التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-9-2022

ملخص التقدير الإسرائيلي

30-9-2022

ملخص بحث حول تعيين رئيس أركان جديد لجيش العدو.

شهد الكيان الإسرائيلي معركة سياسية محتدمة حول من يتولّى منصب رئيس أركان جديد  للجيش الذي يشغله أفيف كوخافي، حاملاً الرقم 22 في قائمة من شغلوا هذا المنصب، ويستعد للمغادرة في مطلع عام 2023. وزادت الأجواء سخونة مع الإعلان عن ذهاب "إسرائيل" إلى انتخابات مبكرة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذ يريد وزير الحرب بيني غانتس تحديد خليفة كوخافي الآن، بينما يتمسك حزب "الليكود" بقوله إنه لا يجوز اتخاذ قرار مهم يتعلق بمنصب حسّاس كهذا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في ظل حكومة انتقالية، مطالباً بالانتظار حتى ما بعد الانتخابات.  وبلغت المعركة ذروتها مع إرسال المستشار القانوني لوزارة "الدفاع" الإسرائيلية مذكّرة قانونية إلى المستشارة القانونية للحكومة غالي باهراف ميارا، تؤكد أنه يمكن "قانوناً" مواصلة عملية تعيين رئيس الأركان حتى خلال حكومة انتقالية وفترة انتخابات.  وجاءت المذكّرة القانونية مرفقة بمراجعات سريّة من قِبل الجيش الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية حول التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه الكيان، بحسب ما أفاد به موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي. وتسبّبت تلك المذكّرة في إثارة غضب حزب "الليكود"؛ حتى أن عضو الكنيست عن الحزب يوآف كيش هدّد المستشارة القانونية للحكومة، عبر تغريدة على "تويتر"، بطردها من منصبها، فور عودة "الليكود" للسلطة، إذا وافقت على تعيين رئيس أركان جديد للجيش الآن. وتهديد كيش للمستشارة القانونية للحكومة أثار تعليقات الكثيرين من أعضاء الكنيست، من بينهم وزير العدل غدعون ساعر، الذي وصف تهديد عضو الليكود لميارا بأنه يأتي على طريقة "العصابات".

 منجهة أخرى، كتب عضو الكنيست إيلي أفيدار من حزب "إسرائيل بيتنا"، الذي يترأسه أفيغدور ليبرمان، على "تويتر" قائلاً: "يا يوآف، توقّف عن تهديد المستشارة القانونية للحكومة! هذا بالضبط السبب الذي يجعل من الضروري عدم عودتكم إلى السلطة".  كما انتقد رئيس الكنيست ميكي ليفي تهديد كيش ودعاه إلى التراجع عن تصريحاته؛ وقال إنه "من الخطير للغاية أن يهدّد عضو كنيست المستشارة القانونية للحكومة بهذه الطريقة المباشرة. هذا وضع لا يُطاق ولا يجب التسليم به في أي نظام ديمقراطي". 

بعد ذلك، قدّم عضو الكنيست الحاخام غلعاد كريب، من حزب العمل، بلاغاً إلى الشرطة ضد كيش بتهمة الابتزاز بالتهديدات. وكتب كريب في بلاغه أن الهدف من تقديم هذا البلاغ هو "نقل رسالة واضحة بوجود خطوط حمر من الممنوع تجاوزها حتى في إطار حملة انتخابية". وأضاف أن "السرعة التي وصل بها عضو رفيع بحزب الليكود إلى التهديد الصريح لمسؤولة عامة كبيرة، هي أمر لا يمكن احتماله، ومن الممنوع المرور عليه بصمت. فنحن لا نتحدث عن تعبير عن رأي أو نقدٍ قاسٍ، وإنما عن تهديد صريح يستهدف ردع مسؤولة عامة عن اتخاذ قرار مطلوب منها بحكم منصبها".

لقد اختار وزير "الدفاع" الإسرائيلي بيني غانتس ثلاثة مرشّحين لخلافة أفيف كوخافي في منصب رئيس الأركان؛ الأول هو نائب رئيس الأركان الحالي هرتسي هاليفي، الذي يوصف بأنه "مرشّح مثالي". والثاني هو نائب رئيس الأركان السابق إيال زمير، الذي كان في الجولة السابقة المرشّح الرئيس لرئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو لمنصب رئيس الأركان الـ22؛ لكن وزير "الدفاع" آنذاك أفيغدور ليبرمان نجح في تحرك سياسي لامع، خلافاً لرأي نتنياهو، في تعيين أفيف كوخاف. والثالث هو يوئيل ستريك، الذي كان قائد القوات البرية، وقائد القيادة الشمالية؛ وتقول مصادر بالجيش لـ"والا" إنه يحظى بتقدير كبير من جانب نتنياهو.

ونقل موقع "والا" عن مسؤولين عسكريين أن الجيش الإسرائيلي يواجه خطة جديدة، يتطلب تنفيذها عملية منظّمة ستُلزم هيئة الأركان العامة لسنوات قادمة، ما يستلزم اختيار رئيس أركان بعناية ليتمكن من استكمال تنفيذ الخطة المذكورة. ويأتي الضغط الذي يمارسه غانتس على المستشارة القانونية للحكومة من أجل تمكينه من تعيين رئيس أركان جديد الآن، ليثير تساؤلات حول سبب عدم إمكانية تمديد ولاية رئيس الأركان الحالي أفيف كوخافي، والحديث عن وجود توتر بينه وبين غانتس بشأن مجموعة من الملفات الحساسة. وكان غانتس يعتزم مقابلة زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو ليحصل على موافقته على إتمام العملية، لكن الليكود رفض الاقتراح بشكل قاطع وعارض بشدّة أي إجراء في هذا الشأن قبل إجراء الانتخابات.

في هذا البحث نتناول موضوع تعيين رئيس جديد لأركان جيش العدو، وما رافق ذلك من آراء متناقضة ومناكفات وخلافات حادّة بين أركان المستوى السياسي، مما يشهد على التخبّط الذي يعيشه قادة العدو لناحية استعصاء حل المشاكل الأمنية المعقدة التي يواجهونها في الداخل والخارج .

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

 

2022-09-29 10:58:16 | 341 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية