ملخّص التقدير الفلسطيني
15-7-2024
تتسارع التطوّرات بشكل كبير ولافت مع دخول حرب غزة شهرها التاسع. ففي حين شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أفظع المجازر في غزة (بحجّة استهداف القيادي الكبير في "حماس" محمد الضيف)، مُسْتَهدفاً خيام النازحين في مواصي خانيونس، جنوبي القطاع، ما أدّى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، كان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ينعي المفاوضات، ويستبدلها بالمزيد من سفك دماء الأطفال والمدنيين، بعد أن أعلن أن "الحرب ستنتهي فقط بعد تحقيق جميع أهداف إسرائيل".
وفي وقتٍ كان العالم يتوقّع أن يأتي الغطاء لهذه المجزرة المروعة من الولايات المتحدة، تطوّعت السلطة الفلسطينية للقيام بهذه المهمّة القذرة، حيث اتّهمت حركة حماس بأنها "شريك في تحمّل المسؤولية" عمّا يلحق بالشعب الفلسطيني من مآسٍ ونكبات.
إلى ذلك، برز تطوّر لافت في مسألة إدارة الحرب، بعدما تبنّت القيادة العسكرية لجيش الاحتلال، ومعها جهاز الموساد، استراتيجية جديدة مفادها أنّ القوّة أو الضغط العسكري هو الخيار الأسلم والأنجح لدفع "حماس" إلى الاستسلام والتنازل بالمفاوضات، التي توقّفت بسبب عدم جديّة "إسرائيل" في إنجاز هذا الملف، وتصريحات نتنياهو المتتالية التي تُعَرْقِل جهود الوسطاء، ما دفع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، إلى إجراء اتصالات مع الوسطاء ودول إقليمية، من أجل القيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية، وغيرها، لوقف هذه المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
فمن دون إعلان رسمي أو مقدّمات، غيّرت المؤسسة العسكرية في الأسابيع الأخيرة من سلّم الأولويات لديها؛ فانتقلت من ادّعائها بأنّ طرح بديل لإدارة غزة هو العامل الأهم في الضغط على "حماس"، إلى ترويج مُقاربة تدّعي أن ما يمكن أن يؤثّر بشكل حقيقي على "حماس" هو فقط الضغط والعمل العسكري المكثّف، ومن دون التخلّي عن فكرة خلق بديل لحركة حماس في إدارة غزة وحكمها.
علاوة على ذلك، تقوم القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وأيضاً المؤسسات الإعلامية، في الأيام الأخيرة، بجهد خاص وحملة ترويج إعلامية ضخمة، لإقناع المجتمع الإسرائيلي بأن الجيش يحقّق إنجازات كبيرة في غزة. ففي نقاش خاص في الكنيست الإسرائيلي، بَذَلَ وزير "الأمن"، يوآف غالانت، جهداً خاصاً لعَرْض إنجازات الجيش الإسرائيلي أمام أعضاء الكنيست، وزعَم أنه تم القضاء على 60% من قوّات "حماس". وقبْل يوم من إعلان غالانت، أطلَق رئيس الأركان، هرتسي هليفي، من داخل قطاع غزة، تصريحات مماثلة، زاعماً أنّه لا يوجد أي تعثّر للجيش في غزة ولا إحباط، وأنّ هناك العديد من الإنجازات الكبيرة.
في المحصّلة، من الواضح أن ثمّة تغييراً في تفكير المؤسستين السياسية والعسكرية داخل الكيان حيال الحرب، وهو ما عبّر عنه مؤخرًا رئيس الموساد، ديفيد برنياع، في جلسة عَقَدها المجلس الأمني السياسي الإسرائيلي في 11 الجاري، بعد عودته من قَطَر، وقبيل المحادثات في القاهرة، قال فيها إنه "من دون المبادئ التي أصَرّ عليها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، "لن نَنتصر، ولن نُعيد المخطوفين".
2024-07-15 14:46:42 | 117 قراءة