ملخّص التقدير الفلسطيني
30-11-2024
لم تردع كيان الاحتلال الإسرائيلي قرارات المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكّرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه السابق يوآف غالانت، إذ شهدت الأسابيع الماضية تصعيداً في المجازر التي يقترفها جيش الاحتلال ضدّ المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وسقَط العشرات من الضحايا في عمليات قصف جوي عنيف، مع استمرار عمليات التوغل البريّة في عدّة مناطق.
وفي الوقت الذي يعاني فيه شمال القطاع الحصار والمجاعة التي انتشرت بشكل مخيف، وفقاً للهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية، استمرت التباينات فيما يتعلق بملف إدارة القطاع بين حركتي فتح وحماس. بموازاة ذلك، ينشط الاحتلال لتنفيذ مخطّطاته الاستيطانية في قطاع غزة، مع ظهور مؤشّرات ووقائع ميدانية تشير إلى جهود حثيثة يقوم بها الاحتلال لهذه الغاية.
وفي السياق، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسّام، أبو عبيدة، عن مقتل إحدى الأسيرات الإسرائيليات المحتجزات لدى فصائل المقاومة في منطقة شمال قطاع غزة، والتي تتعرض لهجمات إسرائيلية مكثّفة.
إلى ذلك، لا يتوقّف الاحتلال عن ممارسة شتّى أنواع الإبادة ضدّ السكان المدنيين في القطاع ، بل يمتد الأمر إلى فرضه سياسات تجويعٍ وحرمانٍ من أبسط المطالب/الحاجات الآدميّة، من طعامٍ وغذاءٍ، ضاربًا، كعادته، عرض الحائط الاتّفاقات الدولية والإنسانية، وكلّ ما نصت عليه قوانين جنيف في حالات الحروب وغيرها.
وليس بعيداً عن ذلك، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، من أن أزمة الوقود الحادة بالقطاع تهدّد المنظومة الصحية بأكملها؛ ودعا المجتمع الدولي للتدخل العاجل وإيجاد حلٍ للأزمة.
على المقلب الآخر، تبدو قصّة توافق حركتي حماس وفتح على اليوم التالي في غزّة معقّدةً أكثر، وتحتاج إلى مدىً زمنيٍ أطول، ومزيدٍ من النقاش والتفاوض، خصوصًا أنّ الحوار بينهما قد انطلق متأخّرًا. ويعود هذا التعقيد جوهريًا، إضافةً إلى التراكمات السابقة، وطول فترة الانقسام، إلى عجز الحركتين عن استنتاج واستخلاص العِبر المناسبة من الحرب. ووفقاً للمصادر المصرية، وصل الحوار إلى طريقٍ مسدودٍ، أو حالةٍ من الجمود.
إن ما يحدث حاليًا في محافظة شمال القطاع لا يعني سوى تنفيذ مخطّط تفريغ منطقة شمال قطاع غزّة على مراحل و فرض واقعٍ جديد، تمهيدًا لضمّه مستقبلًا للأراضي المحتلة عام 1948، أو إقامة مستوطناتٍ جديدة، أو على الأقلّ إعادة الحالة الاستيطانية إلى ما قبل عام 2005.
وفي المحصّلة، أتت إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزير الأمن السابق يوآف غالانت، لتكشف ليس فقط البعد الشخصي والفئوي لمخطّط نتنياهو في النجاة بحكومته بأيّ ثمن، ولكنّها كشفت أيضًا توافقه مع استراتيجيّة سموترتش وبن غفير، والمتمثّلة بتكريس احتلال غزّة وتجديد الاستيطان على أرضها باعتباره قيمة صهيونيّة عليا، وكونها جزءًا ممّا يعتبرونه أرض إسرائيل الكاملة بين البحر والنهر!
2024-11-30 18:16:15 | 67 قراءة