التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-8-2025

ملخّص التقدير الإسرائيلي

30-8-2025

ملخّص بحث حول نزع سلاح المقاومة في لبنان وتداعياته

يُواجِه لبنان في المرحلة الراهنة تحدّيات وجوديّة تُهَدّد كيانه الوطني، إثر تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية الرامية إلى نزع سلاح المقاومة، وتفكيك عناصر القوّة الوطنية الوحيدة التي يملكها. وتتجلّى هذه الضغوط في قرارات حكومية غير ميثاقية، وتدخّلات خارجية (أمريكية – سعودية) ومَطالب إسرائيلية تسعى إلى فَرض أجندات تتناقض مع المصلحة الوطنية العليا. وتعكس التركيبة الحكومية الجديدة في لبنان - التي تشكّلت بتدخّلات خارجية، وعلى وَقع توازنات داخلية مُتَبَدّلة- تَوَجّهاً أكثر جرأة في مُقارَبة الملفّات السيادية؛ إذ كَلّف مجلس الوزراء الجيش اللبناني رسمياً بوضع خطّة مُتكامِلة لنزع سلاح المقاومة الوطنية، وذلك للمرّة الأولى منذ عقود(الجزيرة نت، 13/8/2025).

وجاء القرار استناداً إلى إملاءات أميركية وقِحة، تُقَدّم أولويّة الأمن الإسرائيلي على حساب المصالح الوطنية اللبنانية. وأمام هذا التحوّل، وجدَت الحكومة اللبنانية نفسها عند تقاطع  دقيق، بين تنفيذ قرار يُفتَرض أن يُعيد إلى الدولة هَيبتها وسيادتها، وبين احتواء رفض حزب الله الصريح لأيّ مسار يستهدف سلاحه، في لحظة إقليمية شديدة الخطورة والتعقيد. وتَزامنًا مع ذلك، أخَلّ رئيس الجمهورية، جوزاف عون، بخطاب القسَم الذي تعهّد فيه بمُناقشة “سياسة دفاعية مُتكامِلة كجزء من استراتيجيّة أمن وطني”، راضِخاً للضغوط الخارجية والداخلية، ومُتَخَلّيًا عن الورَقة اللبنانية التي رفعَها للأميركيين، وأعلَنها في خطابه يوم 31 تموز 2025، والتي تنص على وقف الاعتداءات الإسرائيلية والتزام “إسرائيل” بما عليها من مُتَوجّبات في اتفاق وقف الأعمال العدائيّة، وانسحابها من الأراضي اللبنانية، قبل مُناقَشة مسألة السلاح. (مركز سونار، 19/8/2025).

في مُقابِل ذلك، أكّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن المقاومة لا تَرفض مُناقَشة استراتيجيّة دفاعيّة وطنيّة، بل تُطالِب بأولويّات المرحلة، من وقف الاعتداءات وتحرير الأرض وعودة الأسرى والبدء بإعادة الإعمار؛ وقال: “عند مُناقَشة استراتيجيّة أمن وطني أو استراتيجيّة دفاعيّة وطنيّة، خذوا منّا كلّ التسهيلات”.

والتجارب التاريخية أثبتت أنّ أيّ تنازل عن أدوات الردع العسكري، خَاصَّة في ظلّ غياب جيش وطني قادر على المُوازَنة، يُتَرجَم مُباشرة إلى فقدان السيادة وتكريس التبعيّة؛ وهو بالضبط ما حَذّر منه الشيخ قاسم، عندما أشار إلى أن نزع السلاح سيفتَح الباب أمام "إسرائيل" للسيطرة على مَوارد لبنان وثرواته، خَاصَّة في المياه الإقليمية والمناطق الحدودية الغنيّة بالغاز. لذلك، فَــإنَّ أيّة خطوة نحو نزع هذا السلاح في هذه اللحظة التاريخية الحرِجة، ليست فقط استسلامًا للضغوط، بل هي مُشارَكة فعليّة في تمهيد الطريق لـ"إسرائيل الكبرى"؛ وهو الخطَر الأكبر الذي يُهَدّد ليس لبنان وحده، بل مُستَقبل الأُمَّــة العربية برمّتها. (موقع أنصار الله، 19/8/2025).

إلّا أن رئيس الحكومة اللبنانية، نوّاف سلام، قابَل هذا الخطاب بتَعَنّت أكبر، واتّهم الشيخ قاسم بالتهديد بحرب أهليّة؛ في حين أن الشيخ قاسم كان يدعو إلى التهدئة والتفاهم الوطني؛ هذا في وقتٍ لا تزال المقاومة تُشَكّل قوّة فاعلة ومؤثّرة في المشهد اللبناني، بما تمتلكه من شعبية واسعة وكتلة برلمانية وعلاقات داخلية وقوّة عسكرية، مع منظومات دفاعية وهجومية متطوّرة، وجهوزيّة عالية في مختلف الجبهات. أما جبهة الخصوم، فتتّصف بضعف القدرة المعنوية والشعبية لرموزها وافتقارها للدعم الشعبي الحقيقي. وبرغم ضخامة المؤامرة الأمريكية – الإسرائيلية - السعودية على لبنان، فإن المقاومة لا تزال تمتلك توازن ردع داخلي، شعبي وسياسي وأمني، يمنع عنها العَزل أو السقوط، خاصّة إذا عملت على تعزيز التفاهمات الوطنية مع القوى غير المُتَوَرّطة في المشروع الخارجي، وتفادي الصدام الداخلي مع الجيش اللبناني.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2025-08-28 13:21:46 | 19 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية