التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-12-2020

ملخص التقدير الإسرائيلي
30-12-2020

ملخص بحث حول سقوط ترامب وتأثيره على "إسرائيل"
على الرغم من أن العديد من دول العالم قد احتفل بنهاية الرئاسة الأمريكية الفوضوية وغير التقليدية التي طبعت سنوات حكم ترامب الأربع، إلّا أن ثمّة قادة لم يرُق لهم هذا الأمر، وفي مقدّمتهم بنيامين نتنياهو في "إسرائيل". فهؤلاء، وغيرهم من الزعماء المرتبطين بنهجه السياسي الفوضوي والاستنسابي، سيكونون في مواجهة الكثير من التحديات؛ فسقوط ترامب في الانتخابات، وفوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، سيُفضي إلى اعتماد الولايات المتحدة سياسات خارجية تقوم على إصلاح التحالفات والدفاع عن القيم العالمية، كالديمقراطية وحقوق الإنسان. ولعلّ من المفيد في هذا السياق التذكير بما قاله بايدن في خضم حملته الانتخابية: إن "هذا الرئيس (ترامب) يحتضن كلّ البلطجية في العالم".
لقد سجّل ترامب سابقة للولايات المتحدة على صعيد تعزيز النزعة القومية في "إسرائيل"، التي اعترف أيضاً بسيادتها على مرتفعات الجولان السورية، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ودعم سياسة الضم والاستيطان في الضفة الغربية المحتلة. وفي شهر أيلول الماضي من هذا العام، منح ترامب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جائزة كبرى، حين تمّ التوقيع على اتفاقات تطبيع العلاقات بين الكيان وبين الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب؛ لكن ذلك لم يكن بلا تكلفة، إذ تآكل الدعم لإسرائيل في الكونغرس؛ ويخشى الكثير من الإسرائيليين أن يواجه كيانهم مزيداً من المراقبة والتدقيق بعد فوز بايدن،  فيما تخشى المؤسسة الأمنية في تل أبيب من عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
والملاحظ أن بعض المعلّقين السياسيين والصحافيين الإسرائيليين يرون أن نجاح بايدن سينعكس سلباً على الكيان، مثل الكاتب حيمي شاليف، الذي نشر مقالة في «هآرتس» بعنوان «نجاح بايدن سيكون سيّئاً لإسرائيل». أما الصحافي بن كسبيت، فقد كتب في «معاريف»: «أن سقوط ترامب هو سقوط للمستوطنين»، وأن ما حصل في أمريكا ليس انتصاراً لبايدن، وإنما هزيمة ساحقة لترامب المخلص لإسرائيل». من جانب آخر، قال إلداد شافيت، رئيس «معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب»، في تصريح له: «إن نجاح بايدن يثير غضبنا وغضب نتنياهو تحديداً، ولا يمكننا التغاضي عن تصريحاته – حتى السابقة منها- صحيح أن له شخصية مألوفة بالنسبة للطبقة السياسية في إسرائيل، وهي ترتاح للتعامل معه، لكنّنا نرفض إقامة دولة فلسطينية؛ فهي ستشكّل أكبر خطر على وجود دولتنا. كما أن قيادتنا السياسية، ومعظمنا كإسرائيليين، نؤمن بأن حقوق الفلسطينيين تتمثل في الحكم الذاتي فقط، ونعتقد أن السيطرة التامة والسيادة المطلقة على ما تبقّى من الأراضي الفلسطينية يجب أن تكون لإسرائيل.
ويضيق شافيت: أنا أعبّر عن وجهات نظر غالبية الإسرائيليين. نعم، خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كان همّ الإعلام الإسرائيلي بمختلف فروعه تمجيد ترامب، وتعداد خدماته وفضائله على إسرائيل، باعتباره – من وجهة نظر هذا الإعلام ـ الرئيس الأفضل لإسرائيل من بين كلّ الرؤساء الأمريكيين، الذين تعاقبوا على هرم الإدارة الأمريكية. نؤكّد أن هذا الاعتقاد يجافي الواقع الملموس، فكلّ الرؤساء الأمريكيين، بدءًا من هاري ترومان 1945، وهو الذي هيّأ في الأساس لقيام دولة إسرائيل في مؤتمر بوتسدام المعقود عام 1945 (بحضوره وستالين وتشرشل)، وأعلن الاعتراف الأمريكي بإسرائيل بعد 11 دقيقة من إنشائها. لذلك نقول، منذ ترومان وصولاً إلى الرئيس ترامب، كان أحد الأهداف الرئيسة لكلّ رئيس أمريكي هو دعم إسرائيل وتقديم كافة أنواع المساعدات لها، مالياً وتسليحياً، واستخباراتيا،ً وسياسياً. وتم تقديم عشرات مليارات الدولارات لها منذ إنشائها، وهي تتلقّى سنوياً ما يقارب 121 مليار دولار.
بايدن تعهد بالحلّ العادل للصراع العربي ـ الإسرائيلي، وضرورة إنصاف الفلسطينيين، تماماً كما وعد غيره من مرشّحي الرئاسة الأمريكية من قبل، أثناء حملاتهم الانتخابية، وأثناء الرئاسة. ولكن القول هو غير الفعل العملي (التنفيذ)، وأكبر مثل على ذلك الرئيس الأسبق باراك أوباما؛ فقد وصل به الأمر إلى تحديد موعد لإقامتها. لكن أوباما، الذي تسلّم الحكم بين عامي (2009 و 2017)، أي على مدى ولايتين، ذهب بعد أن أنهى حكمه، ولم يفعل شيئاً جدّياً لإقامة هذه الدولة. كما سبق لأوباما أيضاً أن وصف «مبادرة السلام العربية»، التي صدرت عن قمّة بيروت عام 2002، بأنها مبادرة بنّاءة وبنودها «إيجابية جداً» وتضع تصوّراًّ شاملاً للسلام، بما في ذلك إقامة دولة للفلسطينيين؛ لكن هذا التقويم الإيجابي ذهب أدراج الرياح، ولم يتحقق ما وعد به، رغم أن فترة رئاسته امتدّت لسنوات تُعدّ طويلة نسبياً، نال خلالها جائزة نوبل للسلام.
وأشار "إلداد شافيت" إلى قول بايدن حول «ضرورة التنبّه إلى حلّ محنة الفلسطينيين»، وعلّق بأن «فكرة تترسخ لدى الكثير من المراقبين السياسيين الأمريكيين والإسرائيليين بأن بايدن الديمقراطي قد يُمسك العصا من المنتصف في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل». وبايدن مثل كل الرؤساء الأمريكيين الذين يعدّون "إسرائيل" الدولة الحليفة الأولى للولايات المتحدة، وهي الملزمة بوجودها وتفوّقها العسكري على كافة الدول العربية؛ وهذا مُثبّت في الاتفاق الاستراتيجي الموقع بين الجانبين، الذي أصدره ورسمه الرئيس جورج بوش الابن عام 2004، وليس بإمكان بايدن الإخلال به؛ فهو نجح أولاً وأخيراً بتحالف رأس المال الصناعي والإيباك كعاملين مؤثّرين جداً في إنجاح الرئيس الأمريكي، ومن بينهم بايدن بالطبع؛ فهو لا ولن يشكّل استثناءْ عن الرؤساء الآخرين. إنه يملك أوطد العلاقات مع إسرائيل. ففي أول زيارة له للكيان عام 1973، وبعدما التقى رئيسة وزرائها حينها غولدا مئير، التي حدّثته بالتفصيل، مثلما تقول المصادر الإعلامية العديدة، عن التهديدات الأمنية التي تواجهها من العرب، وصف بايدن مئير، لاحقاً، بأنها من أفضل القادة الإسرائيليين وأنبلهم وأكثرهم إنسانية، وهي جادّة في دعواتها للسلام مع العرب، وبأن اجتماعه بها كان الأفضل لترسيخ العلاقة بين البلدين، وزيادة الالتزام الأمريكي بوجودها. كما ظلّ بايدن خلال أربعين سنة من مسيرته السياسية مدافعاً قوياً عن "إسرائيل" وأهمية وجودها في المنطقة. كما أن أكثر فترة عُرِف فيها بدعمه للدولة الصهيونية كانت خلال عام 1986، حين قال بأنه «إذا لم تكن إسرائيل موجودة، فستضطر الولايات المتحدة إلى إيجادها لحماية المصالح الأمريكية في عموم المنطقة»؛ مضيفاً في تصريح له لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن نحبّ الأشخاص الذين يحبّوننا».
في هذا البحث نتناول التطورات والتداعيات المرتقبة إثر سقوط ترامب ونجاح بايدن على الكيان الغاصب والمجموعة العربية المطبّعة معه.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

 

2020-12-29 15:11:08 | 659 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية