ملخّص التقدير الإسرائيلي
30-7-2025
ملخّص بحث حول حرب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الإسرائيليّة ضدّ محور المقاومة
شهد العالَم منذ مطلع القرن الحادي والعشرين تحوّلات مُتسارِعة في مفهوم القوّة العسكرية، مع ازدياد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في إدارة الصراعات المسلّحة. و"إسرائيل" بشكل خاص، شهدت ما بين السنوات 2006 و2024 تَحوّلًا استراتيجيًا غير مَسبوق في تطوير وتوظيف التكنولوجيا العسكرية، مَدفوعة ببيئة إقليمية مُعَقّدة تُهَدّد أمنها القومي باستمرار. ولم تقتصر أهميّة هذه الحقَبة على الحروب التقليدية أو العمليات العسكرية التقليدية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل في التحوّلات التكنولوجية الجذرية التي غيّرت قواعد الاشتباك وطريقة التفكير الاستراتيجي في الجيوش الحديثة، التي باتت تعتمد بشكل مُتزايد على الابتكارات التكنولوجية، ما يسمَح بتقنيّات قتالية جديدة كانت تبدو وكأنّها خيال علمي قبل بضعة عقود. ويُعتبَر الذكاء الاصطناعي من المجالات الحيويّة التي تستثمر فيها "إسرائيل" بشكل مُكَثّف، مُستفيدة من تطوّرها التقني العالي وقدراتها البحثية المتقدّمة. ويُساعد هذا الذكاء في مُعالجَة كميّات هائلة من البيانات الاستخباراتية من مصادر مختلفة، مثل رسائل الهاتف المحمول، وصوَر الأقمار الصناعية، ولقَطات الطائرات من دون طيّار، والتعرّف على الصوت، وأجهزة الاستشعار الزلزالية. وبالتالي، ساهمت تقنيّات الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية لإسرائيل بشكل كبير، ممّا منَحها تفوّقاً تكتيكياً في المنطقة. والاستخدام المتقدّم لهذه التقنيّات في الرصد، الدفاع، والاستخبارات، ساعد العدو في تقليل الخسائر البشرية والمادية، وتوفير حلول سريعة وفعّالة للتحدّيات الأمنية المتجدّدة. و"إسرائيل" تستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات عدّة، تتنوّع بين التطبيقات العسكرية، الأمنية، والاستخباراتية؛ بالإضافة إلى الاستخدامات المدنية والتجارية. وقد بدأ الجيش الإسرائيلي استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي منذ عام 2019، وأنشأ مركز "موشيه ديان" لعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي" الذي يضم مئات الضبّاط والجنود. وكان برنامج "فاير فاكتوري" لتوليد الأهداف وتحديد كميّات الذخيرة المُناسبة هو الأوّل الذي أنتَجه المركز. كما أنشأ الوحدة 8200 المتخصّصة في التنصّت وفكّ الشفرات والحرب السيبرانية، في مُحاولة لتسريع عملية توليد الأهداف بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وبحسب تقرير لمجلّة "ذا نايشن" الأميركية، نُشِر في 12 أبريل/نيسان 2024، فإنّ الوحدة المذكورة تتعاون بشكل وثيق مع شركات أميركية تُزَوّدها بأعداد كبيرة من الأجهزة وبرامج الذكاء الاصطناعي المُتطوّرة. وبحسب الصحيفة نفسها، فإن تلك البرامج والأجهزة تعتمد على كميّة بيانات هائلة مصدرها التقارير الاستخباراتية السريّة، ومنها الواردة من وكالة الأمن القومي الأميركي، لتحديد الأهداف وضَربها. وفي مؤتمر عُقِدَ يومي 15 و16 فبراير/شباط 2023 في مدينة لاهاي بهولندا، وشارَكت فيه أكثر من 60 دولة، رفضَت "إسرائيل" التوقيع على مُعاهدة "الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة". وهي، مع وضعها جميع مُجاهدي حماس وحزب الله في دائرة الاستهداف، فإنها اتّبعت استراتيجية قائمة على المُشاركة بين البشر والذكاء الاصطناعي، على أن يتولّى في هذه المرّة الذكاء الاصطناعي مهمّة تحديد الأهداف ومُراجعتها وتعقّبها، ويقوم البشر بمهمّة التنفيذ عبر القصف بالطائرات. ولتطبيق هذه الاستراتيجية، استخدَمت "إسرائيل" عدّة أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي لتحقيق هذه الفاعليّة؛ فيقوم نظام "غوسبل" بتحديد المَباني التي يُعتقَد أنها تُستَخدَم من قِبَل مُجاهدي حماس وحزب الله؛ ويقوم نظام "لاڨندر" بتحديد وترشيح وتتبّع الأهداف البشرية. بينما يقوم نظام "أين أبي؟" بتتبّع هؤلاء المُستهدَفين عندما يكونون في منازلهم العائلية استعداداً لقصفهم. ووفقاً لتقرير نشَره الموقع الإسرائيلي (+972MAGAZINE)؛ فإن هذه النّظم تُساعد القوّات الإسرائيلية على تحديد من يجب استهدافه، مع تدخّل بشري ضئيل للغاية في عملية اتّخاذ القرار. (الاستفادة من مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدّمة).
2025-07-31 12:33:18 | 80 قراءة