ملخّص التقدير الإسرائيلي
15-10-2025
ملخّص بحث حول خطّة ترامب لإنهاء حرب غزة
تأتي الخطّة الأمريكية الأخيرة حول غزة في توقيت حسّاس، حيث يسعى البيت الأبيض إلى استعادة زمام المُبادَرة في الملف الفلسطيني بعد تصاعد الانتقادات الدولية تجاه الهجَمات الصهيونية الإجرامية على غزة؛ ومن بين أهدافها الحيلولة دون اتساع موجة الدعم العالَمي لفلسطين، التي شهِدت تنامياً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة عبر بيانات التضامن، والمُظاهَرات الدوليّة الحاشدة، وضغط المنظّمات الإنسانية. كما تُحاوِل إدارة ترامب من خلال هذا الحِراك إبراز دورها كوسيط مُحايِد، في حين تعمل على حماية الكيان الصهيوني من المزيد من العزلة الدولية. والإدارة جمَعت قادة السعودية، والإمارات، وقَطَر، ومصر، والأردن وتركيا، في مُحاوَلة لإقناع هذه الدول بالمُوافَقة على الخطّة والتعاون في صياغة حلّ سياسي من خلالها، بما يُقَلّل من أيّ تداعيات سلبيّة على الكيان الصهيوني؛ كما تهدف إلى تقديم صورة دبلوماسية تُخَفّف من الضغوط على الصهاينة بعد سلسلة الهزائم الميدانية والإخفاقات في استعادة الأسرى، وضمان استمرار دور الولايات المتحدة كلاعب رئيس في إدارة النزاع، مع إبقاء بعض الخيارات مفتوحة لتوجيه الغضب الدولي بعيداً عن كيان الاحتلال.
لقد وُصِفَت التحرّكات الأمريكية بأنها مُفاجِئة وغامضة، نظَراً لتَزامُنها مع اجتماعات الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، ورفض نتنياهو لأيّ حلول لا تتّفق مع أهدافه الشخصية. هذه الخطّة تمنَح ترامب هامشاً دبلوماسياً أكبر لتقديمها دون الانكشاف المباشر أمام الانتقادات الصهيونية الداخلية، حيث يُشير المُراقِبون إلى أن الهدَف الرئيس من التحرّك هو إعادة ضبط الصورة السياسية للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، وإظهار قُدرتها على إدارة النزاعات الكبرى، بما يَحمي مصالح واشنطن وتل أبيب الإقليميّة. كما سعى الاجتماع إلى وضع تصوّر مستقبلي لإدارة قطاع غزة بعد انسحاب الاحتلال، مع الحفاظ على أمن الكيان العِبري، وتقليل أيّ مَخاطِر على الاستقرار الداخلي الصهيوني. والهدف الآخر يتمثّل في إشراك الدول العربية والإسلامية كضمانات خارجية لتنفيذ الاتفاقيّة، بما يُضفي مصداقيّة على خطّة ترامب، ويَحدّ من أيّ انتقادات دوليّة مُحتَمَلة. كما تأتي خطّة أو مُبادَرة ترامب لتخفيف الضغط العسكري والسياسي على كيان الاحتلال، بعد سلسلة هزائم ميدانيّة في غزة، وعجزه عن استعادة الأسرى. ويؤدّي الوسيطان القَطَري والمصري دوراً محورياً في المُبادَرة، من خلال نقل الرسائل بين الأطراف المختلفة، وضمان تقديم تسويات مُحتَمَلة لحماس بدون الإضرار بالقدرة السياسية للكيان الصهيوني. والاجتماع المُفاجئ مع القادة العرب والمسلمين يأتي أيضاً لتأكيد الدور الإقليمي لهذه الدول كضمانة تنفيذية، وتقليل احتمال ظهور فراغ سياسي أو أمني في غزة بعد أيّ انسحاب إسرائيلي. وعلى المستوى الاقليمي، تشمل الخطّة إعادة ترتيب العلاقات بين هذه الدول وحكومة الكيان، عبر إشراكها في عملية إعادة الإعمار وتمويل المرحلة الانتقالية، ما يُتيح للولايات المتحدة الاستفادة من هذه الشراكة لتعزيز موقعها الاستراتيجي في المنطقة، مع ضمان استمرار هيمَنتها على إدارة الملف الفلسطيني بما يحمي مصالح حلفائها، وعلى رأسهم "إسرائيل".
وفي المُحَصّلة، إن تحرّكات ترامب الأخيرة تُمَثّل نموذجاً صارخاً للتحيّز الأمريكي الواضح للكيان الصهيوني، ومُحاوَلة لتغطية إخفاقاته الميدانية والدبلوماسية، تحت ستار مُبادَرة سلام مزيّفة؛ والاجتماع مع القادة العرب والمسلمين يهدف بالأساس إلى حماية الاحتلال من الانتقادات الدولية، وتجميل العدوان، وتقليل الدعم العالَمي للفلسطينيين (موقع الوقت، بتصرّف، 2/10/2025 ).
2025-10-15 11:01:51 | 21 قراءة