التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

28-2-2022

ملخص التقدير الإسرائيلي

28-2-2022

ملخص بحث حول (إسرائيل والأزمة الأوكرانية).

ينبع موقف إدارة الرئيس الأميركي  جو بايدن الحازم بخصوص الأزمة الأوكرانية من رغبة في ترميم مكانة الولايات المتحدة ورئيسها بعد صورة الهزيمة التي أعقبت الانسحاب من أفغانستان؛ ولكنه أمر لا ينتهي هنا، وأوكرانيا ليست الموضوع الأوحد، إذ إن واضعي السياسة في واشنطن يدركون أن ما هو على جدول الأعمال ليس صراعاً محلياً بين روسيا وأوكرانيا، بل صدام واسع على نظام عالمي جديد؛ فمن جهة تقف أمريكا وحلفاؤها (ليسوا جميعاً بحماسة زائدة)، ومن الجهة الأخرى الصين وروسيا بل وإيران، الذين يعتقدون بأن هدف واشنطن هو إسقاط أنظمتهم والاستعانة لذلك بلاعب فرعي كأوكرانيا.

تشير الأزمة بين أوكرانيا وروسيا إلى إشكاليات متعددة. فالبُعدان الأمني والقومي عاملان أساسيان من عوامل الأزمة، ومحدّدات الجغرافيا السياسية حاضرة بقوّة أيضاً. ولذلك ، فإن الفهم الأعمق للأزمة يكون من خلال ما تطرحه النظرية الواقعية من مفاهيم المصلحة القومية واعتبارات القوّة والتوسع والعلاقة الصراعية بين الدول؛ فالقوّة هي المحرّك للأزمة، كما أن الأمن والأحلاف والتوسع عوامل أساسية في تفسير ما يحدث. فروسيا تخشى التحاق أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي والناتو، وما يمثّل ذلك من مخاطر استراتيجية وأمنية على مصالحها، بل وتهديد لأمنها كما يتصوّره القادة الروس، وكذلك مسألة نشر صواريخ الناتو في المنطقة، وغيرها من القضايا التي ترتبط بما يسمّى بالمصالح الاستراتيجية العليا للدول.

على الجهة الأخرى، يخشى الأوروبيون من روسيا وتمدّدها في المنطقة، وكذلك أمريكا. فاحتلال روسيا لأوكرانيا إن حدث، فهذا يعني تهديد بقاء دول أوروبية أخرى أيضاً؛ وهذه هواجس تشغل بال الأوروبيين . وبينما تسعى أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي بغية تعزيز قوّتها، وحماية أمنها القومي، فإن ذلك يعني ضمناً أن تصبح حدود الاتحاد الأوروبي على أبواب موسكو.

"إسرائيل" هي الأخرى لم تعد تجلس في مدرج المتفرّجين في هذه المسرحية. ففي الماضي كان الموضوع بسيطاً، إذ لم تكن "إسرائيل" لاعبة في الساحة الدولية، وكان تأييدها للموقف الأمريكي لا لُبس فيه. وتماثل "إسرائيل" مع الولايات المتحدة واضح الآن أيضاً، لكل الأسباب المعروفة؛ لكن لمّا اتسعت مكانتها الدولية في العقود الأخيرة بلا قياس، وأصبحت قوّة إقليمية عظمى، فإن لكل موقف تتخذه "إسرائيل" في مواضيع دولية موضع خلاف سيكون له ثمن قد يتسبب لها بضرر مباشر أو عرَضي، وبخاصة إذا كانت لها مصالح وعلاقات لدى الطرفين. وهذا واضح مثلاً في موضوع النزاع بين مصر وإثيوبيا، وفي موضوع اليونان وتركيا.

إن نجاح المساعي الدبلوماسية والحلول السلمية مرتبط بمدى تحقيق كل طرف لمصالحه وأهدافه، وبمعنى آخر، فإن لقاء القمّة الذي جمع الرئيسين بوتين وبايدن في 10 يناير/كانون الثاني 2022 وما تلاه من مفاوضات بين روسيا والناتو، وكذلك المحادثات بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لايعني بالضرورة الاتفاق على التفاوض. فمن الواضح أن روسيا تريد ضمانات أمنية لها، وبشكل رئيس عدم انضمام أوكرانيا للناتو، وهو ما صرّح به سيرغي ريابكوف، نائب وزير السياسة الخارجية الروسي؛ بل إن السفير الروسي أنطونوف لخّص الأمر على النحو الآتي: “إن استمرار الغرب في نهجه لخلق التهديدات العسكرية لروسيا، سيستدعي ردّ موسكو على هذه التهديدات، وخلق نقاط ضعف للغرب”. بالمقابل، يبدو أن الولايات المتحدة وشركاءها في الحلف غير مستعدين لإعطاء ضمانات من هذا القبيل، لأنها سابقة، وتعني خضوعاً لروسيا، ما يجعل الأزمة مفتوحة على كلّ الاحتمالات .

في هذا البحث نتناول الأزمة الأوكرانية وتداعياتها الإقليمية، خاصة لناحية ما تسبّبه من تعقيدات وتداعيات على المصالح الإسرائيلية الأساسية .

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2022-03-02 10:29:48 | 431 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية