التصنيفات » دراسات

التحديات الأمنية التي تواجه الإمبراطورية الإسرائيلية في القرن الحادي والعشرين



 

نشر معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب الإسرائيلية تقريراً مفصلاً لواقع المؤتمر الإسرائيلي الذي حمل عنوان «الرؤية والواقع في الشرق الأوسط: التحديات الأمنية في القرن الحادي والعشرين»، وقد أشرف على تحرير تقرير المؤتمر الجنرالان الإستراتيجيان مائير إيلران ويوئيل غوزانيسكي: فما هي الرؤية وما هو الواقع في التحديات الأمنية الشرق أوسطية في القرن الحادي والعشرين وفقاً للمنظور الذي تضمنه محتوى التقرير؟

* التوصيف الشكلي للتقرير
يتميز تقرير معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب الإسرائيلية بالحجم الكبير النسبي مقارنةً بالتقارير الأخرى، وفي هذا الخصوص يمكن الإشارة إلى النقاط الآتية:
• الحجم: يقع التقرير في 120 صفحة من القطع المتوسط.
• التحرير: أشرف على تحرير التقرير كل من الخبير الإستراتيجي مائير إيلران الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي والذي سبق أن تولى منصب مدير المخابرات العسكرية، وكبير مستشاري شؤون الأمن القومي في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إضافةً إلى توليه منصب مدير برنامج الأمن الوطني بمعهد دراسات الأمن القومي، والخبير الإستراتيجي الإسرائيلي يوئيل غوزانيسكي الباحث الحالي بالمعهد والذي يشرف من عام 2004 حتى عام 2009 على أنشطة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي المتعلقة بملفات الخطر النووي الإيراني، إضافةً لذلك فهو من الخبراء في مجالات ضبط التسلح إضافةً إلى توليه منصب رئيس شعبة إيران مع تخصصاته المتعلقة بملفات الأمن الإقليمي ومنطقة دول الخليج.
• المشاركون: أسهم في وقائع هذا المؤتمر لفيف من كبار الخبراء المهتمين بقضايا أمن إسرائيل وأمن الشرق الأوسط، ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
- الزعماء الإسرائيليون المشاركون: زييف بنيامين بيغن (الوزير بلا حقيبة والسياسي الليكودي البارز)-اسحق بن إسرائيل (الجنرال المتقاعد ورئيس وكالة الفضاء الإسرائيلية)- شلومو بروم (كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي وخبير التفاوض في كافة مسارات التفاوض الإسرائيلية)- إيرون كوتلار (البروفيسور في القانون الدستوري والمقارن والمحامي في مجال الحقوق الإنسانية الدولية)- جيمس كننغهام (السفير الأمريكي الحالي في إسرائيل)- تسيبني ليفي (زعيمة كاديما)، الجنرال شاؤول موفاز (الزعيم الثاني في حزب كاديما-وزير في الحكومة- رئيس أركان سابق)- عاموس يالدين (الرئيس الحالي لجهاز المخابرات العسكرية- الملحق العسكري الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة الأمريكية)- دان ميريدور (نائب رئيس الوزراء-وزير المخابرات والطاقة النووية في الحكومة الحالية)- سالاي ميريدور (السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة الأمريكية- رئيس الوكالة اليهودية الإسرائيلية ورئيس المنظمة العالمية الصهيونية)- إتامار رابينوفيتش (بروفيسور رفيع المستوى في شؤون الشرق الأوسط بجامعة نيويورك الأمريكية وباحث بمركز بمركز سابان التابع لمؤسسة بروكينغز الأمريكية)- شيمون شناين (السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا وكبير الباحثين المشاركين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي)- غيور أيلاند (الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي  وكبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إضافةً إلى توليه منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي)- دان غيلارمان (السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة- جنرال متقاعد من الجيش وكبير الباحثين المشاركين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي)- مارتن أنديك (السفير الأمريكي السابق في إسرائيل ومساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ومدير دائرة مجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون جنوب آسيا والشرق الأدنى ويتولى حالياً منصب رئيس مركز سابان لشؤون الشرق الأوسط التابع لمؤسسة بروكينغز الأمريكية).
هذا، ونلاحظ أن فعاليات هذا المؤتمر الهام قد انعقدت قبل فترة وتم إعداد التقرير في آب (أغسطس) 2010 الماضي، وبالتالي، فهو يمثل أحدث فعالية فكرية-أمنية إسرائيلية مطروحة في الوقت الحالي، ون لاحظ أيضاً مدى أهمية ليس من قاموا بإعداد التقرير، وإنما أهمية الأطراف المشاركة فيه والتي تجمع خبرتها المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والإستراتيجية.
* التوصيف التحليلي للتقرير
على أساس اعتبارات المحتوى المعرفي-الأبستمولوجي نجد أن التقرير ينقسم إلى مقدمة وثلاثة أجزاء يمكن الإشارة إليها على النحو الآتي:
- المقدمة: تم إعدادها بواسطة الخبيران الإستراتيجيان الإسرائيليان مائير إيلران ويوئيل غوزانيسكي-محررا التقرير- وركزت المقدمة على توصيف التحديات الأمنية العامة التي تواجه إسرائيل بشكلٍ مختصر، ثم استعرضا الأوراق البحثية التي تم تقديمها، وتطرق في نهاية المقدمة إلى ابرز التحديات وما يصاحبها من الشكوك وقدر متزايد من اللايقين.
- القسم الأول: التخمين القومي، وتم إفراد كل هذا القسم للورقة التي قدمها الجنرال عاموس بالدين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية والتي حملت عنوان «تحديات إسرائيل الإستراتيجية».
- القسم الثاني: الصراع العربي-الإسرائيلي وتضمن ستة مشاركات هي: «إيران، عملية السلام ومستقبل الحرب، القضايا الإستراتيجية المتعلقة بالحرب القادمة- من إعداد دان ميريدور»- «تأمين دولة ديمقراطية يهودية لإسرائيل- من إعداد تسيبني ليفي»- «مقاربة سريعة فاعلة للتحديات الإستراتيجية- من إعداد شاؤول موفاز»- «العامل الشرق أوسطي: العودة للواقعية- من إعداد إينار رابينوفيتش»- «الاستجابات الدبلوماسية للتحديات الإستراتيجية: حالة سوريا»- «مواجهة التهديدات الإستراتيجية لإسرائيل- من إعداد شلومو بروم».
- القسم الثالث: منظور المجهر الدولي، وتضمن خمس مشاركات وهي: «الولايات المتحدة الأمريكية، إسرائيل والشرق الأوسط الكبير-  من إعداد مارتن أنديك»- «التحديات التي تواجه إدارة أوباما- من إعداد جيمس كانينغهام»- «الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة التحديات الإقليمية- من إعداد سالاي ميريدور»- «إدراج العالم الإسلامي في عملية السلام- من إعداد دان غيلارمان»- «أوروبا والشرق الأوسط- من إعداد شيمون شتاين».
- القسم الرابع: التحدي الإيراني، وتضمن ثلاثة مشاركات هي: «مواجهة خطر غير وجودي إيراني- من إعداد إسحاق بن إسرائيل»، «ترتيب الخيار العسكري ضد إيران- من إعداد غيورا أيلاند»- «إيران: دراسة حالة للحل الدولي- من إعداد إيروين كوتلار».
نلاحظ أن ترتيب المشاركات لم يتم على أساس اعتبار أهيمتها وإنما على أساس اعتبارات تتعلق بالفهم الجيوسياسي لنظرية الأمن الإسرائيلي، فقد بدأت بـ: التخمين الذي قدمه عاموس بالدين رئيس المخابرات العسكرية، ثم جاء السياق العام متمثلاً في الدراسات التي تعرضت للصراع العربي-الإسرائيلي باعتباره يمثل الإطار الواسع لسياق الصراع، ثم جاء بعد ذلك المنظور المتعلق بالبعد الدولي، وتحديداً الذي يشكل قوام المساندة والدعم الخارجي للأمن الإسرائيلي، ثم جاء في النهاية الخطر الإيراني، وكيفية معالجته وفقاً للمقاربات المطروحة.
* أبرز المقاربات والنتائج
من الواضح أن تراتبية تسلسل المقاربات التي تطرقت إليها فعاليات المؤتمر، قد سعت كل واحدة منها إلى الإجابة على تساؤل محدد يتعلق بإشكالية محددة، تمثل تحدياً وتهديداً محتملاً بحسب إدراك الخبراء للأمن القومي الإسرائيلي، وعلى هذه الخلفية نلاحظ الآتي:
• التخمين القومي العام: تم تقديمه بواسطة عاموس بالدين رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية وبالتالي فهو تخمين يمثل وجهة نظر الأمن العسكري الإسرائيلي، ونلاحظ أن حجم التخمين يقع في حوالي 15 صفحة، وبالتالي فهو يمثل حوالي 13% من حجم التقرير، وقد رصد تخمين عاموس بالدين: إشكالية تدني قدرة الردع الإسرائيلي، إشكالية المواجهة مع حزب الله اللبناني، إشكالية المواجهة مع الفلسطينيين، إشكالية عملية السلام، إشكالية سوريا بالنسبة لإسرائيل، ثم إشكالية إيران وعلى وجه الخصوص إذا أصبحت طهران تمتلك القدرات العسكرية غير التقليدية النووية، وما هو جدير في تخمين عاموس بالدين يتمثل في التلميح لإشكالية مدى حصول إسرائيل على قدرة الإنذار المبكر ومدى قدرة إسرائيل على إحراز التفوق في المجالات الدبلوماسية.
• مقاربة الصراع العربي-الإسرائيلي: نلاحظ أن التقرير في هذا الجزء قد سعى إلى الربط بين متغير إيران ومتغير عملية السلام ومتغير الحرب المحتملة القادمة وذلك وفق منظور يرى بأن المتغير الإيراني يؤثر سلباً على متغير عملية السلام، وبالتالي فإن متغير الحرب ضد إيران هو الذي سوف يتيح لمتغير عملية السلام أن يمضي قُدماً وفق المنظور الإسرائيلي، وبالمقابل، فإن متغير عملية السلام يمكن أن ينقلب على تأثير المتغير الإيراني، ولكن، بشرط أن يتم تفعيل متغير السلام على حساب المشروع الإسرائيلي وهو ما لا تريده إسرائيل.
• مقاربة تأمين ديمقراطية لإسرائيل: ركزت على الربط بين مفهوم يهودية الدولة الإسرائيلية، وديمقراطية إسرائيل كأساس لجوهر وجود إسرائيل، وذلك على أساس أن عامل يهودية الدولة، وعامل ديمقراطية الدولة، يشكلان في نهاية الأمر قيماً تكميلية لجهة تمكين إسرائيل من البقاء والاستمرار كدولة آمنة.
• المقاربة السريعة الفاعلة لجهة التعامل مع التحديات الإستراتيجية: وركزت على الفهم القائل بأن الوقت لا يمضي في مصلحة إسرائيل، وبالتالي فإن تأخر إسرائيل في مواجهة التحديات واحتواء مخاطرها بشكلٍ مبكر سوف يترتب عليه أن تتزايد وتتعاظم هذه التهديدات والمخاطر بما يفوق قدرة إسرائيل على احتوائها. وبكلماتٍ أخرى، فإن هذه المقاربة ترتكز على ضرورة الاستجابة الإسرائيلية الفورية للمخاطر وفقاً لمؤشرات الإنذار المبكّر.
• مقاربة العامل الشرق أوسطي: ركزت هذه المقاربة على وجود عوامل واقعية في الشرق الأوسط، يمكن الاستعانة بها واستخدامها لصالح إسرائيل، وفي معرض التدليل على ذلك أشارت المقاربة إلى قوى 14 آذار اللبنانية ودور القدرات السعودية في دعمها، وذلك ضمن سيناريو القدرات السياسية اللبنانية الحليفة لإسرائيل زائداً القدرات المالية السعودية الموجودة في تصرف أمريكا، أدت إلى نتيجة صعود قوى 14 آذار إلى السلطة في بيروت في انتخابات عام 2009، وترى المقاربة بأن اللجوء لاستخدام مثل هذه الواقعية ممكن ويتيح لإسرائيل الحصول على نتائج باهرة، ولمحت المقاربة إلى أنه فقط المطلوب هو تصميم سيناريوهات مشابهة للتعامل مع الإشكاليات الأخرى.
• مقاربات الاستجابات الدبلوماسية للتحديات الإستراتيجية: ركزت على الحالة السورية كنموذج للدراسة، وذلك من خلال منظور سعى إلى ضرورة أن تعتمد الإدارة الأمريكية مبدأ سوريا أولاً، وذلك طالما أن فتح مفاوضات السلام السوري بشكلٍ متزامن مع المسار الفلسطيني هو أمرٌ غير ممكن طالما أنه يفوق قدرة الدبلوماسية التفاوضية الإسرائيلية المتاحة. وتقول المقاربة، بأن النزاع مع سوريا هو نزاع محدد حول قطعة أرض، وليس كالنزاع الفلسطيني الذي يدور حول جملة من المواضيع، إضافةً إلى أن دمشق تمثل كياناً موحداً متماسكاً يمكن التوصل معه إلى اتفاق بينما لا يمثل الطرف الفلسطيني كياناً موحداً، وبالتالي، فإن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين هو أمرٌ بالغ الصعوبة، وحتى إن أمكن التوصل إلى اتفاق مع أحد الأطراف، فإن الالتزام بالاتفاق غير مضمون طالما أن الأطراف الأخرى المعارضة سوف تظل فاعلة لجهة السعي من أجل تقويض الاتفاق. وتخلص المقاربة إلى ضرورة أن تسعى واشنطن وتل أبيب إلى التفاهم لجهة القيام بعملية تغيير الاتجاه باتجاه المسار السوري طالما أن المسار الفلسطيني أصبح ينطوي على المزيد من مفاعيل الصراع العنيد الممتد.
• مقاربة مواجهة المخاطر الإستراتيجية المهددة لإسرائيل ركزت على تعريف ثلاثة مواجهات ضرورية لجهة قيام الإسرائيليين بحسمها وهي: الخطر الإيراني النووي، خطر الصراع العربي-الإسرائيلي متمثلاً في النزاع مع الفلسطينيين الذي يمثل بؤرة الصراع المركزية، المواجهات اللامتماثلة مع القوى المسلحة من غير الدول (وتحديداً حزب الله اللبناني وحركة حماس وما شابه ذلك). وخلصت المقاربة إلى أن بناء قدرة الردع الإسرائيلية يعتبر مهمة ضرورية وملحّة لجهة تحديد مصادر الخطر وعلى وجه الخصوص حركة حماس الفلسطينية.
• مقاربة الولايات المتحدة وإسرائيل والشرق الأوسط الكبير، وركزت على التحولات التي حدثت في الإدارة الأمريكية إزاء مفهوم الشرق الأوسط الكبير، والذي برأي المقاربة أنه أصبح يتكون من ثلاثة مناطق فرعية، هي المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية والمنطقة المركزية التي تتمثل في منطقة شرق المتوسط والجزيرة العربية، إضافةً لذلك، فإن المقاربة تهتم برصد ثلاثة مصادر للخطر هي تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية المتطرفة، إيران وحزب الله، الفصائل الفلسطينية. وترى المقاربة بأنه من غير الممكن التوصل إلى نتيجة محددة، وما هو موجود ومطروح يتدرج ضمن العديد من التساؤلات المتعلقة بكيفية التصدي لكل واحدة من المخاطر وكيفية معالجتها، وترى المقاربة بأن ما هو موجود حالياً هو مشهد ينطوي على المزيد من الحجارة المتدحرجة والتي إن تم النجاح في احتواء مخاطرها، فإن النتيجة سوف تكون هي الشرق الأوسط الكبير كما تريد أمريكا وإسرائيل.
• مقاربة التحديات التي تواجه إدارة أوباما، وركزت على أن التحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية الديمقراطية الحالية هي تحديات لم تقم هذه الإدارة بأي دور في عملية صنعها، وكل ما يحدث الآن هو أن إدارة أوباما قد وجدت نفسها مطالَبةً باحتواء مخاطر هذه التحديات، وخلصت المقاربة إلى أن النجاح في احتواء هذه التحديات سوف يؤدي إلى تعزيز المصالح الأمريكية وضمان أمن إسرائيل.
• مقاربة إسرائيل وأمريكا في مواجهة التحديات الإقليمية: وركزت على أن وضع الاقتصاد الأمريكي المتأزم حالياً سوف يلقي بظلاله وتأثيراته على تحديات الأمن العالمي على المدى الطويل وأيضاً على المدى القصير. وخلصت المقاربة إلى أن الكثير ما زال غير واضح، ولكن برغم ذلك فإن على الولايات المتحدة أن تعمل على حشد الموارد لاحتواء الأزمة الاقتصادية وفي نفس الوقت العمل من أجل الخروج المنظم من العراق، ولكن في نفس الوقت يتوجب على إدارة أوباما حسم وكسب حرب أفغانستان طالما أن ذلك سوف يلعب دوراً في ردع الخطر الإيراني من الاتجاه الآسيوي.
• مقاربة إدراج العالم الإسلامي في عملية سلام الشرق الأوسط، ركزت على ضرورة العمل لجهة حشد العواصم الإسلامية ودفعها للعمل بالطريقة التي تعمل بها الآن القاهرة وعمان والرياض لجهة الإسهام في تعزيز عملية سلام الشرق أوسطية، هذا ولم تنسَ المقاربة الإشارة لأهمية استبعاد العواصم الإسلامية مثل دمشق وطهران، مع التشديد على ضرورة استخدام العواصم الإسلامية الأخرى لجهة الضغط عليها، لجهة دفعها باتجاه تغيير مواقفها بما ينسجم مع موقف القاهرة وعمان.
• مقاربة أوروبا والشرق الأوسط ركزت على تزايد الإدراك الأوروبي بأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين أمن أوروبا وأمن الشرق الأوسط، وبالتالي فإن أي تدهور في استقرار الشرق الأوسط سوف يؤدي حتماً إلى تدهور استقرار الأمن الأوروبي. ورأت بالمقاربة ضرورة دفع الأوربيين لتغيير هذا الفهم وجعلهم يدركون أن أمن أوروبا يرتبط بأمن إسرائيل، وطوال ما كانت إسرائيل قادرة على ضبط أمن الشرق الأوسط، فإن الأمن الأوروبي سوف يكون في حالة استقرار. وإضافةً لذلك تسعى المقاربة إلى التأكيد على أن الموقف الأوروبي غير الداعم لإسرائيل هو موقف غير طبيعي، وذلك لأن الاتحاد الأوروبي لم يعتمد حتى الآن سياسة خارجية موحدة واحدة لكل أعضائه، وبالتالي، فمن الضروري أن لا تتقيد الدول الأوروبية الغربية بأي وجهات نظر غير داعمة لمفهوم ارتباط أمن أوروبا بأمن إسرائيل.
• مقاربة مواجهة الخطر الإيراني: وتتمثل في ثلاثة مقاربات فرعية ركزت على خيارات المواجهة، وخيارات الإبقاء على الوضع الراهن وخيارات التعايش مع إيران النووية، ولكن على أساس اعتبارات الاتجاه العام السائد في هذه المقاربات، فإن هناك تحيزاً كبيراً لجهة دفع الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي لجهة التعاون مع إسرائيل، إضافةً  إلى توظيف المجتمع الدولي من أجل إنفاذ خيار إسقاط القوة المزدوجة الخشنة والناعمة ضد إيران بما يجعل طهران تعاني من الضعف ويدفعها للتخلي عن إرادة بناء القدرات النووية سواء بوسائل الإرغام الدبلوماسية أو الإرغام العسكري وكسر الإرادة الإيرانية.
برغم هذه الجهود الكبيرة التي بذلها الخبراء المشاركون في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي فإن نقطة الضعف الأساسية التي اتسمت بها مشاركاتهم تمثلت في عدم قدرتهم على تخطي سقف المشروع الإسرائيلي، وبالتالي، فقد جاءت جميع المقاربات ليكودية الطابع والنزعة، خاصةً أن عدم الاعتراف بالطابع الموضوعي للتطورات الجارية وقدرة شعوب الشرق الأوسط على التفوق وفرض إرادتها هو عدم اعتراف سوف لن يجلب لإسرائيل سوى الشر المستطير والذي بدأت نذره بحرب حزب الله اللبناني مع القوات الإسرائيلية في حرب صيف عام 2006.   الجمل: قسم الترجمة     2010-11-01


 

2010-11-30 13:06:03 | 1950 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية