ملخّص التقدير الفلسطيني
15-9-2024
مع دخول حملة الإبادة الإسرائيلية الجماعية في غزة شهرها الثاني عشر، يبدو أن لا بوادر تشير إلى وقف المجازر الإسرائيلية اليومية، خصوصًا في ظلّ الجمود الذي تشهده مفاوضات الدوحة وعدم حدوث أيّ تقدّم جديّ باستثناء بعض التصريحات هنا وهناك، والتي تلمح إلى وجود بارقة أمل، من دون أن تجد ترجمة على أرض الواقع.
هذا في الوقت الذي تحاول فيه القيادة الصهيونية الفاشية نقل تجربة قطاع غزة إلى الضفة، وإن كان الوضع حتى الآن لم يصل إلى مستوى الفتك والبطش وسفك الدماء والتدمير والتهجير القائم في القطاع؛ ولا سيما أن الاحتلال يواجه مقاومة عنيفة وشرسة من قِبَل مجموعات المقاومة الشبابية هناك، والتي توقِع يوميًا قتلى وجرحى في صفوف الصهاينة.
وفيما يعيش الاحتلال صدمة مقتل 3 صهاينة على معبر الكرامة مع الأردن، تعتزم "إسرائيل" إقامة جدار عازل على غرار الجدار الذي كان قائمًا في غزة، والتي تستمر فيها المجازر اليومية مُستهدفة خيام إيواء النازحين. وكان لافتًا صدور معطيات جديدة حول عملية "طوفان الأقصى"، تُظهر حجم الضربة التي تلقّتها المؤسسة العسكرية جرّاء ذلك، إذ كشف تحقيق لهيئة البث الإسرائيلية مساء 10 أيلول، أن سلاح الجو كان في "أدنى مستوى استعداد على الإطلاق" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولم تكن لديه طائرات جاهزة للإقلاع يومها سوى طائرتين ومروحيّتين.
إلى ذلك، وفي ظلّ اندفاعة القيادات اليمينية الصهيونية لاستنساخ تجربة غزة في الضفة، حذّرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) من وقوع مئات القتلى الإسرائيليين في حال تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية المحتلة.
واستعرض قادة المؤسسة الأمنية أمام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزراء، بيانات حول كميّة الأسلحة التي عُثِر عليها في المنطقة، وأعمال سرقة أسلحة؛ وأوضحوا أنه إذا وصل الوضع إلى حدّ الانفجار، فسيؤدّي ذلك إلى "سقوط العديد من الضحايا جرّاء عمليات انتحارية أيضاً". وتشدّد المؤسسة الأمنية على ضرورة تهدئة الوضع.
كما جدّدت قيادات عسكرية إسرائيلية سبَق أن تولّت مناصب رفيعة، انتقاداتها وتحذيراتها، لتل أبيب، بأنها لن تنتصر على “حماس”، بعدما وقعت في حفرة استراتيجية تزداد عمقاً مع الأيام. بالمقابل، يستعد نتنياهو، وحكومته اليمينية، للمرحلة المقبلة من الحرب على غزة، والتي تشمل "التحضير للاستيطان وضمّ شمال القطاع".
وفي المحصّلة، تُراوح مباحثات "التهدئة" في الدوحة والقاهرة مكانها، فيما شكّل نتنياهو مجلساً وزارياً جديداً ومحدوداً لإدارة الحرب؛ وهذا يشير إلى أن "إسرائيل" ماضية في عدوانها الوحشي على الضفة الغربية وقطاع غزة، وحتى على لبنان (ولو ضمن قواعد المقاومة)، وبضوء أخضر أمريكي، في ظلّ لا مبالاة مطلقة من حكومة نتنياهو بمصير الأسرى الصهاينة لدى المقاومة.
2024-09-16 12:16:21 | 170 قراءة