التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-6-2024

ملخّص التقدير الإسرائيلي

30-6-2024        

ملخّص بحث حول (انضمام "إسرائيل" إلى القيادة الأميركية الوسطى)

 

بعد أن تولّى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في مايو/أيار 2017، السلطة الرئاسية للولايات المتحدة، بدأ الترويج لإنشاء ما اصْطُلِح على تسميته "ناتو عربي"؛ وهي فكرة تعود جذورها إلى عام 2003، عندما دعا المندوب الأمريكي نيكولاس بيرنز، في مؤتمر الناتو في براغ، إلى "أن يوسّع الناتو دائرة نشاطه جنوباً وشرقاً ليشمل الشرق الأوسط الكبير". كما أن الفكرة ليست مُنْبَتّة الصلة بمشاريع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عام 1980 إثر انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، والتي تجسّدت عام 1983 بتحويل قوّة المهام المشتركة الأمريكية إلى قوّات الانتشار السريع، بخاصة مع  استمرار مواجهة تداعيات الثورة الإيرانية والغزو السوفييتي لأفغانستان.

ثمّة 11 قيادة عسكرية أمريكية إقليمية، إحداها هي القيادة المركزية التي مقرّ قيادتها الرئيس في فلوريدا، وهي الموكَل إليها العمل في ثلاث مناطق:  الشرق الأوسط  وآسيا الوسطى وجنوب آسيا(القارّة الهندية وأطرافها)، ومقر قيادتها الإقليمية هي قاعدة العديد في قطر(بجانب القيادة الوسطى البحرية الأمريكية التي مركزها في البحرين). وأهمية هذه  القيادات هي في التحكّم بالتطورات الناتجة عن الثورة الإسلامية والتمدّد السوفييتي إلى أفغانستان منذ البداية، ثم  الحرب العراقية – الإيرانية والهجوم العراقي على الكويت وما تلاه؛ مُضافاً لذلك كلّه تمدّد التنظيمات التكفيرية المسلّحة إلى القرن الإفريقي. وفي عام 2013، تمّ إنشاء قواعد مؤقتة تابعة للقيادة المركزية (منها واحدة في الأردن)، بسبب تطورات الوضع في سوريا؛ وشملت هذه القواعد: الكويت والبحرين وقَطَر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان وباكستان وآسيا الوسطى والسعودية. وكان وزير الدفاع الأمريكي الجديد، لويد أوستن، هو الذي تولّى هذه القيادة من 2013 إلى 2020. أما الدولة الوحيدة حتى عام 2020، التي كانت خارج نطاق القيادة المركزية، فهي "إسرائيل"، بينما كان عدد الدول التي تشملها عمليات هذه القيادة عشرين دولة. وقد اعتبرت إيران القيادة المركزية تنظيماً إرهابياً رداً على اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

يوم 1 سبتمبر/أيلول 2021، أصدرت القيادة المركزية الأميركية بياناً مُقْتضباً أعلنت فيه أنها أصبحت القيادة المسؤولة عن العسكريين الأميركيين في "إسرائيل". وهذا الإعلان المتواضع ظاهرياً شكّل "نقطة تحوّل" في الشرق الأوسط. فالعلاقات العسكرية الأميركية-الإسرائيلية كانت دائماً تمرّ من خلال قيادة أوروبا، وهي المسؤولة عن القارّة الأوروبية والبحار المُحيطة بها، ومهمّتها الأساسية التنسيق بين دول حلف الأطلسي ومواجهة خطر الاتحاد السوفيتي من قَبْل، ومواجهة تهديدات روسيا منذ التسعينيات وإلى الآن. وكان من الصعب في السابق أن تكون "إسرائيل" جزءاً من القيادة المركزية، التي تشمل كلّ الدول المحيطة بإسرائيل، وتصل إلى باكستان، مروراً بالخليج العربي وإيران وأفغانستان. والآن، وبسبب الخطر الإيراني المباشر على "إسرائيل"، وجَدت الولايات المتحدة أن هناك ضرورة لنقل "إسرائيل" إلى قيادة المنطقة المركزية. وبعد أن عَقَدَت دول عربية عديدة "اتفاقيات سلام" مع "إسرائيل"، أصبح الأمر سهلاً.

من الناحية التقنيّة البحتة، أصبحت ثكنة ماكديل، في تامبا بولاية فلوريدا، مركز تنسيق المعلومات العسكرية بين الأميركيين والإسرائيليين، وهي في الوقت ذاته غرفة تلقّي المعلومات العسكرية والأمنية من باقي الدول العربية والإسلامية التابعة لأميركا في منطقة الشرق الأوسط. وتكمن الأهمية الأولى لهذا التعديل في أن الأميركيين أصبحوا على قدرة أفضل لتنظيم شبكات الإنذار من الصواريخ والمُسيّرات التي تُنْتِجها إيران وتُطْلِقها بين الحين والآخر، أو تُطْلِقها قوى المقاومة الحليفة لها. والأهمية الثانية تكْمن في تنسيق الدفاعات بين دول منطقة الشرق الأوسط؛ فالولايات المتحدة وجَدت منذ الثمانينات أنّ عليها الاحتفاظ في المنطقة بمنظومات عدّة مُضادّة للصواريخ، خصوصاً منظومات باتريوت. مما تسبّب بهدر كبير في الميزانية العسكرية الأميركية. وقد اضطرّت واشنطن إلى إبقاء جنودها مُنْتَشرين في هذه المنطقة لمواجهة المخاطر المحتملة، خصوصاً الصواريخ العابرة الإيرانية، والآن الصواريخ البالستية والمُسيّرات. في حين تستطيع الولايات المتحدة الآن خفْض عدد المنظومات التي تملكها وتديرها، والمنتشرة في المنطقة؛ كما تستطيع الاعتماد أكثر على المنظومات التي تملكها وتُديرها دول المنطقة العربية. وتكتفي الولايات المتحدة بتنسيق العمل بين هذه المنظومات، بما فيها المنظومات الإسرائيلية. وقد أكّدت القيادة المركزية في حينه بأن ضمّ "إسرائيل"، الذي أعلِن عنه في يناير/كانون الثاني 2021، "يوطّد العلاقة الاستراتيجية الدفاعية الأميركية-الإسرائيلية، ويعطي فرصة لتعميق التعاون العملاني بين الدفاع الإسرائيلي وباقي الشركاء العديدين للقيادة المركزية". وأكّدت القيادة المركزية أنها ستعمل على "تطبيق مُقارَبة جامعة للأمن الإقليمي وللتعاون مع الشركاء". كما أن التخطيط الأميركي سيكون مَحْكوماً على المدى المتوسط بالبقاء في الشرق الأوسط لمواجهة المخاطر الصينية والروسية في الوقت ذاته. ويشهد البنتاغون حالياً عملية مراجعة كبيرة وشاملة لحساباته في الشرق الأوسط، على خلفيّة تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، وتسارع التطورات الإقليمية؛ إضافة إلى الطموحات الصينية في الوجود عسكرياً في المنطقة. ويمثّل ذلك حزمة من التهديدات الجديدة تختلف عمّا عهدته العسكريتاريا الأميركية في تاريخها الحديث. الجدير بالذكر أنّ المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة الوسطى تحتوي على أكثر من نصف الاحتياطي العالمي المؤكّد من النفط ونحو نصف الاحتياطي من الغاز الطبيعي. ونتيجة لذلك، تتضمّن المنطقة أكثر الطرق التجارية نشاطاً في العالم، بما تمتلكه من 3 من المعابر البحرية الرئيسة لحركة التجارة العالمية: مضيق هرمز، وقناة السويس، ومضيق باب المندب.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2024-07-01 10:22:08 | 138 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية