التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد 30 - 31 (ربيع/صيف 2010)




تمرّ القضية الفلسطينية بالخصوص، والمنطقة عموماً؛ بأخطر مراحلها السياسية منذ إنشاء الكيان الصهيوني الغاصب في أرض فلسطين في العام 1948. 
فالفلسطينيون، أصحاب الأرض والقضية، كما الدول والشعوب العربية والإٍسلامية، القريبة أو البعيدة عن مركز الصراع، لم يرتاحوا ولو للحظةٍ واحدةٍ من أذى وشرور هذا الكيان ومن يدعمه من قوى كبرى، صارت مكشوفة بالكامل أمام الإنسانية جمعاء، لجهة أطماعها التوسعية ورؤيتها السوداء للشعوب والأنظمة التي لا تخضع لسلطانها أو لنزواتها المقيتة. 
في المرحلة الراهنة، والتي أثبتت فيها مقاومة الشعوب وجودها السياسي والمعنوي والمادّي في وجه آلة الحرب الصهيونية-الأميركية العمياء، على امتداد المنطقة، وخصوصاً منذ الغزو الأميركي الوحشي للعراق في آذار 2003، هناك سعيٌ أميركيٌ حثيثٌ لتصفية قضية فلسطين، تحت غطاء إطلاق مفاوضات مباشرة وحاسمة بين حكومة نتنياهو العنصرية وسلطة محمود عباس المتهالكة في الضفة الغربية المحتلّة، تؤدّي إلى وضع حدٍ للصراع، وبما يحقّق هدفاً استراتيجياً لإدارة أوباما، التي تتطلّع إلى خوض مواجهات جديدة، وبأساليب ووسائل مختلفة، ضدّ أعدائها على امتداد الكرة الأرضية!
وعليه، فإن المحاولة الغربية الجديدة لإطلاق المفاوضات لا تصبّ في إطار إرساء السلام والاستقرار والعدالة في فلسطين؛ وإنما يهدف حفظ المصالح الغربية المهدّدة في المنطقة (النفط/أمن الكيان)، في ظلّ تصاعد المخاطر المحيقة بركائز الوجود الغربي الاستعمار وتزايد الخسائر البشرية في صفوف الأميركيين والأطلسيين في أفغانستان والعراق خصوصاً، وانسداد الأفق السياسي أمامهم. 
من هنا، فإن خيار الصمود والثبات ومقاومة الاحتلال ومشاريع التآمر على قضية فلسطين وشعوب الأمّة، يبقى هو الخيار الأنجع، مهما بلغت التضحيات والخسائر، بوجود عدوٍ متغطرس ماكر، يسعى لمضاعفة وتفعيل قواه وقدراته العسكرية والأمنية والسياسية والمادّية، على مدار الساعة، بهدف ضرب أيّة قوّة مناهضة أو معادية له، بموازاة رفعه لشعارات كاذبة ومملّة حول تطلّعه إلى سلام دائم ونهائي مع محيطه الفلسطيني والعربي، لم يترجم أيّاً منها حتى اليوم، إلاّ قتلاً واغتيالاً واستيطاناً للأرض الفلسطينية وللإنسان الفلسطيني... 
هذا العدد من مجلّة (دراسات باحث)، نستهلّه بمقابلة فكرية-سياسية شاملة مع الناطق بلسان الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، الأستاذ بلال الحسن، وهي برزت في الوقت المناسب، أو في المرحلة المصيرية التي تحدّثنا عنها آنفاً، لتشكّل أساساً متطوّر أو منفتحاً، قد يسهم في إعادة ترتيب الأولويات وشحذ الهمم وتوحيد الصفوف، لما فيه خير القضية الفلسطينية العام 1967، أو أراضي العام 1948، التي يحاول العالم كلّه التآمر على شعبها، بالتغاضي عمّا يمارسه العدوّ بحقّها من ممارسات تهويد وضم احتلال. 
وفي العدد مقالات وأبحاث متنوّعة حول تداعيات حرب غزة المستمرّة على الكيان الصهيوني، وآفاق التحوّلات السياسية والاجتماعية داخل هذا الكيان؛ إضافة إلى تحليل لدور مؤسسة القمّة العربية في ظلّ أزمة النظام العربي الرسمي، ومقال حول أهمّية تفعيل القرار الأممي (3379) حول اعتبار الصهيونية حركة عنصرية، وتقارير أخرى حول آثار الحصار الصهيوني المستمر على قطاع غزّة، وشهداء الحركة الفلسطينية الأسيرة  والذكرى السنوية لمعاهدة كمب ديفيد المشؤومة بين النظام المصري والكيان الصهيوني

2013-09-26 10:09:30 | 1895 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية