التصنيفات » ندوات

الندوة السياسية الدورية الانتخابات الإسرائيلية..قراءة في الخارطة الحزبية وانعكاساتها على صورة الحكومة المستقبلية

عُقدت في مركز باحث للدراسات الفسطينية والاستراتيجية،  بتاريخ 4/4/2019، الندوة السياسية الدورية بعنوان (الانتخابات الإسرائيلية: قراءة في الخارطة الحزبية وانعكاساتها على صورة الحكومة المستقبلية)، والتي حاضر فيها الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور عباس إسماعيل.
وقد حضر الندوة، التي عقِدت برعاية رئيس مركز باحث، البروفسور يوسف نصرالله، عدد من الباحثين ومن الشخصيات السياسية والإعلامية والأساتذة الجامعيين، ومن بينهم:

ـ ممثّل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، السيد محمد جلال فيروزنيا.
ـ وفد يمثّل العشائر العراقية، ويضم:
* الدكتور خليل الربيعي، مدير عام في مكتب رئيس الوزراء.
* الأستاذ نوري العنزي، مستشار شؤون العشائر في مكتب رئيس الوزراء.
ـ الأستاذ مراد الغضبان.
ـ الدكتور عبد الملك سكريّة، عضو حملة مقاومة التطبيع مع «إسرائيل» في لبنان.
ـ العميد المتقاعد الأستاذ إلياس فرحات.
ـ الدكتورة سارة كنج.
ـ الدكتور مصطفى اللدّاوي، باحث فلسطيني.
ـ الإعلامية منى سكريّة.
ـ الدكتورة رولا حطيط
بالإضافة إلى نخبة من الأساتذة والشخصيات الفكرية والسياسية والإعلامية المهتمين بقضايا المنطقة.
بعد تقديم من الأستاذ حسن شقير، أكد فيه على عدم وجود فوارق حقيقية بين المتنافسين الحاليين على مقاعد الكنيست الصهيوني ورئاسة الحكومة، بدأ المحاضِر كلامه (بعرض عبر برنامج power point) بالحديث أوّلاً عن أسباب وخلفيات الانتخابات المبكرة التي دعا إليها رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، والتي ستجري في التاسع من الشهر الحالي، بعد اتفاق حصل على حلّ الكنيست في الرابع والعشرين من شهر كانون الأول من العام 2018. وكانت الذريعة أزمة تجنيد «الحريديم» في الجيش الإسرائيلي، والتي نشأت بعد الفشل في سنّ قانون التجنيد ضمن المهلة القانونية التي حدّدتها محكمة العدل العليا.
أما الخلفية الحقيقية التي تقف وراء الدعوة للانتخابات المبكرة، فتتمثل في محاولة نتنياهو تنفيذ عملية استباقية لمواجهة لائحة اتهام مرتقبة ضدّه، وتتضمن عدّة قضايا جنائية.
عن العوامل المحفّزة لهذه الانتخابات، عدّد الدكتور إسماعيل أهمها على الشكل الآتي:
1 ـ ستمنع، أو على الأقل، ستصعّب اتحاد أحزاب المعارضة، الضعيفة أصلاً، حول برنامج متفق عليه ضدّ نتنياهو والليكود.
2 ـ ستقلّل من فرص نجاح رئيس الأراكن السابق، بيني غانتس، من الاستعداد اللازم لدخول الحلبة الحزبية بقوّة (تبيّن لاحقاً عدم صوابية هذا التقدير).
3 – استباق خطة الرئيس الأميركي ترامب لإعلان «صفقة القرن».
4 ـ انسحاب أفيغدور ليبرمان من الحكومة، التي بقيت مدعومة من 61 عضو كنيست فقط، الأمر الذي أصابها بالشلل.
5 – الاستفادة من الزخم السياسي والإعلامي الذي حقّقته عملية «درع شمالي» (على الحدود مع لبنان).
وتحدث المحاضِر عن طبيعة النظام الانتخابي والإجراءات الانتخابية في كيان الاحتلال، والتي تشمل البنود الآتية:
1 ـ انتخاب أعضاء الكنيست من خلال قوائم حزبية مغلقة.
2 ـ «إسرائيل» دائرة انتخابية واحدة.
3 ـ الاقتراع سرّي وعلى أساس النظام النسبي.
4 ـ نسبة الحسم هي 3.25 في المئة من أصوات المقترعين؛ أي ما يعادل أربعة مقاعد في الكنيست.
5 ـ عدد مقاعد الكنيست هو 120 مقعداً.
6 ـ سنّ الاقتراع هو 18 عاماً.
7 ـ سنّ الترشح هو 21 عاماً.
8 ـ ولاية الكنيست هي أربع سنوات (يمكن للكنيست أن تقرّر إجراء انتخابات مبكرة في ظروف معيّنة).
وحول القيود المفروضة على القوائم والمرشّحين، عدد المحاضِر القيود الآتية:
1 ـ لا يُسمح لمرشّح الكنيست أن يتنافس في الانتخابات إذا حكِم عليه بالسجن الفعلي لمدّة تزيد عن ثلاثة أشهر، ولم تمض سبع سنين على انتهاء مدّة عقوبته؛ إلاّ إذا قرّر رئيس لجنة الانتخابات المركزية أن المخالفة ليست مخالفة مشينة.
2 ـ منع مشاركة قائمة أو مرشّح في الانتخابات إذا تضمنت أهدافها أو أعمالها الأمور الآتية:
*إنكار قيام «دولة إسرائيل» كدولة يهودية ـ ديمقراطية!
*التحريض على العنصرية.
*دعم الكفاح المسلّح الذي تقوم به دولة عدو أو منظمة «إرهابية».
بعد ذلك عرض الدكتور إسماعيل لخارطة الأحزاب اليهودية المرشّحة لدخول الكنيست 21؛ وهي شملت:
1 ـ الليكود (التكتل): بزعامة بنيامين نتنياهو.
2 ـ «كاحول ـ لافان» (أزرق ـ أبيض): برئاسة بيني غانتس ويائير لابيد.
3 ـ «هايامين هاحداش» (اليمين الجديد): بقيادة نفتالي بينيت وأيليت شاكيد.
4 ـ «إيحود مفلاغوت هايامين» (تحالف أحزاب اليمين): برئاسة رافي بيرتس.
5 ـ «يسرائيل بيتينو» (إسرائيل بيتنا): برئاسة أفيغدور ليبرمان.
6 ـ «زيهوت» (هوية): برئاسة موشيه فايغلين.
7 ـ «هاعفوداه» (العمل): برئاسة آفي غباي.
8 ـ «ميرتس»: برئاسة تمار زاندبرغ.
9 ـ «يهدوت هتوراه» (يهودية التوراة): برئاسة يعقوب ليتسمان.
10 ـ «شاس» (حرّاس التوراة): برئاسة آرييه درعي.
11 ـ «كولانو» (كلّنا): برئاسة موشيه كحلون.
12 ـ «غيشر» (جسر): برئاسة أورلي ليفي.
ومن ثمّ تحدث المحاضِر عن أهم «خصائص» المنظومة الحزبية في «إسرائيل»، وأهمها:
ـ كثرة الأحزاب.
ـ كثرة الانشقاقات والاندماجات.
ـ ولادة أحزاب جديدة وأفول أخرى.
ـ الاصطفافات السياسية.
ـ التمثيل القطاعي.
ـ الشخصانية وغياب الديمقراطية.
ـ تأثير الجنرالات.
وعن عناوين التنافس بين الأحزاب الإسرائيلية، أشار الدكتور إسماعيل إلى عنوانين رئيسين:
1 ـ تحفيز القواعد الثابتة لهذه المعسكرات (الأحزاب) على المشاركة في التصويت.
2 ـ الحصول على أكبر عدد من المقاعد داخل كلّ معسكر بهدف التأثير على النتيجة النهائية.
وفي السياق، يدّعي معسكر المعارضة أن الانتخابات هي على وجهة ووجه «إسرائيل» الديمقراطيين، الآخذين بالتآكل في السنوات الأخيرة؛ فيما يدّعي معسكر اليمين أن الانتخابات هي نقطة فارقة في تحديد مستقبل «أرض إسرائيل» والاستيطان، لا سيّما في أعقاب القرار الأميركي بنشر خطة «صفقة القرن» بعد الانتخابات.
وتحديداً، يركّز الليكود في حملته الانتخابية على:
1 ـ الادّعاء بأن هناك مؤامرة من مؤسسات الدولة (رغم أنه يحكمها) من أجل إسقاط حكم اليمين.
2 ـ إظهار نفسه، ولا سيّما إظهار نتنياهو بأنه ملاحق سياسياً، وبأن الهدف من هذه الملاحقة هو إسقاط حكمه.
3 ـ مهاجمة تحالف «أزرق ـ أبيض»، ووصفه بأنه حزب يساري، ومدعوم من العرب!
أما تحالف أزرق ـ أبيض، فيركّز في حملته الانتخابية على:
1 ـ الملفات الجنائية لنتنياهو.
2 ـ الحفاظ على مؤسسات الدولة.
3 ـ الحفاظ على وحدة المجتمع.
4 ـ فشل نتنياهو في مواجهة قطاع غزة.
5 ـ كفى لنتنياهو بعد 13 عاماً في رئاسة الحكومة.
ويعرض المحاضِر بعد ذلك لمواقف الأحزاب الإسرائيلية من قضايا الصراع الرئيسية، ضمن جدول تفصيلي. (نموذج) أبرز المسائل الأمنية والسياسية التي وردت في البرنامج الانتخابي لقائمة «أزرق ـ أبيض»:
1 ـ في المجال الأمني:
*مواصلة المعركة ضد الوجود الإيراني في سوريا.
*مواصلة الجهود لكبح تعاظم قوّة حزب الله.
*منع إيصال الأموال لحركة حماس في قطاع غزة.
*ترميم سياسة الغموض حيال «الأنشطة العسكرية» الإسرائيلية.
*تجهيز الجيش الإسرائيلي لاحتمالات الحرب.
2 ـ في المجال السياسي:
*عقد مؤتمر إقليمي بمشاركة دول عربية.
*الانفصال عن الفلسطينيين، مع الحفاظ على المصالح الأمنية الإسرائيلية.
*ضمان الغالبية اليهودية والحفاظ على الهوية اليهودية لإسرائيل.
*لا انسحاب من الكتل الاستيطانية؛ غور الأردن؛ القدس و«هضبة الجولان».
*القدس موحّد وعاصمة أبدية لإسرائيل.
*تثبيت وتعزيز الكتل الاستيطانية.
*القرارات التاريخية ستُحسم باستفتاء شعبي أو بأغلبية خاصة في الكنيست.
*قانون القومية: تثبيت قيمة المساواة في «قانون أساس».
وأورد المحاضِر نتائج آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «هآرتس» بتاريخ 4/4/2019، والتي تبيّن حصول معسكر الأحزاب المؤيدة لنتنياهو على 57 مقعداً (الليكود 30 ـ اليمين الجديد 5 ـ اتحاد أحزاب اليمين 7 ـ يهدوت هتوراه 6 ـ إسرائيل بيتنا 4 ـ وحركة شاس 5).
كما سيحصل ـ بحسب الاستطلاع ـ معسكر الأحزاب والمعارضة لنتنياهو على 42 مقعداً («أزرق ـ أبيض» 27 ـ العمل 10 ـ غيشر 0 ـ ميرتس 5)؛ بينما سيحصل معسكر الأحزاب المستقلة على 10 مقاعد (زهوت 5 ـ كولانو 5)، وستحصل الأحزاب العربية على 11 مقعداً (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة + العربية للتغيير  (7) ـ التجمع الوطني الديمقراطي 4).
وأخيراً، توقّع المحاضِر ثلاثة سيناريوهات للحكومة الإسرائيلية المقبلة، في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية التي ستجري في التاسع من شهر نيسان الجاري، وهي:
ـ السيناريو الأوّل: تكليف بنيامين نتنياهو تشكيل الحكومة.
ـ السيناريو الثاني: تكليف بيني غانتس تشكيل الحكومة.
ـ السيناريو الثالث: تشكيل «حكومة وحدة وطنية» قائمة على مبدأ التناوب بين غانتس ونتنياهو.
وفي كلّ سيناريو تحدث الدكتور إسماعيل عن ثلاثة خيارات أمام نتنياهو وغانتس، تراوحت بين حكومة ضيّقة وموسعة ومختلفة؛ والتي قد تشمل حزب العمل والأحزاب الدينية واليمينية، واحتمال تشكيل حكومة وحدة قائمة على مبدأ التناوب بين نتنياهو وغانتس، أو برئاسة أحد منهما.
ورداً على مداخلات من بعض المشاركين في الندوة، أكد المحاضِر أن المجتمع الصهيوني ينحو بسرعة نحو اليمين المتطرف، وأن دور الأحزاب العربية في الكيان سيبقى محدوداً، لعدّة اعتبارات، وأهمها رفض المجتمع والدولة الصهيونيين لهذه الأحزاب مهما فعلت.
ولفت الدكتور إسماعيل إلى أن الخيار العسكري (شنّ الحرب) ما زال بيد الجيش، فيما تمسك الحكومة بالخيار السياسي أو الاستراتيجي، لأن المجتمع الإسرائيلي يضع ثقته التامة في هذا الجيش، برغم ما يعانيه من أزمات ويواجهه من تحديات.
ولفت إلى أن إعادة رفات الجندي الإسرائيلي بواسطة الروس ستخدم نتنياهو انتخابياً؛ وهذا ما يريده الرئيس الروسي بوتين، والذي ربما يعدّ نتنياهو منسجماً مع السياسة الروسية في سوريا إلى حدٍ كبير، رغم «المناوشات» التي حصلت بين روسيا و«إسرائيل» خلال الأعوام الأخيرة حول مسألة الدور الإيراني في سوريا!
وتوقّع المحاضِر أن لا يُعلن نتنياهو ـ إذا فاز في الانتخابات ـ رفضه العلني لصفقة القرن الأميركية، لأنه يتوقع أن يُفشلها الفلسطينيون؛ وهي في الحقيقة مرفوضة من كلّ أطياف اليمين الصهيوني.

2019-04-09 15:16:21 | 1480 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية