التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد 38 - ربيع 2012



يعيش كيان الاحتلال في هذه المرحلة قلقاً وجودياً لم يسبق له أن عايشه منذ اغتصابه لفلسطين في العام 1948؛ بسبب اتساع وترسّخ حالة العداء والمقاومة لمشاريعه التوسّعية والعنصرية من ناحية؛ ولعدم قدرته على سحق الشعب الفلسطيني وتصفية وجود وقضيته، على امتداد أرض فلسطين التاريخية وفي الشتات، من ناحية ثانية!
ورغم الهزائم المتتالية التي تلقّاها هذا الكيان، في غزّة وفي جنوب لبنان على وجه الخصوص، خلال الأعوام الفائتة، بموازاة تقهقر حليف هذا الكيان "المخلِص" على الدوام؛ الإدارة الأمريكية الإرهابية في واشنطن، في العراق وأفغانستان تحديداً؛ فإن "إسرائيل" والولايات المتحدة لم يتراجعا عن أهدافهما التوسّعية ضدّ شعوب هذه المنطقة ومقدّراتها الهائلة؛ بل هما جدّدا الأمل في تحقيق تلك الأهداف  الشرّيرة بعد اندلاع ما سمّي بثورات "الربيع العربي" التي تستهدف قادة وحكّام عرب لطالموا حظيوا بدعم هذا الحلف الأمريكي-الصهيوني، على مدى عشرات السنين؛ وقد تخلّى هذا الحلف عنهم اليوم سريعاً، لصالح قادة آخرين لديهم قوّة شعبية وازنة، وهم يبدون "اعتدالاً" تجاه الغرب، كما تروّج الدعاية الأمريكية-الصهيونية في هذه المرحلة! 
من هنا، فإن ما يجري في فلسطين لا ينفصل بحالٍ من الأحوال عمّا يجري في المنطقة وما حولها. فإسرائيل القلقة أو المرتعبة من "المتغيّرات المتسارعة"، تسعى حثيثاً لاستكمال مشروعها العنصري بتهويد كلّ فلسطين، والقدس خصوصاً، وتكريس ما يسمّى "يهودية الدولة"، مع تأمين الحدّ الأقصى من الإمكانات والاستعدادات لمواجهة تداعيات ما يجري في البلدان العربية، القريبة أو البعيدة عن الكيان الغاصب؛ فضلاً عن تصاعد ما يسمّى الخطر الإيراني (النووي وغير النووي) على أمن ووجود ومصالح هذا الكيان العنصري.
لكن، تؤكّد التطوّرات السياسية والميدانية في سوريا الأسد، وفي إيران الإسلام، وفي لبنان كما في فلسطين، أن محور الممانعة والمقاومة يزداد قوّة على المستويين الشعبي والمادّي، وأن المحور المعادي له يزداد ضعفاً وتفكّكاً، في ظلّ تراجع النفوذ العسكري والسياسي للولايات الأمريكية، قائدة هذا المحور الإرهابي الأسود! 
في العدد الجديد من دوريّة (دراسات باحث)، مجموعة منتخبة من الأبحاث والمقالات والتقارير، تتناول الأوضاع الفلسطينية بعد توقيع اتفاق الدوحة للمصالحة بين فتح وحماس، وتصاعد خطط الاستيطان الصهيوني لتهويد القدس والضفة الغربية والنقب؛ والذي أدانه مؤخّراً مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة؛ فضلاً عن دراسة حول أبعاد التغلغل الصهيوني الجديد-القديم في القارّة الأفريقية، والتقرير الفلسطيني الفصلي، والباب الأخير في العدد (قراءة في كتاب). 


2013-09-26 10:27:55 | 2202 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية