ملخّص التقدير الفلسطيني
30-6-2024
في وقتٍ كانت أنظار العالم مُتّجهة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، التي زارها وزير "الدفاع" الإسرائيلي، يوآف غالانت، والنتائج التي أسْفَرت عنها لقاءاته المتعدّدة مع المسؤولين الأمريكيين، خصوصاً لجهة السماح لتل أبيب بفتح جبهة جديدة في لبنان، رفَع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بوجه غالانت بطاقة تحذير أمريكية، من أن اندلاع حرب بين جماعة حزب الله اللبناني و"إسرائيل" سيكون أمراً مُدَمّراً، مؤكّداً أن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل للتوصّل إلى اتفاق دبلوماسي يَسْمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود.
بالتزامن مع ذلك، صَعّد الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة المجازر التي يرتكبها في شمالي مدينة غزة ، بعد فترة من الهدوء شهدتها المدينة، في ظلّ العمليات العسكرية "المُرَكّزة" التي تشهدها بقيّة مناطق القطاع خلال الأشهر الأخيرة. ويُرَكّز الاحتلال في عملياته على القصف الجويّ في مدينة غزة بعد أشهُر من انتهاء العملية البريّة في المدينة، حيث يقصف مراكز الإيواء والمنازل التي ما زال يوجد فيها آلاف الفلسطينيين.
الجدير بالذكر أن غالانت الذي زار واشنطن، كان قد التقى أيضاً، إضافة إلى الوزيرين أوستن وبلينكن(وزير الخارجية)، بالمستشارين الكبيرين في الإدارة الأمريكية، آموس هوكستين وبريت ماجورك؛ وكذلك مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز.
إلى ذلك، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن خلاف طفا على السطح في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية خلال جلسة عُقِدَت في 24 الجاري، والتي شهدت مشادّة بين جنرالات في الجيش ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، على خلفيّة "تثاقل" الجيش ومُراوحة قوّاته مكانها، في إطار الحرب الإسرائيليّة المتواصلة منذ 241 يوماً على قطاع غزة المُحاصَر.
واعتبر هؤلاء الجنرالات أنّ الجيش "لا ينجح في تحقيق النصر في غزة"، واعترضوا على عدم إجراء "مشاورات كافية" يتمكّن خلالها الضبّاط من مُناقشة المسائل المُلِحّة، فيما يتم التركيز على "مداولات من نوع آخر". وأشارت القناة إلى أن هليفي يعقد جلسة أسبوعية لهيئة الأركان العامة؛ غير أن ذلك لم يمنع الضبّاط المُستائين من توجيه انتقادات حادّة لرئيس الأركان.
بموازاة ذلك، حَضَرَت قضية القضاء على "حماس"، والملف اللبناني، بقوّة في مؤتمر هرتسيليا، حيث توقّف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، مُطَوّلًا، عند هاتين المعضلتين. وقال في مَعْرض ردّه على سؤال بشأن إمكانية التوصّل إلى تسوية على الجبهة اللبنانية، إن "إسرائيل" تُفَضّل الحلّ الدبلوماسي في الوقت الراهن. وحول القضاء على "حماس"، أكّد أنه "لا يمكن القضاء على حركة حماس فكرةً؛ لينضم بذلك إلى تصريحات مُشابهة أطْلَقها الناطق بلسان جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، أخيراً".
وفي المحصّلة، لقد ذهب وزير "الدفاع" الإسرائيلي غالانت إلى الولايات المتحدة في محاولة لتصحيح التصرّف غير المسؤول الذي أقْدَم عليه بنيامين نتنياهو، بهدف ضمان استمرار وصول الدعم الأميركي. لكن سيَتعيّن عليه تقديم إجابات عسيرة بشأن توجّهات "إسرائيل"، قبل أن تَنْجَرّ إلى نار إقليمية لا تُبْقي ولا تَذَر؛ وقد تؤدّي إلى خراب "الدولة" نفسها؛ والكلام هنا يعود لقيادات عسكرية صهيونية وازنة.
2024-07-01 10:24:29 | 137 قراءة