التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد 40- خريف 2012



ما تزال الاحتجاجات والاضطرابات و"الثورات" التي تجتاح بعض الدول العربية، وبعضها بإدارة غربية-عربية مكشوفة الغايات والأهداف (كما يحصل في سوريا)، ما تزال القيادات والنخب ووسائل الإعلام ومراكز البحث والدراسات في المنطقة، وحتّى في العالم؛ لما لهذه الأحداث والتحوّلات من تداعيات إنسانية وسياسية واستراتيجية على دول وشعوب المنطقة، وعلى محيطها القريب والبعيد، باعتبار أن هذه المنطقة تحوي أهمّ الثورات أو المقدّرات الحيوية التي تمثّل –كانت وما تزال- عصب أو شريان الحياة الأساسي للاقتصاد الغربي أوّلاً؛ وللاقتصاد العالمي ثانياً، خصوصاً بعد الاكتشافات النفطية والغازية الأخيرة في منطقة البحر الأبيض المتوسّط! 
لذا، لا يمكن لنا فصل ما يجري في مصر واليمن وسوريا، عمّا يحصل في فلسطين أو في لبنان وغيره من الدول المحورية في المنطقة، باعتبار أن جوهر الصراع الحاصل يكمن في الأطماع الغربية والصهيونية العهيدة في ثروات المنطقة؛ فضلاً عن الأبعاد الدينية والثقافية والسياسية لهذا الصراع المديد والدامي! 
من هنا، كانت التطوّرات أو المتغيّرات المتسارعة في فلسطين وكيان الاحتلال وعلى امتداد المنطقة، بتداعياتها المباشرة على القضية المركزية للأمّة، قضية فلسطين المحتلة والكيان الغاصب لها، محور اهتمامنا في هذا العدد الجديد من دوريّة (دراسات باحث)، على الصعد السياسية والاقتصادية والفكرية خصوصاً. 
يتضمّن العدد الجديد واقع الضفة الغربية المحتلّة في ظلّ توسّع سرطان الاستيطان الصهيوني فيها، مستغلاً انشغال المنطقة بما يجري في سوريا واليمن ومصر وغيرها، من أجل إنجاز مشروع "الدولة اليهودية الديموقراطية"  العنصرية على مساحة كلّ فلسطين تقريباً، من دون قطاع غزّة فقط، مع القدس كعاصة أبدية موحّدة لكيان الاحتلال! 
وتباعاً، يشمل هذا العدد مصير المقاومة في فلسطين التي تأمّلت "الخير العميم" من ثورات مصر وتونس واليمن، من دون أن تلمس شيئاً عملياً حتّى الآن، سوى محاولات التفاف سياسية مكشوفة لتدجينها (كما حصل مع زيارة أمير قطر إلى قطاع غزّة) تحت عناوين إنسانية واقتصادية!
وتحلّل مقالة موسّعة مصير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تعاني من مأزق فشل خيار التسوية وتعنّت الكيان في تقديم أيّ تنازلات ذات معنى لها، وعلى أيّ مستوً كان! 
ويهتم العدد أيضاً بما يجري في كيان الاحتلال من تفاقم للنزاع الديني-العلماني وتطوّر الأزمة الاجتماعية فيه، وآراء باحثين صهاينة حول ما يجري في المنطقة وتأثيره على الكيان، الذي لا يرغب –ولم يكن كذلك يوماً- بالسلام مع محيطه، كما يقرأ د. أحمد حمّاد في كتاب خاص حول عملية التسوية. 
واختتِم العدد بقراءة موسّعة في كتاب مميّز بشأن استراتيجيات حزب الله في لبنان  حول الحرب النفسية التي يخوضها بكلّ حكمة وإصرار مع العدوّ الصهيوني، منذ عدّة سنوات، والتي أصبحت مدرسة لكلّ المعنيين بهكذا حروب!



2013-09-26 10:35:06 | 2198 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية