التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-4-2025

ملخّص التقدير الفلسطيني

15-4-2025

في ظلّ تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، شهدت الساحة العسكرية والسياسية تطوّرات مهمّة، أبرزها إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته على "محور موراغ" في جنوب القطاع، وهو ما يرمز إلى مسعى واضح لإعادة رسم الخارطة الميدانية عبر فَرض مناطق عازلة وتوسيع دائرة السيطرة لتشمل مدينة رفح ذات الأهمية الاستراتيجية. وهذه السيطرة هي جزء من خطّة إسرائيلية أوسع لتقسيم غزة إلى مناطق معزولة لتسهيل السيطرة العسكرية وتقليص مساحة المُناورة أمام الفصائل الفلسطينية.

على الصعيد السياسي، توجّه وفد قيادي من حركة حماس، برئاسة خليل الحيّة، إلى القاهرة، لبحث التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل وصفقة تبادل أسرى، في إطار وساطة تقودها مصر وقطَر بدعم أميركي. وتُشير التقارير إلى تقدّم في المفاوضات، خصوصًا بعد عرض فيديو للجندي الإسرائيلي الأسير عيدان إلكسندر، ما دفَع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تكثيف ضغوطها لإنجاز "صفقة جادّة" خلال أسابيع. وتؤكّد "حماس" موقفها الثابت بأن إطلاق الأسرى الإسرائيليين مَرهون بوقف شامل للحرب وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

في الوقت نفسه، تتزايد حدّة الوضع الإنساني في غزة بشكل كارثي. فقد بلغ عدد الشهداء منذ مارس أكثر من 1500، وأصيب قرابة 4000 آخرين، وسط دمار شبه كامل للبنية التحتية في مدن الجنوب. وتتّهم السلطات في غزة "إسرائيل" باستخدام المياه كسلاح حرب، بعد تدميرها لأكثر من 90% من بنية المياه والصرف الصحّي، وحرمان أكثر من 700 ألف شخص من المياه عبر استهداف خطوط التزويد ومحطّات التحلية. وسُجّلت أكثر من 1.7 مليون حالة مَرَضيّة مُرتبطة بالمياه، إضافة إلى عشرات الوفيات بسبب الجفاف وسوء التغذية.

كذلك، التقارير تؤكّد أن الاحتلال يسعى لعزل مدينة رفح تمامًا عن القطاع، لتضييق الخناق على الفصائل ومنع استخدام الأنفاق، في وقتٍ تواصل فيه "إسرائيل" تَجاهل التحذيرات الدولية وتُصعّد عملياتها العسكرية. ورغم الضغط السياسي الدولي، لا مؤشّرات على وقف فوري للعدوان؛ بل على العكس، قد نشهد توسّعًا في العمليات بهدف تغيير الواقع الجغرافي والسياسي للقطاع.

في المحصّلة، يبدو أن الاحتلال يسعى لفرض مُعادلة جديدة في غزة، عبر الحرب الميدانية والضغط الإنساني والسياسي، بينما تُراهن الفصائل على صمودها ومُساندة الوسطاء لتحقيق صفقة تعيد التوازن وتحمي المدنيين. ومع استمرار التصعيد، تبقى آفاق الحلّ مُعَلّقة على مدى استعداد "إسرائيل" لتقديم تنازلات سياسية حقيقية، ومدى قدرة المجتمع الدولي على فرض وقف نهائي للعدوان على غزة.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

 

2025-04-14 15:20:25 | 56 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية