ملخّص التقدير الإسرائيلي
15-6-2025
ملخّص بحث بعنوان
نتنياهو يحمي مصيره بارتكاب المزيد من الفظائع في غزة
تُشَكّل الحرب الإسرائيليّة المتواصلة على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، لحظة مفصليّة في تاريخ كيان الاحتلال الحديث؛ وهي تحمل تداعيات سياسية عميقة على المستوى الداخلي والخارجي. ومن بين أبرز الأسئلة المطروحة: هل تُمَثّل نهاية الحرب بداية نهاية حقبة بنيامين نتنياهو السياسية؟
لقد تَحَمّلت حكومة نتنياهو الفاشيّة المتوحّشة عبء القتل والتشريد والتخريب في قطاع غزة والمنطقة لمدّة زادت عن عشرين شهراً، ضمن ما سُمّي بالضغط الاستراتيجي، وحَقّقت، بحسب التقديرات التقنيّة الاسرائيلية، أهدافا عسكرية كبيرة، كان لها الفضل في توفير “الأوكسجين السياسي” لقمّة الرئيس الأميركي ترامب الخليجية الكبرى، من بينها ما تعلّق بالمس بقدرات حزب الله الأساسية في لبنان، واستنزاف حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإضعاف إيران، وانهيار نظام الرئيس السوري السابق بشّار الأسد في سوريا. ومع ذلك، فعندما اجتمع ترامب مع القادة في الرياض والدوحة وأبو ظبي لمُناقشة ميثاق إقليمي جديد، لم تكن "إسرائيل" حاضِرة، لأن القيادة الإسرائيلية الحالية عالِقة في حروب الماضي ومعادلات الماضي؛ وهي إذا أرادت ان تصحّح مسارها، بحسب آراء الباحثين الاسرائيليين، فعليها أن تُعيد النظر فيما تقوم به من دور في المنطقة “ليس كقلعة حصينة فقط، بل كجسر عبور”. وقد تبيّن للجميع أن القوّة العسكرية المتوحّشة لوحدها لم تعد خياراً كافياً في نظام إقليمي ناشئ يستند إلى “فن إبرام الصفقات”، بحسب رؤية ترامب التي تُقدِّم النتائج على المَشاعر. وتبيّن للجميع أيضاً أن رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، وحلفاءه من اليمين الإسرائيلي الشوفيني المتطرّف، أخطؤوا في قراءة الموقف والمزاج العام، الذي ساد في الأسابيع الأولى من تولّي ترامب ولايته الرئاسية الثانية، لا سيما عندما توَعّد بأن "جحيماً سيندلع" في المنطقة إذا لم تُطلِق حركة حماس سراح الأسرى الإسرائيليين المُحتجزين لديها، ورفَع الحظر عن تزويد "إسرائيل" بقنابل تزن ألفي رطل، ودعا نتنياهو إلى البيت الأبيض لعَرض "خطّة غزة" المُثيرة للجدَل. وأخطأ المسؤولون الإسرائيليون كذلك عندما اعتبروا أن ترامب منَحهم بذلك شيكاً على بَياض. لكن سرعان ما انخرَط مبعوث الرئيس الأميركي ويتكوف في محادثات سريّة مع حركة حماس من وراء ظهر "إسرائيل". كما أن زيارة نتنياهو السريعة إلى واشنطن لم تُسفِر، بحسب أمانيه، عن توجيه ضربة قاصمة لإيران، بل العكس صحيح؛ إذ ما لبث ترامب أن أعلن عن محادثات دبلوماسية مباشرة مع طهران، حتى أعقب ذلك باتفاق مع الحوثيين يقضي بوقف الغارات الأميركية على اليمن من دون ضمانات لأمن "إسرائيل". وبالتالي يُواجه اليمين الإسرائيلي المتطرّف اليوم استراتيجية أميركية بقيادة ترامب، تتمثّل في تحقيق "الاستقرار" في الشرق الأوسط لصالح المُستَعدّين للتعاون معه؛ وكلّ ذلك من أجل بناء جبهة مُوَحّدة ضدّ التهديد الحقيقي الذي تَتعرّض له بلاده من الصين وحرب الذكاء الاصطناعي الناشئة. كما أنّ الجالية اليهودية الأميركية التي طالما كانت جِسرًا موثوقاً بين تل أبيب وواشنطن، تمر هي الأخرى بلحظة تستوجب منها مُحاسبة النفس. وترامب لم يأت إلى المنطقة لإنقاذ "إسرائيل"، بل جاء لإنقاذ أميركا. فإذا أراد نتنياهو اللحاق بالرّكب فسيكون مُرَحّباً به. أما إذا لم يكن يرغب في ذلك، فإنه سيَتَوارى عن المشهد بحسب التحليلات الصحفية الاسرائيلية؛ ذلك أن التطبيع الإقليمي مع "إسرائيل" البراغماتية، في نَظَر الرئيس الأميركي، يخدم عدّة غايات، تتمثّل في تحقيق الازدهار في الشرق الأوسط، والتعاون الأمني بين دوله، واحتواء إيران، وحصول ترامب على جائزة "نوبل للسلام" التي طالما طَمح إليها!
لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا
2025-06-17 12:54:52 | 82 قراءة