وقد حاضر المفكّر والخبير في الشؤون الأفريقية، الأستاذ حلمي شعراوي، حول مخاطر التغلّغل الصهيوني في أفريقيا، والذي يعود برأيه إلى عشرات السنين، مقابل غيابٍ عربيٍ وإسلاميٍ غريبٍ عن القارّة السمراء التي تختزن موارد وإمكانياتٍ هائلة...
وبعد إسهاب الكاتب المصري في شرح الدور المصري، وخاصّة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في السودان وأثيوبيا ودولٍ إفريقيةٍ أخرى، لجهة مساندة حركات التحرّر الوطني في تلك الدول ومواجهة القوى الاستعمارية التي كانت تحتلّ هذه الدول، تحدّث الأستاذ شعراوي باستغرابٍ عن عدم تنظيم الوجود أو الدّور العربي والاستخفاف به من قِبل معظم الحكّام العرب ، مقابل مركزيّة الدور اليهودي وتنظيمه (إعلامياً واستثمارياً وسياسياً)!
لقد لعب اليهود دور "الوسيط النزيه" لدى المؤسّسات المالية الدولية الكبرى (البنك الدولي/ صندوق النقد) تحت عنوان تقديم القروض الضخمة والمساعدات لبعض الدول الإفريقية التي كانت تسعى للنهوض باقتصاداتها بعد رحيل القوى الاستعمارية بوجودها المباشر عنها؛ ما أنشأ استعماراً من نوعٍ آخر لتلك البلدان، كان للصهاينة الموقع المهمّ والخطير فيه، بعكس ما فعله العرب حينها وما يفعلونه اليوم!
واستطرد الأستاذ شعراوي في الحديث عن مصير السودان الذي سيقسّم بعد الاستفتاء الأخير في جنوبه الغنيّ بالنفط والموارد؛ فضلاً عن تحفّز أميركا و"إسرائيل" لفصل إقليم دارفور عنه في وقتٍ لاحق، في ظلّ سعيهما المعلن لترسيخ وجودهما التخريبي في جنوب السودان وغيره من البلدان الأفريقية، لأهدافٍ اقتصاديةٍ واستثماريةٍ وسياسيةٍ مكشوفة؛ مقابل استمرار الوهن العربي (والمصري خصوصاً) لمواجهة هذه الحالة السودانية الخطيرة، واحتمال تمدّدها إلى دولٍ عربيةٍ أخرى، في سياق المشاريع التقسيمية التي تخدم أهداف أعدائنا حصراً وتحديداً!
وختم الكاتب المصري بالقول إن الخطّ العربي-الأفريقي هو بالفعل خطّ مأساةٍ مستمرّة (السودان/تشاد/مالي/أريتريا/ أثيوبيا...)؛ كما هو موضع اختراقٍ دائم من قِبل القوى الاستعمارية الكبرى ومن قبل الصهاينة أيضاً ...
1- بمواجهة تخبّط الدول الأفريقية في أزماتها واستغلال المستعمرين لثرواتها، هناك غيابٌ للمشروع العربي المقابل (دعم وإسناد واهتمام).
2- التطبيع العربي مع الصهاينة شجّع بعض القوى والأحزاب الأفريقية على إقامة علاقاتٍ مشبوهةٍ مع الكيان الإسرائيلي، سابقاً وراهناً.
3- غياب أيّ خططٍ عربيةٍ لمواجهة مؤامرة تقسيم السودان، في ظلّ ردود فعلٍ باهتةٍ حتّى الآن!
4- العلاقات العسكرية والأمنية للكيان مع بعض دول أفريقيا في تنامٍ مستمرّ؛ وهي تُربِح الكيان مالياً وأمنياً وسياسياً (تأجيج النزاعات وضرب القوى المناهضة للصهيونية).
5- يعتمد الإسرائيليون وسائل خبيثة ومدروسة لترسيخ نفوذهم في أفريقيا (خرق الشركات القوية/ تدريب حرس الرئاسة في البلد/تقديم الخبرات والمساعدات الطارئة...)، مقابل تركيز العرب (واللبنانيين خاصّة ) على نسج علاقاتٍ مع الحكّام، ولخدمة أهدافهم الخاصّة فحسب!
2011-01-18 12:09:17 | 2598 قراءة
تعليقات القراء | 1 تعليق / تعليقات |
منصور إبراهيم : رجاء وتمني | 2011/01/20 | 02:05د |
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأعزاء في مركز باحث تحية طيبة: نشكر لكم جهدكم ونتمنى لكم المزيد من التقدم والنجاح. نتمنى عليكم وضع نص المحاضرة كاملاً،زيادة في الفائدة، ولفتح باب الحوار مع النص وفقكم الله |