عقِدت في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بتاريخ 27/12/2018، الندوة السياسية الدورية بعنوان (القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الأخيرة)، والتي حاضر فيها الأستاذ محمد البريم (أبو مجاهد)، الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية (ألوية الناصر صلاح الدين) في قطاع غزة.
وقد حضر الندوة، التي عقِدت برعاية رئيس مركز باحث للدراسات، البروفسور يوسف نصرالله، العديد من الشخصيات الفكرية والسياسية والإعلامية؛ ومن أبرز الحاضرين:
بعد تعريف من الأستاذ حسن شقير، بدأ المحاضِر كلامه بمقدّمة موجزة قال فيها:
لا شك أن القضية الفلسطينية تتعرض لهجوم غير مسبوق ومؤامرة كونية تستهدف طمس هذه القضية وهويتها الوطنية ، والقضاء على امتدادها ضمن عمقها العربي والإسلامي ، وعزلها عن محيطها عبر بوّابة التطبيع، والتي تُعدّ إحدى حلقات صفقة القرن الأمريكي ، والتي بدأت بإعلان ترامب قرار نقل السفارة الأمريكية وتنفيذه بتاريخ 14-5-2018 م؛ ومن ثمّ انتقل ترامب إلى التشكيك بقضية اللاجئين وحقّ العودة عبر مهاجمة وكالة الأونروا ووقف الدعم المقدّم لها، ومحاولة اللعب بالمصطلح (من هو اللاجئ)؛ فوفقاً للمفهوم الأمريكي، بات تعداد اللاجئين الفلسطينيين لا يتجاوز عشرين ألفاً؛ وبالتالي يحقّ لهؤلاء فقط العودة؛ وهذا التوجه يجافي الحقيقة والواقع، ويهدف لإنهاء القضية وثوابتها ورموز مظلوميتها لصالح تثبيت المشروع الصهيوني في أرض فلسطين .
وأضاف: لكن شعبنا الفلسطيني لم يقف مكتوف الأيدي في مواجهة "صفقة القرن"، وهو صعّد في ثورته ومقاومته منذ قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة. وقد شاهدنا كيف خرجت الجماهير في كثير من مناطق الاشتباك والمواجهة مع العدو الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة .
لقد خرجت جماهير شعبنا، وخاصة الشباب منهم ، في مواجهات مفتوحة مع العدو الصهيوني ، وتم تنفيذ عمليات بطولية ( من دعس وطعن ، وإلقاء زجاجات حارقة )، وغيرها، ضد الاحتلال ومستوطنيه. ورغم صعوبة الأوضاع في الضفة المحتلة ، والاعتقالات اليومية التي ينفّذها الاحتلال ضد الشباب المقاوم، في إطار التنسيق الأمني الذي تلتزم السلطة به مع الاحتلال، من خلال يدها الأمنية الباطشة، التي تمنع المقاومة وتكبّلها؛ إلاّ أن شبابنا الفلسطيني في الضفة المحتلة يدرك جيّداً بأن لا خيار لديه إلاّ المقاومة لمواجهة الاحتلال وإفشال صفقة القرن الأمريكية ، وحماية القدس من التهويد، والمسجد الأقصى من التدنيس.
وحول قطاع غزة المحاصر، قال (أبو مجاهد):
رغم الحصار لم تضعف عزائم شعبنا البطل في قطاع غزة، لقد خرج الجميع منذ إعلان قرار ترامب المشؤوم إلى نقاط التماس والأسلاك الشائكة شرق قطاع غزة ، واشتبكوا مع العدو، وسقط منهم مئات الشهداء والجرحى رفضاً لصفقة ترامب الخبيثة .
لقد تطوّر الفعل الفلسطيني المقاوم في قطاع غزة ، عبر فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في 30-3-2018م؛ في ذكرى يوم الأرض الفلسطينية ، بمشاركة حشود جماهيرية كبيرة ، من مختلف الفصائل والقوى وجموع أبناء شعبنا في قطاع غزة .
وحول أهداف مسيرات العودة قال (أبو مجاهد) :
هذا فضلاً عن أهداف مرحلية لمسيرات العودة، وهي:
وفيما يتعلق بالمقاومة، قال (أبو مجاهد):
لقد تمسكت المقاومة بخيارها وفعلها الميداني ضد المحتل، حيث تم تنفيذ العديد من العمليات الفدائية النوعية في مواجهة العدو الصهيوني، ومنها:
حول المشهد السياسي الفلسطيني، قال (أبو مجاهد):
من المؤسف استمرار الانقسام الفلسطيني، وعدم الوصول إلى رؤية وحدوية وطنية تقود المشروع الوطني الفلسطيني، وبما يؤثّر سلباً على مسار القضية الوطنية عموماً .
هناك من يفكّر بعقلية إقصائية وينتهج التفرّد في كلّ المؤسسات الفلسطينية، ويدّعي تمثيله للقضية والشعب. وقد شاهدنا ذلك من خلال التفرّد بعقد المجلس الوطني والمجلس المركزي في ظلّ غياب قوى فلسطينية وازنة. وهذا السلوك الإقصائي وفرضه على الكلّ الفلسطيني مرفوض من قِبلنا.
إن حلّ المجلس التشريعي قرار خطير جداً، ويتعارض مع المادة 47 مكرّر من النظام الأساسي الفلسطيني ، وسيفتح المشهد الفلسطيني على تداعيات خطيرة .
وختم (أبو مجاهد): إن المطلوب وطنيا في هذه المرحلة متابعة المسائل الآتيةً :
ورداً على مداخلات من بعض المشاركين، أجاب (أبو مجاهد)، بإعطاء لمحة موجزة عن نشأة (لجان المقاومة الشعبية) وجناحها العسكري (ألوية الناصر صلاح الدين)، والتي أسّسها كوادر سابقون من حركة فتح وحماس والجهاد؛ وهي نفذت عمليات نوعية ومؤثّرة منذ مرحلة الانتفاضة الأولى (انتفاضة الأقصى 2000)، في العامين 2001 ، 2002 ، ومنها تدمير دبابة ميركافا-3 للعدو، والتي ألغت صفقات كبيرة أبرمها العدو مع تركيا والصين لشراء هذه الدبابات؛ وأسر جندي صهيوني بالتنسيق مع حماس، في العام 2006.
وقد تطوّر عمل لجان المقاومة الشعبية، عسكرياً وسياسياً وتنظيمياً وإعلامياً وشعبياً، حيث تحافظ اللجان على علاقات جيّدة حالياً مع مختلف الفصائل والقوى المقاومة.
ورفض المحاضِر أي تسوية مع الكيان الغاصب، مستبعداً التصالح بين نهجي المقاومة والتسوية، كونهما خياران متوازيان لا يلتقيان، وداعياً إلى إعادة بناء منظمة التحرير على الأسس التي استندت إليها منذ إنشائها ، بهدف إعادة اللحمة الفلسطينية وتفعيل المقاومة ضد العدو الصهيوني.
وأوضح (أبو مجاهد) أن قبول المساعدات القطرية وغيرها غير مشروط، وأن الشعب الفلسطيني يرفض أية تنازلات سياسية مقابل رفع الحصار عن غزة، والذي يعاني أهله الأمرّين من أجل الحفاظ على خيار المقاومة ضد المحتل الصهيوني، نيابة عن كلّ العرب والمسلمين.
وبالمناسبة، وجّه (أبو مجاهد) الشكر والتقدير الكبير لإيران ولحزب الله على دعمهما اللوجستي والعسكري والمالي لحركات المقاومة وللشعب الفلسطيني عموماً، ومن دون أيّة اشتراطات في أي مرحلة من مراحل الصراع مع العدو الصهيوني.
2019-01-02 13:55:38 | 1937 قراءة