التصنيفات » لقاءات

نص كلمة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد المجاهد زياد النخالة، في يوم القدس العالمي

نص كلمة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد المجاهد زياد النخالة، في يوم القدس العالمي، بدعوة من مركز باحث للدراسات الفلسطينية والإستراتيجية، ولجان العمل في المخيمات، والمستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت، بتاريخ 28/4/2022.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه إلى يوم الدين... وكل عام وأنتم بخير.

بمناسبة يوم القدس العالمي، نجتمع اليوم، وكلّنا تصميم وإصرار ويقين بأنّ هذه المسيرة ستصل إلى منتهاها إن شاء الله بالتحرير والنصر... الآن، عندما نستعيد الذاكرة، وننطلق من النقطة التي بدأ فيها إعلان يوم القدس يومًا ضد المشروع الصهيوني، حين أعلن الإمام الخميني عام 1979 يوم القدس يومًا عالميًا للمسلمين، نستحضر تلك اللحظة الفارقة في تاريخ المنطقة، وفي تاريخ هيمنة المشروع الصهيوني والقوى المضادة لفلسطين، والمُسلّمة بوجود "إسرائيل"، حيث بدأت حالة الانهيار العربي في "كامب ديفيد"... حينها أتت الثورة الإسلامية في إيران في اتجاه معاكس تمامًا، حتى أنه لهذا التاريخ، نستطيع أن نقول: إنّ الجمهورية الإسلامية تسير بعكس السير للمسار الدولي كلّه؛ انحيازًا للحق، وعلى طريق فلسطين، وعلى طريق القدس.

وإذا استعرضنا المراحل التي بدأت فيها الجمهورية الإسلامية، بتبني القدس قضية مركزية، نجد الفارق الزمني، بين ما كنّا عليه في وقتها، وما نحن عليه الآن، كبيرًا جدًا... كانت "إسرائيل" ممتدّة، ولها نفوذ كبير في المنطقة، وتلا ذلك احتلالها لجنوب لبنان، وسيطرتها واحتلالها لقطاع غزة، ومشروع التسوية في المنطقة؛ مشروع "كامب ديفيد"... والحالة العربية المُهتزّة أمام أمريكا... هذا ما كان عليه المشهد في ذلك الوقت...

أمّا الآن، فقد انتقلنا من ذاك المشهد القاتم، إلى هذا المشهد الذي نستطيع أن نجلس فيه ونتحدّث عن تحرير فلسطين، وعن تحرير القدس. ونرى "إسرائيل" من ناحية الجغرافيا كيف هي محاصرة بقوى المقاومة، وكيف تسعى في كل وقت لعقد اتفاق وقف إطلاق النار مع قطاع غزة، ومع لبنان، ومع كل الجبهات... تريد فقط أن تجد مناخًا، أو بيئة تقبل بها للحياة...

لكننا نؤكّد اليوم، كما ترون، أن المقاومة في حالة تصاعد، والشعب الفلسطيني في حالة التفاف كبير حول المقاومة، وكذلك البيئة الحاضنة للمقاومة في المنطقة؛ في لبنان، في سوريا، في اليمن، في العراق، في طهران... كل هذا لم يكن موجودًا قبل سنوات.

واليوم أيضًا، أصبح هناك فرز واضح بين الذين يُؤيدون فلسطين والقدس، والذين هم ضد فلسطين والقدس. لكن الفارق أنّ الذين هم مع القدس جاهزون، ولديهم الاستعداد للقتال والاستشهاد، كما رأيتم المقاتلين الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى، وفي جنين، وكتيبة جنين، وفي داخل فلسطين... وكذلك حالة الاستعداد الموجودة لدى المقاومة الإسلامية في لبنان. وفي الوقت نفسه، الخطاب الإيراني الثوري، والاستعداد الدائم لدعم قوى المقاومة في المنطقة. وهذا بكلِّ وضوح، وبكلِّ قوة، وبكلِّ اقتدار، يُعطينا جميعًا اليقين والثقة بأنّنا سننتصر إن شاء الله، طالما بقينا في هذا المسار.

وفي كل الأحوال، نحن بالمقاومة سننتصر، والشعب الفلسطيني اليوم يُقدّم نموذجًا يُحتذى، وهو رأس حربة أساسي في مشروع تحرير فلسطين، وإن شاء الله، في العام القادم يكون وضع المقاومة أفضل، ونكون إلى القدس أقرب.

وكل عام وأنتم بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

2022-05-18 11:41:51 | 378 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية