع مستوى معداتها وتطوير مهارات موظفيها وحتى لو ُأدخلت تلك التحسينات، تبقى هناك حاجة ملحة إلى إنشاء مستشفى مجهز بالأسرة للتخفيف عن اللاجئين معاناة العلاج الغير المجاني ، مع وجود نقص كبير في طواقم الأطباء والممرضين والأسرة والتي بلغت أدنى معدل لها حسب المقاييس الصحية العالمية، وكانت النتيجة الفعلية هو واقع صحي مؤلم عانى منه اللاجئون من حيث انتشار الأمراض .
الصحـة البيئيـة
يعتبر الواقع البيئي هو الأشد صعوبة والأكثر خطورة على صحة كل كائن حي يعيش في قطاع غزة وخاصة بعد الحرب الاخيرة على غزة فلقد كشفت دراسة أجراها باحثون إيطاليون عن استخدام إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة مطلع العام الماضي أسلحة محرمة دوليًاً تحوي مواد سامة ومسرطنة، وعلى رأسها اليورانيوم المنضب، وذلك من خلال إجراء عينات على جثامين عدد من الشهداء الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي ومواطنين فلسطينيين بعد انتهاء العدوان. وأجرى الدراسة ثلاثة باحثون، هم: ماريو باربيري (جامعة روما) وباولا ماندوكا (جامعة جيناوا)، وماوريزيو باربيري (جامعة لاسابيانسا)، بالتعاون مع مؤسسة جزيلا الإيطالية وشملت الحصول على 18 عينة من 15 شهيدًا وجريحًا من ضحايا العدوان على غزة، بالإضافة إلى عينات من شعر 95 فلسطينيًا غالبيتهم من الأطفال وبينهم 7 نساء حوامل في مرحلة ما بعد انتهاء العدوان.
وأثبتت نتائج الدراسة وجود 30 عنصرًا سامًا ثقيلاً، من أبرزها اليورانيوم بنسب أعلى بكثير من معدلاتها الطبيعية في أجساد المفحوصين، إضافة إلى مواد أخرى مسببة للسرطان مثل الأرزنك والكادميوم والزئبق والكروم والنيكل، والكوبات والفانيديم والنحاس والنيكل، علاوة على مواد تؤدي إلى تسمم الأجنة والجينات وتشوه في نمو الأجنة، مثل: الألومونيوم والزئبق والماغنسيوم اليورانيوم والكرومو الكادميوم والفانيديم والأرزنك والكوبالت والليثيوم والزنك والنحاس.
واكتشف الباحثون من خلال فحص العينات، وجود معادن تؤثر على الهرمونات الجنسية وتؤدي إلى الإصابة بالعقم للرجال والنساء وتؤثر على الخصوبة والقدرة على الإنجاب، ومن بينها اليورانيوم والألومونيوم والباريوم والأرزنك والكادميوم والكروم والكوبالت والنحاس والرصاص والزئبق والنيكل والفانيديوم والقصدير.
كما تعرضت الجهود الرامية إلى تحسين البنية التحتية البيئية المتآكلة في غزة إلى التقييد بسبب الحصار، مما أدى إلى انخفاض كفاءة عمليات إنتاج المياه وتوزيعها والتخلص من النفايات الصلبة وتراجع قدرة السكان على الوصول إلى المياه المأمونة والكافية  وخدمات الصرف الصحي بحيث يجري ضخ ما يتراوح بين  ٥٠- 80 مليون لتر من مياه المجاري غير المعالجة أو المعالجة جزئياً في البحر المجاور لغزة كل يوم، مما يرفع من مستوى المخاطر البيئية والصحية. وبعد عشرة أشهر من نهاية الحرب، لا يزال حوالي ١٠ آلاف شخص في شمال غزة يفتقرون إلى المياه الجارية بسبب نقص المواد اللازمة لأعمال الصيانة والإصلاح، فيما أن بقية السكان يحصلون على إمدادات المياه بشكل متقطع
 ومن جهة آخرى وفيما هو مرتبط بصحة اللاجئين من حيث الصحة البيئية وخاصة المخيمات فلا تزال 16% من مساكن اللاجئين في مخيمات قطاع غزة غير متصلة بمرافق الصرف الصحي علما أن هذه النسبة لم تتغير منذ سنوات بسبب عدم معالجة الأمر من قبل الانروا بالقطاع مما شكل هذا الأمر مخاطر حقيقية والناجمة عن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف ومياه المجارير وخاصة بعد الحصار وصعوبة معالجة مياه الصرف الصحي . كما أن 90% من مياه القطاع غير صالحة للشرب بسبب التلوث بالمبيدات ومياه المجارير وعدم معالجتها بالشكل الكافي
هذا بالإضافة إلي تلوث كافة أجواء القطاع بسبب الادخنه المنبعثة من مولدات الكهرباء المنتشرة في شوارع القطاع  لتشكل ظاهرة جديدة تضاف للظواهر السلبية في حياة سكان القطاع وقد بدت هذه الظاهرة للتعويض عن الانقطاع المتكرر والمستمر في بعض الأحيان للكهرباء عن السكان بسبب نقص الوقود الكافي لتشغيل محطة الكهرباء أو لحاجتها للصيانة مع عدم توفر الإمكانيات بسبب الحصار بحيث أن محطة توليد الكهرباء تعمل بقدرة 60% بسبب تعرض معداتها لقصف إسرائيلي وعدم السماح بدخول بديل، إضافة لتقليص كميات الوقود اللازم لتشغيلها . ، بحيث أشارت أخر بيانات  مشروع "متابعة أداء المعابر" (نشر في 3- ابريل 2010م ) والذي ينفذه مركز التجارة الفلسطيني "بال تريد" بتمويل من البنك الدولي إلى أن كمية السولار الصناعي الواردة لمحطة كهرباء غزة انخفضت بنسبة 12% خلال الشهر الماضي مقارنة مع الكمية الواردة خلال الشهر الذي سبقه.وأشارت البيانات انه بلغ إجمالي الكمية5.7مليون لتر من السولار مقارنة مع 6.3 مليون لتر، علماً بأن العجز في كمية السولار اللازم لتشغيل المحطة وفقاً لقدرتها الإنتاجية يصل إلى نحو40%. وأن نسبة العجز في كمية غاز الطهي الواردة إلى قطاع غزة تقدر بنحو 35% ، وهذا يدعوا السكان للبحث عن بدائل حتى لو كانت اقل امن وأكثر خطورة على صحتهم العامة وعلى  البيئة بشكل عام
الصحـة الغذائيـة
 وفيما هو مرتبط بالصحة الغذائية وهي فعلا مثار قلق حقيقي لمجمل سكان قطاع غزة وخصوصا إذا ما اشرنا إلى أن ٦٠٫٥ بالمائة من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويفتقرون إلى القدرة الكافية للوصول إلى الغذاء الآمن والمغذي والصحي كما أن ما يزيد عن 50% من أطفال قطاع غزة يعانون من أمراض فقر دم وسوء التغذية، وخاصة من يقطنون في المخيمات والمناطق الحدودية  وأظهر التقرير السنوي أن نسبة الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن بلغت نحو 2.9% في الأراضي الفلسطينية وفق آخر مسح لصحة الأسرة تم تنفيذه من قبل الجهاز وعلى مستوى المحافظة كانت محافظات شمال غزة ودير البلح وغزة في قطاع غزة هي الأعلى (3.7% و3.5% و2.4%) على التوالي، مقارنة بباقي المحافظات.
الصحـة النفسيـة
تراكمت  التأثيرات العميقة على الصحة النفسية لسكان غزة، والذين كانوا في الأصل يعانون من آثار الحصار الممتد. وقد أبرزت التقييمات التي أجريت في أعقاب الحرب عدداً من المشكلات النفسية-الاجتماعية، بما في ذلك الخوف والاكتئاب في أوساط البالغين والأرق والتبول اللاإرادي في أوساط الأطفال. فقد تبين في مسح أجراه برنامج غزة للصحة النفسية المجتمعية بعد الحرب مباشرة أن الغالبية العظمى من الأطفال قد تعرضوا لأحداث صادمة يمكنها أن تسبب أذىً بالغاً لصحتهم النفسية. فمنهم من شهد تدمير المنازل، أو تعرض لاحتجاز قسري من جانب الجنود الإسرائيليين، أو علق في بيته أثناء القصف ، كل ذلك مع تعثر معظم المشاريع والبرامج سواء الدولية أو المحلية  الهادفة للتخفيف عن الأثر النفسي للحرب وخاصة عند شريحة الأطفال أو حتى النساء والبالغين ، وعندما نتكلم عن الأطفال لابد أن نذكر 22 ألف يتيم بغزة حرموا من اللعب واللهو واجبروا أن يكونوا أيتاما وهم في أشهرهم الأولى , فقدوا كلمة "أبي و أمي" , وأصبحوا يعانون من الكبت والحرمان الذي أصبح صديقا حميما لهم في غزة فيما أضيف إليهم ألف وخمسمائة يتيم بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع  .
الواقـع التعليمي
 تشهد المستويات التعليمية في قطاع غزة انحدارا متواصلا.وذلك بسبب الواقع الاقتصادي والحصار المفروض بالإضافة للواقع النفسي والذي خلفته الحرب ومشاهد الدمار والعنف والتي حفرت في ذاكرة الطلاب والمعلمين ، فلا ينسى كيف تحولت المدارس والمؤسسات التعليمية إلى مواقع لجوء للأهالي بعدما دمرت منازلهم أثناء الحرب ، وعند الحديث عن واقع تعليم اللاجئين يجب التعرف على أهم المعيقات لتطور تعليم اللاجئين في قطاع غزة وهي على النحو التالي :
العوامل المؤثـرة على تطور تعليم اللاجئيـن
اولاً : ممارسـات الاحتلال
ومن الواضح أن سلطات الاحتلال تستهدف دوما عرقلة تطوير التعليم من الناحية الكمية والنوعية والمهنية لإبقاء سكان القطاع على هيئة مجموعة من العمال الغير المهرة بغية تشجيع الشباب على مغادرة البلاد كخطوة من سلسلة خطوات تتبعها السلطات لتفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، بالإضافة إلى الحد من النمو الفكري بين أبناء المجتمع والتي من شانها أن تؤدي إلى ازدياد الشعور بالهوية الوطنية والانتماء والتماسك الاجتماعي والى التصدي للاحتلال ومناهضته ، فقد بدأ العام الدراسي 2009م والاحتلال يواصل منع دخول اللوازم الحيوية والمواد الأساسية لقطاع التعليم وتقييد وصول الطلبة الفلسطينيين إلى التعليم العالي خارج غزة. وقد ساهم ذلك في إحداث انخفاض ملحوظ في الأداء الأكاديمي بين طلبة غزة البالغ عددهم ٤٤٠ ألف طالب وطالبة، كما امتدت القيود لتشمل الورق اللازم لطباعة الكتب المدرسية والأخشاب اللازمة للمقاعد، ورزم المواد التعليمية الأساسية، وكذلك أجهزة الحاسوب وأجهزة بريل. وهذا ما كان له تأثيرات بالغة على جودة الخدمات التعليمية المقدمة.
كما تسبب الاحتلال من خلال ممارساته من خلق بيئة تتميز بالفقر والعنف ولا تساعد بأي شكل من الأشكال على التحصيل الدراسي، فالحصار ثم الحرب مع استمرار الحصار والبطالة المتفاقمة والواقع الاقتصادي والمعيشي والصحي والنفسي المتردي والذي اثر ولازال يؤثر على مستوى وعقول الطلاب بدل التركيز بواقعهم التعليمي.                                                  .
ثانياً : الكثافـة الصفيـة
 فلا تزال مشكلة الكثافة الصفية وخصوصا مع نقص التمويل لتوفير مدرسين ومنشآت إضافية، علاوة على الحصار المستمر، فإن حوالي 90% من مدارس الأونروا البالغ عددها 221 مدرسة ابتدائية وإعدادية ومعظمها تعمل بنظام الفترتين، الأمر الذي يجعل الطلاب يحصلون على تعليم مختصر فيما بلغ عدد الطلاب للعام الدراسي 2009م ما يقرب من(  198,860) تلميذ ومنهم 48% إناث. كما بلغ متوسط عدد الطلاب في الصف الواحد في مدارس وكالة الغوث وخاصة الإناث قرابة40 إلي 42 طالب كل ذلك شكل عائق كبير أمام تطور تعليم اللاجئين وخصوصا مع الزيادة في عدد الطلاب ومحدودية عدد المدارس، وهذا الأمر يستدعي بناء العشرات، إن لم يكن المئات من المدارس، التي يمكن لها أن تساعد أيضا على حل مشكلة البطالة في صفوف خريجي الجامعات من اللاجئين
ثالثاً : عدم توافق وتجانس الواقع الإداري
من خلال الاطلاع على الواقع التعليمي والسياسات المتبعة سواء في المدارس الحكومية أو الغوثية يتضح وجود سياستان متباينتان مما افرز واقع من عدم التكيف والرضى عن سياسة القائمين والمنفذين لتلك السياسات الادارية وبدى هذا الأمر أكثر وضوحا في القرارات والأوامر والخطة المتبعة الغير موحدة في كل من جهاز التعليم الحكومي والغوثي والتي تختص بالطالب والمعلم وذلك مثل احتساب مواد وإلغاءها ومن قرار عدم الضرب وامتحانات التفوق أو التميز ، في مقابل إضعاف موقف المعلمين وتعريضهم للمسائلة لأهون الأسباب في المدارس الغوثية وغيرها من القرارات التي هي مخالفة وغير مطبقة في المدارس الحكومية بنفس المنطقة لينتهي الأمر بواقع غير متجانس في التعبير عن سياسة  التعليم لبناء جيل موحد في بلد واحد وخصوصا أن من اللاجئين هم طلاب ضمن المدارس الحكومية في نفس المنطقة التعليمية  .
رابعاً : المنـاهـج والخطة المتبعة
ويجمع الكثير من المعلمين والمعلمات على أن المشكلة تتفاقم وأن الوضع يزداد سوءا على صعيد تدهور المسيرة التعليمية في مختلف جوانبها ويعزون ذلك إلى عدم مطابقة تنفيذ الخطة التي أقرتها الوكالة على الواقع في هذه الظروف الصعبة ويوضح بعض المعلمين بقولهم (أننا نعمل كل ما بوسعنا من أجل تعليم الطلاب ولكننا نصطدم في كثير من الأحيان بضخامة المعلومات في المنهاج ونقص الحصص الدراسية المخصصة وليس أدل على ذلك مادتي اللغة الانجليزية والمواد الاجتماعية ناهيك أيضا عن التزامنا بالخطة التعليمية في إنهائها في وقت زمني محدد وهذا يجبرنا على الإسراع فيها دون أي اعتبا ر للطلاب سواء (ان فهموا أم لا ) كما قال البعض منهم ( ان المنهج قوي جدا ويتناسب مع التطور في العلم لكنه في نفس الوقت يحتاج إلى ظروف مناسبة وإمكانيات كبيرة موضحا أن الخطة التعليمية راعت مواد على حساب مواد أخرى ليس أقل منها أهمية وضرب مثالا على ذلك مادتي اللغة الانجليزية والمواد الاجتماعية وأضاف أن الذي زاد الطين بلة نوعية الأسئلة وعدم تناسبها مع الفروق الفردية للطلبة وقال بنوع من المرارة أنظر إلى نتائج الفصل السابق مخزية وهذا يؤكد ويدعم ما نطالب به من اعادة صياغة الخطة وتخفيف المواد الدراسية في المناهج ).
  وقد دعا جون كبنج المدير العام لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين 'الانروا'، كافة فئات المجتمع لتقديم المساعدة من أجل الرقي بمستوى التعليم في قطاع غزة موضحا أن التعليم في القطاع بحاجة إلى مساعدة الجميع من أجل الرقي به وتحسينه مؤكدا أن نتائج امتحانات الفصل الأول للعام الدراسي 2008م سيئة وصعبة للغاية وتعبر عن الفشل الدراسي لدى الطلبة .وكشف جينج، أن 60% من الطلبة نجحوا في امتحان اللغة العربية في كافة المدارس في محافظات القطاع، فيما نجح 43% من الطلبة في امتحان الرياضيات، وفي مادة العلوم نجح منهم 41% فقط، بينما نجح منهم 33%  في مادة اللغةالانجليزيةفقط
ومن أجل معالجة ذلك، تحاول الانروا إعطاء الطلاب مساعدة إضافية من خلال مشروع مدارس التميز، ويشمل ذلك:
- وجبات غذائية
- برامج تعليمية صيفية
- حصص إضافية في الموضوعات الصعبة
- مواد مساندة بهدف تبسيط المنهاج
ومع كل ذلك تبقى المشكلة في غاية الصعوبة والتعقيد لان لها أبعاد تراكمية وعميقة ولارتباطها بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والبيئة المحلية
وتبقي الضرورة ملحة لتحسين واقع تعليم اللاجئين وخاصة في المخيمات الثمانية الموجودة في القطاع وإيجاد خطط ومشاريع أكثر موضوعية وواقعية وان تأخذ بالاعتبار مشاركة البيئة المحلية والأهلية لإزالة معيقات تطوير واقع تعليم اللاجئين 
 
 
 

النتائـج والتوصيـات :
 من منطلق أن الأغلبية العظمي لسكان قطاع غزة هم من اللاجئين لأنهم يشكلون ثلثي السكان وهذا ما يدفعنا لتاكيد أن أمر الحصار والحرب الاخيره هو موجة ضد اللاجئين وان هذه الممارسات تضاف إلي سلسلة الجرائم الموجهة ضد اللاجئين وقضيتهم في موقع لجوءهم قطاع غزة لذلك يجب التأكيد علي المحاور التالية كأهم نتائج للدراسة
المحور الديمجرافي
 يعيش اللاجئون في ثمانية مخيمات - تقل مساحتها الإجمالية عن ستة كيلومترات مربع ،ترتبط  بظروف معيشية غير طبيعية قاسية و مزرية وكثافة سكانية وسكنية عالية جداً ، مما أدت إلي تفاقم المشاكل الاقتصادية والصحية والتعليمية ، مع انعدام أي هيكلة أو مشاريع هادفة لحل تلك الكثافة المتراكمة   .
- كما بلغ تعداد اللاجئين في القطاع 1.090.932 أي ثلاثة أرباع السكان وبلغت معدل الزيادة السنوية 3% وهي اعلى نسبة زيادة بين أوساط اللاجئين في مواقع لجوءهم علما أن 46% لازالوا يقطنون في المخيمات بظروف سكنية متداعية
- يقدر بأن  ٦٧٠٠ منزل للاجئين في غزة بحاجة إلى إعادة بناء بسبب العمليات العسكرية ، منها ٢٣٠٠ تم تدميرها أثناء الحرب الاخيره و ١٤٠٠ تعرضت للتدمير قبل عملية الرصاص المصبوب و ٣٠٠٠ منزل في المخيمات تعد آيلة للسقوط وغير صحية وتحتاج إلى إعادة بناء اد لم يتم الى الآن أي اعمار بسبب الحصار المستمر ، فالواقع السكني والديمجرافي هو الأسوأ حالا بسبب الحصار والحرب 
المحور الاقتصادي
- انخفض متوسط عدد حمولات شحن البضائع الداخلة إلى غزة بشكل حاد. في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٨ ، حيث  لم يدخل إلى قطاع غزة سوى ٥٧٩ شحنة
- وبلغت الخسائر بسبب الحرب حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 1.9 مليار دولار .
- وبلغ عدد المنشآت الاقتصادية التي تضررت نتيجة العدوان بأكثر من 700 منشأه اقتصادية و بلغ عدد المنشآت التي تضررت بشكل جزئي 432 منشأه والمنشات التي تضررت بشكل كلي 268 منشأة موزعة على مختلف القطاعات الاقتصادية
- بلغت معدلات البطالة وخاصة التي برزت بين الشباب ( 15 – 24 ) أعلى مما هي بين أية فئة أخرى لتصل إلى 47.5 بالمائة، وقد بلغت معدلات بطالة الشباب في غزة 63.5 بالمائة ، بالمقارنة مع ٣٩ بالمائة في الضفة الغربية.
- كما تبرز نتائج مسح للفقر أجرته الأونروا مؤخراً مع نهاية عام 2009م حدوث انخفاض بارز في الأوضاع المعيشية ، إذ يقدر أن 325.000 لاجئ، أو ما يقارب ثلث اللاجئين المسجلين، يعيشون تحت خط الفقر المدقع وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية للغذاء، بالإضافة إلى أن 350.000 آخرين يعيشون الآن تحت خط الفقر الرسمي وبالتالي يفتقرون إلى بعض المتطلبات الأساسية لعيش حياة كريمة في الحدود الدنيا
- كما أن 80 % من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر.و قدر معدل دخل الفرد 2 دولار يوميا في غزة وان قرابة مليون فلسطيني أصبحوا يعتمدون على المساعدات الإغاثة ، كل ذلك مع تعثرلأي محاولات إصلاح الواقع الاقتصادي أو حتي رفع مستوى المعيشي للاجئ الفلسطيني بسبب الحصار
الصعيد الصحي
- اتضح أن مجموع زيارات المرضى اللاجئين في قطاع غزة لعام 2009م للمراكز الصحية الغوثية بلغت 2.121.449 أي ما يعادل ضعف عدد السكان اللاجئين، هذا خلاف لزيارات المرضية للمراكز الحكومية ومما يثير القلق بهذا الشأن وهو كثرت المؤشرات المرضية مع قلة عدد المراكز الصحية الغوثية الرئيسية
- كما تسبب الحصار إلى وفاة 500 ضحية إما بسبب نقص الدواء أو لعدم تمكنهم من السفر للعلاج في الخارج خلال ما يزيد عن ألف يوم من الحصار (بمعدل سقوط ضحية في كل يومين من أيام الحصار)
- نفاد 88 صنفاً من الأدوية المهمة، وفي مقدمتها أدوية الأمراض النفسية، ومرضى الدم، وعلاج الكبد الوبائي، وحليب تخصصي للأطفال. بالإضافة إلى النقص في المستهلكات والمهمات الطبية بلغ 120 صنفًا.
- استخدام إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة مطلع العام الماضي لأسلحة محرمة دوليًاً تحوي مواد سامة ومسرطنة، وعلى رأسها اليورانيوم المنضب، وذلك من خلال إجراء عينات وأثبتت نتائج الدراسة وجود 30 عنصرًا سامًا ثقيلاً، واكتشف وجود معادن تؤثر على الهرمونات الجنسية وتؤدي إلى الإصابة العقم للرجال والنساء وتؤثر على الخصوبة والقدرة على الإنجاب، ومن بينها اليورانيوم والألومونيوم والباريوم والأرزنك والكادميوم والكروم والكوبالت والنحاس والرصاص والزئبق والنيكل والفانيديوم والقصدير
- من حيث الصحة البيئية وخاصة المخيمات فلا تزال 16% من مساكن اللاجئين في مخيمات قطاع غزة غير متصلة بمرافق الصرف الصحي
- كما أن 90% من مياه القطاع غير صالحة للشرب بسبب التلوث بالمبيدات ومياه المجارير وعدم معالجتها بالشكل الكافي
- يجري ضخ ما يتراوح بين  ٥٠- 80 مليون لتر من مياه المجاري غير المعالجة أو المعالجة جزئياً في البحر المجاور لغزة كل يوم، مما يرفع من مستوى المخاطر البيئية والصحية.
- بعد عشرة أشهر من نهاية الحرب، لا يزال حوالي ١٠ آلاف شخص في شمال غزة يفتقرون إلى المياه الجارية بسبب نقص المواد اللازمة لأعمال الصيانة والإصلاح
- ان كمية السولار الصناعي الواردة لمحطة كهرباء غزة انخفضت بنسبة 12% خلال الشهر الماضي. وأن نسبة العجز في كمية غاز الطهي الواردة إلى قطاع غزة تقدر بنحو 35%
- ان ٦٠٫٥ بالمائة من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويفتقرون إلى القدرة الكافية للوصول إلى الغذاء الآمن والمغذي والصحي
- كما أن ما يزيد عن 50% من أطفال قطاع غزة يعانون من أمراض فقر دم وسوء التغذية
- وأظهر التقرير السنوي أن نسبة الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن بلغت نحو 2.9%
المحور التعليمي
 تأثر الواقع التعليمي من سياسة الحصار من حيث يمنع دخول اللوازم الحيوية والمواد الأساسية لقطاع التعليم وتقييد وصول الطلبة الفلسطينيين إلى التعليم العالي خارج غزة ورغم ذلك فقد شهد الواقع التعليمي تقدم ملموس بسب الجهود التي بذلت من قبل وكالة الغوث والقائمين على قطاع التعليم رغم الصعوبات التي لاتزال قائمه أمام تطوير تعليم اللاجئين والتي منها :
- مشكلة الكثافة الصفية وخصوصا مع نقص التمويل لتوفير مدرسين ومنشآت إضافية، فإن حوالي 90% من مدارس الأونروا البالغ عددها 221 مدرسة ابتدائية وإعدادية ومعظمها تعمل بنظام الفترتين
- المناهج والسياسة المتبعة وتباين السياسات بين كل من المدارس الغوثية والحكومية تشكل بمجملها عائق حقيقي وحالة من الإرباك في وجه أي خطة صادقة وهادفة لتطوير واقع تعليم اللاجئين في الوقت الحالي على الأقل وفي ظل الحصار والظروف النفسية والاقتصادية التي يعاني منها الطلاب واهالي الطلاب .
تـوصيـــة و نداء ....
 من خلال الدراسة والنتائج اتضح وآقع اللاجئين في قطاع غزة جليا.....
 وعلية أتوجه لكل فرد أو مسئول مؤسسة خاصة أو حكومية محلية أو دولية واخص بالنداء للمؤسسات الحكومية والدولية الراعية لشئون اللاجئين  ... بالقول : أن هناك في قطاع غزة إنسان إسمه لاجئ فلسطيني فقد أرضة ووطنه ولحين عودته, من حقه أن يعيش ضمن مستويات معيشة أي إنسان بالعالم من حيث العوامل الأساسية المناسبة لمعيشة الإنسان وهي : السكن الكريم ، والعلاج والكهرباء والماء النقي والغذاء الآمن والبيئة المناسبة والأمن على حياته وغذائه وصحة أطفالهم ومستقبلهم التعليمي والجامعي والمهني ، حتي تكون بديل عن : المساكن المتداعية والأزقة المزدحمة والغير صحية والأجواء الملوثة بأبخرة مولدات الكهرباء والشواطئ الملوثة بمياه المجارير ومياه الشرب الغير صالحة للاستخدام الآدمي ولا حتي للزراعة والغذاء الغير آمن صحيًا واقتصادياً والأمراض المختلفة والسرطانية منها والتي أصبحت تشكل هاجس و قلق نفسي بسبب انتشارها مع قلة الأدوية وسبل العلاج والجامعات الغير مجانية والباهظة الرسوم والتكاليف، في وقت ارتفعت فيه معدلات البطالة والفقر لأعلي مستوياتها ما بعد الحرب واستمرار الحصار والإغلاق
  فنحن أمام وآقع في غاية الألم ويحتاج من الجميع تكثيف الجهود ووضع الخطط التنموية وتنفيذ هيكليات عمرانية ،ووضع سياسات دعم حقيقية ، ولا أقولها للارتقاء بواقعهم بل أقولها لانقاظ وآقعهم وانتشاله من الهاوية علي الأقل .
فيجب ألا يترك سبيل للإحتلال لافتعال الظروف المناسبة للإجهاز علي اللاجئ ومحو قضيته بإنهاء حياته ووجوده كانسان أو إرغامه على الرحيل وطمس هويته كلاجئ ،لأنه الوحيد الشاهد على قضيته ووجوده يمثل رمزاً للمطالبة بعودته لأرضه بإذن الله.
 
 
  مصـادر ومراجـع الدراسـة
1 -  إحصائيات وأرقام خاصة باللاجئين الفلسطينيين حتى تاريخ 30 حزيران / يونيه 2009  مكتب الإعلام، ، أيول/ سبتمبر 2009رئاسة الأونروا ،غزة .
2- إعداد الباحث بناء على معطيات واراشيف وكالة الغوث (الانروا ) لأعداد اللاجئين المسجلين في مخيمات قطاع غزة لعام 2009م ، الانروا مكتب التسجيل والاستحقاق ، غزة
3- علاء محمد أبو دية توصيف مخيمات القطاع ، رسالة ماجستير غير منشورة بعنوان : أوضاع اللاجئين في  قطاع غزة ، 2007 ، ج .م .ع ، القاهرة . .
4-  النداء الطارئ 2010م الانروا مكتب الإعلام القدس فلسطين ، . .
5- مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قاعدة بيانات معابر قطاع غزة ، و نشرة )العدد ٣١ ،
 تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٨.
6  النداء الطارئ 2010 ، المرجع سابق، .
7- الجهاز المركزي للإحصاء –النشرة الإحصائية الاقتصادية – الصادرة بتاريخ 9/7/2009.
 -8المراقب الاقتصادي الاجتماعي – العدد16 – آذار 2009 –.
9- النداء الطارئ  ، مرجع سابق ، .
10-  اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ،دراسات وأبحاث ،( ألف يوم علي الحصار ) ،منشورة بتاريخ  24 – 3 – 2010م غزة ، فلسطين 
11- اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ،  دراسات وأبحاث ،  ( ألف يوم علي الحصار )
12-Mr. Alaa M. abo daya  Zaqout،  Division Of Refugees Affairs Present study of The Conditions Of Palestinian refugees In Gaza Strip Between suffering and the reality of the asylum  (Economic - social - health – education – August- Palestinian refugees In Gaza Strip -2009 –p11-12.
13- اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ،  دراسات وأبحاث ، تقرير عن :  أجسام مواطني غزة "مسرطنة" جراء يورانيوم الحرب ، نشرت في تاريخ 2010/3/31 .
14- النداء الطارئ  ، مرجع سابق .
15- إحصائيات وأرقام خاصة باللاجئين الفلسطينيين حتى تاريخ 30 حزيران / يونيه 2009  مكتب الإعلام، ، أيول/ سبتمبر 2009رئاسة الأونروا ،غزة
16-  اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ،دراسات وأبحاث ، ( ألف يوم علي الحصار ) ،منشورة بتاريخ  24 – 3 – 2010م غزة ، فلسطين
17- بيانات  مشروع "متابعة أداء المعابر" بيان بعنوان :محطة توليد الكهرباء في غزة تعاني عجزا في السولار يصل إلى 40% ،وكالة معا للأخبار ،نشر) 03/04/2010 الساعة: ،  للمزيد :
http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?I
18- النداء الطارئ  ، مرجع سابق .
19-  دراسات وأبحاث ، دراسة بعنوان (3.7 % من الأطفال الفلسطينيين عمال  عام 2009) 2010/4/5 اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار
20-  Death anxiety, PTSD, Trauma, grief, and mental health of Palestinians victims of War on Gaza, GCMHP, available at:
www.gcmhp.net
21- وكالة  22 ألف يتيم : اليتامى في غزة يرسمون أحلامهم دون قيود ، وكالة معا للأخبار ، 03/04/2010 ،الساعة 21:16 .
22- علاء محمد أبو دية ، رسالة ماجستير غير منشورة بعنوان :(الفصل التعليمي ) أوضاع اللاجئين في  قطاع غزة ، 2007 ، ج .م .ع ، القاهرة .
23- النداء الطارئ  ، مرجع سابق . .
24- إحصائيات وأرقام الانروا ، نشرة خاصة بوصف مخيمات القطاع  ، المكتب الإعلامي   قطاع غزة ، 2009م .
25- عبد الهادي مسلم ، مقالات وآراء حرة ، نقلاً عن أقوال وآراء معلمين ومعلمات مدارس وكالة الغوث في قطاع غزة  ، بتاريخ 04-04-2008 فلسطين ، غزة.


ملاحظــة :
 حقوق توثيق الدراسة ضمن المنهج العلمي محفوظة لدي الباحث
انتهـت الدراســة                                
إعـــداد 
أ . علاء محمد محمد ابو دية زقوت
ماجستير في شئون وأوضاع اللاجئين
الفلسطينيين  في قطـاع غزة
عن اجراس العودة -
  

2010-06-08 10:26:12 | 2087 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية