التصنيفات » دراسات

حزب الله كما يراه الكونغرس الاميركي(2) استراتيجية المواجهة الاميركية والدولية, ملاحظات

بقلم العميد المتقاعد اللياس فرحات


يعرض التقريرللخيارات الدبلوماسية والامنية المحتملة لمواجهة حزب الله  ابتداء من الحوار الى المواجهة العسكرية ودمجه بالجيش اللبناني ونزع سلاحه وهي معدة لاخذها بعين الاعتبار في الكونغرس.في الخاتمة نعرض جملة ملاحظات على هذا التقرير . 
قضايا لاعتبارات الكونغرس: الخيارات المحتملة لاضعاف حزب الله
لايتوافر في الوقت الحاضر اية حلول واضحة للتهديد الذي يشكله حزب الله للحكومة اللبنانية ولاسرائيل وللولايات المتحدة.تشير تقارير الادارة الاميركية الى ان الحزب اعاد تسليح قواته وعزز ترسانته في مخالفة واضحة للقرارات الدولية التي تمنع تدفق السلاح من سوريا وايران الى اليه. ما زالت القوات البحرية والحدودية اللبنانية ضعيفة والخلافات السياسية في البلاد تحول دون ترسيم الحدود مع سوريا.ان نجاح حزب الله في الانتخابات النيابية عام 2009 عقد الجهود الاميركية والدولية للبحث مع حكومة بيروت في مسائل امنية واصلاحية.تعاني البيئة السياسية اللبنانية من انقسامات طائفية وسياسية تمنع القيادات السياسية من معالجة مسائل مثل الحاجات الامنية للبلاد وسلاح حزب الله.
يطرح منتقدو سياسة الادارةالاميركية حيال حزب الله انها دعمت الحكومة اللبنانية لكنها لم تفعل شيئا للحد من نفوذ الحزب في لبنان والمنطقة ووقف تدفق الاسلحة اليه اونزع سلاحه.يطرح بعض صناع السياسة والمحللين خيارات محتملة لاضعاف حزب الله.

استراتيجيات دبلوماسية ممكنة

تقويض الرصيد المعنوي للمقاومة الوطنية لحزب الله
تستند شرعية حزب الله على مقاومته محتلا اجنبيا لارضه اي اسرائيل و لهذا يقدم الحزب نفسه على انه المدافع عن الوطن ضد الاحتلال.يطرح بعض المحللين ان تنسحب اسرائيل من القسم المحتل من الغجر وان توقف الطلعات الجوية فوق لبنان او تقلصها وهذا ما يسهم في تخفيف التوتر ويقوض الرصيد المعنوي لمقاومة حزب الله بافقاده ذريعة التصدي للظلم الذي الحقته اسرائيل بلبنان .ويعتبرانصار هذا الحل  انه في حال تبنيه, لن يجد حزب الله امامه الا الانشغال بالمسائل الداخلية بعدما سقطت الذريعة التي يستند اليها من اجل استمرار المقاومة .وقد اعرب السيد حسن نصرالله عن استعداده لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بعد انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واطلاق سراح الاسرى والمعتقلين.يعتمد هذا الخيار على رغبة اسرائيل بتقديم هذه التنازلات وقدرة الولايات المتحدة على انتزاعها من اسرائيل.
اجراء اتصالات مع حزب الله
يعتبر بعض المراقبين والمحللين ومسؤولي الادارة السابقين ان اجراء الاتصالات مع حزب الله يسهل احتواءه ومن ثم نزع سلاحه. من بين هؤلاء  السفير السابق ريان كروكر الذي دعا صراحة الى اجراء حوار مع حزب الله.ويقول منتقدو هذا الاقتراح ان حزب الله ما زال يستعمل العنف ويلتزم بمحاربة اسرائيل وتحدي الولايات المتحدة.في مايو 2010 صدرت اشارة ايجابية من معاون الرئيس لشؤون مكافحة الارهاب جون برينان لكن سرعان ما كثرت تصريحات من مسؤولي الادارة ترفض اي حوار مع الحزب لانه منظمة ارهابية.

الضغط على سوريا وايران
 بات من المؤكد ان ايران وسوريا تقدمان الدعم لحزب الله ويعتقد بعض المحللين ان الاتصال مع حزب الله والطلب منه ان يترك العنف ويعترف باسرائيل وينزع سلاحه لن يؤدي الى اي نتيجة لان القوة المركزية في هذا الحزب هي اعتماده على سوريا وايران.ومن اجل اقناع القيادتين الايرانية والسورية يجب ان يشعرا بالكلفة العالية لدعم حزب الله.يدعو البعض الى متابعة القرار1701  وفرض عقوبات على سوريا لمخالفتها احكامه وكذلك على ايران لمخالفتها القرار 1747 .يمكن ان تفسر هذه الحملة على انها محاولة تشريع الضربات الجوية ضد المواقع السورية على الحدود اللبنانية عندما تنتقل منها صواريخ سكود اوغيرها من المعدات المتطورة الى لبنان وهذاما يقوض حالة الاستقرار في المنطقة ويضع سوريا وايران في موقف هجومي.ويعتقد بعض اخر ان على الولايات المتحدة ان تغري سوريا بمفاوضات سلام مع اسرائيل وتخفيف العقوبات الدولية مقابل ان توقف او تقلل من دعمها لحزب الله.ان التوصل لاتفاقية سلام مع اسرائيل يكسر العلاقات السورية الايرانية ويلغي اعتماد سوريا على حزب الله كخط دفاع اول بوجه اي هجوم اسرائيلي.منذ وصول اوباما الى السلطة سعت ادارته الى تحسين العلاقة مع سوريا لكن تبين انها تفتقر الى الدعم اللازم للمباشرة بمحادثات سلام سورية اسرائيلية او الى ارغام اسرائيل على تقديم تنازلات في الاراضي.
الاستراتيجيات المساعدة الممكنة
تحسين الخدمات الحكومية في جنوب لبنان ووادي البقاع

قدمت الولايات المتحدة مساعدات اقتصادية للبنان منذ عام 2005  بلغت 660 مليون دولار.هذه السياسة تعكس التزاما اميركيا ببناء مؤسسات الدولة واجراء اصلاحات سياسية واقتصادية تنقل لبنان من حال الطائفية الى حال الديموقراطية وتخلق الاجواء المناسبة للحكومة اللبنانية لمعالجة مواضيع حساسة مثل الاستراتيجية الدفاعية.تقدم المساعدة الاقتصادية جنبا الى جنب مع المساعدات الامنية.ان بناء قدرات للسلطات المحلية في  المناطق التي يسيطر عليها حزب الله يسمح للطائفة الشيعية بتطوير بدائل سياسية عن حزب الله ويزيد الثقة بالاعتماد على الحكومة لتقديم الخدمات والامن.ان توفير الخدمات في الجنوب يهدف الى تأمين بديل عن خدمات حزب الله الاجتماعية ويجب ان يتم توازنه مع باقي المناطق كي لا يقال ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تركوا المناطق الموالية لهم تاريخيا لصالح الاهتمام بحزب الله.
الترويج لاصلاحات سياسية
يطرح بعض المحللين انه يجب ربط المساعدات الاميركية باصلاحات سياسية تعالج الطائفية السياسية وعدم الاستقرار ويؤكدون ان حزب الله هو من عوارض النظام السياسي الفاشل وان تغيير الهيكلية الطائفية وحده يوصل الى ديموقراطية و يتم ذلك بواسطة سلطة تشريعية تعمل بنظام المجلسين و اجراءانتخابات على اساس التمثيل النسبي.تلقى هذه الاصلاحات اعتراضا من الزعماء السياسيين والطائفيين في لبنان.
زيادة المساعدة العسكرية للقوات المسلحة
تهدف المساعدات الامنية الاميركية الى لبنان الى دعم مؤسسات الدولة وتنفيذ القرارات الدولية.يقول منتقدو هذه السياسة ان على الولايات المتحدة ان تجهز لبنان بمعدات متطورة تسمح لجيشه بالقيام بالمهمات الدفاعية التي يقوم بها حزب الله.اذا كان هدف الولايات المتحدة هو زيادة قدرات القوات المسلحة لتضاهي حزب الله يجب ان تجتاز هذه القوات امتحان ثقة الشعب بقدراتها على الدفاع عن الوطن ضد التهديدات الاقليمية.هذه الحقيقة تطرح تساؤلات حول ما اذا كانت المساعدات العسكرية للقوات المسلحة اللبنانية تتوافق مع اهداف السياسة الاميركية في لبنان.ان معظم المحللين السياسيين يتفقون على ان الولايات المتحدة واقعة بين نارين:لا يمكنها تسليح القوات المسلحة اللبنانية لتصبح قادرة على مواجهة حزب الله لان ذلك يخل بالميزان العسكري في الشرق ويؤثر على الجانب النوعي العسكري لاسرائيل.ويتساءل العديد ما اذا كان الجيش المجهز والمدرب يمتلك الارادة السياسية لمواجهة حزب الله؟ يقول البعض ان الجيش وحزب الله هما الى حد ما حليفان طبيعيان تجمعهما نظرة واحدة الى التهديد المشترك والى الواقع الاقليمي وهما لا يشاركانها مع الولايات المتحدة.
الاستراتيجيات الامنية الممكنة
نزع سلاح حزب الله بالقوة
اذا تدهور الوضع الامني في لبنان والمنطقة يمكن ان تختار الولايات المتحدة او اسرائيل استخدام القوة لنزع سلاح حزب الله.لكن معظم العاملين في صناعة القرار السياسي والمحللين والمراقبين يتفقون على ان هذا الخيار غير مرغوب به ولا يمكن تحقيقه وان اي ضربة عسكرية بالحجم الذي ينزع سلاح حزب الله سوف يكون لها ثمن سياسي بارز.يعتقد بعض المحللين وصناع القرار الذين املوا ان تنجح اسرائيل بالقضاء على حزب الله عام 2006 ان اي حملة عسكرية بهذا الحجم سوف تكون مدمرة للبنان وسوف تتطور الى مواجهة اقليمية تشترك فيها سوريا وايران.يؤكد بعض المحللين انه لايمكن تجنب المواجهة بين حزب الله واسرائيل ,هناك خطاب من حزب الله معادي لاسرائيل وهناك تصريحات اسرائيلية ضد حزب الله وايران و وهناك ايضا استعدادات عسكرية اسرائيلية على اعلى الدرجات .اعلنت اسرائيل اكثر من مرة انها لن تميز بين الحكومة اللبنانية وحزب الله في اي مواجهة مقبلة وفي عام 2008 قررت الحكومة الاسرائيلية اعتبار الحكومة اللبنانية مسؤولة عن اي هجوم ينطلق من الاراضي اللبنانية بما في ذلك الهجمات التي يقوم بها حزب الله .اما حزب الله فقد تبنى موقفا اكثر تقدما عندما اعلن الامين العام في خطاب بمناسبة الذكرى العاشرة لعيد المقاومة والتحرير موجها كلامه للاسرائيليين :"في اي حرب مقبلة اذا اردتم محاصرة موانئنا وسواحلنا فان كل السفن المدنية والعسكرية  المتواجدة في ساحلكم سوف تقع في مرمى صواريخ المقاومة الاسلامية".حتى لو امكن تدمير قدرات حزب الله في اية مواجهة مقبلة فانه من الصعب ان نضمن ان لا يجري اعادة بنائها خصوصا اذا سادت حالة من النزاع الاهلي في لبنان.
دمج حزب الله بالجيش اللبناني
تم دمج معظم الميليشيات اللبنانية بالجيش اللبناني بعد التوصل الى اتفاقية الطائف  عام 1989 التي  نصت على تقاسم السلطة بين الطوائف اللبنانية وانهت الحرب الاهلية.يقترح العديد من المراقبين ان يتم الاستفادة من هذه السابقة من اجل دمج حزب الله بالجيش اللبناني في اطار الحوار الوطني الجاري حاليا ويقترحون ان  تمارس الولايات المتحدة نفوذها على المفاوضات  للسير بهذا الاتجاه.لا يوجد قبول لبناني واضح لهذه الفكرة عدا ان مسؤولي حزب الله يعارضونها. هذه الخطوة تعقد سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع حزب الله كمنظمة ارهابية وتخلق انطباعا انها تميز بين الجناح السياسي والجناح العسكري.
يتفق بعض المحللين ان بعض التعديلات في هذا  الخيار نتيجة للحراك السياسي اللبناني واجراء عملية الدمج, قد يكون افضل سيناريو لحل مسألة حزب الله لكن البعض ابدى قلقه من احتمال ولادة اداة امنية للدولة يتمتع فيها حزب الله بنفوذ اذا لم يكن يهيمن عليها .لكن بعضا اخر لا يوافق على ذلك ويعتبر ان الدمج سوف يؤدي الى انصياع الميليشيا بحكم الواقع لسلطة الدولة.
يعرض التقرير لمعلومات وتحليلات واقتراحات حول حزب الله يفترض ان يكون اطلع عليها اعضاء الكونغرس وان تظهر في جلسات الاستماع وتثبيت السفراء والمسؤولين المعينين لشؤون المنطقة وفي التشريعات وجلسات التخصيص المالي وفي سائر الشؤون عند لجان القوات المسلحة والاستخبارات والخارجية .تخفي الموضوعية الظاهرة في التقرير تغييبا متعمدا لمسائل اساسية و حيوية للمصالح الاميركية ولامن المنطقة وابرزها عملية السلام والتنمية الشاملة .فيما يلي نعرض اهم الملاحظات حول التقرير:
1-يتضمن التقرير معلومات استخبارية اكثر مما هي صحافية او بحثية ويشير هذا الى ان معدي التقرير كانوا يحظون بحق الدخول على بعض معلومات الاجهزة الاستخبارية الاميركية التي تظهر بصماتها بوضوح داخل التحقيق وكذلك  يتضمن التقرير معلومات سياسية في الغالب ان مصدرها هو وزارة الخارجية.ان لجان الشؤون الخارجية والاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ لها علاقات وثيقة مع وزارة الخارجية والمجموعة الاستخبارية وهي من دون شك  مصدر لبعض المعلومات الواردة في هذا التقرير.ولذلك نرى اطلاعا واسعا والماما بتفاصيل علاقات حزب الله خلافا لبعض التقارير الصحافية اوالبحثية التي تبدو مجتزأة وسطحية في الغالب .
2-يشير التقرير الى احتلال اسرائيل للجولان السوري ولبعض المناطق في لبنان :مزارع شبعاوتلال كفرشوبا وقسم من قرية الغجر ويتحدث عن الانسحاب منها من زاوية ابعاد سوريا عن ايران بعد انسحاب اسرائيل من الجولان ووقف ذريعة حزب الله باستمرار المقاومة بعد انسحابها من المناطق اللبنانية المذكورة,ويهمل عملية السلام في المنطقة وهي التي في حال تنفيذها وعودة الحقوق المشروعة كفيلة بانهاء جميع حركات المقاومة والانطلاق نحو وضع جديد.ان هذه المقاربة الجزئية لا توحي بجدية الباحثين في تحديد الاسباب الحقيقية للمسألة التي يبحثون فيها ومعالجتها.
3-ان دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وبالاخص المؤسسات الامنية يأتي من باب تمكين هذه المؤسسات من نزع سلاح حزب الله وليس من باب تحسين قدراتها لتتمكن من الدفاع عن الارض وحفظ الامن والاستقرار ووصل التقريرالى نتيجة طريفة وهي ان الولايات المتحدة واقعة بين نارين ,اذا سلحت الجيش اللبناني ليصبح قادرا على اداء مهامه الامنية والدفاعية ومواجهة حزب الله  فانها سوف تعرض التفوق الاسرائيلي في الجانب النوعي العسكري للخلل وبالطبع ان ذلك غير وارد لدى معدي التقرير.
4-يتضمن التقرير عرضا لاصلاحات سياسية مقترحة تشمل قانون الانتخابات(التمثيل النسبي) وانشاء مجلسين للتشريع(على غرار الولايات المتحدة) والغاء الطائفية وهذه مطالب نخب اللبنانيين المعلنة وعدد كبير من القوى السياسية منذ زمن طويل,لكن الهدف من هذه الاصلاحات ليس بناء دولة ديموقراطية وانما الحد من نفوذ حزب الله. اذ يظن معدو التقرير ان الحالة الطائفية في لبنان وليس الاحتلال الاسرائيلي هي سبب نشوء المقاومة وحزب الله تحديدا. ويتطرق الى الحوار الوطني الجاري بين اللبنانيين برئاسة رئيس الجمهورية من زاوية انه يمكن ان يؤدي الى اتفاق حول استراتيجية دفاعية تكون مقدمة لنزع سلاح حزب الله
5- يتحدث التقرير عن تعزيز التنمية في الجنوب اللبناني والبقاع باعتبارها مناطق نفوذ حزب الله ويعلن ان هدف المساعدات ليس التنمية وانما منافسة حزب الله وخدماته الاجتماعية وحث الشيعة على اختيار بدائل سياسية  لحزب الله بعد توفير الخدمات الاجتماعية ويستدرك انه يجب ان لا ينسى المناطق اللبنانية الاخرى ذات الاغلبية الموالية للغرب كي لا يعتبر سكانها ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يحصرون اهتمامهم بحزب الله على حسابهم.يتجاهل التقرير ان لبنان بلد صغيرولا يبدو ان معديه يعلمون ان اي مشروع استثماري ينفذ في لبنان يعود بالفائدة على جميع المناطق نظرا لصغر مساحة البلد .اذا قدمت مساعدة مثلا لتشغيل مصفاة نفط في منطقة, ألا تعود فوائدها على الجميع؟وحتى السدود المائية والمحطات الكهربائية وغيرها من المنشات الصناعية والسياحية  فهي توفر الخدمات وفرص العمل لجميع اللبنانيين وليس لفئة دون اخرى. وهكذا يتحدث التقريرعن  المناطق ذات الاغلبية الشيعية  التي يدعو الى  تنميتها وكأنها مناطق معزولة.
ان الاعتقاد  الوارد في التقرير من ان توفير خدمات اجتماعية (660 مليون دولار خلال 4 سنوات)من شأنه ان يفرض بديلا سياسيا عن حزب الله هو بمنتهى السذاجة.
6- يبدو في التقرير ان حزب الله وخصوصا الجناح المقاوم او العسكري مشكلة اميركية اكثر مما هي اسرائيلية! ولهذه الغاية يعرض لجهود الولايات المتحدة في محاربته  والانجازات التي حققتها , مع انه يقتطف كلاما لدنيس بلير مدير الاستخبارات الوطنية في الولايات المتحدة يذكر فيه ان حزب الله لم يقم باي نشاط ضد الولايات المتحدة في السنوات الثلاث عشرة الماضية. ويشير التقرير ايضا الى انه لا يوجد دليل واضح على تواجد لحزب الله في اميركا اللاتينية وان نشاطه في اميركا الشمالية والجنوبية ايضا يقتصر على جمع التبرعات.  يظهر التقرير كيف تحارب الولايات المتحدة حزب الله بناء على تقدير نوايا ومواقف مسبقة.
7- يظهر التقرير ان المسألة الرئيسية في الخلاف السوري الاميركي والايراني الاميركي هو دعم حزب الله و يدعو الى فرض عقوبات دولية على هذين البلدين استنادا الى القرارين 1701 و1747 وبذلك يحصر مصالح الولايات المتحدة مع هذين البلدين في موضوع التصدي لحزب الله
8- يستبعد التقرير اي نوع من الحوار بين الولايات المتحدة وحزب الله رغم الدعوة العلنية من السفير السابق ريان كروكر والتلميح الذي اشار اليه المستشار الرئاسي في مكافحة الارهاب برينان والذي تلاه عدة تصريحات ترفض المفاوضات مع الارهابيين لالغاء اي مفاعيل محتملة له.
9-في المحصلة العامة لا يقدم التقرير اية توصيات ولا اقتراحات لا في الظاهر ولا من روح النص وهو بالتالي يدعو الى استمرار الوضع الراهن الى ما شاء الله . ويظهر ايضا ان القضاء على حزب الله شبه مستحيل عسكريا وسياسيا  وان ذلك قد يستوجب حربا اقليمية مدمرة تخسر فيها الولايات المتحدة الكثير من مصالحها ولهذا يستبعد هذا الخيار .
10-اذا ربطنا ما يجري في الشرق الاوسط بما يجري على الجبهة الافغانية الباكستانية تجد ان السياسة الاميركية تعاني من تخبط واضح في الاستراتيجيات وغياب للبراغماتية المعهودة في هذه الدولة العظمى.في افغانستان تخوض الولايات المتحدة منذ اكثر من 9 سنوات حربا ضد طالبان والقاعدة ويتفق جميع المحللين والمسؤولين انه وبعد انهاء الوجود العسكري الاميركي عام 2014 لن يكون النصر حليفها ويرجح كثيرون عودة طالبان الى السلطة.رغم ان حلفاء الولايات المتحدة الباكستانيين يقفون معها سياسيا وعسكريا الا انهم على اتصال دائم مع طالبان التي تخوض حليفتهم الحرب ضدها بينما لا يبدو في الشرق الاوسط ان الولايات المتحدة بصدد اقامة حوار مباشر اوغير مباشر مع حزب الله رغم عدم وجود اي تماس امني معه. تقع السياسة الاميركية في حبال التناقض:  عند الحديث عن اجراء الاتصالات مع حزب الله تقول انه منظمة ارهابية وفي ذلك تصغير واضح لحجمه وعند الحديث عن اخطاره يخيل لنا من خلال هذا التقريرانه  قوة كبرى. اذا كان مجرد منظمة ارهابية لماذا تضخيم حجمه؟واذا كان قوة كبيرة يصعب قهرها ماذا يمنع الحوار معها كما حصل مع غيرها في ازمات سابقة؟ 




2017-05-18 10:40:51 | 5064 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية