التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

28-2-2025

ملخّص التقدير الفلسطيني

28-2-2025

تمّ إسدال الستار على المرحلة الأولى من صفقة الأسرى وتصاعد التوتّر بين الكيان  الإسرائيلي وحركة حماس، حيث اختُتمت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بإطلاق سراح 642 أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال، بينهم 151 من ذوي الأحكام العالية، و445 من مُعتقلي غزة بعد 7 أكتوبر، و46 من النساء والأطفال. تأخّرت الدفعة الأخيرة عَمْدًا، لكن تمّ الإفراج عن الأسرى وسط احتفالات فلسطينية، رغم ظهور علامات الإعياء على بعضهم. في المقابل، سلّمت "حماس" جثث أربعة أسرى إسرائيليين، ما يشير إلى التزامها بالاتفاق، بينما أخَلّت "إسرائيل" ببعض تعهّداتها، لا سيما فيما يتعلق بالانسحاب من محور صلاح الدين.

ورغم الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور صلاح الدين، أكّدت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أنهم لن ينسحبوا، مُتذرّعين بأسباب أمنيّة، وبدعم أميركي ضمني. وزير "الأمن" الإسرائيلي يسرائيل كاتس صرّح بأن المحور سيظل منطقة عازلة، كما هو الحال في جنوب لبنان وسوريا، وأن تل أبيب ستبقى هناك دون سقف زمني. هذه التصريحات تزامنت مع تهديدات إسرائيلية بالعودة إلى الحرب في حال لم تقبل "حماس" بشروطها في المرحلة الثانية.

 إلى ذلك، أبلغت "إسرائيل" واشنطن رفضها الانسحاب من محور صلاح الدين، لكنّها لا تزال مُنفتحة على التفاوض. يرى الإسرائيليون أن لديهم ثلاث خيارات: التوصل إلى اتفاق جديد، العودة إلى القتال، أو تمديد المرحلة الأولى.

من جهة أخرى، أعرب المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن رغبة واشنطن في عدم تجدّد القتال، مع العمل على إتمام اتفاق تبادل جديد، قد يُمدّد وقف إطلاق النار لشهر آخر.

وليس بعيداً عن ذلك، استغلّت "إسرائيل" انشغال الأطراف بصفقة الأسرى لتكثيف هجماتها في الضفة الغربية، خاصة في جنين وطولكرم، ما أدّى إلى نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية. وتحدّث وزير "الأمن" الإسرائيلي عن "إجلاء" 40 ألفًا من سكّان المخيّمات الفلسطينية، وهو ما يراه الفلسطينيون مقدّمة لمخطّط تهجير وضم الضفة مستقبلًا.

يتّبع بنيامين نتنياهو سياسة تستهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية المسلّحة، وفرض واقع جديد في غزة والضفة. ومن بين الأهداف الإسرائيلية: تهميش السلطة الفلسطينية، تفكيك قضية اللاجئين، تطبيع التهجير، وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية. كما تسعى تل أبيب لاستغلال الدعم الأميركي لإتمام خُططها، في ظل غياب موقف عربي حاسم تجاه التصعيد الإسرائيلي.

إذاً، ورغم استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق، يبقى المشهد مفتوحًا على عدّة سيناريوهات. "إسرائيل" تُماطل في تنفيذ التزاماتها، وتهدّد بالعودة للحرب، بينما تسعى "حماس" لضمان تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. في الوقت نفسه، تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية، مما يعكس استراتيجية تهدف إلى فرض واقع جديد يخدم المصالح الإسرائيلية، وسط تواطؤ أميركي وصمت دولي.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

 

2025-03-01 11:29:01 | 43 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية