التصنيفات » مقالات سياسية

إنتصار أيار 2000 في لبنان والتحوّل التاريخي في الصراع مع «إسرائيل»


مقدّمة
قيل الكثير عن أسباب وظروف وتداعيات الاندحار الإسرائيلي عن جنوب لبنان في الرابع والعشرين من أيار 2000. وما زالت الأقلام تكتب والقراءات تتنافس في تحليل طبيعة ما حصل من انكسار تاريخي لا يمكن إنكاره لما كان يُسمّى (الجيش الذي لا يُقهر)، مقابل تحقيق الجانب الآخر، أي الطرف العربي ـ الإسلامي (على صغر حجمه وقدراته ـ حزب الله) لنصر تاريخي لا يمكن تجاهله أو إنكاره، كما أثبتت التطوّرات والأحداث لاحقاً، على عدّة صعد ومستويات.
في هذه المقالة سنحاول فهم وتحليل بُعدٍ واحدٍ فقط من أبعاد انتصار أيار 2000، ربطاً بنكسة أيار 1948 في فلسطين، التي حلّت ذكراها منذ أيام؛ ألا وهو مدى وعمق تأثّر الشعب الفلسطيني بما حصل في لبنان، وتحديداً في إطلاق انتفاضته المجيدة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بعيد الاندحار الإسرائيلي عن لبنان في العام 2000، والتي أسّست للانتفاضة الثالثة الحالية، دفاعاً عن المسجد الأقصى وكلّ فلسطين.
اندلعت انتفاضة الأقصى أو الانتفاضة الثانية، في 28 أيلول/ سبتمبر 2000. وهي توقفت فعلياً في 8 شباط/ فبراير 2005، بعد ما سُمّي اتفاق الهدنة الذي عقِد في شرم الشيخ (في مصر)، والذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية «المنتخَب» حديثاً محمود عباس ورئيس وزراء كيان الاحتلال آرييل شارون، والذي كان هو نفسه المسبّب الرئيسي للانتفاضة الثانية، حين دنّس برفقة حرّاسه وآلاف الجنود الصهاينة باحات المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي دفع جموع المصلّين الفلسطينيين إلى التجمهر ومحاولة التصدّي له، ليسقط عشرات الشهداء والجرحى، وتتوسّع المواجهات مع قوات الاحتلال على امتداد أراضي الضفة الغربية وقطاع غزّة المحتلّين..
وما ميّز تلك الانتفاضة آنذاك عن الانتفاضة الأولى التي اندلعت في العام 1987، وسُمّيت انتفاضة الحجارة، العمليات العسكرية الجهادية والاستشهادية، والتي أوقعت خسائر فادحة في كيان العدو: بشرياً واقتصادياً واجتماعياً، رغم التضحيات الهائلة التي قدّمها شعب الانتفاضة، سواء في مسار الانتفاضة الطبيعي (تظاهرات ومواجهات) أو بسبب الحملات العسكرية العدوانية التي شنّها جيش الاحتلال طيلة مراحل هذه الانتفاضة (الدرع الواقي، أمطار الصيف، والرصاص المصبوب)، والتي لم تتمكن من القضاء على الانتفاضة والمقاومة، سواء عسكرياً أو معنوياً*...

المقاومة وأبعاد نصر أيار 2000
لقد أثبتت وقائع وتداعيات الانتصار اللبناني أن المقاومة يمكن أن تدحر الاحتلال برغم فقدان توازن القوى، وأن الصمود أمام غطرسة الكيان الإسرائيلي يمكن أن يجبره على التراجع، فيما يؤدّي الانكسار أو الاعتماد على الآخرين أو على الحلول التسووية إلى الهزيمة، كما أظهرت أحداث نكبة عام 1948 الدامية وكلّ مراحل الصراع التي تلتها، مع الإقرار بحجم التضحيات الكبرى التي قدّمها الشعب الفلسطيني في مواجهة العصابات الصهيونية، في تلك المرحلة العصيبة والسوداء من تاريخ فلسطين والأمّة عموماً.
وهذا العامل هو الأساس من بين عدّة عوامل أدّت إلى تفجّر الانتفاضة في نهاية أيلول من العام 2000، وليس عامل الإحباط لدى الفلسطينيين الذي بدأ في أواخر العام 1999، بسبب انتهاء الفترة المقرّرة لتطبيق الحلّ النهائي بحسب اتفاقيات أوسلو (1993)، من دون التوصل إلى اتفاق نهائي خلال مفاوضات قمّة كمب ديفيد بين رئيس وزراء الكيان إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.
لبنانياً، لم يكن تحقيق المقاومة الإسلامية لنصر مؤزّر على الكيان الإسرائيلي في العام 2000، بدفعه للانسحاب دون قيد أو شرط من معظم جنوب لبنان، بالأمر المتوقع من قِبل غالبية القوى والجهات السياسية في لبنان، وحتى في المحيط العربي والدولي (دول / قوى وأحزاب...).
وحتى داخل كيان الاحتلال، كان الانسحاب المذلّ مثار جدل واسع وممتد، قبل تنفيذ الانسحاب وبعده، لما له من تداعيات كبرى، على الصعد الاستراتيجية والسياسية والأمنية والاجتماعية في الكيان، ما تزال ارتداداتها مستمرّة حتى اليوم.
أما العوامل التي دفعت العدوّ الإسرائيلي إلى القيام بهذا الانسحاب، فكان أبرزها:
1 ـ فشل المخطّط الإسرائيلي القاضي بتوفير الأمن للمستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة، وذلك بفعل ضغوط وعمليات المقاومة الإسلامية والنجاح الميداني المتراكم، وضربات الكاتيوشا التي أسقطت النظرية الإسرائيلية القائلة بأن احتلال أراضي الغير أساسي لخلق الأمن، والتي أقامت على أساسها «الحزام الأمني في جنوب لبنان».
2 ـ تآكل قدرة الردع الإسرائيلية التي تستند على مبدأ إشعار الخصم بالكلفة الباهظة المسبقة التي ستتوجب على أيّ فعل أمني أو عسكري يمكن أن يقوم به...
وهذا التآكل جاء في الحقيقة نتيجة تفاعل جملة عناصر رئيسية هي:
ـ نجاح المقاومة التي قادها حزب الله في بلورة معادلات صراع جعلت فيها موازين المواجهة تميل لمصلحتها بالكامل. فمن نافل القول إن أيّ شيء نظامي مهما بلغت قوّته لا يستطيع أن يصمد في وجه حرب عصابات منظّمة وطويلة الأمد. والمقاومة إذ نجحت في تطوير أدائها القتالي، مُلحِقة بالعدو وعملائه خسائر فادحة، وفي الوقت نفسه، نجاحها في تحييد وتعطيل الكثير من عناصر الضغوط الاستراتيجية للعدو (تحييد المدنيين والعمل على تحييد البنى التحتية كما حدث مع تفاهم نيسان)، أتاح للمقاومة هامش حركة واسع، في مقابل تقييد هذا الهامش للعدو.
كما تمكنت المقاومة من توفير حصانة أمنية كبيرة لعملها، جعلها في منأىً من أيّ ضربات أمنية قاتلة أو استراتيجية..
ـ قدرة الصمود والثبات الهائلة التي أظهرتها الحاضنة الشعبية للمقاومة، بحيث انتهت كلّ محاولات التفكيك التي سعى إليها العدوّ الإسرائيلي بين المقاومة وحاضنتها الشعبية بالفشل الذريع..
ـ توفّر إجماع سياسي نادر في التاريخ اللبناني حول المقاومة. وهذا الإجماع أقفل دفرسواراً استراتيجياً طالما نفذ منه العدوّ الإسرائيلي.
ـ توفّر احتضان سياسي رسمي للمقاومة، بلغ أرفع مستوياته مع وصول العماد إميل لحود إلى سدّة رئاسة الجمهورية.
ـ توفّر الغطاء والدعم الإقليميين من دولتين مركزيتين في الصراع مع الكيان الصهيوني، هما: سوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية[1]..
ـ نجاح المقاومة في تكريس شرعيتها الدولية. هذه الشرعية التي لم تستطع حتى الولايات المتحدة الأميركية الهروب منها، حيث في لحظةٍ من لحظات أقرّت بشرعية مقاومة الاحتلال في الأراضي اللبنانية.
3 ـ اعتماد المقاومة استراتيجية النفَس الطويل، وهي استراتيجية تنهض على المبدأ التالي: «إن المقاومة مسار متراكم من التضحيات والإنجازات قابلُ لأن ينتهي إلى نتيجة نوعية هي التحرير وجلاء الاحتلال. وهي استراتيجية تجمع أيضاً بين حكمتين: حِكمة الإدارة السياسية وحِكمة المقاومة في آن؛ ولا تضع الإثنتين في مواجهة بعضهما البعض.
4 ـ نجاح المقاومة في اختراق الرأي العام الإسرائيلي من خلال خوض حرب إعلامية نفسية تتكامل مع الحرب العسكرية، الأمر الذي حوّل قضية الانسحاب من لبنان إلى قضية رأي عام إسرائيلي، دفعت إيهود باراك رئيس حكومة العدوّ السابق، وصاحب قرار الانسحاب، إلى جعلها أحد البنود الرئيسية في حملته الانتخابية[2]..
هذه هي نظرة المقاومة والبيئة اللبنانية الحاضنة لها لأسباب انتصارها ودفع العدوّ للاندحار عن لبنان في أيار 2000، برغم نسبية قوّة أو متانة هذه العوامل، والتي لا مجال للغوص فيها ضمن هذه القراءة التحليلية التي تستهدف حصراً تحديد مدى تأثّر المقاومة والشعب الفلسطيني بما حصل في لبنان، والبناء عليه لإطلاق الانتفاضة المجيدة في أواخر أيلول من العام 2000، والتي أسدلت الستار نهائياً على خيارات الخضوع للعدوّ المتغطرس أو عقد تسويات مذلّة معه، على قاعدة أنه الأقوى والأقدر على فرض شروطه وإملاءاته، كما كان يحصل قبل بزوغ فجر المقاومة المنتصرة في لبنان، والتي لم تشكّل بأدائها قطعاً مع تاريخ ومسار المقاومة الفلسطينية، وإنما استفادت من تجاربها المتنوّعة، ومن نقاط الضعف أو الثغرات التي عانت منها.

تجربة المقاومة اللبنانية قابلة للتكرار في فلسطين
أجمع المحلّلون والمراقبون في كيان الاحتلال، كما في لبنان وفلسطين وأغلب الدول العربية والإسلامية، على أن انتصار حزب الله على «إسرائيل» في أيار 2000 بدفعها لسحب جيشها من جنوب لبنان من دون اتفاق أو قيود مسبقة، قد أحدث تحوّلاً تاريخياً في مسار الصراع العربي ـ الصهيوني، وأدّى إلى تداعيات كبيرة على عدّة مستويات، كما أثبتت سنوات الصراع اللاحقة، ليس داخل الكيان فحسب، أو في الأراضي المحتلة عام 1948 وعام 1967، بل على مستوى شعوب وأنظمة الحكم في المنطقة عموماً.
لكن ينحصر هدف هذه المقالة في قراءة وتحليل آثار انتصار أيار 2000 في فلسطين المحتلة، سواء على مستوى فصائل المقاومة أو السلطة أو الشعب الفلسطيني عموماً، في المرحلة التي تلت تحقيق هذا الانتصار أو في المراحل اللاحقة، والتي أكدت أن اندحار الاحتلال عن لبنان بالكيفيّة التي تمّت قد فتح صفحة جديدة ومختلفة تماماً عمّا سبقها، وجوهرها أن الكيان الصهيوني لم يعد قادراً على فرض أو ترسيخ وجوده واحتلاله وهيمنته، إن في فلسطين أو في الدول المجاورة له، بالوسائل العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والنفسية على اختلافها.
وهنا «لا بدّ من تأكيد أن تجربة حزب الله، بما يحيط بها من خصوصيات في لبنان، تختلف عن الانتفاضة بما لها من خصوصيات في فلسطين. وليس صحيحاً أن نُسرّي التجارب على بعضها البعض بطريقة عشوائية. لكن القواسم المشتركة بعمومياتها وبعض خصوصياتها موجودة بينهما.
وكما استفاد حزب الله من تجربة المقاومة الفلسطينية وتاريخ صراعها مع «إسرائيل»، فقد شكّل بأفكاره وخطابه السياسي والتعبوي ومقاومته وطريقة أدائه عاملاً مُلهماً للشعب الفلسطيني وأملاً جديداً بالتحرير»[3].
وليس صدفة بالتأكيد أن تبدأ أعلام حزب الله بالظهور في المظاهرات الفلسطينية[4]، بعيد تحرير جنوب لبنان مباشرة. ولاحقاً، شاهدنا كيف تحوّلت الانتفاضة (الثانية) من مظاهرات شعبية وحركات احتجاج سلمية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي إلى مواجهات مسلّحة وعمليات إطلاق نار وزرع عبوات، ثم تطوّرت إلى أعمال قصف بالصواريخ·. كلّ ذلك جعل العديد من المعلّقين الإسرائيليين يصفون ما يجري في «المناطق» بأنه «لبننة» الصراع[5].
وكنموذج على مدى تلقّف الفصائل الفلسطينية المقاوِمة لما جرى في لبنان في العام 2000، دعا الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، إلى طرح سياسي جذري حول القضية الفلسطينية بناءً على تجربة حزب الله المقاومة في لبنان، شارحاً ميّزات هذه المقاومة التي شكّل كلّ لبنان عمقاً لها: شعب، جيش، دولة، بُنية تحتية، اقتصاد، ومئة ألف جندي (لبناني وسوري) حامي لها، إضافة إلى مظلّة سورية واقية وإسناد ودعم سوري وإيراني مفتوح لهذه المقاومة.
ويتوقف حواتمة عند سياسة أو استراتيجية المقاومة (جنود مقابل جنود)، وعدم استهداف المدنيين (داخل الجليل أو داخل فلسطين)[6]، إلاّ في حالات استثنائية أو دفاعية (تفاهم نيسان 1996 كمثال)؛ وهذا المنهج أدّى إلى إنتاج معادلة لبنانية ـ إقليمية نموذجية أدّت إلى انقسام المجتمع الإسرائيلي (حركة الأمّهات الأربع...) وضغطه المتواصل على قادته للانسحاب من لبنان في العام 2000.
وعلى الجهة المقابلة، أبدى أغلب المحلّلين والخبراء الإسرائيليين تخوّفهم من تأثيرات ما حصل في لبنان من هزيمة بيّنة للجيش الإسرائيلي، في أيار 2000.
يقول عوفر شيلح، المحلّل والباحث الصهيوني المعروف: هناك من يعتقد بأن الطريقة التي نفّذ فيها انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان «كهروب» أدّت إلى «لبننة» الوضع في المناطق (المحتلة)، وتهديد المستوطنات الواقعة ضمن مدى النيران الفلسطينية، وأن ضغطاً مشابهاً من الفلسطينيين سيؤدّي بـ«إسرائيل» إلى تنازلات مهمة من المناطق الفلسطينية؛ هذا فضلاً عن العلاقات المتبادلة التي تعزّزت بين حزب الله والمنظمات الفلسطينية المختلفة..
ويتابع: ثمّ إن وجود القدس في قلب الصراع مكّن حزب الله من رفع وتيرة العمليات في منطقة مزارع شبعا إلى طول الحدود، وأيضاً إلى أماكن بعيدة في «إسرائيل»، وذلك كقيمة إضافية لإيديولوجية حزب الله وإيران في إقامة جمهورية إسلامية عاصمتها القدس؛ هذا بالإضافة إلى دعم الأخوة الفلسطينيين المظلومين[7].
أيضاً، يقول وزير حرب العدوّ الأسبق، موشيه أرينس، إن الفلسطينيين يعتقدون أن الانسحاب من لبنان أثبت أنه يمكن «إخضاع» إسرائيل[8].

حزب الله وقضية فلسطين: المبدأ والممارسة
لقد أثبت حزب الله، من خلال «رسالته المفتوحة إلى المستضعفين في لبنان والعالم»، والتي أعلنها في 16 شباط/فبراير 1985، موقع القضية الفلسطينية المركزي في فكره السياسي والديني، كما أثبته لاحقاً في مساره العملي المقاوم، والذي استمرّ إلى ما بعد إنجاز التحرير التاريخي في أيار 2000 ونصر تموز 2006، سواء من خلال المواقف والتحرّكات السياسية، أو من خلال دعم المقاومة الفلسطينية معنوياً ولوجستياً وتسليحياً، وصولاً إلى «التناغم» الميداني معها في بعض محطات الصراع التي تلت الاندحار الإسرائيلي عن جنوب لبنان واندلاع الانتفاضة الثانية في فلسطين. ولعلّ من أبرز المسائل التي وردت في «الرسالة المفتوحة»، والتي أثارت تساؤلات وانتقادات واتهامات لحزب الله، القضية الفلسطينية، حيث دعا حزب الله إلى تحرير كلّ فلسطين المحتلة «من النهر إلى البحر» وإزالة إسرائيل من الوجود[9].
ورد في «الرسالة المفتوحة للمستضعفين» التي وجّهها حزب الله بتاريخ 16/شباط/1985، كإعلان «رسمي» عن المقاومة التي أطلقها بشكل سرّي بعيد الغزو الإسرائيلي للبنان أواسط العام 1982، حول أهداف الحزب في لبنان:
ـ تخرج «إسرائيل» نهائياً من لبنان، كمقدّمة لإزالتها نهائياً من الوجود، وتحرير القدس الشريف من براثن الاحتلال.
وفي موضع آخر من «الرسالة» ورد:
أما «إسرائيل» فنعتبرها رأس الحربة الأميركية في عالمنا الإسلامي.. وهي عدوٌ غاصبٌ تجب محاربته، حتى يعود الحقّ المغصوب إلى أهله...
وهذا العدوّ يشكّل خطراً كبيراً على مستقبل أجيالنا ومصير أمّتنا، خصوصاً أنه يحمل فكرة استيطانية توسعية، بدأ تطبيقها في فلسطين المحتلة، ويحاول التمدّد والتوسّع، ليبني دولة «إسرائيل» الكبرى، من الفرات إلى النيل.
وصراعنا مع «إسرائيل» الغاصبة ينطلق من فهم عقائدي وتاريخي، مؤدّاه أن هذا الكيان الصهيوني عدواني، في نشأته وتكوينه، وقائم على أرض مغصوبة، وعلى حساب حقوق شعب مسلم. وفي موضع آخر، يقول حزب الله:
ولا بدّ ونحن نخوض معركة شرسة ضدّ أميركا و«إسرائيل» ومخطّطاتها في المنطقة إلاّ أن نحذّر هذه الأنظمة الرجعية من العمل بالشكل المعاكس لتيار الأمّة الناهض والمقاوم للاستعمار والصهيونية، وعليها أن تتعلّم من المقاومة الإسلامية في لبنان دروساً كبيرة في الإصرار على مقاتلة العدوّ حتى إلحاق الهزيمة به[10].
بعد تحرير جنوب لبنان، عرف حزب الله بعض التحوّلات في رؤيته ومواقفه السياسية[11]، لكن ليس في قضية تحرير فلسطين، إلاّ في الجانب العملي لناحية دراسة الظروف والإمكانيات المناسبة لاستمرار التزامه المبدئي بتحرير فلسطين والقدس وإزالة الكيان الإسرائيلي·. فحزب الله، الذي لا يزال يدعو العرب والمسلمين للنهوض وتوحيد طاقاتهم لتحرير فلسطين كلّها «من النهر إلى البحر»، أدرك أن ظروف الصراع مع «إسرائيل» قد تغيّرت في ظلّ عملية التسوية العربية ـ الإسرائيلية الشاملة (1991 ـ 2000)، وأن ثمّة قواعد جديدة للمقاومة المسلّحة ضدّ الاحتلال، تُلزمه العمل ضمن الأراضي اللبنانية، بحيث يقتصر هدفها في تلك المرحلة على تحرير المنطقة المحتلّة من لبنان، والتي تمثّلت في الجنوب والبقاع الغربي، إلى أن تتهيّأ الظروف الموضوعية التي تجعل الأمّة الإسلامية قادرة على تحقيق هذا الهدف العظيم، أي تحرير كلّ فلسطين وإزالة الكيان الإسرائيلي من الوجود[12].
لكن على مستوى المواقف، لم تغب قضية فلسطين والصراع مع الكيان الصهيوني عن أدبيّات حزب الله وتصريحات قادته منذ نشأة المقاومة في العام 1982، والتي كانت أولى أولوياتها قضية تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وعملائه.. ولا يكاد يخلو أيّ خطاب لقادة حزب الله، منذ ذلك العام، من ذكرٍ لفلسطين والقدس كقضية جوهرية ومصيرية يجب على كلّ الشعوب العربية والمسلمة، كما الحكّام والنخب والقوى والأحزاب، التصدّي لها بكلّ مسؤولية وجدارة..
وفي سياق هذه القراءة، نورد موقفاً مميّزاً للسيد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، خاطب فيه الشعب الفلسطيني بُعيد إنجاز التحرير التاريخي لجنوب لبنان في 26 أيار/مايو 2000، من مدينة بنت جبيل، في احتفال مركزي ضخم أقامه حزب الله لهذه المناسبة، خاطبه بالقول:
إن طريق فلسطين، يا شعب فلسطين، إن طريقكم إلى الحريّة هو طريق المقاومة والانتفاضة؛ المقاومة الجادّة والانتفاضة الحقيقية، لا الانتفاضة في إطار أوسلو، ولا الانتفاضة في خدمة المفاوض... الانتفاضة والمقاومة التي لا ترضى إلاّ بالحقّ كاملاً كما في لبنان..
وتابع: لتحرير أرضكم لستم بحاجة إلى دبّابات ولا إلى توازن استراتيجي، ولا إلى صواريخ، ولا إلى طائرات، ولا إلى مدافع، بل على طريقة الاستشهاديين الماضين الذين هزّوا الكيان الصهيوني الغاصب وأرعبوه، يمكنكم أن تستعيدوا أرضكم..
وأقول لكم يا شعبنا في فلسطين: إن «إسرائيل» هذه التي تمتلك أسلحة نووية وأقوى سلاح جوّ في المنطقة، والله هي أوهن من بيت العنكبوت[13]!
وفي مهرجان الانتصار الإلهي في 22 أيلول/سبتمبر 2006، الذي أقامه حزب الله لمناسبة انتصاره على العدوان الصهيوني الشامل في تموز 2006·، خاطب السيد حسن نصرالله الشعب الفلسطيني بالقول:
قلوبنا ومشاعرنا وأحزاننا اليوم هي في فلسطين، هي في غزّة ورام الله ونابلس، هي في جنين، هي في القدس، هي في كلّ بلدة وقرية ومخيّم فلسطيني يُقصف في كلّ يوم.
وتوجّه السيد نصرالله إلى حكّام العالم العربي بالقول:
إلى متى سوف يبقى هذا السكوت، إلى متى سنتحمّل هذا العار. لا يطلب أحد أن تُرسلوا جيوشكم لتدافع عن شعب فلسطين؛ فقط لنقدّم الدعم لهذا الشعب: الدعم المعنوي والسياسي والمالي والتسليحي. وفي فلسطين قادة وعلماء وفصائل وحركات وشباب ورجال ونساء وأطفال قادرون أن يجدّدوا المعجزة الإلهية على أرض فلسطين[14].
أما الموقف الأقوى والأوضح لإظهار مركزية قضية فلسطين في فكر وأداء وحركة حزب الله السياسية والميدانية والاستراتيجية، والتي لم تبدّلها أو تغيّرها التحوّلات والظروف مهما كانت كبيرة وخطيرة··، فقد صدر عن السيد حسن نصرالله لمناسبة إحياء يوم القدس العالمي، قبل ثلاثة أعوام، في مجمّع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، حين أعلن: يجب التأكيد أن فلسطين هي كلّ فلسطين من البحر إلى النهر، ويجب أن تعود كاملة، وأيّ ملك أو أمير أو رئيس أو سيّد أو دولة لن يتنازل عن حبّة رمل واحدة من تراب فلسطين أو مائها أو نفطها أو قطعة من أرضها. إن فلسطين مسؤولية عامة وشاملة، لكلّ مسلم ومسيحي، ولكلّ إنسان في العالم.
وتابع: نقول لأميركا و«إسرائيل» والإنكليز، وأدواتهم، ولكلّ عدو ولكلّ صديق: نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم لن نتخلّى عن فلسطين ومقدّسات فلسطين (...). قولوا إرهابيين قولوا مجرمين، قولوا ما شئتم، واقتلونا تحت كلّ حجر وفي كلّ جبهة وعلى باب كلّ حسينية ومسجد، نحن شيعة علي بن أبي طالب لن نترك فلسطين[15].
في السياق عينه، يقول نائب أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إن إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين يمثّل عدواناً صارخاً على الشعب الفلسطيني الآمن، ويستبدل شعباً بشعب آخر، ويشرّد أصحاب الأرض الحقيقيين في أقطار المعمورة مقابل اجتماع الغاصبين من بلدان العالم. وهو لا يمثّل صراع حدود بين دولتين مجاورتين، إنما اقتلاع لدولة وشعب وإنشاء لدولة مكانها.
ويضيف: إن النقاش لا يتوقّف عند حدود «إسرائيل»، بل يتجاوزه إلى المشروع الذي ينعكس على حياة الأمّة كلّها، والذي يتقدّم باستمرار، وبشكل خطير. فهو كلّما قطع مرحلة أدّت إلى سلخ قطعة من الأرض باحتلالها، أنشأ واقعاً جديداً من دون أن يتوقف عنده. ولا يبدأ العدّ العكسي إلاّ برفضه، واختيار أسلوب المواجهة بالمقاومة والانتفاضة والرفض والدفاع والصمود[16].
ويقول الشيخ قاسم إن الاحتلال الإسرائيلي ليس احتلالاً لأنه موجود في الجنوب، إنه احتلال لأنه موجود في الجنوب وفي فلسطين وفي القدس.
لذلك، حتى لو انسحبت «إسرائيل» من جنوب لبنان، فسيبقى مقت حزب لله لـ«إسرائيل» على حاله ما دام سيستمرّ في الامتناع عن إعطاء شرعية للدولة الإسرائيلية[17].
ويؤكد قاسم: حتى لو انسحبت «إسرائيل» من جنوب لبنان فستبقى في نظرنا دولة احتلال، وسيبقى واجب تحرير فلسطين مفروضاً علينا[18].
هذا الفهم أو الإطار المبدئي لحزب الله تجاه قضية فلسطين تُرجم عملياً منذ ما بعد إنجاز التحرير التاريخي في أيار 2000، من خلال مواقف أكثر وضوحاً وجذرية نحو الشعب الفلسطيني والانتفاضات المتتالية التي أطلقها على خلفيّة تأثّره المباشر (وخاصة قواه وحركاته المقاتلة) بما جرى في جنوب لبنان. وكذلك، ترجم حزب الله استمراره بالالتزام العميق بقضية فلسطين من خلال عدّة عمليات عسكرية أو أمنية نفّذها المقاومون في نفس عام التحرير، مثل العملية النوعية للمقاومة بتاريخ 7/10/2000 في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والتي تمّ خلالها أسر ثلاثة جنود صهاينة، وعملية أسر العقيد الصهيوني ألحنان نتنباوم، الذي جنّده جهاز الموساد للقيام بمهام أمنية لها علاقة بنشاط المقاومة في لبنان وعلاقات حزب الله الخارجية.
وفي العمليتين المذكورتين، أكد الأمين العام لحزب الله على التزام المقاومة بدعم الشعب الفلسطيني وانتفاضته المجيدة، داعياً القوى الفلسطينية على اختلاف توجهاتها السياسية إلى الاستمرار في المواجهة وتطوير أساليب الانتفاضة: عسكرياً ومدنياً[19].
وبرغم المتغيّرات الكبرى التي شهدها لبنان ودول المنطقة منذ العام 2000، والتي «كبحت» المقاومة اللبنانية ميدانياً إلى حدٍ ما·، لكنها لم تستطع فكّ ارتباطها بالقضية الفلسطينية، لا من الناحية المبدئية ـ الأيديولوجية، ولا من الناحية العملية. والمقصود من هذه المتغيّرات على وجه الخصوص، حرب تموز 2006 العدوانية على لبنان، و«ثورات الربيع العربي» التي اندلعت أواخر العام 2010 وفي العام 2011، والتي أنتجت حروباً ونزاعات داخلية مدمّرة، في مصر وسورية والعراق واليمن وليبيا وتونس، تدخلت فيها دول إقليمية وأجنبية وازنة ومؤثّرة؛ ولم يكن الكيان الإسرائيلي ببعيدٍ عن كلّ ما جرى ويجري في البلدان التي عصفت بها ثورات (الربيع العربي)، والتي لا يخفى على كلّ متابع ومحلّل حصيف أن هدف قطع التواصل بين مكوّنات محور الممانعة والمقاومة الداعم لفلسطين هو هدف رئيسي للدول أو القوى التي انخرطت في تحريك أو تأجيج تلك الثورات، بهدف تصفية قضية فلسطين بالدرجة الأولى.

خاتمة
مع أن انتصار المقاومة في العام 2000 كان بيّناً وعظيماً، إلاّ أنه ترك انطباعات مختلفة ومتناقضة، سواء في ساحة هذا الانتصار الرئيسية (لبنان)، أم في فلسطين وفي الساحات العربية والإسلامية عموماً··.
فقد انقسمت القوى السياسية اللبنانية في تحليل طبيعة هذا الحدث وتداعياته، كما انقسم الفلسطينيون داخل وخارج فلسطين (سلطة/فصائل/هيئات ومنظمات)، كلٌ بحسب مفاهيمه أو مصالحه السياسية أو قراءته لحزب الله ومقاومته والظروف والعوامل المحيطة. لكن أثبتت مراحل الصراع اللاحقة، وخاصة على الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وغزّة، وحتى في أراضي العام 1948، من خلال الانتفاضات أو الهبّات الشعبية المتتالية (وصولاً إلى انتفاضة الأقصى 2015)، وكذلك استمرار وتصاعد العمليات العسكرية للفصائل الفلسطينية***، والتظاهرات السلمية الحاشدة ، وحملات المقاطعة المختلفة للكيان، بموازاة فشل كلّ الاتفاقات والمفاوضات التي حصلت طيلة تلك الأعوام (بين السلطة الفلسطينية والكيان) أن فلسطين (المقاومة والشعب) لن تتراجع أو تنهزم بعد اليوم أمام جبروت الاحتلال، مهما غلت التضحيات وعظمت·، في ظلّ النموذج اللبناني الذي قدّمته المقاومة الإسلامية، على مستوى الفكر والتخطيط والأداء والتكتيكات والحرب النفسية، لتنتج نصراً كبيراً على الكيان الإسرائيلي، تُوّج بالصمود المذهل لمقاتلي وشعب المقاومة في حرب تموز 2006، والتي شنّها الكيان بهدف الانتقام لهزيمته في أيار 2000، وللقضاء على هذا النموذج الجهادي المقاوم، عسكرياً وسياسياً واجتماعياً، وصولاً إلى البعد الأيديولوجي والمعنوي المركزي فيه.
إن وجود الإيمان بالله وإرادة الاستشهاد يختصران الكثير من المقدّمات لتتحوّل الإمكانات العسكرية المتواضعة إلى قوّة فاعلة ومؤثّرة، تركّز في ضرباتها المتتالية على الوجع الإسرائيلي بتعطيل أمن الكيان وإبراز صعوبة العيش والاستقرار في هذا الكيان، بما يُضعف اقتصاده ويُربك مشاريعه وخططه، ويُشعل النقاشات الداخلية فيه حول مستقبله؛ ويضعف كذلك جاذبية الهجرة إلى فلسطين، ويحفّز البعض على مغادرتها··.
إن الحروب والنزاعات الدامية التي تشهدها عدّة دول عربية (سورية، العراق، اليمن، ليبيا...) تدخل، في مسبّباتها وأهدافها، بلا أيّ شك أو لُبس، ضمن مخطّط إسرائيلي ـ غربي ـ خليجي، بدأ الإعداد له بُعيد الانكسار المذهل لكيان الاحتلال أمام المقاومة اللبنانية في العام 2006، بهدف ضرب عمق هذه المقاومة الاستراتيجي (سورية) وعزل قاعدة المقاومة على مستوى المنطقة (إيران)، تمهيداً لتصفية هذه المقاومة التي أذلّت «إسرائيل» والإدارة الأميركية وأفشلت مشاريعهما التوسعية في لبنان وفلسطين والمنطقة، على مدى العقود الثلاثة الماضية.
وعليه، فإن الحرب التي تشنّها منذ أعوام جماعات وقوىً تكفيرية لا حصر لعددها، في سورية والعراق واليمن، باتت هي السلاح الأخير بيد الحلف الصهيوني ـ الغربي ـ الخليجي (المدعوم من تركيا)، بهدف ضرب أو إضعاف رأس حربة محور الممانعة والمقاومة (حزب الله)، والذي قدّم في أيار 2000 وفي تموز 2006 للشعب الفلسطيني ولقواه المقاومة، استراتيجية جديدة، غيّرت في حسابات هذا الحلف المعادي، ودفعته لابتكار أساليب أشدّ خبثاً وفتكاً لمواجهة المحور المقاوم.. ويبقى الكلام الأخير في النهاية للميدان ولعقول وإرادات الشعوب العربية والمسلمة ولقواها الحيّة والملتزمة بقضية الأمّة المركزية، أي قضية تحرير فلسطين واستعادة المقدّسات.
 
                                                                                                          حسن صعب
                                                                                                          باحث لبناني


 
* سقط للفلسطينيين نحو خمسة آلاف شهيد وقرابة خمسين ألف جريح، فيما قتِل أكثر من ألف إسرائيلي (بين جنود ومستوطنين).
[1] صفحات عزّ في كتاب الأمّة، 2000 عام الانتصار والتحرير ـ قراءة في خلفية الحدث ومحطّاته، (ص 20ـ22)، إصدار الوحدة الإعلامية المركزية في حزب الله، تموز 2002.
[2] المرجع السابق.
[3] موقف الشيخ نعيم قاسم، كتاب (حزب الله: المنهج.. التجربة.. المستقبل)، دار الهادي، الطبعة الأولى 2002، ص 260.
[4] كتاب (صفحات عزّ في كتاب الأمة)، مرجع سابق، ص 35.
· تجدر الإشارة هنا إلى نشوء مجموعات فلسطينية عديدة تبنّت بدرجة أو بأخرى تجربة حزب الله الجهادية والفكرية، وتمكنت من تكوين قواعد شعبية متينة لها في فلسطين، أمّنت لها الغطاء اللازم لتنفيذ عمليات نوعية وخوض مواجهات ضدّ جيش الاحتلال.
[5] رندة حيدر، موقع الجزيرة نت، «إسرائيل» ما بعد الانسحاب من جنوب لبنان، 3/10/2004.
[6] نايف حواتمة، الانتفاضة ـ الاستعصاء (فلسطين إلى أين؟)، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، ط1 (2005).
[7] صحيفة يديعوت أحرونوت، 22/5/2001.
[8] موقع senat للدراسات، صحيفة يديعوت أحرونوت، 23/5/2001.
[9] هيثم مزاحم، حزب الله: من النشأة إلى الحرب السورية (1982 ـ 2015)، موقع بانوراما الشرق الأوسط، 15/4/2014.
[10] نصّ الرسالة المفتوحة للمستضعفين ـ وثيقة رقم 722240، المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق،16ـ2ـ1985.
[11] م.س.
· بخلاف ما يشيعه الكثيرون حول أهداف أو مصالح مذهبية أو سياسية يريد حزب الله تحقيقها من وراء تبنّيه لقضية الشعب الفلسطيني. وقد أثبتت مسيرة الحزب الطويلة في المقاومة زيف هذه الاتهامات وبطلانها.
[12] مزاحم، مرجع سابق.
[13] السيد نصرالله من بنت جبيل: خطاب بيت العنكبوت (26/أيار/مايو/2000)، موقع المقاومة الإسلامية ـ لبنان (الموقع الرسمي) 21/5/2010 www.mogawama.org
· كان واضحاً أن هذا العدوان تمّ بهدف الانتقام لهزيمة أيار 2000، ولرسم معالم (شرق أوسط جديد) تحت مظلّة الهيمنة الأميركية ـ الإسرائيلية المطلقة.
[14] مهرجان الانتصار الإلهي ـ النصّ الكامل لكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، شبكة فولتير، بيروت (لبنان)، 2 تشرين الأول/أكتوبر 2006. www.voltairenet.org/article143688.html
·· مثل الحرب التكفيرية التي تشنّ حالياً على دول محور الممانعة والمقاومة، برعاية دولية وإقليمية مكشوفة.
[15] نصرالله فاجأ المحتشدين في يوم القدس في الضاحية، عباس الصبّاغ، موقع صحيفة النهار، 3 آب/أغسطس 2013.
[16] نعيم قاسم، حزب الله: المنهج.. التجربة.. المستقبل، مرجع سابق، ص 231ـ232.
[17] أمل سعد غريب، حزب الله السياسة والدين، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، ط2، بيروت، 2009، ص 295 ـ 296.
[18] م.س.
[19] راجع كتاب (صفحات عزّ في كتاب الأمّة)، مرجع سابق، ص 215 ـ 220.
· نفّذت المقاومة عدّة عمليات عسكرية في مزارع شبعا وخارجها، لدوافع مختلفة، لكنها لم تخرج عن السياق السياسي ـ الأمني الممسوك الذي رسِم بعد حرب تموز 2006، بعد تحقيقها لتوازن رعب حقيقي مع الكيان اعترف به قادة هذا الكيان، في عدّة مناسبات.
·· رحّبت معظم الشعوب العربية بالانتصار، فيما كتم أغلب الحكّام العرب غيظهم، ما عدا ترحيب مميّز من قِبل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بهذا الانتصار التاريخي لحزب الله.

· تشير إحصائيات رسمية (فلسطينية ودولية) إلى أن أكثر من ثلثي أبناء الشعب الفلسطيني قد تضرّروا بشكل أو بآخر بسبب الاحتلال (اعتقالاً وقتلاً وتهجيراً وحصاراً) منذ احتلال الصهاينة لفلسطين.
·· راجع موقف للشيخ نعيم قاسم، كتاب حزب الله، مرجع سابق، ص246 ـ 247.

*** التي أجبرت العدو على الإنسحاب من دون شروط من قطاع غزة في آب 2005، كمصداق على إمكانية تكرار النموذج اللبناني في فلسطين.

2016-05-21 11:41:23 | 2398 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية