التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد 42 - ربيع/صيف 2013



برغم انشغال العالم بما يجري في سوريا تحديداً، وفي بعض الدول العربية التي ما تزال تعيش مخاض ما سمّي "الربيع العربي"، فإن القوى والدول التي تتبنّى القضية الفلسطينية ومواجهة المحور الأمريكي-الصهيوني على امتداد المنطقة، لم تغفل لحظة عمّا يجري في فلسطين، وخصوصاً المساعي الإسرائيلية المحمومة لتهويد منطقة النقب؛ فضلاً عن استمرار تهويد القدس والضفة الغربية، وتطوير قدرات الكيان العسكرية والاستخباراتية واللوجستية بهدف اغتنام أيّ فرصة لمواجهة المحور المقاوم في المنطقة، على خلفيّة تنامي القلق الصهيوني من تطوّر قدرات هذا المحور، والمخاوف من تصاعد العداء العربي والإسلامي للكيان العنصري وخططه!
تعمل "إسرائيل" إذاً في هذه المرحلة على استكمال تهويد فلسطين بموازاة تطوير استعداداتها المختلفة لحرب شاملة قد تندلع في أيّ وقت مع محيطها الذي يزداد عداءً لها؛ برغم التغيّرات غير الحاسمة حتّى الآن في مصر وسوريا  واليمن وتونس وغيرها من الدول التي ما تزال في قلب ما يسمّى "الربيع العربي"!
وقد أتت موافقة رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس، على استئناف التفاوض مع الكيان لتزيد من الأمور تعقيداً، لأن إسرائيل لم تلتزم بقف الاستيطان كما كان يشترط الطرف الفلسطيني المفاوض؛ منذ توقّف المفاوضات قبل سنة تقريباً! 
إن النهج الفلسطيني التفاوضي في هذه المرحلة يشكّل خطورة أكبر على واقع ومستقبل ومصير قضية فلسطين، ممّا حصل في مرحلة اتفاق أوسلو المشؤوم (1993) وما بعدها. فالكيان يتقدّم حثيثاً في مخطّطاته التوسّعية وفي تطوير قدراته التدميرية معاً، ويحافظ علىقدر كبير من التماسك الداخلي رغم النزاعات والفوارق العميقة الموجودة داخل البنية الاجتماعية والسياسية للكيان، وهو ينتشي حبوراً بما يجري من أحداث دامية في سوريا ومصر تحديداً، وفي المقابل، يعاني الطرف الفلسطيني من ثغرات أو نقاط ضعف خطيرة، لا مجال لحصرها هنا، وهو يتهيّأ لخوض جولات تفاوض جديدة (وعقيمة) مع الطرف الصهيوني، برعاية أمريكية مباشرة، خلال الأسابيع القادمة. فكيف ستكون عليه نتائج هكذا مفاوضات، إذا ما أثمرت عن شيء أصلاً! 
وفي هذا العدد المزدوج من (دراسات باحث)، مجموعة مميّزة من الدراسات والمقالات والأبحاث حول خطط الحكومة الصهيونية المتطرّفة التي يرأسها الإرهابي نتنياهو لجهة توسيع الاستيطان واستكمال تهويد القدس، والرؤى الإسرائيلية لما يجري في المنطقة من "ثورات" وأحداث دموية، ليس الكيان ببعيد عن الكثير من مجرياتها وتفاصيلها(!)، إضافة إلى مصير العلاقة بين مصر (الأخوان المسلمين) وكيان الاحتلال(قبل سقوط هؤلاء مؤخّراً على يد الجيش والشعب المصري)؛ وهناك مقالات أو قراءات حول الطرق القانونية المقترحة لمحاكمة قادة الكيان في القانون الدولي، وجرائم التطهير العنصري والممارسات اليهودية الإجرامية التي جرى تقييمها أخلاقياً، ضمن قراءة في كتاب؛ مع تقرير فلسطيني فضلي في ختام هذا العدد الخاصّ. 

2013-09-26 10:39:42 | 2484 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية