ملخّص التقدير الفلسطيني
30-12-2024
تتناقض التصريحات والتسريبات والأخبار حول مصير صفقة الأسرى في غزة. ففي حين يشير مسؤولون إسرائيليون إلى "صعوبات جديّة" في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، نقلت القناة عن "مصدر أجنبي" (لم تسمّه) أن المفاوضات تسجّل تقدماً في ما يتعلق بمسألة انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة، في إطار الصفقة المحتملة.
إلى ذلك، وبالرغم من عمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة، تدير السلطة الفلسطينية ظهرها وتشيح بوجهها عن كل جرائم "إسرائيل"، وتتفرّغ لملاحقة المقاومين في الضفة الغربية، بهدف القضاء على حالة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية تنفيذاً للمطالب الإسرائيلية. والأنكى عن إجراءات السلطة الأمنية، وحصارها لمخيّم جنين، تزامنها مع عمليات دموية يشنّها الاحتلال ضدّ مدن ومخيّمات الضفة الغربية.
إلى ذلك، وصفت مصادر مصرية مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي تجري برعاية مصر وقطَر في الوقت الراهن، بأنها "على بُعد خطوات من خط النهاية". وتدور إحدى أبرز النقاط التي يرجّح حسمها، حول ما يتعلق بقوائم الأسرى من الجانبين. فالمقترح في هذه النقطة هو إرجاء إطلاق سراح قائمة تضم عشرة أسرى من أصحاب المحكوميات العالية كانت حماس قد قدّمت أسماءهم، من بينهم القيادي بحركة فتح مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.
بالمقابل، تمسّكت حكومة الاحتلال بإرجاء الموافقة على إطلاق سراح الأسرى العشرة، في ظل تمسّك حماس بإرجاء إطلاق سراح العسكريين الأسرى لديها ولدى باقي الفصائل إلى المرحلة الأخيرة، باعتبار ذلك ضماناً لالتزام حكومة الاحتلال بتنفيذ كافة الاستحقاقات، والتي يأتي في مقدّمتها إنهاء الحرب على غزة مع نهاية الاتفاق.
ولهذه الغاية، قال مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة "يسرائيل هيوم": "لا أحد يعرف ما إذا كان سيُتَوَصَّل إلى اتفاق أم لا. وحماس تطالب مرّة أخرى بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب في نهاية الصفقة الشاملة، كشرط لتنفيذ مرحلتها الأولى".
بالمقابل، بدأت قوات الاحتلال في 22 كانون الأول 2024، عملية عسكرية جديدة وعنيفة، طاولت بشكل خاص مخيّمي طولكرم ونور شمس في طولكرم، شمال الضفة الغربية. وتأتي هذه العمليات بعد ما يمكن وصفه بـ"التفرّغ" للضفة الغربية إثر الهدوء على الجبهة اللبنانية، والاستثمار في عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر القادم؛ فضلاً عن تزامنها مع عملية الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في مخيّم جنين، بما يحمله ذلك من رسائل للسلطة الفلسطينية أيضاً.
يتزامن العدوان الإسرائيلي في شمال الضفة مع العملية الأمنية التي تقوم بها أجهزة الأمن الفلسطينية في مخيّم جنين. وفي المحصّلة، لا تُخفي "إسرائيل" سعادتها تجاه ما يحصل في جنين شمالي الضفة. بل إنها ترغب بتمدّد اقتتال جنين إلى كافة أنحاء الضفة، جنوبي الضفة وشماليها ووسطها.
2024-12-30 14:25:43 | 54 قراءة