التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد 32 - خريف 2010




ما يميّز هذه المرحلة من الصراع العربي الإسلامي-الصهيوني أنها الأخطر من كلّ ما سبقها، وبالأخصّ مرحلة ما بعد حرب أكتوبر 1973، التي قيل عنها أنها ستكون آخر الحروب العربية-الإسرائيلية، باعتبار أن العرب قد سلّموا بقوّة الكيان الصهيوني، وبأن خيار التعايش معه هو خيار حتمي!
لكنّ التطوّرات اللاحقة أثبتت بأن إمكانية هزم هذا الكيان هي إمكانية واقعية، وبأن خيار التعايش  معه، ولو على غير أسس الخضوع والاستسلام، ليس ممكناً، لأنه (الكيان) يتناقض بطبيعته مع قِيم السلم والحوار والتعايش والانفتاح بين الشعوب والأمم. 
فقد أظهر فشل الاجتياح الصهيوني الدموي للبنان في العام 1982، والذي أعقب توقيع اتفاقية كمب ديفيد المشؤومة مع النظام المصري في العام 1979، وصولاً إلى اندحار العدوّ عن جنوب لبنان في العام 2000، وهزيمته المدوّية أمام المقاومة اللبنانية في تمّوز 2006، وأمام المقاومة  الفلسطينية في كانون الثاني 2009، بأن الكيان لم يعدّ يستطيع شنّ حروب ضدّ الدول أو الشعوب المعادية له، كيفما كان، وعلى أساس أن قدراته تتيح له ضرب أو تصفية أيّة قوّة تهدّده، في أيّ وقت، وبالأسلوب الذي يراه هذا العدوّ مناسباً!
إن إسرائيل تتخبّط اليوم في غمار أزمات داخلية وخارجية خطيرة ومعقّدة، لن يستطيع الأميركيون والأوروبيون إخراجها منها بسهولة، إلاّ في حال استمرّ الضعف العربي والإسلامي في مواجهة هذا الكيان، بموازاة إصرار بعض العرب على التحالف مع أميركا وإسرائيل وأوروبا ضدّ إيران الإسلام، باعتبارها «الخطر الأوّل» على تلك الأنظمة المتواطئة على قضية فلسطين، منذ نشأة هذه القضية في ثلاثينيات القرن الماضي!
هذا العدد الجديد من مجلّة (دراسات باحث) يعرض للأزمة البنيوية المتفاقمة في قلب الفكر الصهيوني، على خلفية هزائم الكيان في المنطقة. كما يحلّل باحث آخر لواقع وآفاق العلاقات المتنامية بين إسرائيل وحلف شمال الأطلسي. 
ويستقرئ العنوان الثالث المفاوضات الفلسطينية-الصهيونية التي عجزت إدارة أوباما عن استئنافها حتى الآن، بسبب التعنّت الصهيوني في قضية الاستيطان، والذي أحرج «صديق» الولايات المتحدة، رئيس السلطة الفلسطينية، أيّما إحراج!
كما تحلّل خبيرة متخصّصة في القانون الدولي خطر فقدان الشرعية الذي يتملّك قادة ومفكّري الكيان منذ عدّة سنوات؛ فيما  تقرأ دراسة شاملة واقع ومصير فلسطينيي العام 1948، في ضوء الإجراءات الصهيونية الجديدة بحقّهم، والتي تستهدف إخراجهم من أرضهم بأيّ وسيلة كانت. 
فضلاً عن مقالاتٍ أخرى حول «حواجز الموت» الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلّة، والتي يفضح تزايدها زيف شعارات العدوّ حول إمكانية انسحابه منها في ضوء أيّ تسويةٍ محتملةٍ مع السلطة الفلسطينية؛ بالإضافة إلى قراءة في يوميّات الشعب الفلسطيني المحاصر، وعرض موجز لوقائع مؤتمرٍ خاصٍّ عقِد في مصر حول القدس الشريف. 

2013-09-26 10:12:29 | 1966 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية