التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-12-2021

ملخص التقدير الإسرائيلي

15-12-2021

 

ملخص بحث بعنوان "المواجهة البحرية بين إيران وكيان العدو".

كان يُنظر إلى سلاح البحرية الإسرائيلي، بشكل عام، ولسنوات، على أنه ثانوي مقارنة بسلاح الجو والقوات البريّة. وبينما كان المجال البحري تاريخياً في العديد من البلدان يُعدّ مصدر تهديد، في "إسرائيل" لم يكن هناك تهديد بحري حقيقي باستثناء فترات قصيرة جداً. لكن من ناحية أخرى، لدى إيران قدرٌ كبيرٌ من الخبرة في الأنظمة البحرية، إذ بدأت طهران خلال الحرب العراقية - الإيرانية مهاجمة ناقلات دول الخليج التي كانت تدعم العراق، بخاصة الكويتية، ما دفع الولايات المتحدة إلى رفع علَمها على كل الناقلات، معلنة أنها أميركية وأن ضربها بمثابة ضرب السفن الأميركية؛ كما وفّر الأميركيون العتاد وقوات جوية وقوات خاصة لحماية هذه الناقلات، وتم ردع الإيرانيين في الساحة البحرية لسنوات عديدة، إلى أن جاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

 في المقابل ، أشار تقرير إسرائيلي إلى خلافات بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول الطريقة التي أدار بها الجيش الإسرائيلي المواجهة البحرية مع طهران في الآونة الأخيرة . وأشارت التحليلات إلى أن المواجهة البحرية الإيرانية – الإسرائيلية التي خرجت إلى العلن قبل مدة تأتي في سياق رسائل موجّهة من قِبل إيران  و"إسرائيل" على حدٍ سواء، إلى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ومفادها أنه على واشنطن أن ترفع قضايا الشرق الأوسط، وخاصة تلك المتعلقة بإيران و"إسرائيل"، على رأس سلّم أولوياتها. واعتبر محلّل الشؤون الأمنية والعسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، أنّ تصاعُد المواجهة البحرية بين إسرائيل وإيران، وتزامن الهجوم الذي تعرضت له السفينة الإيرانية مع المباحثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في فيينا، بمثابة رسائل صريحة لواشنطن بأنه "إذا لم تتم معالجة جذرية للمشاكل بين إسرائيل وإيران، فقد يتدهور الوضع نحو شفير حرب شاملة". وادّعى بن يشاي بأن "السلطات الإيرانية استخدمت السفينة "سافيز" كقاعدة بحرية عائمة لهدفين رئيسين: تأمين الشحن الإيراني في البحر الأحمر والسماح للقوارب السريعة والقيادة البحرية للحرس الثوري بمهاجمة السفن المدنية أو العسكرية بما يخدم مصالح إيران. على سبيل المثال، توفّر القوارب السريعة على متن السفينة، والتي يُبحر بها أفراد الحرس الثوري، الحماية لناقلات النفط الإيرانية أو سفن الأسلحة الإيرانية التي تُبحر عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر لتهريب حمولتها إلى سورية ولبنان". ورجّح بن يشاي أن الهجوم الذي تعرضت له "سافيز" من تحت سطح البحر استهدف مروحية السفينة أو دفّتها الموجودة في مؤخرة السفينة، وشلّ السفينة الراسية  وسط البحر لفترة طويلة جداً؛ وذكر أنه "من الصعب جدًا إصلاح واستبدال الأجزاء التالفة في وسط البحر. وبالتالي، سيتعيّن على الإيرانيين إرسال سفينة لسحب ‘سافيز‘ إلى ميناء كبير بما يكفي، حيث يمكن إصلاحها. ولفت بن يشاي أن الهجوم الذي تعرضت له "سافيز" يعبّر عن التصعيد الحاصل في الحرب البحرية السريّة بين إسرائيل وإيران، والتي برزت في تقارير صحافية أجنبية خلال المرحلة الماضية، في البحر الأحمر والبحر الأبيض؛ وأشار إلى أن الهجوم هدف إلى "الردّ على الهجوم الذي تعرضت له سفينة الشحن المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي أودي أنجي في بحر العرب، نهاية آذار/ مارس الماضي؛ ردع إيران والتأكيد على التفوق البحري الإسرائيلي في المنطقة في البحرين الأحمر والأبيض، في محاولة لمنع الايرانيين من مهاجمة أهداف بحرية إسرائيلية أو تهريب النفط والأسلحة إلى سورية ولبنان". والهدف الثالث الذي أورده بن يشاي هو "التأكيد لواشنطن أن إسرائيل ستواصل حربها على النشاط الإيراني في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك في سورية ولبنان والعراق واليمن؛ هذا على الرغم من حقيقة أن الأميركيين يبذلون جهودًا جبّارة للتوصل إلى تسوية مع إيران". وأشار بن يشاي إلى أن "العلاقة بين المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا والحرب البحرية تكمن في النقطة الأخيرة"، مشدداً على أن المسؤولين في إسرائيل "يلاحظون أن إدارة بايدن تسعى إلى تحييد المواجهة مع طهران من أجندتها على المدى القريب، وبالتالي معالجة الأزمة التي أحدثها انتشار جائحة كورونا محلياً، والعمل على تطوير البنية التحتية والتعامل مع الصين وروسيا في ما يتعلق بقضايا خارجية مرتبطة بالأمن القومي الأميركي". وادّعى أن "البرنامج النووي الإيراني يُعدّ مصدر إزعاج للأمريكيين، لأن إدارة بايدن تعهدت بعدم السماح لإيران بأسلحة نووية، ولأن واشنطن تخشى أن استمرار طهران في تطوير أسلحة نووية قد يدفع إسرائيل إلى مهاجمتها؛ وبالتالي قد تندلع حرب في الشرق الأوسط ستنجرّ إليها الولايات المتحدة، سواء أرادت ذلك أم لا. لذلك، فإن الأميركيين على استعداد لتقديم تنازلات لضمان عودة الإيرانيين للالتزام ببنود الاتفاق النووي". ونتيجة لذلك، بحسب بن يشاي، "هناك تخوّف إسرائيلي، إذ يعتقد المسؤولون في الأوساط الاستخباراتية الإسرائيلية أن الإيرانيين لا يسعون للوصول إلى سلاح نووي خلال الفترة القريبة، وإنما يعمل المسؤولون في طهران على أن تصبح إيران دولة شبه نووية، وأن المحادثات في فيينا، والتي قد تستمر لعدة أشهر، ستسمح لهم بإحراز تقدم كبير في هذا الاتجاه"؛ وشدّد على أن "إسرائيل تحاول عرقلة هذه العملية ، لكنها تواجه صعوبات جمّة ". ولفت إلى "تقلّص تأثير الحكومة الإسرائيلية على الإدارة الأميركية الحالية".

 وعلى صلة بالموضوع ، نقل المحلّل العسكري في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير بوحبوط، عن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن "هناك خلافات داخل الجيش الإسرائيلي وبين الأجهزة الأمنية الأخرى في إسرائيل كذلك حول إدارة المواجهة البحرية مع إيران" وطريقة الردّ على الهجوم الذي تعرضت له السفينة الإسرائيلية في بحر العرب. واعترف مسؤولون في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن "نجاح الإيرانيين بمهاجمة سفينتين مدنيتين إسرائيليتين يشير إلى فشل قادة المعركة، ولا توجد كلمة أخرى"، مشدّدين على أن "المعركة يجب أن تكون سريّة وغامضة وغير مباشرة ؛ ولا يمكنها أن تُعرّض المصالح المدنية الإسرائيلية للخطر"، بحسب بوحبوط.

في هذا البحث نتناول موضوع المواجهة البحرية بين إيران وكيان العدو الإسرائيلي ، بأبعادها الاستراتيجية والجيوسياسية.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا​

 

2021-12-15 11:14:17 | 460 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية