التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-4-2021

 

ملخص التقدير الإسرائيلي
30-4-2021

 
ملخص بحث حول الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ودلالاتها
تجري انتخابات الكنيست، بحسب القانون الإسرائيلي،  مرة كل أربع سنوات. ويمكن للكنيست أو رئيس الحكومة اتخاذ القرار بإجرائها في وقت مبكر. لكن "إسرائيل" ،وللمرة الأولى في تاريخها، شهدت 4 عمليات انتخابية متتالية في غضون عامين. فقد جرت انتخابات في نيسان 2019، لم يتمكن على إثرها أي مرشح من تشكيل حكومة، فأتبعت بانتخابات انتهت إلى المصير ذاته في أيلول من  العام نفسه. وعلى إثر ذلك، جرت انتخابات ثالثة في آذار 2020، ولكن الحكومة التي تشكلت في أيار ما لبثت أن وصلت إلى طريق مسدود، وتم حل الكنيست مرة أخرى، والدعوة إلى الانتخابات التي جرت في آذار 2021 ؛ وبالتالي كشفت نتائج رابع انتخابات إسرائيلية في عامين عن حالة انسداد سياسي أخرى، إذ لم يتمكن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ولا منافسوه ،من الحصول على الأغلبية البرلمانية. فقد حصل حزب الليكود، بزعامة نتنياهو، والأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة الحليفة له، على 52 مقعداً من أصل 120 مقعداً، هي إجمالي عدد مقاعد البرلمان. أما المعارضة، بمختلف تشكيلاتها، فحصلت على 57 مقعداً. وبنتيجة ذلك، رأت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن البلاد مقبلة على انتخابات أخرى خامسة إذا لم يتمكن أي تحالف سياسي من الحصول على أغلبية لا تقل عن 62 مقعداً.
 في الوقت نفسه، تتفاقم أزمة التكتلات السياسية في "إسرائيل"، ومن خلفها جماهيرها التابعة لها، بتغليب الاعتبارات الحزبية والحسابات الشخصية على المصلحة العامة العليا أكثر من أي وقت مضى؛ وربما تسهم في ذلك حالة الاسترخاء والثقة بالنفس التي تعيشها دولة الاحتلال بعد حالة الضعف في الجانب الفلسطيني، وتهافت العديد من الدول العربية للتطبيع معها، وتلقّيها دعماً غير محدود من قبل الولايات المتحدة. ويشكل الفساد بكل أنواعه واحداً من تجليات هذه الأزمة العميقة في الكيان، حيث يتم تقديم لوائح اتهام خطيرة ضد رئيس الحكومة، الذي يواصل تشبثه بمقعده؛ وعوضاً عن تقديم استقالته يشن حملات محمومة ضد ما يعرف إسرائيلياً بـ «حرّاس العتبة» وضد مؤسسات الدفاع عن النظام العام والقانون، من الشرطة والنيابة العامة، مروراً بالجهاز القضائي، وانتهاء بوسائل الإعلام.
على هذه الخلفية شرع زعماء الأحزاب السياسية في المفاوضات، التي يتوقع أن تستمر عدة أسابيع. وبرز في هذه الانتخابات حزب عربي يقوده منصور عباس، يمكن أن يؤدي دور "بيضة القبّان"، فيحدّد، نظرياً على الاقل ، من ستؤول إليه قيادة الحكومة. من هنا دخل نتنياهو ومعارضوه في حسابات معقدة من أجل جمع عدد المقاعد التي تضمن الأغلبية البرلمانية. كذلك دعا معارضون سياسيون نتنياهو إلى التنحي "وفسح المجال أمام عهد جديد". فكتب غدعون ساعر، أحد المنشقين عن حزب اليكود، على تويتر: "للمرة الرابعة في عامين يخفق نتنياهو في الحصول على أغلبية برلمانية. أدعو نتنياهو إلى التنحي. أفرج عن إسرائيل وامنح البلاد فرصة المضي قدماً". ويقود ساعر حزب "الأمل الجديد" الذي حصل على ستة مقاعد، ويسعى إلى إقناع أنصار الليكود بأن نتنياهو الذي قادهم إلى السلطة منذ عام 2009 أصبح اليوم عائقاً أمامهم. ولكن رد نتنياهو على" تويتر" كان بأن أكثر من مليون إسرائيلي منحوا أصواتهم لحزب الليكود، وهو ما يجعله "أكبر حزب في إسرائيل". ومع ذلك، لم تتردد صحيفة هآرتس بنشر تعليق كتبه عاموس هارئيل، يقول فيه إن "نتنياهو بات الآن يشبه السفينة الجانحة في قناة السويس". وهذا الواقع قد يضطر نتنياهو إلى التفاوض مع القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس، للحصول على الأغلبية المنشود؛ ولكن عدداً من حلفائه اليمينيين المتطرفين هدّدوا بعدم دعمه إذا تفاوض مع هذه القائمة ،التي تضم مناصرين لحقوق الشعب الفلسطيني. وزيادة على ما تقدم، يجد نتنياهو نفسه هذه المرة من دون حليفه المقرّب، دونالد ترامب، الذي اتخذ جملة من القرارات الداعمة لسياسته ، في حين أعلن الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، قرارًا ربما يؤشر على تراجعه عن سياسة ترامب، يقضي بصرف 15 مليون دولار للفلسطينيين لمساعدتهم في مكافحة جائحة فيروس كورونا.
في هذا البحث، نتناول موضوع الانتخابات الإسرائيلية الرابعة خلال عامين ،بكل حيثياتها ودلالاتها .

 

2021-04-30 10:45:59 | 569 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية