ملخّص التقدير الفلسطيني
30-3-2025
استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد 11 يومًا من استئناف القصف الجوي والمدفعي أدّى إلى تدمير واسع للبنية التحتية. حتى 27 مارس 2025، أسفرت الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية عن استشهاد 855 فلسطينيًا وإصابة 1,869 آخرين، ممّا رفع إجمالي الشهداء منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023 إلى أكثر من 50,000 شهيد. وفي هذا السياق، تواصل "إسرائيل" توغّلاتها البريّة في القطاع، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني، ويُصَعّب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
من جانب آخر، ورغم الضغوط الأمريكية والقَطَرية والمصرية، لا تزال مفاوضات تبادل الأسرى تواجه عراقيل كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، تعاني غزة من أزمة إنسانية خانقة، حيث حذّر برنامج الأغذية العالمي من نقص شديد في المساعدات الغذائية. كما أن منظمة "أطبّاء بلا حدود" أبْدت قلقها بشأن انقطاع الكهرباء والوقود، ممّا يؤثّر على إمدادات المياه والصرف الصحّي، الأمر الذي يزيد من معاناة السكّان.
كذلك، التوتّرات السياسية تزداد، خاصة بعد تظاهرة شعبية غزاويّة ضدّ حركة حماس، ما دفع الحركة إلى التأكيد على أن الاحتجاجات كانت نتيجة لضغوط الاحتلال، وليس تعبيرًا عن موقف فلسطيني عام. على الصعيد الدبلوماسي، تواصل مصر جهودها لإجراء مفاوضات تهدئة. وقد عرَضت صفقة تبادل أسرى مقابل وقف إطلاق النار، في حين هدّدت بترحيل أسرى "حماس" إذا لم يتم الإفراج عن المزيد من "الرهائن" الإسرائيليين.
من جهتها، الولايات المتحدة الأمريكية تدخّلت بتقديم مُقترح لإطلاق سراح الرهينة الأمريكي مقابل دعوة الرئيس السابق دونالد ترامب لتهدئة الأوضاع في غزة. رغم ذلك، تعثّرت المفاوضات بسبب التباين بين الأطراف المعنيّة، ما دفع "إسرائيل" إلى تصعيد عملياتها العسكرية. في ظل هذه الأوضاع، تشهد قوّات الاحتياط الإسرائيلية تراجعًا في المعنويات، حيث يرفض العديد من الجنود الخدمة في ظلّ الضغوط السياسية الداخلية.
وفيما يتعلق بخطط التهجير، أظهرت التقارير أن "إسرائيل" تُخطّط لنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، مثل الأردن أو بعض الدول الأفريقية، في محاولة لتحقيق تغيير ديموغرافي في المنطقة. هذه الخطط، رغم دعم بعض القوى الإقليمية، مثل مصر والإمارات، تُواجه صعوبة في التنفيذ بسبب الرفض الشعبي والسياسي الكبير لها.
2025-03-29 12:28:01 | 11 قراءة