التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد 28 - 29 ( خريف/شتاء2010 )




لا تزال تداعيات الحرب الوحشية التي شنّها الكيان الصهيوني على قطاع غزّة، ما بين (27/12/2008، و18/1/2009)، تتوالى يوماً بعد يوم؛ على المستويات الدولية والإقليمية والفلسطينية، السياسية والقانونية والإنسانية، على وجه التحديد. 
لقد أسقطت هذه الحرب القناع الزائف عن وجه الكيان البشع، والذي جهد طوال العقود الماضية لتجميله، مع سعيه لتشويه صورة النضال الفلسطيني والعربي ضدّ اغتصاب الكيان للأرض والمقدّسات، بتصوير الصهاينة كلّ مناضلٍ أو مجاهدٍ أو رافضٍ لاغتصاب العدوّ ولممارساته بأنه إرهابيٌ ومتطرّف، يريد استهداف الحضارة الغربية نفسها، التي أنتجت هذا الكيان "الفريد" و"المتميّز" في هذه المنطقة "المتخلّفة" و"المعقّدة"، بزعم قادة ومفكّري الكيان البغيض! 
وكانت الممارسات الصهيونية، على مدار العقود الماضية، تلقى اهتماماً محدوداً، أو لا مبالاة، من قِبل حكّام ومسؤولي وهيئات المجتمع الأميركي والغربي، رغم بشاعة ووحشية هذه الممارسات والسياسات العدوانية، التي أثمرت احتلالاً شبه كامل للأرض الفلسطينية، وتهجيراً لملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، وقتلاً أو جرحاً لعشرات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين والعرب، في المحيط العربي المجاور لكيان الاحتلال والإرهاب في فلسطين! 
لكن، هذه المرّة تغيّر المشهد المشوّه بالكامل، بفعل صمود الفلسطينيين وقوى الممانعة والممانعة في المنطقة، وفي ظلّ تطوّر وسائل الاتصال والإعلام والتواصل بين البشر؛ فضلاً عن تنامي مستويات الوعي على الصعيدين العالمي والعربي-الإسلامي بخطورة الكيان المصطنع في فلسطين، والذي بدأ يتحوّل تدريجياً من أداةٍ تدميريةٍ في خدمة الغرب المستعمر، إلى عبءٍ أو حتى إلى خطرٍ جدّيٍ على أمن ومصالح هذا الغرب، الذي يعاني اليوم من سلسلةٍ لا حدّ لها من الأزمات والقضايا الخطيرة، والتي تسبّب في نشوء بعضها هذا الكيان العنصري نفسه! 
إن تقرير غولدستون، وغيره من التقارير الدولية، أدان "إسرائيل" بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ وموثّق، في سابقةٍ تاريخية، يجب التأسيس عليها من أجل حشر هذا الكيان ونزع الشرعية الدولية المزيّفة عنه؛ وهو هدفٌ استراتيجيٌ يكمّل أو يتوّج المواجهة العسكرية-الأمنية-السياسية المفتوحة مع الكيان؛ وليس ترفاً فكرياً أو حلماً مستحيل المنال! 
من هنا، تابعنا في هذا العدد من دوريّتنا، آثار أو تداعيات تقرير غولدستون، والذي قد يصل إلى مجلس الأمن الدولي، فالمحكمة الجنائية الدولية، أو قد لا يصل. فالمهمّ، برأينا، هو متابعة إدانة الكيان على الصعيدين الأوروبي والعالمي، وخصوصاً إمكانية ملاحقة قادة المجرمين، مع تظهير صورة هذا الكيان على حقيقتها، والتي يعرفها أبناء تلك المنطقة، المنكوبين بوجود كيانٍ إرهابيٍ عنصريٍ متغطرس، لم يكن يقيم أيّ وزنٍ أو اعتبارٍ للقيم والمعايير الإنسانية، إلاّ عبر وسائل إعلامه الخبيثة فقط! 
هذا العدد من (دراسات باحث) يُفتتح بمقابلةٍ شاملةٍ مع الدكتور طلال ناجي، الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامّة، ضمن سلسلة الحوارات الفكرية-السياسية مع قادة أهمّ الفصائل الفلسطينية. ومن ثمّ نعرض مداولات الندوة التي عقدها مركز باحث، حول إمكانيات أو سيناريوهات محاكمة الكيان، بين القانون والسياسة، والتي حاضر فيها الدكتور والباحث العراقي عبد الحسين شعبان، بحضور جمعٍ من المتخصّصين والباحثين والمهتمّين؛ إضافة إلى خلاصتين لندوتين عقِدتا في مصر، حول تقرير غولدستون والمهام المطلوبة لتفعيله وإيصاله إلى خاتمته المرجوّة؛ فضلاً عن قراءةٍ تحليليةٍ لانعكاسات تقرير غولدستون على الداخل الصهيوني، العسكريّ والمدنيّ على السّواء. 
وفي آخر هذا الملفّ، الملخّص التنفيذي لتقرير غولدستون، كما صدر عن هيئة الأمم المتحدة في نيويورك.
وفي العدد الخاصّ أيضاً دراسةٌ موسّعةٌ حول جريمةٍ صهيونيةٍ مخفيّةٍ ومتمادية، تتعلّق بما يسمّى (مقابر الأرقام) التي تحوي جثامين مئات الشهداء الفلسطينيين والعرب، من دون أدلّةٍ تثبت هويّاتهم؛ وهي تهين كرامة الإنسان العربي والمسلم في كلّ مكان، في الوقت نفسه! 
ويُختتم هذا العدد بقراءةٍ في كتابٍ صادرٍ عن مركز باحث، حول أوجه الشبه أو التماثل بين الصهيونية العنصرية في فلسطين والاستعمار الاستيطاني، الذي تجسّده الولايات المتحدة الأميركية في هذا الزمن الرديء!
 
 

2013-09-26 10:04:03 | 1885 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية