التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15/7/2019

15/7/2019
ملخص بحث حول الحريديم في الكيان الإسرائيلي
الحريديم هم جماعة من اليهود المتدينين، ويعتبرون كالأصوليين، حيث يطبّقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية. كلمة حريديم هي جمع لكلمة «حريدي» وتعني "التقي". وقد تكون "الحريديم" مأخوذة من الفعل حرد بمعنى غضب وبخل واعتزل الناس؛ وهم يتميّزون بتبنّيهم للتفاسير الأكثر غلوّاً في التراث الديني، مع التشدد في أداء العبادات والطقوس الدينية، بما يدفعهم إلى الانعزال عن اليهود غير المتقيدين بحذافير التعاليم الفقهية؛ لذلك يفترض الحريديم أن على غيرهم من اليهود الاقتداء بهم لأنهم يلتزمون بتعاليم الكتاب المقدّس. وهم –بشكل عام- ينتظرون مجيء المسيح اليهودي المزعوم ليخلّصهم من متاعب الحياة، ويقيم لهم مملكة الربّ على الأرض، التي ستّتحد مع مملكة السماء. والجدير بالذكر أن المجتمع الإسرائيلي ينظر إلى الحريديم على أنهم عبءٌ على الدولة، لأنهم يحصلون على الأموال من الحكومة، لكنهم لا يشاركون في سوق العمل، وفي الأعمال المجتمعية، فيما تتزايد المخاوف من زيادة قدرتهم على التأثير على صناعة القرار، مع تنامي الثقل التمثيلي النسبي لهم في الحكومات المقبلة .
توجد مراكز اليهودية الحريدية بشكل خاص في مدينة القدس (في حارة "مئة شعاريم" وفي حارات يهودية أخرى)، وفي مدينة بني براك المجاورة لمدينة تل أبيب من جانبها الشرقي، وفي بعض حارات مدينة نيو يورك.
لم يكن اليهود الحريديون من مؤسّسي الحركة الصهيونية، والكثير منهم عارضوها بشدّة في مراحلها الأولى لاعتبارها حركة علمانية تهدّد الحياة اليهودية التقليدية. أما اليوم، فمعظمهم يؤيّدون "دولة إسرائيل" ويتعاونون معها، باستثناء جماعات معيّنة، مثل حركة "ناطوري كارتا" التي ما زالت معارضة بشدّة لمؤسسات "الدولة" وترفض التعاون معها. وكان أحد قادة "ناطوري كارتا"، الحاخام موشيه هيرش، وزيراً في السلطة الوطنية الفلسطينية ويعمل في الشؤون اليهودية.
الأغلبية الساحقة من اليهود الحريديين تفضّل عدم الخدمة في الجيش الإسرائيلي. أما "الدولة"، فتوافق على إعفاء أبناء هذه الطائفة من الخدمة العسكرية، مع أن هذه السياسة تثير الجدل في المجتمع الإسرائيلي.
 يمثّل جمهور المتدينين الحريديم عدّة أحزاب بناءً على الأصول الإثنية للحريديم. فالحريديم الأشكناز تمثّلهم كتلة يهودية التوراة أو يهدوت هتوراه، المنبثقة من حزب أغودات يسرائيل التاريخي،  وحزب ديغل هتوراة، أي راية التوراة. والحريديم الشرقيون يمثّلهم حزب شاس. من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن النظام الإثنوقراطي في "إسرائيل" يبحث عن المصلحة الخاصة لليهود الأشكناز بالذات، في حين أنه يعمل ضد المجموعات الأخرى. وهذه الإثنيات نحّت جانباً الهوية الإسرائيلية، وأصبح همّها الأكبر إملاء أجندة سياسية خاصة على الحكومة والمجتمع الإسرائيليين، ممّا أدى إلى عدم الاستقرار السياسي. وقد أظهرت حملات الانتخابات في العقد الأخير في "إسرائيل" هذه الهوّة بين الإثنيات المختلفة، وأبرزت مشاعر الاغتراب التي تراكمت ضمن كلّ مجموعة، والتي أدّت إلى صدوع كثيرة في جدار الدولة العبرية. وقد أثبتت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، والأزمة التي أعقبتها، ثقل أحزاب المتدينين ــــ على اختلافها ــــ وتأثيرها في الحياة السياسية لإسرائيل؛ وهي تأثيرات تتجاوز حدود المعركة التقليدية على إثبات الذات والدفاع عن المصالح الخاصة، إلى ترسّخ ديني أكبر في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بما يمثّل تهديداً لهوية "إسرائيل" وطابعها العلماني، وربما أيضاً وجودها، خصوصاً أنّ التزايد العددي للمتدينين يضاعف مفاعيل وجودهم، ليس فقط مجتمعياً، بل أيضاً على قرار "إسرائيل" السياسي الداخلي والخارجي.
في هذا البحث سرد وتحليل لواقع الحضور السياسي للقوى الحزبية الأصولية الحريدية، ودورها في عملية اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية في الكيان، مما يؤثّر بشكل كبير في  رسم الخريطة الجيوسياسية والإقليمية في المنطقة .

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2019-07-15 14:18:23 | 1114 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية