التصنيفات » ندوات

غزة: قراءة في مشهد الانتصار والتي حاضر فيها الأستاذ خالد البطش، عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

 

عقِدت في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بتاريخ 13/12/2018، الندوة السياسية الدورية، بعنوان (غزة: قراءة في مشهد الانتصار)، والتي حاضر فيها الأستاذ خالد البطش، عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

وقد حضر الندوة، التي عُقِدت برعاية رئيس مركز باحث للدراسات، البروفسور يوسف نصرالله، عدد من الباحثين والمتخصصين والمهتمين بقضايا المنطقة، ومن أبرزهم:

ـ ممثّل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، السيد محمد جلال فيروز نيا.

ـ ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، الأستاذ إحسان عطايا.

ـ رئيس حزب الوفاء اللبناني، الأستاذ أحمد علوان.

ـ نائب مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله، الشيخ عطالله حمود

ـ الدكتور عبد الملك سكريّة، عضو حملة مقاومة التطبيع مع «إسرائيل».

ـ الدكتور عباس إسماعيل، متخصص بالشؤون الإسرائيلية.

ـ الأستاذ منذر فواز، مسؤول الأنشطة في لجان العمل في المخيمات.

ـ الدكتور مصطفى اللدّاوي، باحث فلسطيني.

ـالدكتور محمود العلي، باحث فلسطيني.

ـ الدكتور سلام الأعور، أستاذ جامعي.

ـ الأستاذ بلال عبد الساتر، إعلامي.

ـ الأستاذ عاطف القادري، حركة التوحيد الإسلامي.

ـ الأستاذ هيثم أبو الغزلان، باحث فلسطيني.

ـ الإعلامية منى سكرية.

بعد تقديم من الأستاذ حسن شقير، بدأ المحاضِر كلامه، بالتأكيد على أن مشهد الانتصار الأخير في غزة هو مشهد ممتدٌ ومتواصلٌ مع مشهد الانتصار في لبنان، والذي تمكن من دحر العدو الصهيوني في محطات عدّة، كما يفعل الشعب الفلسطيني اليوم في الضفة الغربية وغزّة، وكلّ أراضي فلسطين المحتلة.

وأشار البطش إلى أن حركة المقاومة في فلسطين شكّلت نقطة تحول كبرى في تاريخ المنطقة، وفي تاريخ العرب والمسلمين، وأن خيار تصعيد هذه المقاومة، بكافة أشكالها، يبقى الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين، والذين لا يريدون سوى دعماً عربياً وإسلامياً لمقاومتهم، أو عدم التآمر عليها بالحدّ الأدنى، كما يقول سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله.

وبالمناسبة، فقد وجّه البطش الشكر والتقدير الكبير لحزب الله وللجمهورية الإسلامية في إيران على دعمهما غير المشروط للمقاومة في فلسطين، والذي أسهم في صنع إنجازات أو انتصارات على الكيان الصهيوني، كما يعترف قادة هذا الكيان بأنفسهم.

وأدان المحاضِر «صفقة القرن» التي تروّج لها إدارة دونالد ترامب منذ مدّة، والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وحماية الكيان الإسرائيلي، ودفع الدول العربية للتطبيع الكامل معه من دون حلّ الصراع العربي ـ الصهيوني.

وأدان البطش الانبطاح العربي أمام الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني، كما تكشف المواقف والتطورات الأخيرة في المنطقة (مثل زيارة وزير الاستخبارات الصهيوني كاتس وقبله رئيس حكومة الكيان نتنياهو لعمان)، داعياً إلى رفض هذا المسار الخياني، والذي سيسقطه الشعب الفلسطيني حتماً، كونه المعني الأول والأخير بالدفاع عن أرضه وحقوقه وكرامته، نيابة عن شعوب المنطقة كلّها.

كما دعا المحاضِر إلى تجاوز الخلافات أو النزاعات الداخلية، مهما كانت دوافعها، لأن العدو الأميركي ـ الصهيوني ما زال يتربص بالجميع شراً، كما تثبت التطورات والأحداث الدامية التي شهدتها بعض دول المنطقة خلال الأعوام الأخيرة.

وشدّد البطش على استمرار تعزيز قدرات المقاومة، كماً ونوعاً، في الداخل الفلسطيني، وعلى استمرار مسيرات العودة، والتي تتكامل مع الجهد العسكري، من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة، وذلك بالتنسيق الكامل مع حركة حماس وكلّ حركات وفصائل المقاومة، في غزة تحديداً، لأن العدو لن يتنازل عن أي شيء بالمفاوضات، وهو لا يفهم سوى لغة البارود والدم؛ وهذا ما أثبتته عملية الضفة (سلواد) البطولية اليوم، والتي أدّت إلى قتل ثلاثة جنود صهاينة، وهزّت قيادة الاحتلال والسلطة في رام الله، والتي ما تزال مصرّة على التنسيق الأمني الخياني مع الاحتلال لاستهداف المقاومين الأبطال.

وأسهب المحاضِر في الحديث عن مسيرات العودة في غزة، والتي هزّت أمن المستوطنات في «غلاف غزة»، وكبّدت المحتلين خسائر بشرية ومادية ومعنوية كبيرة، برغم الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب المنتفض بمئات الآلاف في قطاع غزة، منذ انطلاق هذه المسيرات في أيار المنصرم وحتى اليوم.

ولفت البطش، الذي يتولّى رئاسة الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، إلى نهج التدرّج الذي طبّقته المسيرات، حتى توازت وتكاملت مع المقاومة العسكرية، التي باتت تؤمّن غطاء رادعاً للمسيرات من بطش قوات الاحتلال، بوسائل عدّة، كان من بينها خوض اشتباكات مباشرة مع جنود العدو في المنطقة الفاصلة على حدود القطاع، وتنفيذ عمليات بطولية أوقعت خسائر بشرية في صفوف قوات الاحتلال.

 

وكشف البطش أن الهدف المرحلي المهم للمسيرات المستمرة بالتكامل مع المقاومة، هو تهجير المستوطنين من «غلاف غزة»، والذين صدِموا من قوة ودقة الصواريخ التي أطلقها المقاومون في غزة (وفي طليعتهم مقاتلو حركة الجهاد) على المستوطنات، والتي أدّت إلى قتل وجرح المئات من الصهاينة، وتدمير عدد كبير من المنازل والمنشآت.

وجدّد البطش رفض حركة الجهاد وكلّ حركات المقاومة لأية تسويات مع العدو، وأي تقسيم للقدس أو للضفة الغربية، أو أيّ فصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948؛ ففلسطين كلٌ لا يتجزأ، وتحريرها هدف استراتيجي ومقدّس.

وأكد أن الكيان الذي يتظاهر بتفوّقه المطلق على العرب مجتمعين، لا يحتمل هزيمة حقيقية واحدة، وأن الصهاينة لا يتحمّلون حرباً داخل معاقلهم ومدنهم، كما كشفت مجريات العدوان الصهيوني الأخير على غزة، والذي انتهى بسرعة قياسية، مع فشل سياسي وعسكري كامل لقادة الاحتلال، والذين لم يتمكنوا من إخفائه.

ورداً على مداخلات واستفسارات من بعض المشاركين في الندوة، أجاب الأستاذ خالد البطش على الشكل الآتي:

1 ـ التراجع العربي المخزي هو من أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم، كما بيّنت وقائع قمّة البحر الميت الأخيرة، والتي أظهرت استماتة عربية (خليجية) للتطبيع مع العدو، وتجاهلاً حتى لمبادرة «السلام» العربية التي أُعلِنت في بيروت في العام 2002، وتخلّياً واضحاً عن حق العودة للاّجئين الفلسطينيين، والسيادة العربية والإسلامية على القدس المحتلة.

2 ـ دور السلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين كان وما يزال دوراً مداناً؛ والمطلوب هو مراجعة شاملة ومعمّقة للعلاقة الأمنية (والسياسية) مع الاحتلال، مع أهمية إعادة تعريف للواقع الفلسطيني الراهن، وطبيعة الأدوار المطلوبة من الجميع، على قاعدة أن فلسطين كلّها ما تزال تحت الاحتلال، وأن الحركات والفصائل المختلفة هي حركات مقاومة للتحرير الوطني، وأن ليس هناك دولة ذات سيادة كي يجري التنازع بشأنها.

3 ـ إن قبول فصائل المقاومة في غزة للمساعدات المالية من قطر (أو غيرها) كان وما يزال غير مشروط، وإن الحصار الإسرائيلي الأميركي الخانق يضطر الفصائل لقبول مساعدات (غير مسيّسة) من أية دولة عربية أو إسلامية؛ لكن قرار التحرير والمقاومة يبقى مصاناً في كلّ المراحل، ولن تستطيع أية جهة حرف بوصلة القوى والحركات المقاومة عن هدف تحرير الأرض، مهما اشتدّت الضغوط وتضاعفت المغريات.

4 ـ إن العمليات الأخيرة ضدة الاحتلال في الضفة تؤكد على صوابية خيار المقاومة والصمود بوجه الاحتلال، في ظلّ وحدة سياسية وميدانية رائعة، تتجلّى اليوم في قطاع غزة بين مختلف الفصائل، بحيث تتركز الجهود على تطوير أساليب مقاومة المحتل واستنزافه، بموازاة منع أو الحدّ من الإشكالات والنزاعات الهامشية قدر الإمكان.

5 ـ حركة الجهاد، مع بقيّة الفصائل، ترحّب بأية جهود عربية (مصرية خصوصاً) لإتمام المصالحة الفلسطينية ولفكّ الحصار عن غزة، مع التمسك بخيار المقاومة حتى النهاية.

 

 

2018-12-19 11:20:50 | 1474 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية