التصنيفات » مقالات سياسية

تقدير استراتيجي:المُخَطّط الاستراتيجي الصهيوأمريكي لمنطقة غرب آسيا*

تقدير استراتيجي

المُخَطّط الاستراتيجي الصهيوأمريكي لمنطقة غرب آسيا*

*الكاتب والمحلّل السياسي: يحيى دايخ 
5/7/2025

أمام تسارع الأحداث والتحوّلات الجيوسياسية في منطقة غرب آسيا وتعقيداتها، من خلال محاورها الثلاثة:
*المحور الأوّل: العدوان الصهيوأمريكي على إيران.
*المحور الثاني: عدوان إسرائيلي على اليمن.
*المحور الثالث: تجدّد العدوان الإسرائيلي على لبنان بشكل جديد.
..وأمام ربط العدو الصهيوأمريكي لهذه المحاور ببعضها البعض، عبر مُحاولاته الاستفراد بكلّ جبهة لوحدها، تنفيذاً لمخطّطه الاستراتيجي القاضي بتغيير جغرافيا سايكس - بيكو إلى جغرافيا تلمودية لإسرائيل الكبرى، وإحداث تحوّل جيوسياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي في "الشرق الأوسط"، يؤمّن سيطرة تامّة صهيوأمريكية على دول وشعوب المنطقة؛ وبالتالي التحكّم الكامل بمُقَدّرات وثروات ومعادن تلك الدول.
.. تأتي هذه القراءة التحليلية المُوَسّعة  كمُحاولة لتقدير المُتَوَقّع والمُرَجّح فيما يخصّ الخطوات التي سيُقدِم عليها العدو، مع تناول كلّ محور على حِدَة.
*المحور الأوّل: العدوان الصهيوأمريكي على إيران
بعد العدوان الإسرائيلي- الأمريكي على إيران في حزيران الماضي، وتَمَكّن الجمهورية الإسلامية من الثبات واحتواء هذا العدوان وإفشال أهدافه الاستراتيجية، والانتقال سريعاً إلى الردّ المُرَكّز والشديد، ما أدّى الى خَلق شعور لدى المستوطنين الصهاينة بأنّ نهاية "إسرائيل" قد حانَت؛ كما لدى القيادة السياسية بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة وفقدان زمام المبادرة، مع تمكّن إيران من إيجاد قدرة ردعيّة فاعلة.  ولذا، كان التدخّل الأمريكي والردّ الإيراني السريع والمَدروس عليه، والذي أجبَر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توسيط قَطَر لطلب وقف النار.
وهنا سؤال يَطرح نفسه: إلى أيّ مدى يمكن أن يطول وقف إطلاق النار بين العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وبين إيران من جهة ثانية؛ خاصّةً وأن صنّاع القرار السياسي في كيان العدو والإدارة الأمريكية يعرفون ضمنياً أن الأهداف الاستراتيجية للعدوان على إيران قد فشلت، والمُتَمثّلة بما يأتي:
- إسقاط النظام الإيراني من خلال العدوان وتحفيز الشعب الإيراني على الانقلاب على حكومته.
- تدمير البرنامج النووي الإيراني.
- إيقاف برامج التطوير للصواريخ الباليستية (هدف مُستَحدَث بعد العدوان).
إن المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران مُتَوَقّفة حالياً. وكانت إيران قد صَرّحت على لسان رأس ديبلوماسيّتها، بأن العودة إلى المفاوضات لن تُستأنَف في المدى المنظور قبل أن تحصل إيران على ضمانات بعدم الاعتداء عليها مُجَدّداً.
وبالتالي، ما هي السيناريوهات الإسرائيلية - الأمريكية المُحتمَلة اتجاه إيران؟ وهل من المعقول عودة العدوان على إيران، خاصّةً وأن إيران سارعت بعد وقف إطلاق النار  إلى الصين مُباشرةً لشراء منظومات دفاع جويّ حديثة؛ وكذلك طائرات مُقاتِلة واعتراضية متطوّرة.
*أوّلاً: ما هي العوامل التي قد تُطيل وقف إطلاق النار (فرص التهدئة طويلة الأمَد):
1. توازن الردع الجديد: 
   - الردّ الإيراني الصاروخي، الشامل والقويّ والمُرَكّز، فَرَض واقعًا غير مسبوق في إظهار قدرة إيران على شلّ مراكز الثقل الإسرائيلية الاستراتيجية ذات الحساسيّة الأمنيّة والعسكريّة والبحثيّة، وإرباك المنظومة الدفاعيّة.
   - رأت الإدارة الأمريكية أن أيّ تصعيد إضافي قد يجرّ المنطقة إلى حرب شاملة تُهَدّد مصالحها وقواعدها، خاصّة مع استهداف قاعدة "العديد" في قَطَر، كرسالة جادّة وقويّة، بما تمثّل هذه القاعدة لأمريكا.
2. الخوف من التصعيد الشامل الذي يتمثّل في:
   - إغلاق مضيق هرمز (الذي أوصى مجلس الشورى الإيراني بإغلاقه، وأيّده مجلس الأمن القومي) سيُشعِل أزمة اقتصادية عالمية، ما يشكّل ضغطًا على الغرب لعدم المُجازفة بأيّ عمل عدائي شامل ضدّ الجمهورية الإسلامية.
3. الرأي العام الإسرائيلي والأمريكي:
   - الكلفة الداخلية للحرب أصبحت مَلموسة (كما شَهدنا في الحرب المَفروضة على إيران)، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ما قد يدفع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية لتجميد التصعيد.
ثانيًا: العوامل التي قد تُفَجّر الوضع مُجَدّدًا (هَشاشة وقف إطلاق النار):
1. أجندات نتنياهو وترامب:
   - كلاهما قد يلجأ للتصعيد مُجَدّدًا للهروب من أزمات داخلية (قضائية أو انتخابية أو حكومية).
2. الملف النووي الإيراني:
   - إن قَرّرت طهران استئناف تخصيب اليورانيوم بعد وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، ما قد يُستخدَم ذريعة لعودة العدوان.
3. تطوّرات محور المقاومة:
   - إذا فُسّر وقف النار على أنه انتصار لمحور المقاومة، فقد تسعى "إسرائيل" لضرب "وكلاء" إيران في لبنان أو اليمن، لتعديل المشهد.
 ثالثًا: السيناريوهات واحتمالاتها ابتداءً من وقف إطلاق النار (ترجيحات مبدئيّة):
1. هدنة مُوَقّتة مُتَوَتّرة (مَرهونة بالردع): 50٪ 
  - وقف أيّ شكل أو عمل عدائي إسرائيلي أمريكي، لإعادة التقييم والتقاط الأنفاس، لكن دون اتفاق سياسي واضح؛ أي: 
- مُحاولة إعادة ترتيب الأولويّات في المنطقة بعد الخسائر التي مُنِيَت بها دولة الاحتلال واهتزاز صورة الردع الأمريكية الإسرائيلية.
- مُحاولات السعي عبر وسطاء لاستئناف المفاوضات النووية وفق شروط جديدة.
- تهدئة مُوَقّتة لإعادة بناء التحالفات الغربية والإقليمية وتعزيز قواعد الردع ضدّ الجمهورية الإسلامية؛ ما يعني أن التصعيد قابل للعودة بسرعة.
2. تصعيد وتَوَتّر مُتَجدّد (30٪) 
- هَجمات من الطرفين على "وكلاء" أو أهداف غير مُباشرة تؤدّي لتصعيد مُتَجَدّد.
- تكثيف الضغوط الاقتصادية والسيبرانية على إيران.
- تنفيذ عمليات استخبارية تخريبية واغتيالات.
- تحريك وكلاء إقليميين لزعزعة استقرار إيران داخليًا (بعض الأقليّات المُناوئة، أو المجموعات المُسَلّحة المُعادية لطهران).
- تحفيز انتفاضات داخليّة فوضويّة لإرباك القيادة.
3-  سيناريو العودة إلى المواجهة المُباشرة (ترجيح: 15%)
- في حال فشل واشنطن وتل أبيب باحتواء قدرة الردع الإيراني.
- إذا أقدَمت إيران على خطوات، كـ:
  - إعادة تفعيل تخصيب اليورانيوم.
  - إعلان الجمهورية الإسلامية عن امتلاك سلاح نووي.
  - تنفيذ إغلاق فعلي لمضيق هرمز بعد عملية إسرائيلية أمريكية ضدّ إيران أو اغتيال كبير.
4. تسوية سياسية أوليّة عبر مفاوضات غير مباشرة( 5٪ )
   -عبر وسطاء، مثل سلطنة عُمان أو الصين أو قَطَر، تبدأ مُحاولات لصياغة تفاهمات جديدة (مُشابِهة للاتفاق النووي القديم).
 رابعاً: هل من المعقول عودة الصراع قريبًا؟
بعد التقويم العام للعوامل والعناصر والأسباب المُعلَنة والأهداف الاستراتيجية للعدوان الأمريكي الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية، يكون الجواب على السؤال المذكور: نعم؛ لكن عند تَوَفّر شروط مُحَدّدة، وهي:
- إذا شَعَر الكيان العدواني بأن البرنامج النووي الإيراني قَيْد الترميم وقادر على العمل فعلياً.
- إذا فشلت الولايات المتحدة في فرض شروطها التفاوضية الجديدة في حال عادت المفاوضات.
- إذا نجحت الجمهورية الاسلامية في بناء مظلّة دفاعية جويّة قويّة، وحصلت على طائرات مُقاتِلة مُتَطوّرة من الصين، تعيق أيّ ضربة مستقبلية ناجحة.
خامساً: يمكن أن يكون الصراع القادم مُختلفًا:
- أن يصبح أكثر حَذَرًا؛ أي على أساس أهداف مدروسة بدقّة، مثلًا.
- أن يقوم الصراع على الأدوات غير التقليدية (حرب سيبرانية، عمليات خاصّة، عمليات أمنيّة، ضَرَبات دقيقة، حروب وكالة).
- تجنّب المُواجهة المُباشرة المُوَسّعة خشية من حصول انفجار إقليمي أو دولي واسع.

الخلاصة
بناءً على ما ذُكِرَ أعلاه، فإن احتماليّة عودة الصراع باتت مُرتبطة بثلاثة عوامل:
  1. نتائج نشر إيران لمنظومات دفاع جويّ صيني متقدّم ومتطوّر وتحديث سلاحها الجوّي.
  2. الوضع السياسي والاقتصادي والنفسي والاجتماعي للجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني (الانتخابات، التفكّك السياسي، الضغوط الاجتماعية، إلخ...).
  3. موقف الصين وروسيا من التدخّل المباشر أو غير المباشر.

المحور الثاني: عدوان إسرائيلي على اليمن
في التقدير أن احتمال مُهاجمة "إسرائيل" لليمن وارد، ولكنه ضعيف الترجيح، إلّا إذا قام العدو بعمليات أمنيّة استخبارية تخريبية أو عمليات اغتيال انتقاميّة، لعدّة اعتبارات استراتيجية وأمنيّة، أهمها:
1. دوافع مُحتمَلة للهجوم الإسرائيلي على اليمن:
- الانتقام الرمزي: بعد فشل العدوان الإسرائيلي-الأمريكي في تحجيم البرنامج النووي الإيراني أو القضاء عليه، قد تسعى "إسرائيل" لضرب "وكلاء" إيران (كأنصار الله في اليمن) لإظهار القوّة، كتعويض أمام الداخل الإسرائيلي.
- وقف التهديدات البحرية: ما زال اليمن يشكّل تهديداً فعلياً للملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ممّا يُسَبّب لدولة الكيان خسائر كبيرة إقتصادياً.
- مُحاولة لاستعادة الردع: خاصّة بعد تعرّض الكيان الإسرائيلي لهَجمات بصواريخ ومُسَيّرات انطلقت من اليمن، ووصلت عمق فلسطين المحتلة ومناطقها الحيويّة والاقتصادية.
2. معوقات الهجوم:
- البُعد الجغرافي وتعقيدات الوصول الجويّ واللوجستي.
- عدم جدوى الضربات الجويّة الإسرائيلية والأمريكية السابقة في ثَنْي اليمن عن إسناد غزة.
- قُدرة اليمن على الردّ بصواريخ ومُسَيّرات بعيدة المدى، ما يعني أن التصعيد قد يؤدّي إلى نتائج عكسيّة.
- انشغال "إسرائيل" بمُحاولات التعافي من تبعات الردّ الإيراني المؤلِم، سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
3. السيناريوهات والفرضيّات المُحتمَلة:
- قصف جويّ محدود لمواقع يمنيّة بصواريخ دقيقة: 30% .
- عملية سريّة (سيبرانيّة أو استخباراتيّة أو اغتيالات) ضدّ مواقع صاروخية أو قيادية: 40% .
- هجوم واسع النطاق يشمل ضربات جويّة مُتتالية:  10% .
 - عدم التصعيد، والاكتفاء بعمليات غير مُباشرة أو عبر الحلفاء: 20% .


التقدير المُرَجّح:
قد تلجأ دولة الكيان المُوَقّت إلى شنّ هَجمات مَحدودة وغير مُعلَنة، أو تنفيذ عمليات استخباراتية وعمليات اغتيال قادة، أو عمليات تخريبية ضدّ قدرات اليمن الصاروخية أو البحرية، مع تفادي مُواجهة مفتوحة.

المحور الثالث: تجدّد العدوان على لبنان بشكل جديد
إن فُرَص وجود سيناريو سوري -إسرائيلي مستقبلي داخل لبنان، من خلال حكومة أحمد الشرع (الجولاني)، واردة جداً، من خلال المؤشّرات الآتية:
- التسريبات عن أنّ اللقاءات لبحث اتفاقيات أمنيّة وتطبيعيّة بين الكيان المُوَقّت والحكومة السورية الجديدة، يمكن أن تُفضي الى دورٍ ما لمجموعات الشرع (الجولاني) في مُحاصرة ومُشاغلة حزب الله من جهة الشمال والشمال الشرقي؛ أي من البقاع الشمالي وصولًا إلى الهرمل، والجيش الصهيوني من جهة الجنوب إلى الجنوب الشرقي في البقاع الأوسط عبر سوريا، وخاصّةً أن دولة الكيان تحتل الآن درعا والقنيطرة والجولان السوري.
- استطاعت الأجهزة الأمنية اللبنانية اكتشاف والقبض على خلايا إرهابية سورية موجودة على الأراضي اللبنانية، ومُتعاونة مع جهاز الموساد الإسرائيلي. 
أوّلاً: المعطيات الميدانية والسياسية
- حكومة أحمد الشرع تمثّل تحوّلاً في التموضع السوري الرسمي عن سياسة محور المقاومة، لصالح المحور المُعادي للمقاومة.
- الاحتلال الاسرائيلي وتموضعه في درعا، القنيطرة، والجولان، يشكّل قاعدة ضغط عسكرية واستخبارية على لبنان.
- القبض على خلايا إرهابية سورية مُتعاونة مع "الموساد" الإسرائيلي في الداخل اللبناني، يُظهِر وجود عمل استخباراتي مُنَسّق اتجاه المقاومة وبيئتها.
ثانياً: فرضيّات وسيناريوهات مُحتمَلة للدور السوري الجديد:
1. سيناريو الضغط الميداني على حزب الله من الشمال والشمال الشرقي:
- فرصة تحقّقه 50%، بحيث أن حكومة الجولاني بدأت تنسيقاً أمنياً غير مُعلَن رسمياً مع دولة الكيان المحتل، بسبب وحدة الهدف بينهما (مُحاربة العدو المشترك: حزب الله).
- من أهداف هذا التنسيق مُحاصَرة المُقاومة جغرافياً: الجنوب المحتل (إسرائيلياً)، البقاع الشرقي - القلَمون السوري، وصولاً إلى الهرمل شمالاً (عصابات الجولاني).
2. تفعيل المجموعات المُسَلّحة السورية أو المُهَرّبة إلى الداخل اللبناني للعمل التخريبي داخل لبنان:
- فرصة تحقّقه: 60%، خصوصاً بعد كشف التعاون الاستخباراتي لبعض المجموعات التي وقَعَت في أيدي الأجهزة الأمنيّة اللبنانية مع استخبارات العدو "الموساد".
3- من المُمكن الجمع بين البندين 1 و 2 ، وغالباً ما يتم الجمع بينهما أثناء الأعمال القتالية.
 ثالثاً: المؤشّرات الميدانيّة الداعمة:
- تسريبات عن وجود وحدات استخبارات إسرائيلية عند نقاط التماس السوري- اللبناني.
- انتشار لوحدات قتالية أجنبيّة (إيغور، طاجيك، أوزبك، وتركمان) تابعة للأمن العام لجبهة النصرة. 
- تسريبات عن خلايا سورية دخلت تهريباً من جهة منطقة  تلكلخ .
- تزايد العمليات الأمنية للأجهزة الأمنيّة اللبنانية في بيروت والجنوب والبقاع، التي تستهدف خلايا إرهابيّة "سورية".
- فشل العدو الإسرائيلي في تقويض حزب الله، سياسياً وعسكرياً، قد يدفعه لتفعيل جبهة "الشمال-الشرق" ككمّاشة.
رابعاً: دور سوريا الجولاني في مُحاصَرة حزب الله عبر لبنان:
1. الواقع السياسي والأمني السوري ـاللبناني:
حكومة أحمد الشرع الجولانية تُرَكّز على تثبيت نفوذها في المناطق الحدودية وشرقاً (الحدود اللبنانية مُقابل المناطق المَحسوبة كمناطق نفوذ للمقاومة ، خصوصًا البقاع والهرمل، لمُحاصرة حزب الله، كدور جديد لحكومة الشرع. 
2. الاستراتيجية الإسرائيلية
تستغل دولة الاحتلال وجودها في الجنوب السوري (درعا، القُنيطرة، الجولان) لتشكيل جبهة مُواجهة شرقية مع حزب الله، تهدف لتقييد قدراته الصاروخية وتضييق الخناق عليه، بالتزامن مع عمليات استخباراتية في لبنان لضرب بنيته التحتيّة.
3. فرضيات التطوّر:
- قد تستخدم حكومة الشرع وجودها لتعزيز رقابة أمنيّة لصالح الاستخبارات الإسرائيلية أو الأمريكية على تحرّكات وقواعد ومراكز حزب الله في الشمال والشمال الشرقي للبقاع، تمهيداً لتنفيذ أي مهام قد تُطلَب منها. 
- في حال حدوث توتّر إقليمي أو نزاع مفتوح بين العدو الإسرائيلي وحزب الله، قد تُصبح المناطق الحدودية السورية مَسرحاً عسكرياً مُساعداً لأهداف العدوان الإسرائيلي. 
الخلاصة
نعم، هناك سيناريو مُتصاعد لمحاولة تشكيل كمّاشة عسكرية وأمنيّة على المقاومة، من الجنوب عبر "إسرائيل"، ومن الشمال والشمال الشرقي عبر سوريا "الجولاني" وبعض الجماعات الإرهابية، ك "داعش".
وبالتالي، إذا استمرّ الفشل الأمريكي الإسرائيلي سياسياً في فرض الإملاءات على المقاومة، فقد نشهد تحوّل هذا السيناريو من التخطيط إلى التنفيذ.
النتيجة
هذا التقدير الاستراتيجي، بمحاوره الثلاثة حول الصراع بين محور الخير والمقاومة والمحور الشيطاني الشرّير، وعلى رأسه أمريكا و"إسرائيل"، في منطقة غرب آسيا، يعكس تعقيدات الوضع الراهن ووجود مصالح متشابكة بين الأطراف الإقليمية (باكستان، إيران، دول الخليج، اليمن، تركيا، العراق، مصر، سوريا، إلخ...)، وتشابك مصالح مع دول كبرى (أمريكا، روسيا، الصين، إلخ....).
وبالتالي فإن النسب المئوية للسيناريوهات والفرضيّات الموضوعة في هذا التقدير تخضع لمتغيّرات هذه المصالح وتشابكها. أما في أصل الفرضيّات، فهي من المُرَجّحات في طُرق العمل.

2025-07-05 21:01:13 | 13 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية