التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد 35 - صيف 2011




الحدث الأبرز خلال الأشهر الماضية كان تهيّؤ السلطة الفلسطينية لتقديم طلب عضوية لـ"دولة فلسطين المستقلّة" خلال دورة الأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر 2011. 
وكان لهذا الحدث تداعيات مهمّة على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي، ستتوسّع وتتعمّق بعد التصويت المفترض في الأمم المتحدة على طلب السلطة، والمتوقّع أن يواجه بالفيتو الأميركي في مجلس الأمن!
إن الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات، كان بسبب رفض الكيان لتقديم أيّ تنازلاتٍ جوهريةٍ للسلطة الفلسطينية، مع تكثيف مساعيه ونشاطاته الاستيطانية لتهويد القدس والضفة الغربية المحتلّة وتكريس ما يسمّى الدولة اليهودية الديموقراطية!
من هنا، سعت سلطة محمود عبّاس لاستبدال آلية التفاوض المباشر (وغير المباشر) العقيم مع الكيان، وتحت الرعاية الأميركية المنحازة لإسرائيل في كلّ الظروف، بمحاولة الحصول على اعترافٍ أمميٍ بالدولة المستقلّة، لتجاوز القيود الإسرائيلية والأميركية، ولتقديم إنجازٍ نوعيٍ للشعب الفلسطيني يعوّض عن سنين الإخفاق والفشل الذريع للسلطة في الحصول على حدٍ أدنى من المطالب المشروعة للفلسطينيين بواسطة التفاوض والشرعية الدولية والضغط السياسي على الكيان!
لكن، هل يقدّم الاعتراف الأممي (المفترض) هكذا إنجازٍ نوعيٍ يوازي تضحيات وعذابات الشعب الفلسطيني على مدى نحو قرنٍ من الزمن، ويفرض أمراً واقعاً يكرّس الدولة الفلسطينية المستقلّة على كلّ المستويات؛ أم أن الأمر لن يتجاوز حدّ الإنجاز المعنوي الذي لن يُسمن ولن يُغني من جوع!!
وارتباطاً بهذا الخيار، ما هو مصير اللاجئين الفلسطينيين الموزّعين في البلاد العربية وبلدان العالم، حيث يعيش معظمهم في ظروفٍ سيّئةٍ أو غير مستقرّة، ومن دون هويّةٍ وطنيةٍ تعبّر عن تاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني العريقة، والتي يحاول الصهاينة اليوم استئصالها بكلّ وسيلةٍ ممكنة، في ظلّ صمتٍ عربيٍ ودوليٍ مريب. 
بل إن المؤامرة الصهيونية-الأميركية الجديدة تستهدف تصفية قضية هؤلاء اللاجئين وتوطينهم في الأماكن أو المخيّمات التي يعيشون فيها، بذريعة أن دولة الكيان لا تتّسع لهم ولليهود معاً؛ فضلاً عن الزّعم بأنه ليس للشعب الفلسطيني حقٌ في فلسطين المحتلّة عام 1948. 
هذا العدد الجديد من مجلّة (دراسات باحث) يعالج بالتحليل والنقد مسألة حصول فلسطين على مقعدٍ في دولة في في الأمم المتحدة، وقضية اللاجئين الذين أبدعوا في ذكرى النكبة هذا العام (2011)، وكتبوا بدماء شبابهم وفتيانهم شعاراتٍ تؤكّد الإصرار على العودة إلى الوطن مهما طال الزمن وغلت التضحيات.
أمّا الاحتجاجات والحراكات المتواصلة في بعض الدول العربية المؤثّرة، والتي يصحّ تسميتها بالثورات الشعبية والتحوّلات التاريخية، ما عدا ما يجري في سوريا من اضطراباتٍ مفتعلةٍ ومدروسة، فإن محاولات الحلف الغربي-الصهيوني لتفادي تداعيات هذه الثورات والالتفاف عليها باعتبارها ستخدم المصالح الصهيونية-الغربية من خلال سيادة حكم الديموقراطية وحقوق الإنسان والحرّيات، سوف تفشل (هذه  المحاولات الخبيثة)، بسبب وعي الشعوب العربية وعدائها الأصيل للصهيونية ومؤامراتها (تجسّد  ذلك في حرق سفارة العدوّ في القاهرة)؛ وما ستكشفه الأشهر المقبلة من تطوّراتٍ سوف يؤكّد أن أمريكا و"إسرائيل" سيكونان الخاسران الأوّلان بسبب هذه الثورات العربية المباركة، وستكون لفلسطين الأولويّة في أجندة شعوب المنطقة الثائرة، إن شاء الله تعالى. 

2013-09-26 10:19:41 | 2057 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية